الليلة السابعة عشرة: المخلوع من عرشه

رغم أن عرشي صغيرٌ
رغم أنه ينعقدُ بمياه النهر
رغم أنه من القَشِّ
لكنكِ خلَعتِني منه
ووضَعتِني في هذا الخانقاه
أتنسَّكُ لأجلكِ
وأعيدُ ترتيب خواصِّي وَفْقَكِ
يمرُّ بي الطيرُ ويسخرُ من سجني
تمرُّ بي الهوام وتضحكُ من وحدتي
لكني أكتبُ
وأشربُ النبيذَ الأحمر
ولا أبالي.
أرمي للطيورِ وللهوامِّ قصائدي التي أكتبُها
فتحارُ بها
وتقلِّبها
وحين لا تجدُ فائدةً منها لا تأكلها
وتتركها وتمضي
فيغطِّيها الترابُ
وتغمُرها المياهُ
وتزولُ كتابتُها
وأنتِ حين تمُرِّين بها
لا ترفعيها من الأرض
ولا تقرئيها
لأنها مجرد أوراقٍ مُهمَلة.