الفصل الثامن والأربعون

نجوى القلب على شواطئ السين

 باريس في ٥ أغسطس سنة ١٩٢٧
تصارعُ في سَلْم الجمال وحَربهِ
مخاطر منها طارفٌ وتليدُ
فيالك من صبٍّ على البين مُولَع
أثارتْ شجاهُ أعينٌ وخدودُ
رشادَك لا تجزع فكم من صبابة
تحمّلَ عنها القلبُ وهو عميد
ستأسو عذارى النيل آثار ما جَنَتْ
عليك عذارى السين حين تعودُ

•••

رعى الله في الوادي العزيز عَقيلة
عزيز عليها أن يقال بعيدُ
تذكِّرها الآصال ما كان بيننا
فتُرعَدُ منها أذرع ونُهود
جنيت عليها ما جنيت من الهوى
وخليتها تفنى أسًى وتبيدُ
وكم من أمان للشباب تقطعت
مرائر من أحداثها وعقود

•••

أتمضي ليالي الصيف لا تنقع الجوى
مباسِمُ بالعذب النمير تجود
ويدرجُ في مغداهُ أسوان صاديًا
فؤادٌ بأثقال الشجون يميدُ
وتخلو مغاني النيل منْ لَهو فاتكٍ
لهُ من رُباها جَنّةٌ وخُلُودُ
ويحيا أسير الحزن في ميعة الصبا
فتًى مرحٌ طاغي الشباب مَريدُ

•••

سيذكرني الناسون يوم تشوكهم
شمائلُ من بعض الخلائق سُودُ
سيذكرني الناسون حين تروعهم
صنائعُ من ذكرى هواي شهود
فوالله ما أَسلمتُ عهدي لغَدْرَةٍ
ولا شاب نفسي في الغرام جُحودُ
ولا شهد الناسون مني جناية
على الحبِّ إلا أن يُقال شهيدُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