القبض على نوار!

آخر النهار اجتمع «المغامرون الخمسة» في فيلَّا «محب». كانت تبدو عليهم السعادة، فقد عرفوا كيف يحلون لغز الفتاة المشلولة، لكن «لوزة» سألت: وما هو هذا المسحوق الأبيض الذي نزل من ماسورة الكرسي المتحرك؟!

تختخ: هذا ما سنعرفه عندما ألتقي المفتش «سامي» غدًا.

أخذ «المغامرون الخمسة» يستعيدون خطواتِهم منذ عثر «زنجر» على الفتاة المشلولة على كرسيها المتحرك في ذلك الجو الشتوي، وتحرُّكهم لحل لغز تلك الفتاة واكتشاف الفيلَّا الحمراء الغامضة التي كانت الفتاة محجوزة فيها، ثم حادثة «نوار» عندما أرادت سيارة مجهولة أن تقضيَ عليه، ودخول الفيلَّا مع «نوار».

فجأةً تساءلت «لوزة»: لكننا لم نعرف أصحاب السيارة المجهولة!

ردَّ «تختخ»: هذا سنعرفه من «نوار» بعد القبض عليه، فلا بد أنه سيعترف بمحاولة التخلص منه بالسيارة المجهولة، فهو يعرف أعداءه.

قال «عاطف»: علينا أن نستعيد الأدلة التي حققناها للقبض على «نوار».

أخذ «تختخ» يُعدِّد الأدلة:
  • (١)

    العثور على الكرسي المتحرك في الفيلَّا الغامضة.

  • (٢)

    المسحوق الأبيض الذي ظهر في ماسورة الكرسي.

  • (٣)

    تعرُّف «شمس» على الرجل الذي خطفها من الحديقة.

سألت «لوزة»: لكن «شمس» لم تنطق بعد؟!

قالت «نوسة»: إذن علينا بزيارتها قبل أي شيء، فقد تكون قد نطقت!

واتفق «المغامرون» أن يذهبوا إلى «شمس» في فيلَّاها ﺑ «حلوان» … على أن يذهب «تختخ» للقاء المفتش «سامي» غدًا.

في الصباح اجتمع «المغامرون» واتجهوا إلى «المترو» ليأخذوا طريقهم إلى «حلوان»، في حين أخذ «تختخ» طريقه للقاء المفتش «سامي» الذي كان ينتظره في مكتبه. وما إن دخل «تختخ» إلى المكتب وقبل أن يتحدث في شيء، أخرج الورقة التي بها المسحوق الأبيض من حقيبته، وقدَّمها للمفتش «سامي» الذي ظهرَت عليه الدهشة. مدَّ يده فأخذ الورقة المطوية بعناية، وسأل «تختخ»: ما هذا؟!

تختخ: أظن أنها دليل عملية التهريب، عندما تم استبدال الكرسي المتحرك بعد خطف شمس.

فتح المفتش «سامي» الورقة بحذر، ثم قرَّبها إلى أنفه وشمَّها، ثم نظر إلى «تختخ» وقال: كما توقعتُ … مخدرات بيضاء!

ثم سأل «تختخ» عن مكان مواسير الكرسي المتحرك، فأخبره «تختخ» بمكانها، وأخبره برقم السيارة المرسيدس السوداء التي رآها خارجة من الفيلَّا الغامضة. رفع المفتش «سامي» سماعة التليفون وتحدَّث إلى إدارة المرور للبحث عن مالك السيارة التي تحمل هذا الرقم، وسأل «تختخ»: وما هي خطواتكم القادمة؟!

تختخ: ذهب «المغامرون» إلى «شمس» …

قطع رنينُ التليفون كلامَ «تختخ»، فرفع المفتش «سامي» سماعة التليفون واستمع للمتحدث في الطرف الآخر، وكانت إدارة المرور. وضع السماعة، ثم نظر إلى «تختخ» وقال: إنه نفسه «نوار سعيد نوار».

وما إن انتهى من جملته، حتى رنَّ تليفونه المحمول، واستمع إلى المتحدث وملأَت وجههَ ابتسامةٌ عريضة.

في نفس اللحظة رنَّ جرس تليفون «تختخ» المحمول، وكان المتحدث «محب»، امتلأ وجه «تختخ» بالفرحة وهو يستمع لما قاله «محب». كان المفتش «سامي» قد أنهى مكالمته فنظر إلى «تختخ» الذي كان قد أنهى مكالمته هو الآخر وقال له: مفاجأة سوف تُسعدك كثيرًا!

ابتسم «تختخ» وقال: وأنا عندي مفاجأة … لقد نطقَت «شمس».

غرق المفتش «سامي» في الضحك، ثم قال: هذه هي المفاجأة … لقد كان والد «شمس» يحدثني الآن!

وضحك هو و«تختخ» وقال: الآن، لقد انتهى كلُّ شيء، وسوف يتم القبض على «نوار» غدًا عندما يكون في الفيلَّا، فنحن نراقبه منذ مدة، وهو يذهب إلى الفيلَّا الحمراء يوميًّا في الواحدة بعد الظهر … فإلى اللقاء هناك!

