خطةٌ خليجيَّة لم تكتمل!

في الجناح الخاص ﺑ «أحمد» في المقر … وفي غرفة الاستقبال … اجتمع أربعة شُبان وفتاة … من أجل عملية «ملف الأخطار».

وكان «أحمد» قد أعدَّ خمس نُسخ من الملف الخاص بهم … والذي يحمل عنوان «خطة خليجية» وزَّعها عليهم … وجلس يحتسي قهوته … وترك لهم الفرصة ليقرءوا ما بالتقرير …

إلا أن «ريما» قدَّمَت اعتراضًا مُبكرًا … لأن «أحمد» لم يُقدِّم لهم واجب الضيافة، وحين سألهم ماذا تشربون قالوا: «القهوة العربي».

ولم يستطع «أحمد» التنصُّل … بل قدَّم اعتذاره … قبل أن يقدِّم لهم القهوة.

وما إن انتهى من تقديمها لهم … حتى بادره «خالد» بقوله: هل أعددتَ لنا مكانًا لننزل فيه غير مقر المنظمة؟

أحمد: بالطبع … فقد تم حجز غرفة مزدوجة لك أنت و«قيس» في فندق «لؤلؤة الخليج».

ريما: وأنا؟

وقبل أن يُجيبها … انطلقَت الموسيقى من تليفونه المحمول … وعندما نظر إلى شاشته قال لهم: إنها «إلهام» … ثم ضغط زرَّ استقبال المكالمة … وقال لها: هل وصلتِ؟

إلهام: أنا الآن في «لندن» وسأبيت هنا.

أحمد: ألن تذهبي إلى «يوركشاير»؟

إلهام: لا داعي.

أحمد: لا أفهم.

إلهام: لقد التقيتُ بهدفنا في المطار … وهم الآن في الفندق المجاور له.

أحمد: وهل ستنهي المهمة في لندن؟

إلهام: إنها عمليةٌ كبيرة تحتاج لدعم.

أحمد: هل أُعِدُّ نفسي للسفر؟

إلهام: سأبلغك الليلة.

أحمد: وأنا لن أنام.

إلهام: وأنا سأتصل بك … تحياتي للجميع.

أغلَق تليفونه … والتفَت لهم وكله دهشة … ولم يكن «عثمان» قد سمع إلا نصف الكلام فقط … فقال له منفعلًا: أستندهش كثيرًا … وتتركنا ننتظرك كثيرًا؟

أحمد: ألم تكن العملية في «دبي»؟

خالد: بلى.

أحمد: العملية الآن في «لندن».

ريما: لا أفهم يا «أحمد» … ماذا تعني؟

أحمد: لقد التقَت بهم «إلهام» في الفندق القريب من المطار.

قيس: تقصد أنهم سيتحرَّكون كلهم معًا من «لندن» إلى «دبي»؟

أحمد: أظنُّ ذلك.

عثمان: إذن فقد كانت «لندن» نقطة تجمعهم؟

أحمد: أظنُّ ذلك.

ريما: كفى، أظنُّ ذلك … نريد أخبارًا.

أحمد: أتُريدين أخبارًا؟

ريما: نعم.

أحمد: في منتصف الليل.

خالد: هل «إلهام» ستتَّصل؟

أحمد: نعم.

قيس: وعملية «خطة الخليج»؟

أحمد: قد نُلغيها.

وفي هذه اللحظة انطلقَت الموسيقى من تليفونه المحمول … وكان المتحدث هو رقم «صفر» الذي قال له: لقد تلقَّيتُ رسالةً من «لندن».

أحمد: من «إلهام»؟

رقم «صفر»: لا، من عملائنا في «يوركشاير» … يسألونني عن «إلهام».

أحمد: «إلهام» في لندن … ستبيت في فندق مطار «هيثرو».

رقم «صفر»: هل أصابها شيء؟

أحمد: بل أصابت شيئًا.

رقم «صفر»: هل عثَرَت على «بيتر»؟

أحمد: بل على هدفنا.

رقم «صفر»: «سايبر سبيس»؟

أحمد: و«سوبتك».

رقم «صفر»: إن الحظ معنا.

أحمد: ولكن العملية كبيرة.

رقم «صفر»: لن تكون كبيرةً عليكم.

أحمد: شكرًا لك على الثقة.

رقم «صفر»: هل هناك اتصال دائم بها؟

أحمد: نعم … وستتصل هذه الليلة.

رقم «صفر»: وأنا لن أنام.

وفي الوقت الذي يشعُر فيه الجميع بارتياح … كانت «إلهام» في «لندن» تشعُر بالقلق.

فقد كانت تنزل وحدها، في فندقٍ يعجُّ برجال عصابتَي «سوبتك» و«سايبر سبيس» … وكان عليها مراقبتُهم … ومتابعةُ تحرُّكاتهم … وحفظ وجوههم … غير أنها لم تتمكن من أن تفعل شيئًا من ذلك … فعند نزولها إلى بَهْو الفندق تعرضَت لمُضايقاتٍ كثيرةٍ من الشباب … فجمالها نادرٌ بالنسبة لهم … فالشعر الأسود، والعينان السوداوان لهما سِحرٌ خاص … غير أنها كانت قادرةً على حماية نفسها … إلا أن ذلك بالطبع لم يُعطِها الفرصة لمتابعة ما يجري في الفندق … وقد دفَعها ذلك لأن تلجأ إلى غرفتها … وتقوم بالاتصال ﺑ «أحمد» الذي ما إن تلقَّى اتصالها على تليفونه المحمول … حتى طلب منها أن يتراسلا عَبْر ساعة يدهما.

إلا أنها طمأنَتْه … فالجوُّ لديها لن يعطي الفرصة لأحد … لتَتبُّع إرسال تليفونها والتقاطه … فقال لها: هل أخبارُكِ صحيحة؟

إلهام: نعم.

أحمد: وكيف تأكَّدتِ؟

إلهام: أحد رجال «سوبتك» الموجودين هنا … التقيت به من قبلُ.

أحمد: وهل يعرفُك؟

إلهام: لا أعرف.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