الليلة التاسعة عشرة: مثل فلَّاحٍ نشيط
الثعالبُ التي خرجَت منكِ وفرَّت سريعًا تركَت في
يدي هذا الفانوس
كان بإمكانك أن تهديني إلى مكان الورد
المخبَّأ
لكني حين حفَرتُ وجدتُ عُشاقكِ القُدامى
يبكون
كان جسدُكِ سببَ عذابهم
فهم ما زالوا يصلُّون لأجله
ويُنشِدون لأجله التراتيل
ويذبحون الأضاحي
وجدتُ نفسي بينهم خارجًا مع الذئاب
أصنع تماثيلكِ
الرأس المرتفع
الرقبةُ الطويلةُ، الصدرُ العالي
البطن، الخصر
الأفخاذُ الطويلةُ المكتنزةُ
مثل فلَّاحٍ
أشقُّ الجداولَ تحتَ قدميكِ
فلا تشبعُ سيقانكِ من الماءِ
أبذرُ طلعكِ فتتورَّدين
مثل فلَّاحٍ نشيطٍ
أحيطُ أرضَكِ بقلبي
أنشرُ المياه على كتفَيكِ
أزرعُ مساماتكِ
أزرعُ الهلب الأصفر
وأغطي، من بعيد، بمشمَّعي كبدكِ
كي أحتفظَ بحرارتكِ لأيام البرد
وكي لا ينالَ منك المطر
وحين نزلَ خيطُ الثوب من أكتافك
وظهر مرمركِ منعتُ عشَّاقكِ القُدامى من الاقتراب
منكِ
وكنتِ مثل فرسٍ تصهلين ويتعرقُ عرفُكِ
فيما كنتُ أُشعِلُ الفانوسَ وأضيء صهيلكِ
وهو يتعالى.