عندما ودَّع المفتش «سامي» «تختخ» قال له: لا داعي لإحضار «زنجر» معك.

فَهِم «تختخ» ما يقصده المفتش «سامي» فودَّعه وانصرف.

في طريق العودة رنَّ تليفونه المحمول، وكان المتحدث «محب» الذي أخبره أنهم عائدون الآن، على أن يلتقوا في مكان الاجتماع. أخذ «تختخ» طريقه إلى فيلَّاه، حيث ركب دراجته وخلفه «زنجر»، واتجه إلى فيلَّا «محب»، قال في نفسه: كنت أتمنى أن يشترك «زنجر» في القبض على «نوار» غدًا؛ لكني أعرف أن الكلاب البوليسية سوف تكون موجودة!

وعندما وصل إلى مكان الاجتماع كان «المغامرون» هناك … وما إن رأَتْه «لوزة» حتى هتفت: «شمس» سألت عنك!

ابتسم «تختخ» وقال: هل نطقَت تمامًا؟!

نوسة: ليس جيدًا، فهناك بعض الحروف تسقط منها.

وقال «محب»: لقد وصفت «نوار» كاملًا، ووصفت الرجل القصير الذي كان مكلفًا بتقديم الطعام لها.

سأل «تختخ»: هل تحدَّثَت عن خروجها من الفيلَّا الغامضة في تلك الليلة التي وجدها «زنجر» فيها؟

عندما سمع «زنجر» اسمَه زام وكأنه يُعلن عن دوره، ربَّتَ عليه «تختخ»، وقال «عاطف»: الرجل القصير هو الذي أخرجها من الفيلَّا ودفعها في أول الشارع.

سأل «تختخ» مرة أخرى: وهل تحدثت عن كيف فقدت النطق؟

نوسة: عندما خطفوها حاولت أن تصرخ، لكن صوتها لم يخرج من فمها. ولذلك ظنوها بكماء وصماء أيضًا، يعني لا تتكلم ولا تسمع، لكنها كانت تسمع كل ما يدور بين «نوار» والرجل القصير، وقالت إن اسمه «غريب»، فقد كان «نوار» يناديه بهذا الاسم. وقالت إنهما كانَا يتحدثان عن مخبأ!

همس «تختخ» لنفسه: مخبأ!

لكنه فكَّر بسرعة: إذن هناك مخبأ تختفي فيه المخدرات البيضاء … هذه معلومة يجب نقلها إلى المفتش «سامي» غدًا.

واتفق «المغامرون الخمسة» على اللقاء غدًا عند فيلَّا «تختخ» في الساعة الواحدة ظهرًا حسب التوقيت الذي وضعه المفتش «سامي». وقال «عاطف»: هل ندعو الصديق «أدهم» ليكون معنا؟

تختخ: سوف أتحدث إليه لينضم إلينا عندما نَصِل إلى الفيلَّا الغامضة.

عندما دخل «تختخ» غرفتَه سأل نفسه: هل ستنضم إلينا «شمس» عند القبض على «نوار»، أم أن المفتش «سامي» سوف يصحبه إلى فيلَّاها في «حلوان»؟ فمن الضروري أن تتعرف عليه …

فكَّر قليلًا ثم قال: هل يُمكن أن يكون «نوار» رجلًا آخر غير الذي خطف «شمس»؟

أجاب لنفسه: لا يهمُّ، فكل الأدلة تُشير إلى عملية التهريب باستبدال الكرسي المتحرك، وهو موجود في حديقة الفيلَّا الغامضة!

في الصباح، وقبل أن يتناول «تختخ» إفطاره، وضع ﻟ «زنجر» إفطاره في مكانه المعتاد وظل يداعبه. كان يريد أن يقطع الوقت حتى يأتي الموعد المحدد …

حاول أن يقرأ، لكنه لم يستطع الاستمرار في القراءة. جلس أمام الكمبيوتر وأخذ يلعب مباراة شطرنج … استغرق في اللعب … فجأة دقَّت الساعة في غرفته الثانية عشرة والنصف … أطفأ الكمبيوتر وأسرع باستبدال ملابسه. سمع صوت «زنجر» ينبح في هدوء، وكأنه يستدعيه للقاء «المغامرين»، نزل بسرعة، وركب دراجته، فقفز «زنجر» خلفه … لكنه ربَّت عليه بطريقة جعلت «زنجر» يقفز مبتعدًا عن الدراجة، شعر «تختخ» بالحزن لأنه عرف أن «زنجر» حزين، خرج بدراجته إلى أمام الفيلَّا، حيث كان «المغامرون» في انتظاره بدراجاتهم، وأخذوا طريقهم إلى الفيلَّا الغامضة، وهناك كان ينتظرهم «أدهم» … وقفوا إلى جانب يتبادلون الأحاديث بشكل هادئ. فجأة ظهرت المرسيدس السوداء، وفُتحت بوابة الفيلَّا الغامضة، وقبل أن تُغلق البوابة، كانت سيارة المفتش «سامي» تدخل خلفها، ثم ظهرت سيارة شرطة وبداخلها كلب بوليسي ضخم، فتبعت سيارة المفتش «سامي». أسرع «المغامرون» بدخول الفيلَّا الغامضة، فرأوا «نوار» والمفتش «سامي» الذي أخرج من جيبه ورقة المخدرات البيضاء وقرَّبها من أنف الكلب البوليسي، ثم أشار إلى كومة المهملات التي في الحديقة، فانطلق الكلب إليها وأخذ يتشمم وينبح، في حين اقترب «تختخ» من المفتش «سامي»، وما إن رآه «نوار» حتى تجمَّدت ملامحه! همس «تختخ» للمفتش «سامي» يخبره عن وجود مخزن سري في الفيلَّا.

