الفصل الثاني

المساومة السابقة لأوانها

يشتهِر نادي كامبرداون في بول مول بمأكولاته، وقد قدَّم اللورد سترانلي الشابُّ وجبةَ غداء في اليوم الذي قاموا فيه بالانقلاب الكبير الذي لفَتَ الأنظار حتى في كامبرداون. أثنى ماكيلر الأبُ على النبيذ الفاخر الذي تقاسَمَه اللورد معه، وتبيَّن أن ماكيلر الشاب لا يشرب النبيذ واكتفى بشرب الماء. بعد الغداء، ذهبوا إلى غرفة تدخينٍ خاصة صغيرة؛ حيث يُمكنهم مراجعة الموقف دون مقاطعة، وهنا تمَّ تحضير القهوة، والمشروبات الكحولية، والسيجار، والسجائر، وغادر النادل.

بدأ اللورد الحديثَ قائلًا: «يبدو، إذن، أنك وأنا، سيد ماكيلر، نَملك منطقةً تقع في مكانٍ ما على طول الساحل الغربي لأفريقيا، على بُعد ١٠ أميال أو نحو ذلك من مصبِّ نهرٍ لا أتذكَّر اسمه، ولا أستطيع نُطقَ اسمه إذا تذكَّرتُه.»

قاطعه ماكيلر الأصغر: «باراماكابو.»

رد اللورد سترانلي بتكاسل: «شكرًا.» وتابع: «تُعرف المنطقة باسم «رد شالوز». وأظنُّ أنها سُمِّيت بذلك لأن الذهب أحمرُ ويتراكم على السطح.»

أومأ ماكيلر الأب وابنه برأسيهما.

«آمُل ألا أكون واثقًا بشكلٍ مبالغ فيه عندما أعتبر أنه من المسلَّم به عدم وجود حافلات تَنطلِق إلى باراماكابو أو زوارق بخارية أيضًا؟»

قال بيتر ماكيلر: «لا، إنه على بُعد مئات الأميال من أقرب ميناء تتوقَّف به أيٌّ من السفن العادية، أو حتى السفن البُخارية المتجوِّلة. وبمجرد الوصول إلى هناك، يجب عليك استئجار أيِّ نوع من المراكب الشراعية المتاحة، للوصول إلى مصبِّ باراماكابو.»

«حسنًا. الآن، أظن، سيد ماكيلر، أنه لكونِكَ بارعًا في هذا النوع من الأشياء؛ فقد اشتريتَ أسهمَك بدقةٍ وفقًا لقواعد اللعبة. وهذه النقابة المكوَّنة من سبعةِ رجال لم يتبقَّ لها ثغرة لتهرُب منها، أليس كذلك؟»

قال ماكيلر الأب: «بلى.»

اقترح سترانلي: «سيُحاولون على الأرجح التملُّص بمجرَّد أن يعلموا أنهم مُحاصرون.»

أجاب أنجوس ماكيلر: «بلا شك، لكنَّني لا أرى سبيلًا للفرار إلا من خلال محكمة الإفلاس، وهو طريق لن يرغب هؤلاء الرجال في سلوكه، وحتى لو فعلوا، فقد فقَدوا كل هذه المنطقة، على أيِّ حال. لقد أخرجوا أنفسهم من «رد شالوز»، مهما حدث.»

«كم عدد الأسهم التي اشتريتها سيد ماكيلر؟»

«بتقريب الأرقام ٣٠٠ ألف.»

«وكم كلَّفني ذلك؟»

«مرةً أخرى بتقريب الأرقام، ٣٧ ألفًا و٥٠٠ جنيه. تمَّ شراء بعض الأسهم بسعرٍ مُنخفِض يصل إلى اثنين وأربعة، والجزء الأكبر بشلنَين وستة بنسات وكمية من الأسهم بسعر ٧٢ و٨٢. أنا أحسُب كل شيء بمتوسِّط شلنين وستة بنسات للسهم.»

