الصمت

أصاب منظر التوابيت الثلاثة الشباب بالرعب، ونظروا حولهم في جزع، واصطدمت عيونهم بما كانوا يبحثون عنه، الدليل القاطع … في ركن الكهف كانت جاكيت من اللون الكاكي … معروفة تمامًا، على كتفها شارة سلاح الطيران … كانت ملابس رائد الفضاء المفقود … الكابتن «ماك جورج» …

تبادلوا النظرات، تفاهموا، في لحظة واحدة، اندفعوا إلى الخارج، كان «كيم» أسرعهم … وفي نفس اللحظة انطلقت رصاصة من داخل الكهف، كانت إشارة إلى الخارج … فبرزت مجموعة من الحراس المسلحين … وانطلق الرصاص من كل جانب، ولم يمضِ وقت طويل، حتى كان الثلاثة في أيدي الحراس المسلحين يقيدونهم بالحبال، وخرج «ريكس» متظاهرًا بالغضب وصاح: ماذا تفعلون برجالي؟!

صرخ فيه الريس: اصمت … سترى الآن فائدة هذه الصناديق!

وصاح في الرجال … فحملوا الصناديق إلى العربات، ودفعوا الشباب، ليتسلقوا هم أيضًا العربات كما أتوا … وعادوا بهم إلى الكوخ مرةً أخرى …

قال «كاري»: ها نحن نقبض على الشقيقين … أبناء «راسي»!

سأله «روي»: كيف عرفتنا؟!

كاري: لقد أخطأ شقيقك، عندما تحدث باللغة الإنجليزية، ها نحن أخيرًا نقبض عليكما! حاولنا أكثر من مرة … إن أباكم يعمل في قضيةٍ ضدنا، ونريده أن يتركها … وسنساومه عليكما!

قال «كيم» غاضبًا: نحن أيضًا نعرف القضية، لقد اختطفتم الكابتن «ماك جورج»، إنكم تحاولون معه ليعترف لكم بأسرار رحلة الفضاء، ولكنه طبعًا يرفض أن يتحدث!

ذهل «كاري» لهذه المعلومات، ثم قال: ولكنه سيتحدث، عندما نصل إلى جرينلاند، سنعرف كيف نجعله يتحدث!

رافي: لن تتمكنوا من الوصول! إن البحرية الأمريكية كلها تبحث عنكم!

قبل أن يرد … ارتفع الباب السري … وظهر رأس رجل قال: يا ريس وصلت رسالة الآن … استعمل الطريقة رقم ٢!

في الحال وقف «كاري» … ونادى على رجلَيْن، وبمساعدة «يونسكو» … دفع الشباب دفعًا إلى الصناديق … كانت خالية … وبالقوة وضع كل واحد في صندوق … ووضع «ريكس» في عربة، وركب في الثانية، و«يونسكو» الثالثة … وبدأت رحلة الصناديق … يحرسها رجال الريس!

كان الطريق شاقًّا، وصعبًا، وفجأة والعربات تهتز بشدة، إذا بها تتوقف، وسمع «روي» صرخة «ريكس» يقول: دب! الدب القطبي!

وارتفع صراخ، وصهلت الخيل وتوقفت، وجرت أقدام، ثم هدأ كل شيء فجأة، وشعر «روي» بالصندوق يفتح و«ريكس» يطل عليه … فسأله: ماذا حدث؟!

أجاب: لقد هاجمنا دب كبير، وقد جرى «كاري» ورجاله، وما زال الدب يطاردهم … كنت مرميًّا على الأرض فقفز الدب من فوقي وتركني!

أسرع «روي» يخلص زميلَيْه من الصناديق، ووقفوا يتشاورون … لو تمكن رجال العصابة من العودة، ووجدوا الصناديق فارغة والشباب قد هربوا، سيغيرون خطتهم ويختفون ولن يتمكنوا أبدًا من القبض عليهم … إذن … ما العمل؟!

اقترح «روي» أن يملأ الصناديق بالصخور، ويغلقوها، وأن يبقى «ريكس» معها، حتى يتمكنوا هم من الوصول إلى القارب، وطلب النجدة باللاسلكي، وافق «ريكس» في الحال … قال: اذهبوا أنتم، أما أنا فسأتظاهر بالإغماء، حتى لا أثير شكهم …

شعر الشباب بالشكر العميق لتضحية «ريكس» … صافحوه شاكرين بحرارة … وبأسرع من البرق … بدأ الشباب رحلة الجري بين الصخور!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