الفصل السادس

كيف تتقبل الخلايا القلبية مصيرها المحتوم؟

بطريقة تبعث على القُشعريرة تمامًا، يُشبه الجنين embryo الوَرَم كثيرًا١ إلى درجة أن الأيام الأولى من الحمل تشبه غزو نمو خبيث. وبمجرَّد أن تُخصَّب البويضة، فهي ترتحل عبر قناة فالوب fallopian tube، حيث تنقسم وتنقسم على طول الطريق. وبعد أيام عديدة، تكون قد أصبحت كرةً تتألف من العشرات من الخلايا المتطابقة، والتي تشرع في جمع نفسها في منطقتَين اثنتين؛ حيث تتحول الطبقة الخارجية إلى المشيمة placenta، في حين تُفضي كتلة الخلايا الداخلية إلى الجنين.
وعن طريق تبادل الإشارات مع جدار الرحم، فإن هذه الكتلة المتوسعة، واسمُها الكيسة الأريمية blastocyst، تستعدُّ لغرس نفسها، وهي الخطوة التالية في الحمل الناجح. ومن أجل شقِّ فتحة تنفذ منها، تقوم الإنزيمات المُذيبة للبروتينات بأكل٢ سطح بطانة الرحم. ومع قيام الكيسة الأريمية بغرس نفسها لأسفل، وهي عملية يُطلِق عليها علماء الأجنَّة اسم الغزو، فإن جزيئات التصاق الخلية تساعد على ضمان انغراسها بقوة.٣ في الحالة الطبيعية، سيجري لفظ مثل هذا الدخيل باعتباره نسيجًا خارجيًّا، لكن يجري إرسالُ رسائل إلى الجهاز المناعي٤ لطلب تعاونه. وإذا سارت الأمور كما هو مخطَّط لها، فإن الكيسة الأريمية تصبح الجنين، ومن ثَم تبدأ تحفيز عملية تولِّد الأوعية،٥ وفيها تُنشأ أوعية دموية تربط الجنين بالإمدادات الدموية للأم. وفي كل خطوة من الطريق، تكون التفاعلات الجزيئية للحمل شبيهةً بتلك التي تحدث أثناء نشوء الأورام.
ومع استمرار الاحتلال، تبدأ الخلايا داخل الجنين في الانتشار في صورة نقيلة metastasis جيدة التناغم؛ فهي تجمع أولًا نفسها في ثلاث طبقات؛ هي الأديم الباطن endoderm، والأديم المتوسط mesoderm، والأديم الظاهر ectoderm (أي الداخلية، والمتوسطة، والخارجية). وبعد ذلك، فإن الخلايا من كل من هذه المناطق البدائية تنطلق من تلقاء نفسها، ومن ثَم تنتقل إلى مواقع جديدة. وفي أثناء انتقالها، فإنها تبدأ في التمايز؛ فالعظام والغضاريف تذهب هنا، وتذهب الأدمة إلى هناك، كما تربط الأعصاب والأوعية الدموية بين هذه وتلك. وبالتالي فإن ما بدأ كخلايا جذعيَّة شاملة الوسع totipotent stem cells متطابقة — أو ألواح فارغة — تصبح الخلايا الجسدية المتخصِّصة. ليس هناك مشرف مركزي هنا.
تحتوي كل خلية على الجينوم بأكمله، ومع استمرار الشتات يجري تشغيل الجينات أو إيقاف تشغيلها في توليفات مختلفة، مما يُنتج مجموعةً فريدةً من البروتينات التي تمنح كل خلية هُويَّتها. تؤدِّي خلايا الأديم الباطن إلى تكوين بطانة الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، كما تكوَّن الكبد، والمرارة، والبنكرياس. وتشكِّل خلايا الأديم المتوسط العضلات، والغضاريف، والعظام، والطِّحال، والأوردة، والشرايين، والدم، والقلب. أمَّا خلايا الأديم الظاهر فتشكِّل الجلد، والشعر، والأظافر، وكذلك العُرف العصبي neural crest، الذي يتطور إلى الجهاز العصبي والدماغ.
وفي حين تتطور الأورام عن طريق الطفرات العشوائية، تقوم الأجنَّة بذلك وفقًا لخطة مرسومة. ولكن كلما تعمَّقت نظرة علماء البيولوجيا، ازدادت أوجه الشبه التي يجدونها٦ مع تنامي الجنين، فلا بدَّ للخلايا الظهارية المترابطة بإحكام — من النوع الذي يشكِّل الأنسجة — أن ترخي قبضتها حتى تتمكن من الانتقال إلى مواقع جديدة. وهنا تتحول إلى كُتَل هائمة تُسمَّى خلايا اللُّحمة المتوسطة mesenchymal cells. وعندما تصل إلى وجهتها، فمن الممكن أن تتحول مرةً أخرى إلى خلايا ظهارية، ومن ثَم تنظيم صفوفها إلى أنسجة جديدة. تحدث هذه العملية، التي يُطلَق عليها اسم الانتقال من الخلايا الظهارية إلى خلايا اللُّحمة المتوسطة،٧،٨ أو EMT اختصارًا، أثناء الشفاء أيضًا، عندما تُرسل الخلايا لإصلاح الجروح في مواقع نائية. يبدو طبيعيًّا تمامًا أن يجد السرطان وسيلةً ما لاعتماد العملية EMT كمَركبةٍ لنقائله، وهناك أدلَّة دامغة على أنه يقوم بذلك بالفعل. إن السرطانة، وهي أكثر أنواع السرطان شيوعًا، تنشأ عن الخلايا الظهارية. عن طريق تغيير هُويَّتها مؤقتًا، فهي تتمكن من الانتشار بسهولة أكبر عبر أجزاء الجسم. وخلال الفترة الانتقالية، يمكنها حتى أن تكتسب خصائص شبيهةً بمثيلاتها في الخلايا الجذعيَّة الجنينيَّة؛ أي القدرة على التكاثر بغزارة ومن ثم إنشاء وَرَم جديد. وفي هذه الحالة، ستنتفي حاجة الخلية السرطانية إلى أن تُصادف مواهب الحرباء هذه عن طريق الطفرات العشوائية. أمَّا البرنامج، المتبقي منذ الأيام الخوالي، فسينتظر جاهزًا للاستخدام في الجينوم كأنه كتاب منسي على الرف. وكل ما يلزم هو مجرَّد إعادة قراءته.
