حنين شاعر الشعب

(١) مقدمة مرسلة

صديقي حنين

لا أحييك وأنا كل يوم أحييك … وبعد فما إخالك نسيت كلمة من «رنان» قرأناها منذ أيام في كتاب مختاراته: «الأدب الحق في زمن ما، هو الذي يصور ذلك الزمن ويعرب عنه». كلمة جامعة من فصل قيم في حقيقة الأدب وعلاقته بالعصر؛ في الأصول التي منها يستمد ميزات الجمال والتأثير والبقاء.

وهذه قصائدك بمبانيها ومعانيها وأغراضها، لن تضيرها تلك اللهجة الوسط بين الفصحى والعامية، بل إنها في هذا الثوب المنوع الألوان البهيج الزي، لأحسنُ استيفاء لشروط البلاغة في المعنى والفصاحة في التركيب، من بدائع كثيرين من أدباء العصر الذين يحيون في منظومهم ومنثورهم على هامش الحياة، فقصاراهم إذن أن ينطرح «أدبهم» جثة على هامش الأدب الحق الذي لا يصدر، سواء كان فصيحًا أم عاميًّا، إلا عن مورد واحد.

أما الجثة فيبالغون في تنميقها وتزويقها وتأنيقها، لكنه «تواليت» الميت الذي لن يخدع طويلًا، لن يخدع في صفوفنا هذه الفئة الفتية التي تطمع فيما هو خير من نسْخ الأقدمين وأعسر من تقليدهم، وتطمح إلى ما وراء صب الألفاظ في القوالب الجاهزة.

•••

هذه الجنة الخراب — وطننا، بما يسمع في جوه وفي بحره، على أطواده وأنجاده، ببواديه وحواضره، وحول غدرانه الراكدة وسيوله الراكضة، من همس وقصف، وتهليل وعويل، وحفيف وعزيف، وصيحات وأصداء.

وهذه العروس النائحة حياتُنا، بما فيها من مسرات تعقب حلاوتها مرارة الأحزان، ومن آمال خائبة لا ترضى استسلامًا للقنوط، ومن المخازي المتلبسة بالشرف، والشرف الأشبه بالعار، ومن سيوف مفلولة بأيد مغلولة.

وهذه الغانية المهجورة لأنها لا تعرف الدلال؛ عاميتُنا، بنكاتها الطريفة وحكمتها الحصيفة، بحقائقها الجارحة وأساطيرها الساذجة، وبمولدها ومحدثها من أوضاع ومفردات دقيقة الدلالة، وتراكيب وأساليب طلية مأنوسة.

وهذه الشجرة الشرقية الغربية ثقافتُنا، بما تحمل من هدى إلى حسن الاختيار، ومن حث على فضل الانتقاد، ومن توفيق إلى ثواب الإصلاح …

•••

تلك جميعًا أيها الصديق، هي الينابيع التي تفجرت بأغانيك الجميلة وضعًا، الرقيقة لحنًا، الرفيعة مقصدًا، مستقر الحقيقة وملعب الخيال، ملقى الطبع الصادق والصنعة الجيدة، وهل أدل على ذلك من إعجاب العامة والخاصة بها على السواء، وطربهم لها في كل ظرف وبكل ناد؟

لو كنت أيها الصديق، في ديار الغرب لكان الكلام في رسالتي هذه على نوع من أنواع الأدب والموسيقى له شأنه … ولكن على هذا النوع فحسب. بيد أننا لحسن حظك وسوء طالعنا، في بلاد أكثرُ من فيها المتأدبون وأقل ما فيها الأدب الحق؛ لذلك عددت نفسي سعيدًا بتقديم هذا النموذج العالي لا للأغاني الشعبية، بل للأدب على الإطلاق. فقد جئت لتذكرنا بأنه ينبغي أن تكون الصلة بين الأدب والحياة غير منقطعة حينًا من الأحيان، وأن يُفتح مسيل بين الفصحى الجامدة بأهلها والعامية التي تعين على تزيينها، أسوة باللغات الحية. ولا أحسب هؤلاء الذين يريدون سد هذا المسيل بأيديهم إلا كأولئك الذين أرادوا حجب الشمس بأكفهم حجبوها عن أعينهم وظلت تضيء. ليسوا أقوى من الزمان، وطبيعة العمران.