«كم عدد الأسهم التي تمتلكها الشركة؟»

«يبلغ رأس مال الشركة المصرَّح به ۲٥۰ ألف جنيه إسترليني في شكل أسهُم بقيمة جنيه واحد لكل سهم. بِيعَ ٥٠ ألف سهم لتوفير رأس المال العامل، وخُصِّص لي ١٠ آلاف جنيه لتأسيس الشركة، وتأمين ٥٠ ألف جنيه دون إشهار.»

«حسنًا، سيد ماكيلر، رأسي لا جدوى منه فيما يتعلَّق بالأرقام، لكن يبدو لي، وأنا أتحدَّث بلا مبالاة، أنَّ هؤلاء الرجال قد وعدوا بتسليمي ٦٠ ألف سهم، مُعظمها غير موجود، بينما الباقي في حوزتنا.»

أجاب ماكيلر: «أكثر من ذلك، لورد سترانلي؛ لأنَّني اشتريت كميةً من الأسهم بالإضافة إلى العشرة آلاف المخصَّصة لي؛ ثم ثلاثة أو أربعة من زملائي لم يبيعوا، بمن فيهم صديقك صاحب المقام الرفيع جون هازل.»

«حسنًا، إذن، يبدو أن هؤلاء النقابيِّين قد قضموا أكثرَ مما يُمكنهم مضغه، كما يقولون في الغرب. متى يكتشفون تفاصيل الموقف؟»

«إنهم يعرفون ذلك الآن بلا شك، أيها اللورد.»

«وماذا ستكون خطوتهم الأولى؟»

«ربما يُحاولون المساومة.»

«مما يعني أنهم سيُحاولون رؤيتك؛ لأنهم بالطبع لا يعرفون شيئًا عنِّي في هذه الصفقة.»

«من المُحتمَل جدًّا أن يتقرَّبوا منِّي.»

«ماذا ستفعل يا سيد ماكيلر؟»

«سأنتظر تعليماتك.»

«أوه، تعليماتي لا قيمة لها. أنا مجرَّد هاوٍ كما تَعلم، يُعتمد عليك. بم تنصحني، سيد ماكيلر؟»

«كنت سأُساوِم لو كنتُ مكانك.»

«نعم، الرجل الإنجليزي يحبُّ المساومة بشدة، أليس كذلك؟ ولكن إذا كنتُ أعتقد أن هؤلاء الرفاق سيخوضون معركةً لائقة ومثيرة للاهتمام، أودُّ أن أراهم يرتبكون.»

«لا تتمُّ الأعمال هكذا، أيها اللورد.»

«ليس كذلك؟ حسنًا، كيف تتمُّ الأعمال في المدينة في هذه الحالة؟»

«تجريدُهم من كلِّ ما في حوزتهم، دون جعلِهم مُفلِسين.»

«أوه، هذا نَوع بغيض من المساومة! هذه هي فكرة المدينة عن اللعب النظيف، أليس كذلك؟ يا إلهي! سيُقاومون بالتأكيد إذا واجهوا مثل هذا الاحتمال.»

«كيف يُمكنهم المقاومة؟ لقد تعهَّدوا بتسليمك في أيِّ مكان من ٦٠ إلى ٧٠ ألف سهم من «رد شالوز»، التي لا يمتلكونها ولا يمكنهم الحصول عليها. أنت الرجل الوحيد في العالم الذي يمكنهم منه شراء هذه الأسهم التي باعوها. لا توجد منافسة في هذه الصفقة. يجب أن يدفعوا الثَّمن الذي تطلبه. إذا قلت إن هذه الأسهم التي اشتريتها مقابل ٦٢ بنسًا تساوي الآن ١٠ جنيهات، يجب عليهم دفع الفرْق، أو الإفلاس.»

«حسنًا، سيد ماكيلر، هذا يبدو بسيطًا بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟ المعلومات الوحيدة التي أحتاجها هي مقدار الأموال التي يمتلكُها هؤلاء الرفاق. كيف سأبدأ في كشف الأمر؟»

«يُمكن أن يمنحك البنك الذي تتعامل معه تقديرًا دقيقًا جدًّا، وسأَستفسِر من مصرفي.»

