الليلة السادسة عشرة: نوافذ

يُمكِنني أن أتنزَّه بين أقدام هذا الملاك
يُمكِنني أن أطوي ما خلَّفَته الزلازلُ من شقوق
وما خلَّفَته العاصفةُ من تراب
وما خلَّفَته الأيام من خوف
وكذلك يُمكِنني أن أغَنِّيَ هذه القصائد
تحتَ نافذتك
حتى تستيقظي من النوم.
هربَ العاشقون
وكان هناك ربيعٌ فاشلٌ
وأيامٌ مُسدَلةٌ على النوافذ
كانت هناك عطورٌ عتيقةٌ
وكانت هناك معابدُ مهجورةٌ
وكنتِ هناك تقلِّبين ألبوماتِ الصور
وتبكين!
حفرتُ العمرَ كلَّه في هذه الخفايا
ووجدتُ الكثيرَ من الكنوز
وصنعتُ لي نوافذَ كثيرة
أُطِلُّ بها على الأسرار
لكني لم أعثُر بعدُ على العُشْبة
التي ما زالت تنمو في جسدي
وتمنحُني قوة الحب.
افتحي النافذةَ
قرِّبي سنديانتكِ مني
دعيني أحضنها
وأشم زهورَها واحدةً بعد الأخرى
ثمَّ أزرع جسدي فيها
لعلِّي أكونُ بعد سنةٍ
زهرةً بين يديكِ!
أو عصفورًا معلقًا على نافذتكِ!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