هذا، والله يحفظك لأخيك …

مقدمة لأغنية باللهجة العامية نظمها عمر الزعني بعنوان: صندوق العجايب.

١٩٢٤

(٢) حنين والشعر القومي

حنين رجل الوقت، لم يؤتَ أحدٌ في الأعوام الأخيرة مثل شهرته الواسعة في عالم الأدب، وفي غيره أيضًا؛ ذلك أنها لم تقتصر على العامة الذين ينظم بلهجتهم الحية ويحدثهم عن أعلق الأشياء بنفوسهم وأمسها بحياتهم، فقد عرفه الخاصة، بل ربما كان هؤلاء أسبق إلى معرفة القيمة الفنية الجليلة في أغانيه الجميلة. كان في إحدى قرى الجبل، صيف عام ١٩٢٥، ينشد نفرًا من إخوانه، فسمعه «الريحاني» لأول مرة، فمشى إليه قائلًا: «يا رجل! ألست الزعني؟» قال: «بلى»، فقال له: «ما أنت بمغنٍّ: أنت مربٍّ.»

•••

يحتاج كل عصر إلى من يشهد له أو عليه، وأغاني حنين هي الشهادات الصادقة على زمن لا يؤدي أدبه الزور هذه الخدمة الواجبة. هي شهادات على العصر وعلى أهله تكشف عن عوراتهما ومساوئهما حتى ليمكن القول أن حنينًا هو دائمًا من «شهود الاتهام»، ولكنَّ الأصح أن يقال: إنه أعظم الهجَّائين بين شعرائنا؛ لأنه استحدث نوعًا من الشعر الهجائي هو الهجاء الاجتماعي.

وإذا كان حنين مربيًا فليس كسائر المربين، أو هو مرب يتوسل إلى مطالبه بوسيلة عجيبة: السخرية، ونعم الوسيلة هي! في مقدورك أن تقول ما تشاء لأيٍّ كان، فتذمه أقذع ذم وتشتمه أقبح شتم، ولكن على شريطة أن تضحكه، فإنك إذا أضحكته جردته من سلاحه، ألم تغالب ذات يوم من هو أضعف منك — ولدك الصغير مثلًا — فغلبك لأنك تضحك وهو يجد؟ كذلك الأمر في المعنويات. فإذن لا عجب لحنين يستغل فينا هذا الضعف الإنساني، فيغلبنا ونحن نضحك وهو يجد، بل لو لم يكن إلا الضحك لكفاه فضلًا: إنا لفي عصر نظلم الذين ينعمون علينا بالضحك إذا جعلناهم في مرتبة دون مرتبة باستور وأمثاله من المحسنين.

•••

لحنين كرامات في حياته وما هو من الأولياء، فإن كرامات هؤلاء لا «تظهر» في الأغلب إلا بعد وفاتهم. لقد سمعت أحدهم — لا أحد الأولياء بل «أحدهم» — يقول لصاحبه أمس وهما يتحدثان عن الفرنك وصعوده بعد ذلك الهبوط السريع: يا ما ارتفعت وزارات وسقطت وزارات، وعُملت مناورات ونظمت ميزانيات، فذهب كل ذلك باطلًا، ولكن ما كاد حنين يصرخ في أغنيته الجديدة من قلب مجروح، قائلًا: «حاسب يا فرنك!» حتى وقف بمثل كن فيكون.

(يَسمع الليل في الصبح منه يا ليل! فيصغي مستمهلًا في فراره.)

وقد «سمع» الفرنك منه، على ما يظهر.

