لماذا تركتِني؟
لماذا تركتِني وذهبتِ؟
لماذا جعلتِني جزيرةً مجهولةً؟
تنمو عليَّ الأعشابُ
وتبني العناكبُ النشيطةُ نسيجَها
وتتناسل الأرانبُ
وتتكاثرُ القِططُ فوقي!
لماذا تركتِ النارَ مشتعلةً في أخشابي؟
لماذا تركتِ مِلقطَ الجمرِ؟
لماذا نسيتِ الأغصانَ المحطوبةَ؟
الأسودُ تمرحُ فوقي
التماسيحُ تحزُّ رقبتي
ومثل جزيرةٍ وحيدةٍ
أكثر من نمرٍ سحب فَريستَه فوقي
أكثر من ثعبانٍ حفرَ كبدي
النسورُ تحلِّقُ فوقي
والدخانُ يتصاعدُ مني.
لا أعتقدُ أنكِ عندما تعودين
يمكنكِ تنظيفُ كلِّ هذا!
لا أعتقد أن ما ستَرينَه سيكونُ مشجِّعًا
لقد تحوَّلتُ بعدكِ إلى غابةٍ
لا أنصحكُ بالتجوُّل فيها.
حبنا!
هل تعتقدين أن حُبنا هذا سيدوم؟
أنا لا أعتقد
وكذلك أنتِ
لكنَّ، من الحصافةِ، أن نربطَ خيوطنا ببعضها
لكيلا تنقطع.
هل تعتقدين أن حُبَّنا هذا سيعلو؟
أنا لا أعتقد
وكذلك أنتِ
لأنه إذا ارتفع كثيرًا وصار أطول منَّا
فسيُخفينا
وسيحجُبُ الدنيا عنَّا
وهذا ما لا نريده لبعضنا.
هل تعتقدين أن حُبَّنا هذا سيجعلنا سعداءَ
أنا لا أعتقد
وأنتِ كذلك
لأننا لا نرى بعضنا كثيرًا
وسيصعُب علينا اللقاء دائمًا.
هل تعتقدين أن حُبنا سيعصِفُ بنا
هذا ما أنا متأكدٌ منه تمامًا
وأنتِ كذلك.
