الملحقات الرياضية

لمن يشاء الاطلاع على البراهين الرياضية للقوانين الواردة في هذا الكتاب

الملحق الأول: ملحق [الفصل الثاني: القوة القصوى – اكتشاف نيوتن السر]

قانون جاليليو لسرعة الأجسام الساقطة

لاحظ جاليليو أن الجسم الساقط يتسارع بسقوطه، ووُجِد بالاستقراء والاختبار أن سرعة سقوطه تزداد كلما اقترب إلى الأرض، فعلى سطح الأرض يهبط الجسم في نهاية الثانية الأولى ٣٢ قدمًا، ولأن سرعته في أول الثانية صفر وفي نهايتها كلها ٣٢ فيكون متوسط سرعته (٠ + ٣٢) / ٢ = ١٦ قدمًا في الثانية الأولى.

وفي الثانية الثانية يكون ١٦ + ٣٢ = ٤٨.

وفي الثانية الثالثة يكون ٤٨ + ٣٢ = ٨٠.

وهلم جرًّا، وإذا أردت مجموع السقوط في عدد من الثواني فاستعمل القاعدة التالية لقانون المسارعة، أي تزايد السرعة هكذا:

نرمز عن المسارعة بحرفي مس وعن مدة الثواني بحرف ث، فمعدل (أي متوسط) سرعة الجسم الساقط إذن (مس × ث)/٢ في المثل الأول.

فإذا ضربنا هذا المتوسط بعدد الثواني ث التي يقضيها في الهبوط كان مقدار المسافة التي يهبطها في عدد معين من الثواني مساويًا = (مس × ث ٢ )/٢.

بهذه العبارة الرياضية يمكنك أن تحسب كم من الأقدام سقط الجسم في أثناء عدد من الثواني؛ وذلك بأن تضرب مربع عدد الثواني بالعدد ٣٢ وتقسم الحاصل على ٢، احفظ هذا ببالك:

مسافة الهبوط = (مس ث ٢ )/٢ (معادلة أولى).
جدول الأمثلة على قانون المسارعة.
مربع الثواني ب ٣٢ مقسوم ÷ ٢ = ١٦ مجموع أقدام السقوط في الثواني كل ثانية المجموع مع ما سبق معدل السرعة كل آخر ثانية السرعة الإضافية عدد الثواني
١٦ الأولى
(٢) ٢ × ١٦ = ٦٤ = ١٦ + ٤٨ = ١٦ + ٣٢ الثانية
(٣) ٢ × ١٦ = ١٤٤ = ٦٤ + ٨٠ = ٤٨ + ٣٢ الثالثة
(٤) ٢ × ١٦ = ٢٥٦ = ١٤٤ + ١١٢ = ٨٠ + ٣٢ الرابعة
(٥) ٢ × ١٦ = ٤٠٠ = ٢٥٦ + ١٤٤ = ١١٢ + ٣٢ الخامسة
(٦) ٢ × ١٦ = ٥٧٦ = ٤٠٠ + ١٧٦ = ١٤٤ + ٣٢ السادسة
(٧) ٢ × ١٦ = ٧٨٤ = ٥٧٦ + ٢٠٨ = ١٧٦ + ٣٢ السابعة
(٨) ٢ × ١٦ = ١٠٢٤ = ٧٨٤ + ٢٤٠ = ٢٠٨ + ٣٢ الثامنة

وهلمَّ جرًّا إلى آخره.

الملحق الثاني: قانون المسارعة الدورانية١

ذلك ناموس الأجسام الساقطة، ولكن الأجرام السائرة بسرعة وبقوة تعادل قوة الجاذبية لا تسقط سقوطًا، وإنما تنحني انحناءً نحو المركز فتدور حوله كالقمر حول الأرض، فإليك قانونه.

فيما يلي اكتشاف النسبة الثابتة بين سرعة الجسم اللازم لفك دورانه (أي مداره) حول المركز ومسافة بُعْده عن المركز، أي النسبة التي تساوي انحناء الجسم في دورانه عن خط اتجاه انقذافه المستقيم كما يتضح من الرسم التالي:

fig1
شكل ١: الشعاعان ش ش منفرجان أكثر من اللازم للتمكن من رسم الأحرف الرمزية.

