نهاية مهرب

اقترب «اللنش» الكبير من الجزيرة، ثم وقف حيث أشار «تختخ» — قريبًا من فتحة النفق — واستعد رجال الغوص، ثم قفزوا إلى المياه، ودخلوا النفق بعد أن شرح لهم «تختخ» الطريق.

مرَّت الدقائق ثقيلة والرائد «سراج» يقف مع الأصدقاء، وقد ركز الجميع أنظارهم على فتحة النفق، في انتظار ظهور الرجال، فظهر رجلٌ ومعه مُهرب. ثم ظهر ثانٍ ومعه المهرِّب الآخر … وأخيرًا ظهر ثلاثة من رجال الغوص يُحيطون بالمُهرِّب الكبير.

وفي سكون، ودون مقاومة تقدم الجميع إلى «اللنش» والمدافع الرشاشة تطلُّ من جانبه مصوبةً في انتظار أي حركة، ولكن المهرِّبين الثلاثة كانوا يُدركون أنه لا فائدة من المقاومة بعد أن انكشف سرُّهم الكبير.

عندما صعد «الحنش» إلى «اللنش» كان شاحبًا، بادي التعب والإعياء، وأخذ ينظر حوله مذهولًا، كأنه لا يُصدق ما حدث، واتجه «اللنش» عائدًا إلى ميناء البحر الميت، والرائد «سراج» يَبتسِم ويضع يده على كتف «تختخ» قائلًا: لقد سمعت كثيرًا عن مغامراتك، ولكن هذه المغامرة حضرتها بنفسي، وأشهد لك بأنك أذكى وأشجع مما سمعتُ عنك.

قال «تختخ»: هل أحضَرَ رجالك الكاميرا؟

رد «سراج»: كدتُ أنسى … ولعل الرجال اعتبروها من ضمن المضبوطات.

ثم استدعى أحد رجاله وطلب منه إحضار الكاميرا … ولحسن الحظ لم تكن قد أصيبت بأي خدش، فقد حافظ عليها الرجل ولفها في كيسٍ من المشمع السميك.

عندما وصل «اللنش» إلى الميناء، تجمع عشرات من الناس على الشاطئ، وقد سرَت بينهم إشاعة القبض على المهرِّب الخطير، وكان أكثرهم غير مُصدِّق، ولكن ظهور «الحنش» بين أيدي رجال السواحل جعل الإشاعة حقيقة واقعة.

في هذا المساء كان «تختخ» هو البطل الذي تحدَّثت عنه «أبو قير» كلها … وبينما كان يروي القصة للأسرة سألته «لوزة»: هناك نقطة لم أفهمها بعد يا «تختخ» هي كيف يصل الهواء إلى الكهف ما دام النفق المؤدي إليه مملوءًا بالمياه، ولا يسمح بدخول الهواء؟

ابتسم «تختخ» ﻟ «لوزة» وقال: لقد اعتدت أن أسمع منك الأسئلة الذكية، ولم أكن أتوقع أن تفوت هذه المغامرة دون سؤال … والإجابة هي أن في سقف الكهف عشرات من الشروخ الرفيعة التي لا يتمكَّن الإنسان من رؤيتها في الظلام، وهي التي تمد الكهف بالهواء اللازم … وكان أحد هذه الشقوق هو بداية الخيط الذي أدى إلى حل لغز «الحنش»، فلم يكن من الممكن بالنسبة لأي شخصٍ أن يعرف مكان الكهف؛ لأنه مُختفٍ تمامًا تحت الجزيرة، ولا يراه أحد من خلالها … ولكن هذا الشرخ هداني إلى التفكير في وجود النفق، ثم الكهف.

وقضى الأصدقاء إجازة ممتعة … وعندما عادوا إلى «المعادي» كانت معهم قصة رائعة ليَروُوها لأصدقائهم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