الليلة الثامنة عشرة: رائحةُ غيابكِ

لا أثرَ ليديكِ … لا أثَر
كلما نظرتُ في الأفقِ
خرجَت لي أشباحُ أصابعكِ تتوعَّدني
لماذا؟
لقد فركتُ الحجرَ لأجلكِ
وقد زرعتُ الليلَ بذورًا
وحرثتُ الهواءَ الطريَّ بالأغنيات
وتعرَّيتُ
والآن …!
حنجرتي مشققةٌ كثرما ناديتكِ
وعيوني ملتهبةٌ كثرما غبتِ
يا إلَه الليلِ
كم سأبقى هكذا فوق سروج الليل؟
لا أنامُ
ولا أستريح!

لا أثر لفرسكِ … لا أثَر
كلما تصهلُ الريحُ أنتبه
كأن عرفًا نبَت على رقبتي
كأن شعرَهُ تماوَج جذلًا
وكأن سيقانًا كثيرةً ظهرت فيَّ
لقد طويتُ الأعالي
لكي أصلَ إليكِ
لكني لم أصِل
تفضحُني من بعيدٍ رائحةُ غيابكِ
وتتركُني مثل رمادٍ على المياه!