نهار

لعله غُبار غطَّى جسدي
لعله رماد
لم تمضِ الأيامُ بعدُ
جاءت الملمَّات وأخذَنتي إلى نمورها
وهناك عُلِّقتُ مثل فريسةٍ
لكن المرأة التي في داخلي انتبهَت
المرأة التي اسمها «نهار»
تُكلِّمني بين الحين والآخر
وتعتب عليَّ دائمًا
تقول لي لماذا لا تُخرجُني من داخلك
وتدَعني أعيشُ معك
لماذا أنا في القبو
وأنتَ على السطح؟
لماذا أنا عطِشةٌ
فيما أنتَ ترتوي؟
لماذا أنا جائعةٌ
فيما أنتَ لا تُطيق الطعام؟
نهارُ تتكئُ عليَّ
وأنا أعمل أو أكتُب
وتُعدِّل سطوري
وتزرَع الزهور في كلامي
وعندما أحبُّ امرأةً
تشبُّ مفزوعةً
وتُمسِك مرآتها وتتزيَّن كثيرًا
لكنها تقضي الليل كلَّه
في بكاء ونحيب
نهارُ لا تعرف النومَ
ولا تعرفُ كيف تخرُج من دوَّامتها
وكلما حاولتُ إخراجها من داخلي تصرخ بي وتقول:
لو خرجتُ فستموت أنت وأموتُ أنا.
لتكُن غابتي وأكُن شرَرَك
لتكُن جسدي وأكُن شفرتكَ
لتكُن هيكلي وأكُن بخوركَ
لتكُن ليلي وأكُن نهاركَ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