هذه كرامة. ولكن الإعجاز هو، لا مراء، في صنعة حنين، لست أعني صنعته الموسيقية، فإني في الموسيقى من الذين يعلمون أنهم لا يعلمون، بل صنعته الشعرية. إلى القارئ ترجمة قطعة للكاتب الفرنسي «بيار لويس» من ديوانه المشهور «أغاني بيليتيس»:

لما رجع إليَّ سترتُ وجهي بكلتا يديَّ، فقال لي: «لا تخافي ولا تحزني، فمن رأى قبلتنا؟» قلت له: «من رآنا؟ الليل والقمر، والنجوم والسحر، لقد نظر القمر إلى خياله في البحيرة، فحكى للماء الذي تفيء عليه أغصان الحور، وماء البحيرة حكى للمجذاف، والمجذاف حكى للمركب، والمركب حكى للصياد، وا حسرتاه، وا حسرتاه! ليت الأمر انتهى عند هذا الحد، ولكن الصياد حكى لامرأة! حكى الصياد لامرأة، فإذن سيعلم بذلك أبي وأمي وإخواتي وكل البلد!»

من هذه الأغنية اقتبس حنين أغنيته «كلمة حكاها القمر …» المنشورة في هذا الجزء، وما إخال القارئ إلا قائلًا معي: أن الاقتباس يفضل الأصل من كل الوجوه، ولكن أحب أن أدس في المقابلة عنصرًا آخر قد يكون في ذكره بعض الفائدة، وهو هذه الأغنية الساذجة التي تَضْحك بها على ذقوننا، إذ نحن في مهد الطفولة الحالمة؛ أمهاتُنا اللواتي يردن إيهامنا أنها قصة عجيبة ملأى بالحوادث والوقائع، اقرأ أيها القارئ، باللهجة العامية — وكأنك تقرأ شعرًا موزونًا — هذه الآية من ديوان الطفولة:

حدُّوته ما حدوته! طلع الشيخ عالتوته، والتوته بدها فاسه، والفاسه عند الحداد، والحداد بدو بيضه، والبيضه ﺑ … الدجاجه، والدجاجه بدها قمحه، والقمحه بالعليَّه، والعليه مسكره، والمفتاح مع أبو صلاح: راح ليجيب حملين تفاح، نقي المليحه المليحه، عطاني ياها، والمتخه المتخه، ضربها بركبتو، طلعت من لحيتك للحيتو!

عفوًا أيها القارئ.

هذه «أَحْدوثة» قد يكون لها معنًى يغيب عنا، ولا غرو فإن من الأشياء ما يفهمه الصغار ولا يفهمه الكبار، ومن يعلم ما الأحلام التي كانت تلك «السخافات» تحمل على غاربها نفوسنا، ولكن ألم تر كيف أن حنينًا الذي ينظم اليوم «أحدوثاته» للكبار، اختار هذا القالب الشعري العامي؛ ليودِعَه اقتباسه من قصيدة غربية؟ وهنا الإعجاز في صنعته التي يسمو فيها ما شاء، ويهذبها ما وجد إلى تهذيبها سبيلًا، لكنه لا يترك «الأرض» التي منها نشأتنا وإليها معادنا، فإذا استمد عنصرًا غريبًا تمثله أولًا، ثم زفه إلينا وكأنه بضاعتنا، وهكذا تحيا الآداب القومية في الأمم.

١٩٢٦

(٣) العمود الهادي

للكاتب الإنكليزي «دكنز» قصة عنوانها: «مارتن تشوزلويت» استهلها بهجوٍ مرٍّ للرذيلة التي كان يدعوها أذكياء الإنكليز «رذيلتنا القومية» أعني: الرياء، وفي تلك القصة وصفُ رجلٍ اسمه المستر بكسنيف، لا يزال إلى يومنا هذا مضرب المثل في الرياء الإنساني عند الإنكليز، كما أن «ترتوف» لا يزال منذ مثَّله «موليار» على المسرح الفرنسي رمز الرياء الديني عند الفرنسيس.

