الليلة الثالثة عشرة: ما معنى الحنين إليكِ؟

في هذا الليل الموحِشِ الطويل
ما أتمنَّاه معك الآن كثيرٌ
ما أتمنَّاه يتحوَّلُ إلى كائناتٍ
تُطالبني أن أُعطيَها ما تريد
الكائناتُ تلتفُّ حولي
وتصرخُ بي
وترمي عليَّ الكتبَ
تريدُ منكِ أشياءَ كثيرةً لا أستطيع توفيرَها
لها
تصُول في الليل مثل النُّمور
ترفَع أياديَها بوجهي وتخدشني
ماذا أفعل لكائناتٍ مثل هذه؟
إنها تطلبكِ
وتُولوِلُ وتقول كلامًا غامضًا
لكنها، حين تتعبُ،
وحينَ تراني باكيًا عاجزًا
تمسحُ دموعي
وتضع نفسَها في أوراقي.

كلَّ نهارٍ يأخذكِ الآخرون مني
كلَّ ليلٍ تأخذكِ الوَحدةُ مني
كَمْ سيمضي الأمرُ هكذا؟
ليس هناك أمرُّ من هذا
ولا أقسى!

قطرةٌ منكِ
أم قطرةٌ نزلَت عليَّ من الليل
لو تُمطِرين عليَّ
لو تخوضين بفرسكِ جسدي
لو يضيءُ برقُكِ مغاوري
لماذا أنتِ هناك في الأعالي إذن؟
قطرةٌ منكِ بلَّلَت جسدي
وروحي
أم قطرةٌ نزلَت عليَّ من الليل؟!

ما معنى الحنين إليكِ؟
ما معنى أن أهيم بكِ أكثر كلَّ يوم؟
ما معنى أن أرتِّبَ لك هذه النصوصَ بصبر
وشوق؟
ما معنى أن تجذبَني نجمتكِ؟
ما معنى أن لكِ شفتَين تريدان؟
ما معنى أن لكِ عينين تريدان؟
ما معنى أن لكِ يدَين تريدان؟
ما معنى أن لكِ ساقَين تريدان ساقيَّ؟
ما معنى الحنينِ إليكِ إن لم يتكلم بوضوح؟!