بحيرة الزجاج
بحيرة الزجاج التي أحاول عبورَها
وأنا أرفع طرفَ بنطلوني
لكيلا تُبلِّلَني الدموع
هذه البُحَيرة التي أرى فيها
التماعَ عكَّازي
وشهواتِ بروقي
دفعَتْني، اليومَ، بيدَيها
وأجبرَتْني على الرجوع إلى كهوفي القديمة
لكني لا أحب تلك الكهوف
فقد قرَّرتُ أن أمرحَ مع الأشجار والفراشات
والخمور
وأن أُقبِّل أياديَ النساء في الشوارع
كمن تساقطَت قيودُه من يدَيه
وكمن أضاعَ أقفالَهُ كلَّها
أتنقلُ في أيامي
مثل مغنٍّ تتساقَط من فمه الأبوابُ
مثل شاعرٍ يحملُ مصباحًا في الظهيرةِ
الأيامُ التي لي فقدتُها
والمدن التي خطفَتْني نسيَتْني في قيعانها
أيامٌ عصيَّةٌ على النسيان
ومدنٌ تشبه مصحَّات الجنون
لم يكُن، في يدي، سوى الرماد
وقد ظننتُ أني أُمسِكُ جمرًا
والأصابعُ المشغولة بالكتابةِ لم تعُد تصلحُ لشيءٍ
آخر
الكتابةُ هي الموت
هي الوداعُ الأخير لحواسِّنا
عندما تكونُ عكَّازنا الوحيد
هي الرثاءُ الأبدي لنا
وهي صورةُ الموت الذي يُحدِّقُ فينا دون
انقطاع
وينصبُ لنا شِباكَه في كل مكان.