إن بكسنيف هذا «يعطيك من طرف اللسان حلاوة»، ويخفي تحت جمله المنمقة المفعمة كرمًا وحنانًا، أقسى أنواع الأَثَرة وأفحش مظاهر البخل، ويقول دكنز: إن في هذا الرجل من «الحكم الفاضلة» أكثر مما يحتويه كتاب مدرسي في الأخلاق، وإن بعضهم يشبهه بالعمود الهادي الذي يرشد أبناء السبيل إلى الجهة التي يجب أن يمشوا فيها، لكنه لا يمشي قط في تلك الجهة؛ لأنه العمود!

ولقد كان في نية دكنز بادئ بدأة أن يجعل في الصفحة الأولى من كتابه هذه العبارة الموجزة البسيطة: «المكان: بيتكم، الأشخاص: أنتم»، لكنه عدل أخيرًا، ولعله أصاب فيما فعل.

فإن الإنكليز قلما يرضون عن الذين يصارحونهم بالحقائق الموجعة المزرية، أو يصبرون على تسفيه رذائلهم ونقائصهم، ولو على سبيل المزاح. كذلك فإن القراء لم يتقبلوا تلك القصة قبولًا حسنًا، ولم يتهافتوا على قراءتها تهافتهم المعتاد على تلقف مؤلفات دكنز السابقة، كان القصاص الإنكليزي ينشر قصصه في أجزاء متتابعة، وكان يبيع ٧٠ ألف نسخة من كل جزء، فلم يبع من «مارتن تشوزلويت» إلا ٢٠ ألفًا. وهكذا ألزمت الأمة البريطانية كاتبها المختار، الحد الذي لا ينبغي أن يتجاوزه، فلزمه صاغرًا.

•••

ما أكثر الأعمدة الهَوَادي في مجتمعنا! هي قائمة في كل طريق، يبل في كل عطفة طريق، ولو كانت هذه الأعمدة تهدي حقًّا، لم يكن بين الأمم أهدى منا سبيلًا، فإن مجتمعنا غابة من الأعمدة البكسنيفية الترتوفية، لا يدعك بكسنيف واحد إلا ليسلمك إلى ترتوف آخر، حتى لو أن امرأ أراد أن يضل فعلًا لما استطاع! والحمد لله الذي لا يحمد على المكروه سواه.

قلت: ما أكثرها في مجتمعنا! والآن أقول: ما أقلها في أدبنا! والأصح أن يقال: إنها غير موجودة البتة، غير موجودة، لا هي ولا غيرها، فإن أدبنا مشغول بما لا أدري عن تمثيل نواحي الحياة وتصوير أخلاق الأحياء، أدب لفظي، لا أدب حي.

أليس عجيبًا أن لا تجد في غير أغاني حنين العامية تمثيلًا صحيحًا لنواحي حياتنا، وتصويرًا صادقًا لأخلاقنا الاجتماعية؟ في هذه الأغاني يجسد العامة صورًا واضحة بارزة لآلامهم وآمالهم ومختلف أحوالهم، ونكاد لا نجد شيئًا من ذلك فيما عداها، حتى لو أن مؤرخًا بعد خمسين سنة حدثته نفسه باستشهاد أدبنا على زماننا، أو بالتماس صورة لعصرنا في أدبنا، لكان أكثر تعويله على ديوان شاعر الشعب حنين. لولا حنين لكان هذا العصر أبكم، ليس فيه من يشهد له أو عليه؛ هو إذن شاعر العصر …

في أغاني حنين، كما قلت في كلمة سبقت، كثير من الهجو لكثير من الرذائل والنقائص التي يصح أن ندعوها «رذائلنا ونقائصنا القومية»، ولا يُنكر أن هجوه، على الأغلب، مر شديد؛ فهو يرمي الناس بأوجع القول وأنفذ السهام، والناس يضحكون ويتقبلون أغانيه أحسن القبول، قد يَغَص بعض الضاحكين بضحكهم أو تَتَجَّهم أساريرهم بابتسامة صفراوية، ولكن أكثرهم يستسلمون لضحك حر طليق، أو تزدان وجوههم بابتسامة غير متكلفة، وكأني بهم يقولون للسهام التي تتساقط عليهم: «حوالينا ولا علينا!» ويومئون إلى جيرانهم من طرف خفي غامزين، عملًا بالوصية المأثورة: «جارك قبل نفسك» في الضراء، لا في السراء!

