الليلة الخامسة: كفٌّ

لو أنكِ كتبتِ لي
لما كُسرَت يدكِ
ولتعلقَت تعويذةُ حبٍّ على معصمك
بدل أنبوب الجبس الأبيض.
لو أنكِ لوَّحتِ لي بها
لما كُسرَت
ولفاضت من أصابعكِ طيور ووصلَت إليَّ.
لو أنكِ فتحتِ بها كتابًا لي
لما كُسرَت
ولتسربَ لأصابعكِ ذهبٌ ونارٌ من كلامي.
لو أنكِ أشرعتِ بها كلَّ أبوابكِ وشبابيككِ
وجعلتِ رياحي تدخلُ
لما كُسرَت
ولانشغلتِ بجمع حبَّات الطلعِ التي تصلُك
مني.
لو أنكِ كسرتِ يومَكِ بالحديث معي
لما كُسرَت يدكِ
ولما جعَلْتِني ألفُّ ضمادَكِ
منذ الظهيرة وحتى الآن.
أصابعكِ المترعة
أعيريني، مرةً واحدةً، أصابعَكِ
لكي أردَّ بها على ما كتبتُه لكِ
أعرف أنكِ الآن طافحةٌ بالحياةِ
هناكَ من يغازلكِ
وهناكَ من يريد الرقصَ معكِ
هناكَ من يُلمِّح لكِ!
لكني سأكتبُ بأصابعكِ وأقول:
صدِّقني يا شاعرُ لم أستطِع المقاومةَ
أحببتُ كلَّ هؤلاء
وسحرَتْني رغباتُهم فيَّ
وأحيانًا استجبتُ!
فأقول لكِ من مكمني الذي أنا فيه:
صحتَين
افعَلي ما طابَ لكِ
فأنا لا أحبُّ امرأةً عاطلةً
ولا أحبُّ أن تنتظريني مثل بنلوب
وأنتِ تغزلين بالنول أصابعكِ
أحبُّ أن تكون أصابعكِ مترعةً باللَّذات.