لماذا أحتملُ كلَّ هذا؟
ما هذا الجحيم الذي أنتِ فيه؟
ما شبكة النار التي تحملينها؟
ما هذه المتاهة؟
وضعتُ يدي على شعركِ فتناثرَت أصابعي
وضعتُ فمي على فمكِ
فغرقتُ في عسلٍ حار
تُمسِكين بُروقكِ في اللجَج
وتتمدَّدين في نهرٍ طويل
أجمعكِ من النهر فلا أستطيع
خشبة في الأعالي
خشبة في البعيد
أين أنتِ؟
تُمسِكين ورودكِ في العاصفة
وتتناسل أطيافكِ في البريَّة
بحثتُ عنكِ في النساء
فلم أجدكِ
بحثتُ عنكِ في الفردوس
فلم أجدكِ
بحثتُ عنكِ في الجحيم
فوجدتُكِ تزرعين ثلجًا
وتُطفِئين نارًا
أنا ملوَّع بسببكِ
أنا متناثر بسببكِ
وجدتُ أوجاعي تتموَّج فيكِ
وجدتُ نهاري غبارًا حول يدَيكِ
الشطآن التي هجرتُها عادت لي
المخاوف، الأعمدة، الموتى … عادوا.
لا أنتِ أمواجي
حتى أنتظركِ
ولا أنا ساحلكِ
حتى تنتظريني
أتيه في أشرعتكِ ولا رياح معي
أشيلُ فراتي وأهربُ
أشيلُ ألواحي
ولكنكِ هناك تعذِّبين يدي
ماذا أفعل؟
ماذا أتوقَّد؟
هجرتكِ ولم يكن معي قلبي
أيُّ جحيم أنا فيه؟
توقَّدت في يدي مياه
سراجي محطَّمٌ وصلواتي خافتةٌ
أنا بسببكِ غريبٌ عن نفسي
أمشي على أرصفةٍ خشنةٍ
وأَهْذي بأغانٍ منسيةٍ
لماذا أحتملُ كلَّ هذا
لأجل نهودكِ الجميلة؟
لأجل رائحتكِ الساحرة؟
لأجل حبَّة الخندوق؟!
لأجل خرافاتك التي تحوِّلني كل يوم إلى طائرٍ أو
سمكةٍ
لماذا أحتملُ كلَّ هذا؟