حياتي العلبة التي في الطريق
الحياة التي صنعَتها لي الأيام
لم تعُد واسعةً كما يجب
فقد انكمشَت أطرافُها مثل خيمةٍ عتيقةٍ
وسقَط عمودُها
وتدحرجَت بعيدًا عني
حياةٌ تشبه علبةً فارغةً مرميةً في الطريق
أو نبتةً لا معنى لها
تُصادِفكِ أو لا تُصادِفكِ
وأنتِ عابرةٌ في طريقك اليومي
الحياة التي تُشْبه كيسًا فارغًا
وتشبه أحزمةً مستعملةً
لم تعُد هناك آثارُ بُقعٍ عليها
ولا قُبلات
حياةٌ تشبه مصيدةً
كلما مدَدتُ يدي لها
أطبقَت على أصابعي
كلما ناغيتُها أمسكَت لساني
الحياة التي تشبه عتلةً
تقفُ على الهاويةِ
تتوسَّل بالغروب
كلما أزحتُها
قدَّمَت لي مياه الليل لأغرق بها
الحياة التي يخيطها الألم دون أن تتحرَّك
وتعبثُ بها السلاحف
دون أن تنتشي
الحياة التي تمُر فيها أسلاكٌ سوداء
وتعلقها في الصحراء
لم تعُد حياتي
بل أصبحَت حياة أشباحٍ عبثوا بي وسرقوا مني
حياتي.