تدفعني الرغبة في معرفة مزيد عن العمليات المعقَّدة للحياة والحياة المضادة، قُدتُ سيارتي إلى ألبوكيركي في صباح أحد الأيام، حيث كانت جمعية البيولوجيا النمائيَّة تعقد اجتماعها السنوي.٩ يتمثل جوهر هذا العلم في إجراء تجارب على الجينات التي تؤدِّي دورًا في النماء الجنيني، ومن ثَم معرفة نوع التشوهات التي تحدث. ومن خلال التجريب على الحشرات، والديدان، والأسماك، وغيرها من الكائنات المُختبَرية، يقوم علماء البيولوجيا ببطء بتجميع الخطوات التي تتبعها البويضة المخصَّبة حتى تصل إلى كائن بالغ مكتمل النمو. ومثل النمل المحفوظ في العنبر، جرى الحفاظ على العمليات الخلوية نفسها وتنفيذها عبر المسارات المتفرعة للتطور. وعند تفعيلها في الوقت الخطأ، من الممكن أن تسبِّب تلك العمليات حدوث السرطان في البشر.
كان هناك طوفان من النتائج الجديدة التي تحقَّقت منذ اجتماع العام الماضي. وكان السبيل الوحيد لاستيعابها جميعًا هو عقد الجلسات بصورة متزامنة. «تخلُّق الأعضاء» Organogenesis،١٠ «التحكم الزماني-المكاني في النماء»، «التفرع والهجرة»، «توليد اللاتناظر»؛ كانت هناك وليمة من الأفكار الغريبة والمثيرة للاهتمام. وخلال اندفاعي من غرفة إلى الأخرى، كان في وسعي الاطِّلاع على عيِّنات من أحدث التقارير عن الجينات الموجَّهة لنماء الكبد في أسماك الزرد أو لدماغ بخَّاخ البحر sea squirt، أو تلك التي تضمن انفصال القصبة الهوائية بشكل صحيح عن الجهاز الهضمي في الفأر الجنيني. يمكن للمرء معرفة كيف يجري تحديد الجنس في دودة الربداء الرشيقة C. elegans، أو كيف ينحت الاستموات — الموت الخلوي المُبرمَج — الأعضاء التناسلية لذباب الفاكهة. كانت هناك محادثات حول الكيفية التي تقوم بها البرمائيَّات amphibians والمستورِقات planaria بتجديد الأجزاء المبتورة من أجسادها، وكذلك تخمينات حول سبب كون ذلك أمرًا لا تستطيع أن تقوم به الثدييات.
اكتُشف العديد من الجينات الموجَّهة إلى النماء لأول مرة في ذباب الفاكهة. وعند تعرُّضها للطفرات أو التدمير، فهي تسبِّب التشوهات، ولذلك قد أُعطيت أسماءً مثل عديمة الجناحَين، والمتغضِّنة، والملساء، والمرقطة، والشعثاء.١١ يمكن للطفرات التي تصيب جين يُسمَّى القنفذ hedgehog أن تجعل الهُلب تنمو بشكل غير متوقَّع على الجوانب السفلية ليرقات ذباب الفاكهة. (يُكتنف جين القنفذ البشري في بزوغ الشعر من الجريبات follicles، مما يشير إلى علاجات محتمَلة للصلع).١٢ كما يجري استدعاء الجينات التي تحمل أسماء الحلزون، والبزَّاق slug، والمعوج خلال دورانات الانتقال من الخلايا الظهارية إلى خلايا اللُّحمة المتوسطة.