«حسنًا هكذا تمَّت تسوية كل شيء. سأُجسِّد دَور الشرير القاسي القلب في هذه اللعبة، على ما أعتقد؟»

«نعم، قد تكون قاسيَ القلب أو العكس، فقط الذي تختاره.»

«هل ستأتي نساؤهم وأطفالهم ويتوسَّلون لي، على رُكبهم، والدموع في عيونهم؟»

«لقد علمتُ أن ذلك حدث، أيها اللورد، لكنَّني لم أسمع أبدًا أنه كان له أي تأثير في المدينة.»

«أعتقد أنني سأوليك هذه الوظيفة، سيد ماكيلر. ستتلقَّى أنت الاستعطاف. فأنا لا أحب التأثيرَ على مشاعري. يقولون لي إنَّ ترويعَ المشاعر يُسبِّب التجاعيد والشحوب، وأنا حريص بشكلٍ خاصٍّ على بشرتي. يبدو أنَّ كليكما، أنت وابنك، قد تجاهلتما هذه الاحتياطات البسيطة؛ لأن بَشرتك قد دُمِّرت بشكلٍ لا رجعة فيه؛ أنت من خلالِ عيشِ حياةٍ قاسية في المدينة، أما هو فبسبب ركوب اليخوت في نهر بارابولا.»

قال ماكيلر الشاب مُصححًا: «باراماكابو.»

«شكرًا، هذا هو. كيف يجب أن تكون خطوتنا الأولى لجمع تلك الأسهم غير الموجودة؟»

أجاب ماكيلر الأب: «أقترح عليك أن تطلب رسميًّا من رئيس الشركة ومجلس الإدارة تسليم جميع أوراق الشركة ومُقتنياتها، وكذلك رصيدها في البنك، بالإضافة إلى استقالات الرئيس وكل عضو من أعضاء مجلس الإدارة. أرسِل إليهم إشعارًا قانونيًّا بعدم سحْب أي شيك من الحساب المصرفي.»

«ما مقدار المال الذي تَعتقِد أنه بقيَ في البنك؟»

أجاب الشاب.

«لقد استأجَروا الباخرةَ المتجوِّلة راجان، الموجودة الآن في ساوثهامبتون؛ حيث كنت مسئولًا عن تجهيزها. وقد تمَّ إنفاق بضعة آلاف من الجنيهات على ماكينات التنقيب السطحي، والمُؤن، والحديد المُموَّج لبناء أماكن إيواء للمهندسين والعمال. لم تكن النية في البداية بناء فرن صهرٍ في المنجم، بل تحميل السفينة بالمعدن النفيس، وإعادتها إلى إنجلترا. عُدت إلى لندن من ساوثهامبتون، عندما أرسل لي والدي برقيةً عن الأزمة في شئون الشركة. لقد أنفقت أقل من ٥ آلاف جنيه؛ لذا يجب أن يكون هناك ٤٠ ألفًا أو ٤٥ ألف جنيه في البنك.»

قال اللورد مقترحًا بنبرةٍ من عدم الاكتراث المُطلق: «أظن أنهم ربما سحبوا المبلغ بالكامل بحلول هذا الوقت، وربما قسَّموه بين السبعة المحصنين.»

أجاب ماكيلر الأب: «في هذه الحالة، سيُضطرُّون إلى تحمُّل مسئولية كل بنس منه.»

توقَّف الاجتماع هنا بقرعٍ خفيف على الباب، ودخل أحد خدم النادي، وقدَّم بطاقة إلى اللورد سترانلي، تحمل اسم جيكوب هان؛ هان ولويسهون، محامون، مباني فرانكفورت، بكليرسبيري.

قال اللورد وهو ينظر إلى الخادم: «أنا لا أعرف هذا الرجل. هل أنت متأكِّد من أنه سأل عني؟»

«نعم أيها اللورد.»

«ربما يكون أنت الذي يرغب في رؤيته، سيد ماكيلر. هل تعرف مُحاميًا يُدعى جيكوب هان؟»

«أوه، نعم، هان ولويسهون. إنهم مُحامون للنقابة، وهم أيضًا مُحامون لشركة «رد شالوز» الخاصة بك.»