لنفرض أن الجسم عند ج مندفع بسرعة س (قل أمتار أو أميال أو ما تشاء)، فإذا لم يكن ثمة سلطة أية قوة أخرى عليه سار في اتجاه اندفاعه بخط مستقيم إلى د وإلى ما لا نهاية له.

ولكن إذا كان ثمة قوة أخرى مركزية كالنقطة م مثلًا (القوة الجاذبة) انحرف عن اتجاه ج د إلى اتجاه ج ﻫ المنحني، وبدل أن يصل في ثانية إلى د يصل في الثانية إلى ﻫ، فكأنه هبط من مستوى ج د في القوس ج ﻫ بعد أن ابتعد عن ج قدر س (وهو مسافة ج ﻫ) السرعة بالثانية أمتارًا أو أميالًا، فما هي مسافة هبوطه في الثانية؟ وبأي قيمة نعبِّر عنها؟

لا وسيلة للتعبير عنها إلا بقيمة النسبة الثابتة بين س (السرعة) وش الشعاع نصف القُطْر، أي مسافة بُعْد ج عن المركز، فكم تساوي المسافة د ﻫ من هذه النسبة؟ فلنرَ.

لا يخفى أن الخط ج د مماس للدائرة التي حول المركز، الدائرة التي يدور فيها، وخط المسافة من ج إلى م هو الشعاع، فإذن الخط ج د معامد للشعاع ج م والزاوية عند ج قائمة.

ارسم الوتر م د وهو مؤلَّف من ش الشعاع والخط الآخر ص (المسافة بين د ﻫ وهي مسافة الهبوط)، فلنا إذن مثلث قائم الزاوية ج م د.

بحسب قضية فيثاغورس مربع وتر هذا المثلث يساوي مجموع مربعي ساقيه أي ج د وج م، فلنعبر عن ج د بحرف واحد ض، وعن ج م بحرف واحد هو ش الشعاع هكذا.

(ش + ص) ٢ = ض ٢ + ش ٢ بالجبر.
ش ٢ + ٢ش ص + ص ٢ = ض ٢ + ش ٢ .
احذف ش ٢ من الجانبين واستغنِ عن ص ٢ ؛ لأن قيمتها زهيدة جدًّا لا يعتد بها، يبقى ٢ش ص = ض ٢  أو ص = ض ٢ /٢ش (معادلة ٢).

أي إن ص مسافة هبوطه من د إلى ﻫ تساوي مربع سرعته (من ج إلى د) مقسومًا على مضاعف مسافة بُعْده عن المركز الذي استماله عن د إلى ﻫ.

وهو معلوم أن المسافة ض تقاس بالسرعة مضروبة بالوقت هكذا ض = س ث (معادلة ٣).

بحيث إن س رمز السرعة، وث رمز الوقت (الثانية أو الثواني).

وبما أن مسافة ص هي مقدار الهبوط المعبر عنها هكذا في المعادلة الأولى.

ص = (مس ث ٢ )/٢ (معادلة ٤).

ضع في المعادلة الثانية قيمة ض التي في المعادلة الثالثة وقيمة ص التي في المعادلة ٤ يكن لك:

مس ث ٢ /٢ = س ٢ ث ٢ /٢ش أو مسافة الهبوط مس = س ٢ /ش (المعادلة ٥).

الجاذبية علة المسارعة؛ ولهذا اعتبرنا ج (الجاذبية) = مس.

أي إن المسارعة التي هي نتيجة فعل قوتين إحداهما مركزية تساوي مربع السرعة الناتجة عنها مقسومة على مسافة البُعْد عن المركز، وبعبارة أخرى: إن النسبة التي بين السرعة ومسافة البُعْد عن المركز (المساوية لمسافة الهبوط) هي مربع السرعة مقسومة على مسافة البُعْد.

هذه النسبة ثابتة Constant وبموجبها كلما بعُد الجسم الدائر حول المركز صارت سرعته أقل، وكلما كان أقرب كانت سرعته أعظم بحيث تكون المسارعة دائمًا مساوية س ٢ /ش.