ومع اكتشاف العلماء نُسخًا مختلفةً منها، ازدادت مسمَّياتهم غرابة؛ القنفذ الصحراوي، القنفذ الهندي، والقنفذ سونيك Sonic hedgehog. ثمة جين أُطلق عليه اسم الهُدابة fringe، والذي سرعان ما انضمَّت إليه جينات الهدابة المهووسة، والهدابة المتطرفة، والهدابة المجنونة. وعندما يتعرض للطفرات خلال تشكُّل الجنين، فقد تكون النتيجة ظهور التشوهات والسرطان في حديثي الولادة. وقد سبَّبت هذه التسميات السخيفة بعض الضيق لدى الأشخاص المتعاملين مع النتائج المُفجعة للعيوب النمائية. وكما صاغها أحد الباحثين الطبيين: «إن الحسَّ الملتوي للفكاهة١٣ … كثيرًا ما يفقد معظمه في الترجمة عندما يُخبَر أشخاصٌ يواجهون مرضًا خطيرًا أو إعاقةً بأنهم أو بأن أطفالهم مصابون بطفرة في جين مثل القنفذ سونيك، أو البزَّاق، أو بوكيمون Pokémon.» جرى سحبُ هذا الأخير، الذي اقتُرح كاسمٍ لجين وَرَمي، بعد التهديد برفع دعوى قضائية من قِبَل شركة ناينتندو Nintendo، وهي الشركة الصانعة للعبة البوكيمون. وهو يُعرف الآن باسم أقلَّ إثارةً للذكريات، وهو Zbtb7.١٤
لم تُرفع أيُّ دعاوى قضائية من قِبَل شركة سيغا Sega عندما استولى علماء البيولوجيا على اسم شخصية ألعاب الفيديو التي تُنتجها، القنفذ سونيك Sonic the Hedgehog. وحتى لو كانت الشركة ميالةً إلى اللجوء إلى القضاء، فسرعان ما صار ذلك متأخرًا للغاية. فمنذ اكتشافه في العام ١٩٩٣م،١٥ برز جين القنفذ سونيك بسرعة كأحد أقوى مكوِّنات النماء الحيواني. جاءت التلميحات الأولى على ذلك في خمسينيات القرن العشرين، عندما بدأت الأغنام التي ترعى الكلأ في جبال١٦ أيداهو تلد حملانًا مشوهة. وفي أكثر الحالات بشاعة، كانت هناك عين واحدة في وسط الجبهة، وفي كثير من الأحيان لم يكُن الدماغ قد انقسم تمامًا إلى نصفَي الكرة المخيَّين الأيمن والأيسر. وبعد أن أمضى ثلاثة مواسم صيفية في الدراسة المعتنية للأغنام، اكتشف عالِمٌ في وزارة الزراعة الأمريكية السبب. كان الجفاف يدفعها للتجول في أعالي الجبال، حيث تناولت نوعًا من الزنبق اسمه الخربق الكاليفورني Veratrum californicum. أكدت التجارب المُختبَرية أن الأغنام الحوامل التي تأكل من هذا النبات تنجب مُسوخًا صقلوبية cyclopean mutants. جرى عزلُ المادة الكيميائية المُطفرة، ومن ثَم تسميتها بالسيكلوبامين cyclopamine. وكما اكتشف علماء البيولوجيا لاحقًا، فإن هذه المادة تعمل عن طريق كبت الإشارات الواردة من جين القنفذ سونيك. (لعبت الأغنام أيضًا دورًا في إحدى وقائع مسلسل الأوديسة Odyssey التي زار فيها أوديسيوس Odysseus ورجاله جزيرة الصقلوبات. وعندما حُوصِروا في كهف، جرى التهامهم، واحدًا تلوَ الآخر، من قِبَل الوحش الأعور بوليفيموس Polyphemus، حتى تمكَّن أوديسيوس من إصابته بالعمى باستخدام حربة محلية الصنع. وأخيرًا تمكن هو وجنودُه من الهرب عن طريق ربط أنفسهم إلى الجانب السفلي من فروة بوليفيموس).
في جلسة بعد الأخرى في مؤتمر ألبوكيركي، كان القنفذ سونيك هناك؛ فهو يفعِّل أحد الشلالات الجزيئية المعقَّدة، والذي يطلق عليه علماء البيولوجيا اسم المسار الإشاري shh، الذي ينطوي أيضًا على الجينات المرقطة، والملساء، وغيرها. وفي الثدييات، يساعد جين القنفذ سونيك على إنشاء التناظر بين اليسار واليمين في كلٍّ من الجسم والدماغ، كما يوجِّه تنميط patterning الهيكل العظمي والجهاز العصبي، وكذلك ربط العظام بالعضلات وكسوتها بالجلد. ليس إعطاءُ جرعة من السيكلوبامين هو الطريقة الوحيدة لتعطيل العملية، ففي الجنين النامي يمكن للطفرات أن تكبت القنفذ سونيك، ما يؤدي إلى تشوه بشري يُسمَّى اندماج مَقدم الدماغ holoprosencephaly.١٧ وكما هي الحال في الحملان، لا ينقسم دماغ الطفل بشكل صحيح إلى نصفَي كرة مخيَّين، قد يكون هناك أنف ذو منخر nostril واحد، أو فم بسنٍّ أمامية واحدة بدلًا من اثنتين، وفي أشدِّ الحالات وخامة، تظهر عين صقلوبية في منتصف الوجه مثل مصباح أمامي headlamp.
يجب أن تسير أمور كثيرة في الاتجاه الصحيح خلال تشكُّل الطفل، مثل إصدار الإشارات الكيميائية الملائمة، ونقلها، ومن ثَم تلقِّيها في المواقع المناسبة، بالتركيزات المناسبة، وفي الأوقات المناسبة. وفي أكثر مما ندرك من الحالات، يحدث خطأٌ ما. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى واحد من كل ٢٥٠ جنينًا مبكرًا١٨ يُصاب باندماج مَقدم الدماغ. عادةً ما تنتهي هذه الحمول بالإجهاض، وبالتالي فإن العيب لا يظهر سوى في نحو واحدة من كل ١٦ ولادةً حيَّة. يموت معظم هؤلاء الأطفال، لكن المصابين بأعراض أكثر اعتدالًا قد يعيشون لعِدَّة سنوات.