«آه، بالضبط! هل من الأفضل أن أراه، أم أرسِله إلى مكتبك؟»

«بما أن هذه غرفة خاصة أيها اللورد، وبما أن هناك ثلاثةً منَّا حاضِرين، بينما سيكون بمُفردِه، أعتقد أنه لن يَضُرَّ سماعُ ما سيقوله.»

«جيد جدًّا. أدخله.»

كان جيكوب هان رجلًا كبيرًا ولطيف المظهر، ذا وجهٍ ينمُّ من بعيد عن أصلِه اليهودي. وعلى الرغم من الثقة التي تقدَّم بها، بدا أنه فوجئ إلى حدٍّ ما برؤية ماكيلر وابنه جالسَين هناك. ومع ذلك، أومأ إليهما بابتسامةِ زمالة، وقال للرجل الكبير:

«ربما، سيد ماكيلر، ستُعرِّفني إلى اللورد سترانلي من ويتشوود.»

علَّق ماكيلر بتجهُّم: «هذا يتوقَّف على ما يأمر به اللورد»، لكن اللورد سترانلي وقف على قدميه بابتسامةٍ تُضاهي جاذبية ابتسامة المحامي.

«أعتقد أنه لا داعيَ إلى التعارُف، سيد هان؛ لأنَّني أفهم أنك وشريكك تُمثلني، مؤقتًا، على الأقل، فيما يتعلَّق بمنطقة «رد شالوز». تفضَّل بالجلوس، سيد هان. هل لي أن أقدم لك بعض القهوة، وما الخمر الذي تُفضِّله؟»

«لا أريد خمرًا، من فضلك. شكرًا على القهوة.»

«إذن تفضَّل، سيد هان، سيجارًا وسجائر، أيهما تُفضِّل. ستجدها جيدة جدًّا.»

«شكرًا جزيلًا.»

«كيف عرفت أنني مُهتمٌّ بمنجم الذهب، سيد هان؟»

«آه، سيادتك، مِن عملنا أن نقومَ بهذه الاكتشافات الصغيرة. لقد ذهبتُ إلى مكتب ماكيلر، لكن لم يعرف أحد مكانه. ومع ذلك، أدركتُ أنه لم يكن مُموِّل هذا الهجوم المذهل قطعًا، ولم يمضِ وقتٌ طويل قبل أن أعرف حقيقة الأمر. أوه، ليس من مكتبِك، سيد ماكيلر! لم يكن هناك أحد سوى ذلك الرجل العجوز الكتوم جدًّا والذي يصعُب الحصول منه على معلوماتٍ أكثرَ منك شخصيًّا. لقد جرَّبت الأمر مع كليكما في مناسبات مختلفة؛ لذا فأنا مؤهَّل لإجراء مقارنة»؛ عندئذٍ ضحك الرجل الحسن الطِّباع. «ثم توجَّهتُ إلى مقر إقامتك، أيها اللورد، وأخيرًا إلى هذا النادي، على أمل العثور عليك.»

«آه، أنتم رجال المدينة أذكياءُ جدًّا، سيد هان، لدرجةِ أنه من السهل عليكم اللَّحاق بنا نحن الأشخاص الأقل يقظة في الجانب الغربي.»

ضحك المحامي بحرارة، كما لو كان مُعجبًا بشدة بملاحظة اللورد سترانلي. لقد كان شخصًا ودودًا للغاية، وكان يبتسِم للشاب النبيل بأسلوبٍ فيه استرضاء.

«يؤسفني أن الأمر مختلفٌ أيها اللورد. من قبيل الصدفة أنني أعرف العديد من سماسرة البورصة الذين توصَّلوا خلال الساعات القليلة الماضية إلى استنتاجٍ مفادُه أن الجانب الغربي على وشْك الهلاك، كما قد يقول المرء. وهناك بعض الأشخاص الذين قُبِض عليهم في المدينة، للتأكيد على كلامك.»