فإذا اختلَّت هذه النسبة بحيث تفوق سرعة الجسم على مسافة بُعْده شرد عن المركز، وإذا قلَّت سرعته بالنسبة إلى مسافة بُعْده هبط إلى المركز، وما دامت هذه النسبة محفوظة فهو دائر في مداره حول المركز إلى الأبد.

الملحق الثالث: قانون الجاذبية (الملحق الثالث من الفصل الثاني)

قسم أول

إذا اعتبرنا الجو الجاذبي خطوط قوة منتشرة من المركز (مركز الشمس مثلًا) إلى جميع الجهات بالتساوي، فبالطبع يكون هذا الجو الجاذبي كثيفًا قرب المركز، ولطيفًا كلما بعُد عن المركز (كما ترى في الشكل الثاني)، أي كلما كان أقرب إلى المركز كان أقوى، وكلما كان أبعد كان أضعف، فالسيَّار الذي يدور حول الشمس في فَلَك مقرَّر إنما هو سابح في سطح كرة وهمية من هذا الجو على بُعْد واحد من المركز تقريبًا، وهو تحت سلطة من قوة الجذب في هذا الجو مناسِبة لبُعْده عن المركز، (أي نصف قُطْر تلك الكرة الوهمية التي نحن بصددها)، فأينما كان السيَّار في سطح تلك الكرة الوهمية كان تحت فعل قدر واحد من قوة ذلك الجو الجاذبي.

fig2
شكل ٢: الخطوط الصادرة من مركز الدائرة (الشمس) هي خطوط القوة (الجاذبية).
مثال ذلك: ض (في الشكل الثاني) الأرض تسبح حول س الشمس في خط غير معوَّج على سطح كروي، (والشكل قطاع الكرة) يبعد عن مركز الشمس بقدر الشعاع ش أي ض إلى س، وقوة الجاذبية منتشرة في ذلك السطح الكروي تساوي القوة موزَّعة على مساحة السطح الكروي (لا مساحة الدائرة) هكذا: ق/٤ب ش ٢
حرف ب هنا هو «Π الحرف اليوناني باي» هو عبارة عن قسمة محيط أي دائرة على قطرها (الذي هو ٢ش، أي مضاعف شعاعها) كما اصطلح عليه الرياضيون وهو يساوي ٢٢ / ٧  تقريبًا، وأما ٤ب ش ٢ فهي مساحة سطح أية كرة كما هو معلوم عند الرياضيين، وحرف ق عبارة عن قوة الجاذبية.

وكذلك م المشتري يسبح كالأرض حول الشمس في خط غير معوَّج على سطح كروي يبعد عن مركز الشمس بقدر الشعاع ع، (أي الخط م س).

فلنر الآن نسبة جذب الشمس للمشترى إلى جذبها للأرض على اعتبار أن المشتري يبعد عن الشمس خمس مرات كبُعْد الأرض عنها تقريبًا، (وبالتحقيق يبعد ٢، ٥ مرات).

ج (ض × س) = ق/(٤ب ش ٢ ) مساحة سطح الأرض (١).
ج (م × س) = ق/(٤ب ع ٢ ) مساحة سطح المشتري (٢).

بحيث إن: ج رمز الجاذبية، س كتلة الشمس، ض كتلة الأرض، م كتلة المشتري، ق قوة الجذب، ش مسافة بُعْد الأرض عن الشمس (أي شعاع فلك الأرض)، ع مسافة بُعْد المشتري عن الشمس (أي شعاع فلك المشتري).

ناسب بين المعادلتين: (١) و(٢) أي اقسم الواحدة على الأخرى.

ج (ض × س)/ج (م × س) = (ق/٤ب ش ٢ )/(ق/٤ب ع ٢ ) أبسط.
ج ض/ج م = (١/ش ٢ )/(١/ع ٢ ) = ع ٢ /ش ٢ (٣).
أي نسبة جذب الأرض إلى جذب المشتري كنسبة مربع شعاع فلك المشتري إلى مربع شعاع فلك الأرض هكذا: ض: م: ع ٢ : ش ٢ (٣).

فإذا كان شعاع فلك المشتري (أي مسافة بُعْده عن الشمس) ٥ مرات شعاع فلك الأرض (أي مسافة بُعْد الأرض عن الشمس)، فبحسب المعادلة (٣) لنا.

