نجمتان
ربما نجمتان
واحدةٌ في أعلاكَ
والأخرى في داخلكَ
لكنكَ تمضي، كما اعتدتَ،
تعبُر الشوارعَ وتُقايض الأنهارَ
ويعصركَ الألمُ وأنت تدخلُ كنيفكَ
لم تعُد تقوى على الحب
ولا على الموت
لكنك تدور مثل فراشةٍ
وتطبلُ على ماضيكَ
لترقصَ كأنكَ ذكرى أيضًا
ذكرى لغبارٍ
وذكرى لنوعٍ بائدٍ من الطيور
ولهذا أقِف على الهاوية
مثلما أقِف على هذه العصا
لم أقِف عند كلامي
بل وقفتُ هناكَ بين قدميَّ
وشَرعتُ أسألُ التقاويم
لم أعُد أُحبِّرُ أوراقي
ولم أعُد أصنعُ التماثيل
كُلُّ ما أفعلُهُ هو الاتكاء على الهواء
والتلويح للمراكب التي تمخُرُ حياتي
بل إنني ذهبتُ أبعدَ من هذا
حين رسمتُ بأصابعي جدرانًا سميكةً لبقية
حياتي
ونمتُ تحتها
ربما نجمةٌ واحدةٌ تحطَّمَت
لكني حين أنظرُ للأعالي أرى ما يضيء
أما هناك فلم يعُد أثَرٌ لضوء.