أخذ رجال الشرطة يرفعون المهملات حتى أخرجوا قاعدة الكرسي المتحرك، فأمسك الكلب البوليسي بها وجرَّها إلى حيث يقف المفتش «سامي» و«نوار» الذي كان يقف مذهولًا. قال له المفتش «سامي»: أين المخزن؟!

نوار: أي مخزن؟!

سامي: لا داعي للإنكار!

نوار: لا أعرف عمَّ تتحدث؟!

فجأةً نبح الكلب البوليسي وانطلق يجري إلى الفيلَّا … وهو يتشمم الأرض، حتى دخل الفيلَّا … كان مدرب الكلب يتبعه، فدخل خلفه، صحب المفتش «سامي» «نوار» في حراسة الشرطة إلى داخل الفيلَّا. كان الكلب البوليسي ينبح داخل إحدى غرف الفيلَّا.

دخل المفتش «سامي» و«نوار» إلى الغرفة … كانت نفس الغرفة التي دخلها «تختخ» و«محب» ليلة حادثة «نوار». دخل الكلب تحت السرير وأخذ ينبش الأرض بأظافره … طلب المفتش «سامي» من رجال الشرطة إزاحة السرير إلى جانب الغرفة، وعندما أزاحوا السرير أخذ الكلب ينبش الأرض … كان «تختخ» قد دخل الغرفة معهم، همس في أُذُن المفتش «سامي» بكلمة، فطلب من قائد الكلب أن يُبعدَه. تقدَّم «تختخ» وضغط بقدمه على بلاطة محددة في أرضية الغرفة حيث كان الكلب ينبش، غير أن البلاطة لم تتحرك، ضغط على جانبها الآخر، فتحركت البلاطة، انحنى «تختخ» ونزعها فظهرَت حفرة داخلها صندوق صغير، أخرجه «تختخ» وقدَّمه للمفتش «سامي».

كان «نوار» يقف وهو لا يُصدق، ولم ينطق بكلمة. فتح المفتش «سامي» الصندوق فظهرت أكياس المخدرات البيضاء. نظر «نوار» إلى «تختخ» نظرة حادة وقال بصوت غاضب: أنت «فتحي»، كيف عرفت؟!

ابتسم «تختخ» وقال: إنها قصة طويلة سوف تعرفها من المفتش «سامي».

تمَّ القبض على «نوار» واقتياده إلى خارج الفيلَّا، وكانت المفاجأة … كانت «شمس» تجلس في سيارة والدها وحولها «المغامرون» عندما رأت «نوار» صاحَت: آه! هو الذي خطفني!

امتلأ وجهُ «نوار» بالدهشة، فقد كان يظن أنها لا تنطق، ابتسم المفتش «سامي» وسأل والد «شمس»: كيف عرفت أننا هنا؟!

والد «شمس»: الصديق «محب» اتصل بي وأخبرني بما يحدث، وكنتُ أريد أن أرى مَن خطف ابنتي، وصَحِبتُها حتى تتعرف عليه.

وضع المفتش «سامي» رأسه على الفيلَّا الغامضة، واقتاد «نوار» إلى سيارة الشرطة وودَّع «المغامرين» وهو يقول لهم: إلى اللقاء في مغامرة أخرى ولغز آخر.

انطلقَت سيارة الشرطة، وتحوَّط «المغامرون» حول «شمس» التي كانت تجلس في المقعد الأمامي … فجأةً وقعَت مفاجأة جديدة … لقد ظهر «زنجر».

اندهش والد «شمس» وهو يرى «زنجر» يتقافز حول «تختخ» الذي قال: كنت أعرف أنه سيحضر، فهو لا يستطيع أن يبقى بعيدًا عني.

هتفت «شمس» في سعادة: إنه الكلب الذي رأيته ليلة أن كنتُ وحدي على الكرسي المتحرك!

اقترب منها «زنجر» وشبَّ بيده ناحيتها، فمدَّت يدَها من نافذة السيارة تُربِّت عليه وهي تقول: أنت الذي أنقذتني!

شكر والدُ «شمس» المغامرين بحرارة، ودعاهم لحفلٍ أقامَه في فيلَّاه في «حلوان» احتفالًا بعودة «شمس» وعودتها للكلام. وعندما تحركت سيارة «شمس» رفع «المغامرون الخمسة» أياديَهم يلوِّحون لها حتى اختفَت.

ابتسم «تختخ» وقال: كما قال المفتش «سامي» … إلى مغامرة جديدة ولغز جديد!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