جاذبية الشمس للأرض/جاذبية الشمس للمشتري = ٥ ٢ /١ ٢ = ٥ ٢ /١ لأن ع = ٥ش.

أي إن جاذبية الشمس للأرض ٢٥ مرة جاذبية الشمس للمشتري.

قسم ثانٍ

بقي علينا أن نبرهن نص نيوتن أي قوة الجاذبية = (شمس × أرض)/(مربع المسافة بينهما).

من قوانين الطبيعيات أن القوة = تساوي كتلة الجسم مضروبة في مسافة الحركة، أي قوة = كتلة × حركة، ومنها الحركة = القوة/الكتلة أو بالرموز ش = ق/ك باعتبار أن ش رمز مسافة الحركة، وق رمز القوة، وك رمز الكتلة.

مثاله: قوة حصان يرفع جسمًا وزنه ٥٠ رطلًا مترًا واحدًا في ثانية، أو جسمًا وزنه ١٠٠ رطل خمسة أمتار بنفس الوقت هكذا:

قوة حصان = ٥٠٠ × ١ = ١٠٠ × ٥ = ٥٠ × ١٠ أو ٥ = قوة حصان/١٠٠.

بناءً على هذا القانون:

مسافة حركة الجاذبية أي مسيرها من المركز إلى المحيط وهو الشعاع ش:

ش = قج/ض أي قوة جذب الشمس للأرض/كتلة الأرض (وزنها).

ومثله شش = قج/ي أي قوة جذب الشمس للمشترى/كتلة المشتري (وزنه).

ض تمثل كتلة الأرض، ي تمثِّل كتلة المشتري، ش تمثل بُعْد الأرض عن الشمس، شش تمثل بُعْد المشتري عن الشمس، قج تمثل قوة الجاذبية.

وبناءً على هذا تكون معادلة الجاذبية السابقة (٣) هكذا:

قج/ض: قج/ي: شش ٢ : ش ٢ (قوة الجاذبية).
ومنها: ش ٢ قج/ض = شش ٢ قج/ي (٤).

•••

ولكننا في هذه المعادلة لم نحسب حساب المسافة بين الأرض والمشتري؛ لأن التجاذب ليس بينهما بل حسبناها بين كل منهما والشمس، باعتبار أن الشمس المركز الذي يجذب كلًّا منهما وكل منهما يجذبها.

وكذلك غضضنا النظر عن التجاذب الذي بينهما، واقتصرنا على نسبة كلٍّ منهما إليها، فإذا رُمْنَا أن نحسب حساب هذا التجاذب كانت شم (كتلة الشمس) مركزًا بين جانبي هذه المعادلة، هكذا:

(ش ٢ قج/ض) = شم = (شش ٢ قج/ي).

أي إن كتلة الشمس تقوم مقام كلٍّ منهما هكذا:

شم = ش ٢ قج/ض ومنها قج = (شم × ض)/ش ٢ أي = (الشمس × الأرض)/مربع البعد بينهما وهي معادلة قانون نيوتن كما تقدَّم نصها في أول الفصل الثالث.

بناءً عليه إذا ضُرِبَ كلٌّ من طرفي المعادلة (٤) بقيمة ١/شم (أو إذا شئت قج/شم) هكذا:

(ش ٢ قج/ض ٢ ) × (١/شم) = (شش ٢ قج/ي) × (١/شم).

تصبح كما يجب أن تكون هكذا:

(شم × ض)/ش ٢ = (شم × ي)/شش ٢ = قج.

وهي معادلة نيوتن بعينها.

يعني أن قوة الجاذبية تساوي حاصل ضرب كتلتي جِرْمين مقسومًا على مربع البعد بينهما أينما كانا وعلى أي بُعْدٍ كانا (بقطع النظر عن تداخل جِرْم ثالث على مقربة من أحدهما أو من كليهما)، وهذا هو معنى تعميم قانون الجاذبية على جميع الأجرام.

قسم ٣ (امتحان القانون)

لم يدع نيوتن القانون إلا بعد أن امتحنه بتطبيقه، وقانون المسارعة المشروح في الملحق الثاني على التجاذب بين القمر والأرض.