وفي حين أن التناقص الشديد في إشارات القنفذ سونيك قد يسبِّب تشوهات خلقية، فإن الكميات المُفرطة منها قد توجِّه تشكُّل الأورام الخبيثة١٩ في كلٍّ من الأطفال والبالغين في صورة وَرَم دماغي يُطلَق عليه اسم الوَرَم الأرومي النُّخاعي medulloblastoma، على سبيل المثال، وسرطانة الخلايا القاعدية، وهو الشكل الأكثر شيوعًا من السرطان البشري، والذي عادةً ما يكون حميدًا.
تميل هذه الأورام الجلدية إلى الظهور ببطء، كما يمكن استئصالها بسهولة في عيادة طبيب الأمراض الجلدية. ولكن في الأشخاص المصابين بمتلازمة غورلين Gorlin syndrome،٢٠ يمكن أن يتسبب السلوك المُفرِط النشاط لجين القنفذ في ظهور مئات السرطانات. وقد وجدت إحدى الدراسات أن كريمًا يحتوي على السيكلوبامين٢١ يمكنه كبح جماح تلك الأورام، كما أن علاجًا ينطوي على مثبِّط آخر لجين القنفذ٢٢ قد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء.
أصابتني محاضرات صباح ذلك اليوم بشعور بالإنهاك التام frazzled (وهو أيضًا اسم أحد الجينات، وكذلك «محتدم غيظًا» sizzled)، ولذا قررتُ أخذ نزهة هادئة عبر جلسة الملصقات. وفيما أصبح تقليدًا في الاجتماعات العلمية، جرى ترتيبُ صفوف متراصة من لوحات الإعلانات بحيث يمكن للعلماء — عادةً من طلاب الدراسات العُليا والحاصلين أخيرًا على الدكتوراه — تعليقُ لافتات كبيرة تصف بالصور والكلمات بعضَ إنجازاتهم التجريبية. وقبل سنوات، عندما كنت أتردد كثيرًا على مؤتمرات علم الأعصاب، ساعدني التطلُّع في تلك الملصقات على فهم آليَّة عملها. ومرةً أخرى، وجدتُ نفسي أنغمس في مجال جديد مثير، ومحيِّر في بعض الأحيان. وفي هذا الأصيل بالتحديد، كان هناك ١٤٨ ملصقًا عن البيولوجيا التطورية، حيث كان يقف العديد من الباحثين جاهزين لمناقشة التفاصيل.
وعند مروري عبر أحد الأجنحة، في محاولة لتجنُّب التعرُّض لأنْ يستوقفني أحدٌ دون رغبة مني، تسكعتُ لبرهة أمام ملصق لم يكُن بجواره أحدٌ على ما يبدو، والذي حمل عنوان «عامل انتساخ جديد مكتنف في تخلُّق النسيج العصبي». وإذا بامرأة شابَّة تظهر فجأة، وتخاطبني قائلة: «هل تريد مني أن أشرح ملصقي؟» رأيت على بطاقة تعريفها أن اسمها إيما فارلي Farley، من كلية إمبريال كوليدج في لندن. كنت أفضِّل عادةً أن أكافح لفهم الملصقات بمفردي، لكن كان من الصعب مقاومةُ حماسها. وبدايةً من الزاوية العُليا اليسرى، شرحَت لي كيف يمكن لجزيء، واسمه Dmrt5، المزوَّد بإصبع جزيئي يُسمَّى إصبع الزنك zinc finger، أن يساعد على التحكم في المفاتيح الجينية٢٣ خلال نضج الدماغ. أجريتُ التجارب على الفئران والدجاج. تابعتُها بقدر استطاعتي، إذ إنها كانت تحملق في وجهي بانتظام بحثًا عن علامات تدلُّ على الفهم. عند أيِّ مستوًى يجب عليها معايرةُ شرحها؟
«ما الحيوان الذي تُجري أبحاثك عليه؟» سألتني أخيرًا. ذبابة الفاكهة، القيطم Xenopus، الربداء الرشيقة … كان هناك الكثير من الاحتمالات. وعندما قلتُ لها إنني كاتب علمي، قلَّلت من مستوى مصطلحاتها قليلًا حتى فهمت ما تعنيه. ولكوني كنتُ ممتنًّا لصبرها، فقد مشيتُ إلى البهو، وجلستُ مع حاسوبي المحمول، ومن ثَم بحثتُ في موقع غوغل عن «أصابع الزنك»، وDmrt5، و«إيما فارلي»،٢٤ فوجدتُ أنها فازت بجائزة عن نسخة سابقة من ملصقها. كنتُ بصدد تكوين خريطة، قطعةً قطعة.
بمجرد أن تتعثر في كلمة جديدة وغريبة، يبدو أن عقلك يُنبت مستقبلاتٍ لها. وفي أثناء مروري بمزيد من الملصقات، وجدتُ أن المصطلحات التي كانت قبل ساعات فقط غير مألوفة تقفز في وجهي مرارًا وتكرارًا. لن نتمكن من فهم السرطان من دون فهم النماء development، وكان من المدهش أنه، خلال السنة التي انقضت منذ الاجتماع السابق، قد تراكم قدْرٌ هائلٌ من المعلومات الجديدة،٢٥ كما كانت العناوين محمَّلةً بتلك المصطلحات الغريبة٢٦: «إشارات جين فرس النهر السمين Fat-Hippo تنظِّم انتشار وتمايز الأنسجة العصبية الظهارية Neuroepithelia لذبابة الفاكهة» (خلال النماء، تساعد جينات فرس النهر على تحديد حجم الأعضاء المكتنفة في بعض أنواع السرطان). «الجينان Fox1 وFox4 ينظِّمان التضفير splicing النوعي للعضلات في أسماك الزرد، وهما ضروريان لعمل العضلات القلبية والهيكلية» (عندما تصيبهما الطفرات، فبوسعهما أيضًا تعزيزُ نمو الأورام الخبيثة). وللفت الانتباه إلى نتائجه، فقد يتخذ الملصق أحيانًا منحًى غريب الأطوار؛ فالملصق الذي حمل عنوان «١ + ١ = ٣» يستكشف العلاقة التآزرية بين هرمونَين اثنين مكتنفَين في نمو النباتات، أمَّا الذي حمل عنوان «أين ذهب ذيلي؟» فكان متعلقًا بدجاج أروكانا Araucana، الذي يولَد بطفرة تؤثر على فقراتها السفلية.