١٩٢٨

(٤) حنين والهجو الاجتماعي

لقد استحدث حنين نوعًا من الهجو هو الهجو الاجتماعي. كان شعراء العرب يهجون أشخاصًا بعينهم لمآرب وحزازات خاصة، ولا يهمهم أكانوا في أقوالهم تلك صادقين أم كاذبين. فجاء حنين وتناول بهجوه رذائل الناس ومساوئهم يصورها لنا ويضحكنا منها، ولا يهمه إلا أن يكون في وصفه صادقًا على الجملة، ليس الذنب ذنبه إذا قام يطلب مادة لفنه الشعري، فوقعت يده على هذه القروح المصدأة، وليس الذنب ذنبه إذا كشفت له بصيرته عن عورات الاجتماع فمثلها لنا بصورة لطيفة بل «ملطفة»، من قال: إن الفن رداء يجب أن يُطرح على سوأة نوح في غفلته، ومن قال: إن الفن طبيب جاهل دجال يخدع العليل عن علته؟

كان الرياء الاجتماعي والحياء الكاذب، وما زالا، اليدين القويتين الأثيمتين اللتين تأخذان بعنق الفن فتخنقانه خنقًا.

كان الرياء الاجتماعي والحياء الكاذب، وما زالا، السدين المنيعين المخوفين اللذين يمنعان «الفساد» أن يناله «الإصلاح» بسوء.

فسواء علينا أنظرنا في المسألة من جهة الفن وحريته، أم من جهة الإصلاح وضرورته، وسواء علينا أأخذنا برأي أبي الفرج قدامة بن جعفر إذ يقول في رسالته «نقد الشعر»:

إن المعاني كلها معرضة للشاعر، وله أن يتكلم منها فيما أحب وآثر … وعلى الشاعر إذا شرع في أي معنى كان من الرفعة والضعة والرفث والنزاهة، والبذخ والقناعة، وغير ذلك من المعاني الحميدة أو الذميمة، أن يتوخى البلوغ من التجويد في ذلك إلى الغاية المطلوبة …

أم ذكرنا ضحكة فولتير الهازئة الموجعة، الصالحة المصلحة، التي كادوا يؤرخون بها العصر الجديد أو يرمزون عنه بها، فلا بد لنا في كلتا الحالين من أن نحمد إلى حنين هذه النزعة المباركة في أغانيه العامية. هو أولًا الشاعر المجيد فنًّا، وهو أخيرًا المصلح المحسن أخلاقيًّا واجتماعيًّا.

إن وراء هذه الأغنية «الخفيفة» التي لا تكاد تملأ صفحة من كتابٍ قصةً بتمامها فاجعةً بفصولها، ولا بأس أن نسميها: «القرنان» (وهو لغة الرجل المشارَك في قرينته)، تلك ناحية من نواحي الحياة لا يجرأ الأدب في بلادنا على دخولها، كأني به يخاف أن يُتهم «بسوء الأدب»، تُرى! أهذه الأجمة التي تأوي إلى أدغالها الرذائل والمفاسد والمساوئ والخيانات بأنواعها «حَرَمٌ» من دخله فهو آمن؟

تريدون أدبًا صحيحًا؟ إذن فلندع الحياء الكاذب، وتريدون إصلاحًا أخلاقيًّا؟ إذًا فلندع الرياء الاجتماعي.

١٩٢٨

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