المعلوم أن نصف قطر الأرض ٣٩٥٦ ميلًا، وقد علمنا من الملحق الأول أن الجسم يسقط على سطح الأرض بمعدل متوسط ١٦ قدمًا بالثانية كل ثانية، فعلينا أن نعلم معدل هبوط القمر نحو مركز الأرض وهو يبعد عنه ٢٣٨٨٥٧ ميلًا، والمعلوم أن سرعة القمر في الثانية ٣٣٥٠ قدمًا أو ٣٣٥٠ / ٥٢٨٠ من الميل (الميل = ٥٢٨٠ قدمًا).

وعلمنا من قانون المسارعة أن مس = س ٢ /ش والمعدل الأوسط ل مس في الثانية هو ١ / ٢ × س ٢ /ش أبدل الأرقام بالحروف.
معدل مس = (١ /٢ × ٣٣٥٠ ٢ السرعة)/(٢٣٨٫٨٥٧ × ٥٢٨٠) = ٠٫٠٠٨٩ / ٢  = ٠٫٠٠٤٤٥ من القدم = ٠٫٠٥٣٤ قيراط، وهو متوسط هبوط القمر نحو الأرض بالثانية، هذا حسب قانون المسارعة، فلنر الآن هل الحساب حسب قانون الجاذبية يطابق الحساب حسب قانون المسارعة هذا؟

إذا قسمنا متوسط هبوط أي جسم على سطح الأرض على معدل هبوط القمر نحو الأرض هكذا ١٦ قدمًا/٠٫٠٠٤٤٥ قدم = ٣٦٣٢ يعني كأن لنا مقدار هبوط الأجسام على الأرض ٣٦٣٢ مرة كمقدار هبوط القمر.

وبعبارة أخرى: كان مقدار جذب الأرض للأجسام التي على سطحها ٣٦٣٢ مرة كمقدار جذبها للقمر، فإذا كان قانون الجاذبية صحيحًا وجب أن يكون مربع مسافة بُعْد القمر عن مركز الأرض إذا قِسْناه بنصف قطر الأرض مساويًا لهذا القدر «٣٦٣٢»، فكم هو بُعْد القمر عن الأرض بمقياس نصف قطرها؟ أي كم في هذه المسافة من أنصاف قطر الأرض؟

اقسم المسافة (بين القمر ومركز الأرض) على نصف قطر الأرض هكذا:

٢٣٨٨٥٧ مسافة بعد القمر عن مركز الأرض/٣٩٥٦ نصف قطر الأرض = ٦٠٫٢٧.

أي إن مسافة بُعْد القمر عن مركز الأرض تساوي نحو ٦٠ مرة وكسور كنصف قطر الأرض ربع هذا العدد ٦٠٫٢٧ ٢ = ٣٦٣٢.

وهذا العدد هو نفس العدد الذي مرَّ بنا سابقًا، أي هو عدد المرات لمقدار جذب الأرض للقمر إذا قيس بجذبها للأجسام على سطحها كما رأيت آنفًا.

إذن فناموس الجاذبية صحيح؛ لأنه مطابق لناموس المسارعة الذي عُرِف بالاختبار، وهو نتيجة الجاذبية.

لما خطر لنيوتن ناموس الجاذبية رام أن يمتحنه بما له من المعلومات عن دوران القمر حول الأرض وعن ناموس المسارعة هذا الذي نحن بصدده فعمل العملية السابقة، وكان معروفًا حينئذٍ بعملية زاوية اختلاف النظر Parallax أن مسافة بُعْد القمر عن مركز الأرض يساوي ٦٠ مرة نصف قطر الأرض.

وكان معلومًا حينئذٍ أن الدرجة من محيط الأرض ٦٠ ميلًا، فعلى هذا الحساب يكون نصف قطر الأرض ٣٤٣٦ ميلًا وهو خلاف الحقيقة، والحقيقة هي أنه ٣٩٥٦، فلما عمل نيوتن حسابه لم تأت النتيجة مطابِقة لقانون المسارعة القمرية، بل جاءت ٠٫٠٤٤ من القيراط بدل ٠٫٠٥٣٤ كما أبنَّا آنفًا، فلم يأخذه الغرور لكي يتسامح بهذا الفرق، واعتبر أن نظريته خطأ، فعَدَل عنها من غير أن يفوه بكلمة عنها.

