أساطير داخلية
«حين تُهمِلنا الأيام
مثل ورقةٍ صفراء متروكة خلف دولاب الملابس،
حين تطوينا مثل كيس المُهمَلات،
حين تضعنا في الحاويات؛
لا يكون أمامنا سوى النوم.»
تمُوج ذواتُنا بأساطير داخلية تَسبح في أفق الخيال تَنسج لنا ذاتًا أخرى جديدة، أو بالأَحرى ذاتًا صادقة؛ مرآةً شفافة تعكس مخاوفَنا وتَوْق أرواحنا إلى الجمال. وهكذا أساطير «خزعل الماجدي»، هي أيضًا تعكس رُوحَه الجامحة نحو الأُفق، والتي نظَمها في هذا الديوان شِعرًا ينساب من خلجات النفس ليُحلق بنا بعيدًا في سماء العقل الشِّعري ويواصل الطيران بنا عشرين ليلةً فوق حقول العُشاق القدماء والجُدُد غيرَ مكتفٍ بالإنصات إلى وشوشة الريح في آذاننا، بل يَقبض عليها ويُطعمها ويفتح لها سُتراته لتذوب بحرارة الجسد حتى يُمكِنها البَوح بأسرار هذا الكون المَهيب، قبل أن يغشى بها أمام نافذتها يجلس فوق إناء الورد، ويتحوَّل إلى تمثالٍ خائف ينظر نحو حُزن محبوبته الفريد.