«حقًّا؟ هل سُرِق بعض سماسرة البورصة؟ لقد فهمت دائمًا أنهم كانوا مجموعة ذكية جدًّا من الرجال.»

«من المفترض عمومًا أن يكونوا، أيها اللورد، لكن في الحالة التي كنا نتحدث عنها للتو، أخبرني بعضهم أنهم قد أفرَطوا في البيع؛ وهذا يعني أنهم وعدوا بتقديمِ أسهمٍ ليست في حوزتهم في الوقت الحالي، وهو أمرٌ طائشٌ إلى حدٍّ ما.»

«أوه! إذن كان سماسرة البورصة هم مَن ارتكبوا هذا الخطأ، أليس كذلك؟»

«نعم، البعض منهم تجاوَز تعليماتهم. كانوا يعلمون أن هناك ما يقرُب من ٢٥٠ ألف سهم، وعندما اقترب منهم صديقنا الفَطِن هنا، سيد ماكيلر، للحصول على خمسة أو عشرة آلاف سهم، تخيَّل بعضُهم أن بإمكانهم الحصول عمليًّا على المزيد قدْر ما يشاءون — لأن السهم لم يُتداول في لندن لمدة أسبوع دون شراء، وبسبب العمولة التي كانوا سيحصلون عليها مؤقتًا، وكون الشراء معاملةً نقدية، شكُّوا في قدرة السيد ماكيلر على أن يُبلي بلاءً حسنًا — واستمروا في بيعه أسهمًا أكثرَ مما أُعطي لهم، وهم الآن في حالة ذعر. أعتقد أنني مُحِق في القول، سيد ماكيلر، إنه في عدة حالات عُرضت عليك أسهمٌ أكثر مما طلبت؟»

أجاب ماكيلر بفظاظة: «لم أطلب الأسهم على الإطلاق، لكنَّني علمت من السماسرة الذين أتعامل معهم أنه في جميع الحالات عُرض عليهم أسهم أكثر مما يطلُبون، لكن تعليماتي كانت محددة بما فيه الكفاية، وكانت تتمثَّل في قبول جميع الأسهم التي يُمكنهم الحصول عليها والدفع مقابلها. في حالة أو حالتين، اتَّصل بي السماسرة التابعون لي هاتفيًّا للحصول على تعليمات، وأعتقد أن هذه هي الطريقة التي خرجتْ بها الأخبار بأنهم كانوا ينوبون عني، وإذا اعتقد هؤلاء السماسرة الذين تتعامل معهم أنهم كانوا يُقحمون في موقف صعب جدًّا رجلًا مُعتادًا على هذه المواقف، فيجب عليهم عدم توقُّع الكثير من التعاطف من جانبي عندما يجدون أنفسهم في هذا الموقف الصعب بدلًا مني.»

أكمل المحامي كلامه: «آه، لن يكون أحد متفائلًا بما يكفي لتوقُّع التعاطف «منك» سيد ماكيلر.»

علَّق ماكيلر باقتضاب: «إذن لن يُصابوا بخيبةِ أمل عندما لا يحصُلون عليه.»

تدخَّل سترانلي قائلًا: «أستميحُك عذرًا، سيد هان، ولكن هل أعتبر أنكَ قد أتيت لرؤيتي نيابة عن هؤلاء السماسرة غير المحظوظين؟»

«لا، أيها اللورد. أنا أُمثِّل السيد كونراد شوارتزبرود وزملاءه.»

«أوه! ومَن هو السيد شوارتزبرود؟»

قال ماكيلر قبل أن يتمكَّن المحامي من الرد بنظرةٍ منكسرة:

«هو رئيس النقابة، ورئيس شركتك، وزملاؤه هم مجلس الإدارة.»

«فهمت، فهمت. إذن السيد شوارتزبرود وأصدقاؤه لا يُعانون من هذه الصفقة الصغيرة الخاصة بي؟»

«أوه! يا إلهي، لا لورد سترانلي، إلا بقدْر ما تخلَّوا عن منطقتهم التعدينية بثمن أرخص قليلًا مما كانوا يعتزمون. أعتقد أن السيد شوارتزبرود يرى أن السعر العادل للأسهم كان يمكن أن يتراوح من ثلاثة شلنات وستة بنسات إلى أربعة شلنات.»