بعد ست سنين بلغ إليه أن بيكارد الفرنساوي قاس قوسًا من الطول في فرنسا فوجد أن الدرجة تساوي ميل (لا ٦٠ كما كان يظن)، وأن نصف القطر إذن ٣٩٥٦ (لا ٣٤٣٦ كما كان يُظَن قبلًا)، فأسرع نيوتن إلى إعادة عمليته على اعتبار تصحيح نصف القطر.

ويقال إنه لشدة انفعاله لم يتمالك أن يعمل العملية الحسابية بنفسه، فكلَّف صديقًا له أن يُسْرِعَ بعملها، فجاءت النتيجة نجاحًا باهرًا، وثمَّ أذاع نظريته.

الملحق الرابع: قانون كبلر الثالث (ملحق ﻟ [الفصل الثاني: القوة القصوى – اكتشاف نيوتن السر])

قانون كبلر: نسبة مربع المدة التي يقضيها السيَّار الواحد من حول الشمس إلى مكعب مسافة بُعْده عن الشمس كنسبة مربع مدة أي سيَّار آخر إلى مكعب مسافة بُعْده، هكذا:

ت ٢ : تت ٢ : ش ٣ : شش ٣ .

باعتبار أن ت مدة دوران الجِرْم الواحد وتت مدة دوران الجِرْم الآخر، وش بُعْد الأول وشش بُعْد الثاني عن الشمس.

مثال ذلك: نصف قُطْر فلك الأرض ش (مقياس فلكي واحد)، ونصف قطر فلك المشتري ٥٫٢ خمس مقاييس فلكية وعُشْرين.

اصطلح الفلكيون على اعتبار مسافة بُعْد الأرض عن الشمس مقياسًا فلكيًّا واحدًا أي مترًا أو ذراعًا فلكيًّا، وسائر أبعاد السيارات تُحْسَب بهذا المقياس (انظر أيضًا ٤ من الفصل الرابع).

فبهذا المقياس يبعد المشتري عن الشمس خمس مرات وعُشْرَين كبُعْد الأرض.

والمشتري يُتِم دورته «تت» في ١١٫٨٦ سنة أرضية، والأرض تُتِمُّ دورتها في سنة واحدة، فبناءً على معادلة كبلر أبدل الأرقام بالرموز هكذا:

١ ٢ : ١١٫٨٦ ٢ : ١ ٣ : ٥٫٢ ٣ بالبسط.

١/(١٤٠٫٦) = ١/(١٤٠٫٤) متساويان تقريبًا.

على هذا النحو يمكن القارئ أن يمتحن المعادلة في جميع السيارات فلا يجد فيها إلا خللًا زهيدًا؛ بسبب أن بعض الأرقام المحصاة تقريبية.

وبواسطة هذه المعادلة تستطيع أن تستخرج أي ضلع واحد مجهول فيها إذا كنت تعلم الأضلاع الثلاثة الأخرى، مثال ذلك: نبتون يبعد عن الشمس ٣٠ مرة كبُعْد الأرض تقريبًا فكم مدة دورته؟

ت ٢ : تت ٢ : ش ٣ : شش ٣ .
١ ٢ : ك ٢ = ١ ٣ : ٣٠ ٣ .
ك = = ١٦٤ سنة تقريبًا مدة دورة نبتون.

وافرض أننا نعرف مدة دورة المريخ ١٫٨٨ سنة، فكم بُعْده عن الشمس؟

١ ٢ : ١٫٨٨ ٢ = ١ ٣ : ك ٣ .
ك = = ١٫٥٢ بُعْده بالمقياس الفلكي.

استخراج قانون الجاذبية من معادلة كبلر

معلوم أن محيط الدائرة (الفلك) يساوي ٢ ش ب باعتبار أن ب = محيط الدائرة مقسومًا على القُطْر أي ٢٢ / ٧ كما تقدَّم القول سابقًا.

ومعلوم أيضًا أن الوقت ت يساوي المسافة مقسومة على السرعة، فإذن:

ت = ٢ش ب/س للسيار الواحد.

