سر المفتاح الذهبي

توقف الشريط … وأوقفت «زبيدة» جهاز التليفزيون، وقال «أحمد»: نحن نملك نصف شريط!

رد «عثمان»: بعد كل ما حدث؟

قال «أحمد»: النتيجة لا بأس بها … وأعتقد أن رقم «صفر» سيشكرك على المجهود الذي قمت به.

قال «عثمان»: ولكن «و. ك» … من هو؟

أجابه «أحمد»: قد نجد الرد عند رقم «صفر» وسنُرسِل له تقريرًا الآن … فقد اتصل بنا ثلاث مرَّات يسأل عن أخبارك.

قام «أحمد» إلى غرفة اللاسلكي … وبدأ يرسل تقريرًا موجزًا عن الأحداث التي جرت، حتى وصل إلى الشريط، فشرحه شرحًا وافيًا ثم أنهى تقريره بسؤالين:

من هو «و. ك»؟ وهل سنواصل المهمة؟

لم تمض دقائق حتى جاء رد رقم «صفر»، وكما توقع «أحمد» تمامًا، فقد بدأ رقم «صفر» رده بشكر «عثمان» على المجهود الذي قام به، ثم قال: «إن المعلومات مفيدة جدًّا … أما «و. ك» فسيصل إليكم في الصباح تقريرٌ عنه … وبالنسبة للمهمة … فستقومون بإكمالها، فإن «و. ك» موجود في مكانٍ ما في أوروبا.»

عاد «أحمد» برد رقم «صفر»، فقرأه على الشياطين … وقال ﻟ «عثمان»: هل تتذكَّر بعض الوجوه التي مرت بك من عصابة سادة العالم؟

قال «عثمان»: لم يكن ذلك مُمكنًا، ولكن الأصوات يمكن التعرُّف عليها.

قال له «أحمد»: هناك نقطة أثرتَها ذات أهمية … هي كيف لم تعرف عصابة سادة العالَم بمكاننا، رغم أنهم يعرفون رقم التليفون؟ هناك نقطة هامَّة نسيتها … إن عميل رقم «صفر» في لندن، هو الذي قام بالاتصالات كلها … وهو الذي حدد الموعد مع «مايكل راف»، ثم اتصل برقم «صفر»، ورقم «صفر» هو الذي أبلغنا بالمعلومات … فعصابة سادة العالَم إذن، لا تعرف أرقام التليفونات عندنا …

ولهذا لم تتبعنا.

قال «عثمان»: الحمد لله … كنت أخشى أن يعرفوا المقر.

قال له «أحمد»: قم أنت لتنام … سأخرج أنا و«بو عمير» في نزهة ليلية.

ردَّ عليه «عثمان» قائلًا: ستذهبان إلى السيارة «الجاجوار»؟

ضحك «أحمد» قائلًا: بالضبط … ويا لك من شيطان!

قال «عثمان»: إنني لا أنصح بذلك … بالتأكيد، إنهم عندما تأخَّرتَ عليهم، اتصلوا بالسيارة اﻟ «بي. أم» وعرفوا مصيرها … ولعلهم الآن يحيطون بالسيارة الجاجوار … فلا داعي إذن لهذه النزهة.

فكر «أحمد» لحظات … فمضى «عثمان» يقول: إن رقم «صفر» يُريدنا أن نُكمل المهمة … ولا داعي لمغامرات فرعية … دعونا نركز على الحصول على بقية شريط الفيديو.

قالت «إلهام»: هذا صحيح …

وأضافت «زبيدة»: إني أؤيد «عثمان».

ابتسم «أحمد» وقال: إنكم تريدون حرماننا من هذه النزهة الليلة … والحقيقة أنني كنتُ أنوي مهاجمة وكر سادة العالم في طريق «لندن– برايتون» … إنهم لن يتوقَّعوا أن نقوم بالهجوم عليهم في هذا الوقت.

قالت «إلهام»: ما زلتُ أرى أن «عثمان» على حق.

ردَّ «أحمد» قائلًا: لا بأس … سنلغي النزهة الليلية …

لم يكد «أحمد» ينتهي من جُملته حتى رن جرس التليفون، وأسرعت «زبيدة» ترد … كان المتحدث هو عميل رقم «صفر» … كان صوته مرتجفًا وهو يقول: الوقت ضيق … إن عصابة سادة العالم، قد عرفت مكان العمارة التي أُقيم بها … وقد سألوا البوَّاب عني … وكنت قد نبَّهتُ عليه، بألا يُدلي بأية معلومات لأي شخص … لقد قال لهم إنه لا يعرف شيئًا، ولكنهم الآن يحيطون بالعمارة.

قالت له «زبيدة»: وماذا ستفعل الآن؟

ردَّ عليها الرجل قائلًا: إنني أعددتُ لمثل هذه الحالة خطة مُحدَّدة … سأنفذها الآن … إنني أسكن قرب الطابق الأخير … سأصعد إلى السطح … وسأقفز إلى العمارة المجاورة … سأقضي الليلة عند صديق … وفي الغد سأتَّصِل بكم.

قالت له «زبيدة»: نتمنى لك التوفيق.