ومن بين جميع العروض التقديمية التي شهدتُها في ذلك اليوم، ترسَّخ واحدٌ منها في أعماق ذهني. وفي أثناء مروري عبر جناح آخر للملصقات، والتي تتراصُّ عناوينُها على يساري وعلى يميني، تسمَّرتُ في مكاني عندما قرأتُ ستَّ كلمات قليلة٢٧: «كيف تتقبل الخلايا القلبية مصيرها المحتوم؟» كنت أعرف وقتها أن «مصير الخلية» هو مصطلح تِقني وليس فلسفيًّا، وأنه يشير إلى خلية متمايزة تمامًا، والتي جرى فيها تفعيلُ النمط الملائم من الجينات لصنع خلايا الجلد، والخلايا العضلية، وخلايا الدماغ. لم يكُن موضوع هذه الدراسة المحدَّدة متعلقًا بالقلب البشري، بل بقلب مخلوق متواضع هو بخَّاخ البحر. ومع ذلك فقد كان وقع الكلمات عليَّ مثل الشعر.
على بُعد نحو ميل واحد من اجتماع البيولوجيا باتجاه الجزء العلوي من المدينة، يوجَد مستشفى الجامعة الذي توجَّهتُ إليه، قبل وقت ليس ببعيد، مع نانسي لإجراء عمليتها الجراحية. إن الخلايا السرطانية هي تلك التي تتمرد على مصيرها، فهي تأمل في أكثر من ذلك بكثير، ومما جعل الأمر أكثر صعوبةً عليها معرفةُ أن السرطان قد أصاب رحمها. لقد تحولت الساعة البيولوجية المتكتكة ticking إلى قنبلة موقوتة، أو ضدَّ الحياة anti-life. بدأ اليوم على نحو لا يُبشر بخير؛ فقد كانت موظفة الاستقبال فظَّة، غير مدركة أو غير مكترثة لأن المرأة الهادئة المهذبة التي تتحدث إليها كانت تحمل في جسدها سرطانًا يمكن أن يودي بحياتها. كانت كاتبة الإدخال إلى المستشفى ودودة، لكنها انتهجت أسلوبًا تبريريًّا. لم تكُن هناك أَسرَّة متاحة. ومثل شركة للطيران، كان المستشفى ينتهج أسلوب الحجز المُفرط بصورة متعمَّدة. ربما كان هذا أمرًا لا مفرَّ منه في مجمع طبي يعمل أيضًا كمركز استقبال رئيسي للحوادث في الولاية. وعلى أيِّ حال، فقد جرى إدخالُ بيانات نانسي في نظام المعلومات باعتبارها «عوَّامة» floater، أيْ غير مخصَّص لها سرير حتى يخلوَ سرير لها في أحد العنابر، الأمر الذي لا يحدث سوى بعد الجراحة في بعض الأحيان. ربما لم تكُن الموظفة على علم بأن العوَّام هي لفظة عامية تستخدمها الشرطة لوصف جثة طافية يُعثر عليها في بحيرةٍ ما ووجهُها للأسفل.

وفي المرة التالية التي رأيتُ فيها نانسي في صباح ذلك اليوم، كانت ترقد على نقَّالة، في أثناء إعدادها للجراحة. لقد أظهرت شجاعةً كبيرةً. وفي حضور أحد المُشرِفين، طعنت ممرضة طالبةً أحدَ أوردة نانسي لسحب الدم، بيدَ أنها أخطأت هدفها تمامًا واخترقت أحد الأعصاب، مما تسبَّب في أضرار استمرت فترةً طويلةً بعد أن التأمت الندوب الجراحية. وفي ذلك الصباح، بدا هذا الأمر كأنه شيء هيِّن. وصل طبيب التخدير، وتلاه الجرَّاح الذي تلفَّظ ببعض الكلمات المُطمئِنة. وبعد ذلك انفتح الباب المُزدوِج وجرى أخذُ زوجتي بعيدًا باستخدام النقَّالة ذات العجلات.