تت = ٢شش ب/سس للسيار الآخر.

ت رمز للوقت الواحد، وتت للوقت الآخر.

وش بُعْد الواحد وشش بُعْد الآخر.

س سرعة الواحد، وسس سرعة الآخر.

فإذا وضعنا القيمتين الآنفتين بدل ت وتت في معادلة كبلر كان لنا.

٤ش ٢ ب ٢ /س ٢ : ٤شش ٢ ب ٢ /سس ٢ = ش ٣ : شش ٣ .

بالبسط لنا:

١/س ٢ : ١/سس ٢ = ش: شش.
أو س ٢ /سس ٢ = شش/ش (معادلة أولى).

وبحسب قانون المسارعة الدوراني الذي شرحناه في الملحق الثاني:

المسارعة (أي قوة الجاذبية في فلك الأرض) ج = س ٢ /ش أو ج ش = س ٢ .
وقوة الجاذبية في فلك المشتري: قج = سس ٢ /شش أو قج شش = سس ٢ .

ناسب بين هاتين المعادلتين، أي اقسم الواحدة على الأخرى.

ج ش/قج شش = س ٢ /سس ٢ .
عبارة س ٢ /سس ٢ الواردة هنا وردت أيضًا في المعادلة السابقة الأولى، فعادل بينهما هكذا:

ج ش/قج شش = شش/ش.

وبالجبر: ج/قج = شش ٢ /ش ٢ .

وهذه هي معادلة قانون الجاذبية بعينها.

يمكن استخراج معادلة كبلر أيضًا من معادلة قانون الجاذبية، ولا محل هنا لهذا.

الملحق الخامس: التناسب بين السرعة والبُعْد

في عملية استخراج معادلة قانون الجاذبية من معادلة كبلر ظهرت أمامنا المعادلة الأولى هذه:

س ٢ /سس ٢ = شش/ش (٢).

وفحواها أن نسبة مربع سرعة السيار الواحد إلى مربع سرعة السيار الآخر كنسبة بُعْد الثاني إلى بُعْد الأول:

أو س ٢ × ش = سس ٢ × شش (٣).

أي حاصل ضرب مربع سرعة الواحد بمسافة بُعْده كحاصل ضرب مربع سرعة الآخر بمسافة بُعْده.

مثال ذلك: الأرض بُعْدها مقياس واحد وسرعتها ١٨٫٥.

١٨٫٥ ٢ × ١ = ٣٤٢.

وزحل بعده ٩٫٥٣٨٨ مقاييس وسرعته ٦ أميال.

٢٦ × ٩٫٥٣٨٨ = ٣٤٢ عدد ثابت بناءً على المعادلة الثانية أو المعادلة الثالثة لا فرق.

س ٢ /سس ٢ = شش/ش.

تستطيع أن تستخرج أي ضلع مجهول: افرض أنك تجهل بُعْد المريخ وأنت تعرف سرعته ١٥ ميلًا بالثانية وتعرف سرعة الأرض ١٨٫٥ ميلًا، فلك:

١٨٫٥ ٢ /١٥ ٢ = ك/١ = ١٫٥٢ مقياس فلكي.

الملحق السادس: ملحق لآخر (٤) من الفصل الثاني

إذا قذفت جسمًا عن سطح الأرض قذفًا أفقيًّا لكي يستمر دائرًا حول الأرض على مقربة من سطحها كأنه قمر آخر لها قريب منها، فكم يجب أن تكون سرعته لكيلا يقع عليها ولا يشرد عنها؟

علمنا أن مسارعة أي جسم على الأرض ١٦ قدمًا بالثانية كل ثانية، بحسب معادلة قانون المسارعة في الملحق الثاني أي مس = س ٢ / ش بحيث إن س السرعة، ش البُعْد عن المركز، لنا:
مس = ١٦ قدمًا = ١ / ٢ × س ٢ / ٣٩٥٦ نصف قطر الأرض بالأميال.
س ٢ = ١٦ × ٢٠٩٥٠٠٠٠ بالأقدام.

س = ٢٥٨٨٠ قدمًا.

س = ٤٫٩ أميال.

١  ملحق [الفصل الثاني: القوة القصوى – سر الدوران].

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