الليلة الرابعة عشرة: حينَ تُهمِلنا الأيام

حين تُهمِلنا الأيامُ
وحينَ يعبُرنا الأصدقاءُ والمحبون
لا يكونُ أمامنا سوى البكاء
البكاء الكثير الكثير
لكي نغسلَ أرواحنا
ونُعيدَ لها اللمعان من جديد!

حينَ تُهمِلنا الأيامُ
مثلَ ورقةٍ صفراءَ متروكةٍ خلفَ دولابِ
الملابس
حين تَطْوينا مثل كيسِ المهمَلات
حينَ تضعُنا في الحاويات
لا يكون أمامنا سوى النوم
النوم الطويل الطويل
لكي نستيقظَ فجأةً
ونحنُ في مكانٍ آخر.

حين تُهمِلنا الأيامُ
وتتركنا مثل رسالةٍ بعنوانٍ خاطئ
نطوفُ المدنَ
ونمشي بلا نهايةٍ
بحثًا عن الهدف
لا يكونُ أمامنا سوى تمزيق الرسالَةِ
وكتابة رسالةٍ لأنفسنا.

حين تُهمِلنا الأيامُ
مثلَ لوحةٍ قديمةٍ مرَّ زمانها وراح
حين تبهتُ ألواننا
وتتكاثرُ خطوطنا
لا يكونُ أمامنا سوى رسمِ لوحةٍ جديدةٍ في
النهار
وتمزيقها في الليل
لنعرفَ أن الأمر لا يتعدَّى هذا المدار.

حين تُهمِلنا الأيامُ
علينا أن نُهمِلَها
ونسير …