كانت عقارب الساعة تُشير إلى الحادية عشرة والنصف من صباح أول يوم جمعة في شهر نوفمبر. لقد أخبرونا بأن العملية الجراحية ستستغرق وقتًا طويلًا. عثرتُ على كرسي في زاوية هادئة من منطقة الانتظار الفسيحة، وعندما كنتُ أتعب من الجلوس كنتُ أسير عبر الممرات، ومن ثَم أجد مكانًا آخر للجلوس. مرت ساعتان، ثم ثلاث. لم أكُن أريد الابتعاد كثيرًا بحيث لا ألاحظ خروج الجرَّاح أو مساعده بتقرير عن الجِراحة. لقد صلَّيتُ؛ إذا كان ذلك ما يعنيه أن أكرر، بقلق شديد، كلمات التضرُّع إلى الله في ذهني. كان مذهبي الوحيد هو ذلك الذي آمن به آينشتاين؛ أي القوانين التي تحكم الكتلة والطاقة، والتي تتكشَّف في دثار المكان والزمان. ومع تباطؤ توقيتي الخاص، فكَّرت في الجمال الغريب لقصة الخلق المتعلِّق بالعلم ذاته. كيف حدث، منذ فترة طويلة على الأرض، أن أمسكَت الذرات بتلابيب الذرات الأخرى لتشكيل حشد من الجزيئات من جميع الأشكال والأحجام المختلفة. كيف قامت القِطَع الضئيلة من المادة بالتشبُّث بعضها ببعض في تصاميم لا حصر لها، حتى ظهرَت واحدة — في مكانٍ ما على طول الطريق — يمكنها تكرارُ نفسها. كيف يمكن لتلك الذرات الهائمة أن تلتزم زواياها وشقوقها المظلمة، كما أن ما ظهر بعد تقشير العفن كان بِنيةً صغيرةً أخرى مماثلةً للأولى. وهكذا تكررت هذه العملية، بحيث أنجبت المادةُ مادةً مرارًا وتكرارًا، حتى، في مكان ما من المياه الزرقاء لكوكب، احتُبست الآليَّة المستديمة ذاتيًّا في فقاعة غشائية ضئيلة. لقد ولدت الخلية السلفية ancestral cell، والتي انقسمَت وانقسمَت، ناسخةً نفسها إلى خلايا ابنة، والتي جرى نسخُها مرةً أخرى. وفي الوقت نفسه، كانت الجزيئات بداخل الخلايا تتغير بدهاء، حيث كانت تطفر عفويًّا أو بفعل الخلفية الإشعاعية للأرض. ولكن من بين الخلايا الجديدة التي ظهرت، كانت بعضُها أكثر قدرةً على الازدهار؛ فكان بوسعها أن تتحرك بسرعة أكبر نحو الطعام أو بعيدًا عن الخطر.
لا بدَّ أن شيئًا يشبه الخلايا السرطانية قد ظهر في الحساء البدائي primordial soup، متوحشًّا وشيطانيًّا، وينتشر على حساب الآخرين. لكن الخلايا القادرة على التجمع والتعاون هي التي ستواصل طريقها لتشكيل مخلوقات متعددة الخلايا، والتي أدَّت إلى ظهور النباتات والحيوانات، أيْ مخلوقات الأرض، تلك التجمُّعات الرائعة التي أحيانًا ما تقوم إحدى الخلايا فيها، مثل تلك الموجودة بداخل نانسي، بالنكوص عائدةً إلى حالتها الوحشية.
وبسبب استغراقي في واحد تلوَ الآخر من أحلام اليقظة، أصبح بعد الظهر مساء. ومع ذلك، فلم تكُن هناك كلمة واحدة. لا بدَّ أنني قطعتُ كل شبرٍ خطِّيٍّ من كل ردهة في كل طابق غير مُقفل. وقد فُوجِئت بمدى سهولة التجول عشوائيًّا دون أن أحمل هُويَّة المستشفى. وقد مشيتُ في الخارج، حيث كان يقف مساعدو الممرضين وغيرهم من الموظفين لتدخين السجائر. كما مررتُ بجوار غرفة الطوارئ، حيث يصل ضحايا السكاكين، والسيارات، والأسلحة النارية في سيارات الإسعاف. وقد عدتُ مرةً أخرى، حيث صعدت الدرج المُفضِي إلى الطابق الجراحي وجلست مرةً أخرى. أخرجتُ حاسوبي المحمول وحاولت العمل على كتاب كنت أقوم بإعداده، والذي يتحدث عن هنريتا ليفيت Leavitt؛ المرأة التي اكتشفت في أوائل القرن العشرين النجومَ الوامضةَ التي يستخدمها الفلكيون كمناراتٍ لقياس مدى فراغ الكون. تُوفِّيت ليفيت، من دون أطفال، بسرطان المعدة. لم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى وصل شقيق نانسي. استمرت الأرض في الدوران، وكان الظلام قد حلَّ في الخارج. لقد أُغلِقت الكافتيريا، وأُطفِئت الأنوار. وجرى طردُنا إلى ردهة كانت بها أَسرَّة — هم الزوَّار الوحيدون الآخرون الموجودون وقتها في الطابق — تنتظر نتيجة العملية الجراحية الطويلة لشخصٍ آخر.
وأخيرًا، وعند الساعة السابعة والنصف مساءً، أيْ بعد ثماني ساعات من أخذ نانسي إلى غرفة العمليات، ظهر طبيبُها الجرَّاح، كما يفعل الجرَّاحون، وقناعُه معلَّق من دون إحكام حول عنقه. خلال ما يُسمَّى استئصال الرحم الجذري المعدَّل، قام باستئصال مِبيَضِيها، وقناتَي فالوب، والرحم، حيث كان الوَرَم — ذاك الذي بدأ هذا الأمر برمَّته — قد التهم ثلاثة ملِّيمترات في عمق بطانة الرحم، وبدأ ينتشر في النهاية العلوية من عنق رحمها. ومن هناك، التفَّ السرطان بدهاء حول أحد الرباطَين المُستديرَين round ligaments، اللذين يساعدان في تثبيت الرحم في مكانه، محتلًّا الأنسجة المحيطة به في أثناء توجُّهه إلى المنطقة الأربية اليمنى، وهو الموضع الذي ظهرت فيه العقدة اللمفاوية المُتورِّمة. وهناك، قام بغزو الجلد وقفز عبر الجهاز اللمفاوي إلى الغُدد اللمفيَّة في المنطقة الأربية اليسرى. ظهرت العُقد اللمفاوية المتضخمة أيضًا في منطقة الحوض، حيث اقتربت اثنتان منها بشكل خطير من أحد الأوردة، لكنه لم يكُن قد اتضح بعد ما إذا كانت هاتان الغدتان سرطانيتَين أيضًا. لقد استُؤصِلت جميع الأنسجة المريضة والمُشتبَه فيها، وأُرسلت عيِّناتٌ منها لفحصها.