اشتكى اللورد، مع تجعُّدٍ طفيف في جبهته: «أنا لستُ جيدًا في التعامل مع الأرقام، ولكن إذا كان ثلاثة شلنات وستة بنسات سعرًا عادلًا، فإن خسارة هؤلاء النقابيين هي مجرد شلن للحصة، وحيث إنهم باعوني ٣٠٠ ألف سهم، فذلك يصل إلى …» ونظر عاجزًا إلى ماكيلر.

قال ماكيلر بحدة: «١٥ ألف جنيه.»

«آه شكرًا. خمسة عشر ألف جنيه. حسنًا، وبالتقسيم على سبعة يُساوي …»

مرةً أخرى، وجَّه نظره إلى ماكيلر المتجهم، الذي رد على الفور:

«٢١٤٢ جنيهًا وستة شلنات لكلٍّ منهم.»

«أنا مُمتنٌّ للغاية من أي وقت مضى، ماكيلر. يا لها من ميزة أن تَمتلك عقلًا كهذا! قيل لي إن سكان شرق نهر الدانوب لا يستطيعون حساب مبالغ صغيرة بسيطة في أذهانهم، وهذا يعطي اليهود ميزةً كبيرة عليهم في المعاملات التجارية، مما يزيد من ثروة اليهودي، ولكنه ينتقص من شعبيته. يؤسفني أن عدم القدرة على العد غالبًا ما تبدأ غرب شارع ريجنت، وتُصيب الكثير منا الذين اعتادوا دفعَ ما يطلُبُه النادل في النادي بالضبط. ولكن للعودة إلى موضوعنا، سيد هان، يجب أن أهنئك على حقيقةِ أن عملاءك الذين أفهم أنهم رجالٌ أثرياء ومُحترمون، يخسر كلٌّ منهم فقط بضعة آلاف في صفقةٍ تضمُّ مئات الآلاف، على الرغم من أنها لم تستغرق إلا بضع دقائق من وقت ٤٠ سمسارًا يعملون في وقتٍ واحد. أظن أنه بما أن مقدار خسارتهم ضئيلٌ للغاية، فأنت لم تأتِ إلى هنا لطلب الرأفة نيابةً عن السيد شوارتزبرود المحترم وزملائه، أهذا صحيح؟»

«أوه، على الإطلاق، سيادتك. لا، السيد شوارتزبرود يُريد فقط أن تُنقل الملكية بطريقةٍ تجعلك تشعر بأقل قدرٍ ممكن من المتاعب.»

«يسعدني أن أسمعك تقول ذلك، سيد هان؛ لأن الغرض الوحيد من حياتي هو تجنُّب المتاعب. وأنا أوظِّف ما لا يقل عن ١٢ محاميًا لاعتراض أي مشكلة تواجهني حتى لا تتخطَّاهم وتصل إليَّ. سأكون سعيدًا بتعيينِ محامٍ آخر، لكن هذا من شأنه أن يجعلهم ١٣، وهو رقم سيِّئ الحظ للغاية، سيد هان. السيد شوارتزبرود وشركاؤه، إذن، لن يضعوا أي صعوبات في طريقي؟»

«أوه، لا شيء على الإطلاق، لورد سترانلي. لقد كلَّفوني بأن أنقل تحياتهم وتهنئتهم إلى سيادتك على امتلاكك ما يعتبرونه منطقةً قيِّمة للغاية.»

«أوه، إنها ليست قيمة جدًّا، سيد هان. فقط شلن للسهم، كما تعلم. ومع ذلك، أعتقد أن هذا يُعتبَر هامشَ ربح معقول. لا أعرف بالضبط النسبة المئوية التي يصل إليها، ولكن …»

ردَّ ماكيلر على الفور: «٤٠٪.»