وضعت «زبيدة» السماعة وقالت: لقد بدأت عصابة سادة العالم عملها … إن نجاح «عثمان» في الحصول على الشريط قد أثار غضبهم، إنهم يريدون الإيقاع بعميل رقم «صفر»، لاستجوابه طبعًا … لقد جُن جنونهم!

نظر «أحمد» إلى ساعته ثم قال: دعونا ننام … إن أمامنا في الأغلب عملًا شاقًّا غدًا.

بعد لحظات، أُطفئت الأنوار في المقر السري … ودخلت «زبيدة» و«إلهام» إلى حجرتهما … و«عثمان» و«بو عمير» معًا … أما «أحمد» فإنه دخل إلى غرفة اللاسلكي، وأرسل إلى رقم «صفر» تقريرًا سريعًا، عن موقف العميل السري الذي تطارده العصابة.

ولدهشة «أحمد» الشديدة، أنه وجد المقر السري للشياطين اﻟ «١٣»، يرد على الفور.

دع جهاز الاستقبال مفتوحًا … إن قسم المعلومات في المقر السري قد عثر على المعلومات اللازمة عن «و. ك» وسوف نُرسل لكم تقريرًا بعد لحظات.

جلس «أحمد» بجوار جهاز اللاسلكي … مضت ثلاث دقائق، ثم بدأ المقر السري يرسل تقريره:

«إن «و. ك» هو اختصار لاسم «ويلون كازافيتش»، وهو مغامر يوغسلافي، اشتهر في العالم السُّفلي في السنوات الماضية، ثم اختفى تمامًا … ولكن ذلك لا يعني أنه أوقف نشاطه … إنه رجل قوي جدًّا، ويُحيط نفسه بمجموعة من أشرس رجال العالم السُّفلي … ومجموعة «ويلون»، تقوم بالوساطة في الخلافات التي تنشب بين العصابات … وتقوم باستلام فدية المخطوفين … وبنقل الرسائل والطرود السرية بواسطة رجالها … وتتقاضى نسبةً على ضمان إتمام العمليات التي تُوكَل إليها …

إن المفتاح الذهبي الذي عندكم، يعني أن «مايكل راف» كان يتعامل مع مجموعة «ويلون»، فقد اعتادت هذه المجموعة، أن تُعطي لكل من يتعامل معها مثل هذا المفتاح. وهو يحمل رقمًا مُعينًا … ومن يحمل هذا المفتاح يستطيع أن يجد مأوًى آمنًا، من المآوي العديدة، التي تملكها مجموعة «ويلون» في مختلف دول العالَم … ومعنى هذا أن «مايكل راف» كان ينوي الاختفاء عند مجموعة «ويلون»، بعد أن يتسلم منا المبلغ … وطبعًا لن تُسلِّم مجموعة «ويلون» بقية الفيلم، إلا إذا تقاضت النسبة المُتفق عليها … فهم لا يُهِمُّهم مصير «مايكل راف» إنما تُهمُّهم النقود التي يحصلون عليها.»

توقف جهاز اللاسلكي لحظات، ثم أكمل قسم المعلومات: «إن المفتاح الذهبي هام جدًّا، في الاتصال بمجموعة «ويلون». وعندنا عناوين المنازل، التي يُستخدَم فيها هذا المفتاح … وإليك العناوين التالية:

  • (١)

    في لندن: ١٥٦ شارع «أولد برمبتون».

  • (٢)

    في لندن: ٤٨ شارع «مارلبورو بليس».

  • (٣)

    في برايتون: ٣٣ شارع «سي فش».

وهناك عناوين أخرى في باريس، وزيورخ، واستكهولم وروما، وغيرها من مدن أوربا … ابدءوا بعناوين «لندن» و«برايتون»، وخذوا حِذركم.»

جلس «أحمد»، يُعيد قراءة التقرير مرة أخرى … لقد تعقَّدت المهمة، وبدلًا من أن تُحل في ليلة واحدة، أصبح أمامهم عمل كثير …

تسلل «أحمد» بهدوء، وفتح باب الفيلَّا وخرج، بعد أن انطبعت في ذهنه العناوين … كان يُريد أن يقوم بجولةٍ يرى فيها الأماكن … على الأقل التي في لندن، ليُحدِّد مكان الصراع القادم … وفي نفس الوقت، يختبر هذا المفتاح الذهبي المدهش … فهذه أول مرة، يسمع فيها عن مجموعة «ويلون» ودورها في العالم السُّفلي.

أخرج سيارته من الجراج، ثم أضاء النور الداخلي وأخرج خريطة لندن … كانت عنده فكرة لا بأس بها عن المدينة الكبيرة، فأخذت عيناه تجري على الخريطة بسرعة … وسرعان ما عثر على «برمبتون رود»، ووجد أن «أولد برمبتون» هو امتداد للشارع الأول … ووجد أنه ليس بعيدًا عن المكان … عشر دقائق بالسيارة ويكون هناك.

وخرج إلى الليل البارد … وتأكد من وجود مُسدسه معه، ثم أطلق للسيارة العنان …

مضى في الطريق الرئيسي لحظات، ثم انحرف يسارًا وعاود السير … كانت شوارع المدينة الكبيرة خالية … فاستطاع في فترة قصيرة، أن يصل إلى «أولد برمبتون»، وبدأ ينظر إلى واجهات المنازل ليبحث عن رقم ١٥٦.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