ولذلك كله، فقد كان هناك الكثير من الأخبار الجيدة. لم تكُن هناك إشارة على أن السرطان قد وصل إلى أيٍّ من الأعضاء القابعة على مقربة كبيرة من الرحم؛ أي المثانة والمستقيم. لم يكُن السرطان قد تعلَّم كيفية صنع ممرات يصل بها إلى تيار الدم. لقد تمَّت العملية بنجاح، ولم تكُن هناك حاجةٌ لنقل الدم، فلم تفقد نانسي سوى ٣٠٠سم مكعب من الدم، أيْ ما يزيد قليلًا على سعة كوب. وفي ملاحظاته بشأن التقرير الذي سيُكتب بعد بضعة أيام، كتب الجرَّاح ما نصُّه «المضاعفات: لا يوجَد.» قادنا الجرَّاح إلى غرفة الإفاقة حيث كانت ترقد، بالكاد مستيقظة. لقد ابتسمَت عندما رأتنا، ثم عادت إلى فقدان الوعي. عندما أتذكر كل ذلك الآن، يغمرني شعورٌ بالحزن الذي شعرت به زوجتي بسبب عدم وجود أطفال في حياتنا، وهو حزن حاولَت تفسيرَه لي مراتٍ عديدة، لجعلي أستشعره في قلبي أنا. أمَّا الآن، فلم يعد الإنجاب خيارًا متاحًا لها، سواء معي أو مع أيِّ شخص آخر. وبدلًا من جنين، كان ثمة سرطان ينمو داخلها، وهو وَرَم اقتبس — مثل جميع أنواع السرطان الأخرى — بعضَ آليَّات التخلُّق الجنيني embryogenesis.
١  وُصفت العملية المعقَّدة للانغراس في:
Haibin Wang and Sudhansu K. Dey, “Roadmap to Embryo Implantation: Clues from Mouse Models,” Nature Reviews Genetics 7, no. 3 (March 1, 2006): 185–99.
لبعض أوجه التشابه مع عملية تكوُّن الأورام، انظر:
Michael J. Murray and Bruce A. Lessey, “Embryo Implantation and Tumor Metastasis: Common Pathways of Invasion and Angiogenesis,” Seminars in Reproductive Medicine 17, no. 3 (March 15, 2008): 275–90.
٢  L. A. Salamonsen, “Role of Proteases in Implantation,” Reviews of Reproduction 4, no. 1 (January 1999): 11–22.
٣  Maaike S. M. van Mourik et al., “Embryonic Implantation: Cytokines, Adhesion Molecules, and Immune Cells in Establishing an Implantation Environment,” Journal of Leukocyte Biology 85, no. 1 (January 2009): 4–19.
٤  Van Mourik et al., “Embryonic Implantation”.
٥  D. M. Sherer and O. Abulafia, “Angiogenesis during Implantation, and Placental and Early Embryonic Development,” Placenta 22, no. 1 (January 2001): 1–13.
٦  Melissa Marino, “In the Beginning: What Developmental Biology Can Teach About Cancer,” Lens online magazine, Vanderbilt Medical Center website, February 2007.
٧  هذه المقالة الرئيسية هي:
Jean Paul Thiery, “Epithelial-Mesenchymal Transitions in Tumour Progression,” Nature Reviews Cancer 2, no. 6 (June 2002): 442–54. Good reviews include Yibin Kang and Joan Massagué, “Epithelial-Mesenchymal Transitions: Twist in Development and Metastasis,” Cell 118, no. 3 (August 6, 2004): 277–79; Jonathan M. Lee et al., “The Epithelial-Mesenchymal Transition: New Insights in Signaling, Development, and Disease,” Journal of Cell Biology 172, no. 7 (March 27, 2006): 973–81; Jing Yang and Robert A. Weinberg, “Epithelial-Mesenchymal Transition: At the Crossroads of Development and Tumor Metastasis,” Developmental Cell 14, no. 6 (June 2008): 818–29; and Raghu Kalluri and Robert A. Weinberg, “The Basics of Epithelial-Mesenchymal Transition,” Journal of Clinical Investigation 119, no. 6 (June 1, 2009): 1420–28.
للاطِّلاع على تقرير لبعض المعارضين، انظر:
David Tarin, Erik W. Thompson, and Donald F. Newgreen, “The Fallacy of Epithelial Mesenchymal Transition in Neoplasia,” Cancer Research 65, no. 14 (July 15, 2005): 5996–6001. Both sides of the controversy are described in Heidi Ledford, “Cancer Theory Faces Doubts,” Nature 472, no. 7343 (April 21, 2011): 273.
٨     epithelial-mesenchymal transition.