«حقًّا؟ حسنًا، أعتقد أنني أحصل على ٤٪ فقط على جزء كبير من أموالي. يجب أن أتحدَّث إلى محامي الاستثمار الخاص بي حول هذا الموضوع. إذا كان مجرد هاوٍ مثلي يمكنه كسب ٤٠٪ في ١٠ دقائق، ألا تعتقد أن المحامي يجب أن يفعل ما هو أفضل من الاكتفاء بنسبة ٤٪ في عام كامل؟»

«على الأرجح أن محامي الاستثمار الخاص بك لا يجازف، لورد سترانلي.»

«آه، هكذا هو الأمر. كنتُ أعلم أن هناك مَن يراقب في الخفاء في مكانٍ ما، لكن كما ترى، لستُ على درايةٍ جيدة بهذه الأشياء. لكنَّني قاطعتك يا سيد هان. كنت ستقول …»

«كنت سأقول، أيها اللورد، إن هناك ٢٥٠ ألف سهم في الشركة، وكلها ملك لك الآن، سيد ماكيلر، وربَّما واحد أو اثنان آخران. بالطبع لا يستطيع سماسرة البورصة التُّعساء توفيرَ الخمسين ألف سهم أو أكثر غير الموجودة، ولا أفترض أن سيادتك لديك أيُّ فكرة لإجبار هؤلاء الأشخاص على الإفلاس لمجرد القليل من الحماسة المفرطة من جانبهم. «فللنبالة مُقتضياتها»، كما تعلم.»

«آه، بالضبط. «للنبالة مقتضياتها». اعتقدتُ أن هذا المصطلح لم يتوغَّل بعدُ في المدينة.» ضحك المحامي بحرارة مرة أخرى.

«ردٌّ مُنصِف. ردٌّ منصف، أيها اللورد. حسنًا، كما كنتُ على وشك أن أضيف أن سيد شوارتزبرود وأصدقاءَه مُستعدُّون لنقل هذه الملكية إليك على الفور إذا كنت ترغب في ذلك.»

«أجل، أعتقد أن هذه هي رغبتي. كما ترى، عندما يشتري رجل شيئًا، ويدفع المال مقابله، فإنه يتوقَّع عادةً أن يستلمه، ألا تعرف ذلك؟»

«بالطبع أيها اللورد. لقد أحضرت معي المستندات المتعلِّقة بنقل الملكية، وجميعها مُعَدَّة كما ينبغي، وموقَّعة ومختومة، وجاهزة للتسليم. لكن أخطرت موكلي أنك ربما لم تهتم بتطوير المنطقة، وربما تكون نيتك هي جنْي ما تَعتبرُه ربحًا عادلًا من الصفقة، والتخلِّي عن أيِّ حقوقٍ تمتلكها على هذه الأرض. وبذلك ستُحقِّق مكسبًا واضحًا ولن تتعرَّض لمخاطرَ أخرى.»

«التنقيب عملٌ غير مؤكَّد إلى حدٍّ ما، أليس كذلك سيد هان؟»

«شخصيًّا، لم تكن لديَّ أيُّ خبرة في ذلك الأمر، أيها اللورد، لكنهم أخبروني أن التنقيب عن الذهب هو المهنة الأكثر خطورة التي يُمكن أن يتَّخذها المرء. فإذا لم يكن عاملُ المَنجم ماهرًا، فإنه يتعرض للاحتيال على أيدي أولئك الذين يُعهد بالأعمال إليهم.»

«يؤسفني أنني لستُ رجلًا ماهرًا، سيد هان، وأعرف القليل عن التنقيب عن الذهب مثلك.»

«في هذه الحالة، لورد سترانلي، أعتقد أنه ينبغي ألا نواجِه صعوبةً في التوصُّل إلى تفاهمٍ مقبول لكلا الطرفين.»

«هذا شيء يسرُّني. ما الذي يعتبره موكلوك ربحًا عادلًا؟»

«هذه مسألةٌ مطروحة للنقاش المتبادَل، أيها اللورد. فهم يقترحون أن يُعيدوا لك المبلغ الذي استثمرته، بالإضافة إلى ١٥ ألفًا أو ٢٠ ألف جنيه، على سبيل المثال. أو سيكونون على استعداد أن تحتفظ بأسهمٍ كثيرة في المشروع إذا كنت ترغب في الاستفادة من خبرتهم، وأنه يجب أن يكون هناك خصم «تناسبي» من المبلغ الذي يتعيَّن عليهم تسليمه لك.»