٩  Society for Developmental Biology Sixty-Ninth Annual Meeting, August 5–9, 2010, Albuquerque, NM.
وقد حضرت أيضًا الاجتماع السنوي السبعين للجمعية، الذي انعقد في شيكاغو بين ٢١-٢٢ يوليو ٢٠١١م. للاطِّلاع على عرض شائق عن البيولوجيا النمائيَّة، انظر:
Sean B. Carroll, Endless Forms Most Beautiful: The New Science of Evo Devo (New York: Norton, 2006).
يوفر الموقع الإلكتروني لجمعية البيولوجيا النمائيَّة بوابةً للعديد من مصادر المعلومات، مثل أطلس الديدان (Worm Atlas)، الذي يحتوي على خرائط تفصيلية ومشروحة للربداء الرشيقة، وFly Brain الذي يغطي الجهاز العصبي لذباب الفاكهة.
١٠  The proceedings of the Albuquerque conference are in Developmental Biology 344, no. 1 (2010): 391–542.
١١  على الرغم من أنني حاولتُ أن أكون متسقًا في استخداماتي للألفاظ، فلم أتَّبع القواعد حرفيًّا فيما يتعلق بخلع أسماء ورموز الجينات بالحروف الصغيرة، أو الكبيرة، أو المائلة، أو الأرقام الرومانية؛ ما استوجب أن أقدِّم اعتذاري للمتخصِّصين الذين قد يجدون ذلك مشتتًا للانتباه.
١٢  Andrzej Dlugosz, “The Hedgehog and the Hair Follicle: A Growing Relationship,” Journal of Clinical Investigation 104, no. 7 (October 1, 1999): 851–53.
١٣  Ken Maclean, “Humour of Gene Names Lost in Translation to Patients,” Nature 439, no. 7074 (January 19, 2006): 266.
١٤  Tom Simonite, “Pokemon Blocks Gene Name,” Nature 438, no. 7070 (December 14, 2005): 897.
١٥  R. D. Riddle, C. Tabin, et al., “Sonic Hedgehog Mediates the Polarizing Activity of the ZPA,” Cell 75, no. 7 (December 31, 1993): 1401–16.
١٦  ذُكرت قصة السيكلوبامين في:
Philipp Heretsch, Lito Tzagkaroulaki, and Athanassios Giannis, “Cyclopamine and Hedgehog Signaling: Chemistry, Biology, Medical Perspectives,” Angewandte Chemie (international ed. in English) 49, no. 20 (May 3, 2010): 3418–27.
١٧  Max Muenk, “Translational Concepts to Disease: Holoprosencephaly as an Example,” lecture presented July 22, 2011 at the Society for Developmental Biology Seventieth Annual Meeting, Chicago, IL.
١٨  Erich Roessler, Maximilian Muenke, et al., “Mutations in the Human Sonic Hedgehog Gene Cause Holoprosencephaly,” Nature Genetics 14, no. 3 (November 1996): 357–60.
١٩  للمحة عامة على علاقة جين القنفذ سونيك والسرطان، انظر:
Lee L. Rubin and Frederic J. de Sauvage, “Targeting the Hedgehog Pathway in Cancer,” Nature Reviews Drug Discovery 5, no. 12 (December 2006): 1026–33; and Jennifer M. Bailey, Pankaj K. Singh, and Michael A. Hollingsworth, “Cancer Metastasis Facilitated by Developmental Pathways: Sonic Hedgehog, Notch, and Bone Morphogenic Proteins,” Journal of Cellular Biochemistry 102, no. 4 (November 1, 2007): 829–39.
٢٠  Ervin H. Epstein, “Basal Cell Carcinomas: Attack of the Hedgehog,” Nature Reviews Cancer 8, no. 10 (October 2008): 743–54.
٢١  Sinan Tabs and Oktay Avci, “Induction of the Differentiation and Apoptosis of Tumor Cells in Vivo with Efficiency and Selectivity,” European Journal of Dermatology 14, no. 2 (April 2004): 96–102.
٢٢  “FDA Approval for Vismodegib,” National Cancer Institute.
٢٣  بصورة أكثر تحديدًا، الجزيء Dmrt5 هو عامل انتساخ، وهو جزيء يرتبط بالجينوم وينظم مخرجات جين بعينه.
٢٤  Emma K. Farley et al., “Novel Transcription Factor Involved in Neurogenesis,” Developmental Biology 344, no. 1 (2010): 493.
٢٥  Venugopala Reddy Bommireddy Venkata, Cordelia Rauskolb, and Kenneth D. Irvine, “Fat-Hippo Signaling Regulates the Proliferation and Differentiation of Drosophila Optic Neuroepithelia,” Developmental Biology 344, no. 1 (2010); and Thomas L. Gallagher and Joshua Arribere, “Fox1 and Fox4 Regulate Muscle-specific Splicing in Zebrafish and Are Required for Cardiac and Skeletal Muscle Functions,” Developmental Biology 344, no. 1 (2010): 491-92.
٢٦  Cristina L. Walcher and Jennifer L. Nemhauser, “1 + 1 = 3: When Two Hormones Are Better than One,” Developmental Biology 344, no. 1 (2010): 487; and Nowlan Freese and Susan C. Chapman, “Where’d My Tail Go?” Developmental Biology 344, no. 1 (2010): 441.
٢٧  كان العنوان الرئيسي هو «كيف تتقبل الخلايا القلبية مصيرَها المحتوم في البزاقة البحرية؟»
“How Heart Cells Embrace their Fate in the Chordate Ciona intestinalis?” by Stacia Ilchena and James Cooley, Developmental Biology 344, no. 1 (2010): 502-3.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