«فهمت. حسنًا، هذا جيد جدًّا لهم، لكن كما أخبرتُ سيد ماكيلر اليوم، أنا مُقامرٌ نوعًا ما. إما أن أكسب كلَّ شيء أو لا شيء، وهكذا، بعد أن انجذبت إن جاز التعبير إلى الدوَّامة، أعتقد أنني سأنتظر لأرى ما سيحدث. ولما كان الأمر كذلك، أعتقد أنه سيكون من غير العادل جعل الآخرين يتشاركون في مخاطرَ لا يُمكنهم السيطرة عليها. ربما أجد نفسي غبيًّا جدًّا. يقول صديقي، جاك هازل، الذي يعرف رجال المدينة وأساليبهم، إن إحدى الممارسات هناك لتقليل المخاطر هي توزيعها على عددٍ مِن الأشخاص، لكنَّني لن أكون سعيدًا، في حال فَشلتْ خططي، لاعتقادي أن الآخرين يُعانون بسبب حماقتي. يجب أن أشعر تجاههم كما يشعر السيد شوارتزبرود تجاه هؤلاء السماسرة غيرِ المحظوظين الذين تجاوَزوا تعليماته، وهو شعورٌ يمنحه فضلًا كبيرًا. لذا، إذا كنتَ لا تُمانع، أعتقد أننا سنَقصُر اهتمامنا على نقل الملكية بالشكل البسيط الذي تقترحه.»

«جيد جدًّا، أيها اللورد. أيًّا كانت الخطة التي ستوافق عليها أكثر، سيتقبلها موكلي بكل سعادة. إذن، ها هي ذي الأوراق التي تنقل لك ملكيةَ حقول الذهب، وبمجرد التوقيع على هذا الإيصال الرسمي، تعتبر الصفقة قد أُبرِمت.»

«عزيزي سيد هان، إنه لمن دواعي سروري أن أتعامل مع رجلٍ يتَّسم بلطفك وفهمك.»

بانحناءة، رفع اللورد الأوراق التي وضعها الآخر على الطاولة، ونظر إليها، ومرَّرها إلى أنجوس ماكيلر، الذي فحصها بعينٍ ثاقبة. بعد ذلك، قرأ اللورد ببطء شديد الوثيقةَ التي طُلب منه التوقيعُ عليها، واستغرق وقتًا طويلًا في فحصها، وخلال هذه الفترة تمكَّنت عينا المحامي الثاقبتان من إخفاء مخاوفهما بالكاد. وأخيرًا وضعها اللورد.

وقال: «لا أجيد التعاملَ مع الصكوك القانونية بدرجةٍ ما أو بأخرى. كما أخبرتك، أنا محظوظ بامتلاك خدمات عشرات الرجال الأكثر ذكاءً منِّي الذين يتمتَّعون بالكفاءة الكافية، لقاء مقابل، لتقديم المشورة لي بشأن هذه الموضوعات. لكن، للأسف! ليس هناك أحد منهم حاضرًا في هذه اللحظة.»

«لماذا أيها اللورد، لا أعتقد أن لديك أيَّ سبب للشكوى. أنا هنا وحدي، دون أي شاهد مؤيد نيابة عني، بينما هناك ثلاثة منكم جالسون هنا.»

«آه، أنت الآن تتحدَّث، سيد هان، كما لو كنا متنافسين — متحاربين، كما قد يقول المرء — بدلًا من أن نكون مجموعةً من أربعة أصدقاء. ليست هناك حاجة لشهود حيث سار كل شيء بسلاسة كما كان الحال منذ دخولك هذه الغرفة. أنت تمثِّل تلك النوعية من الرجال الذين يمنعهم قلقهم المفرط من فعلِ ما هو صواب، وتلتقي، كما آمل، برجلٍ يرغب في التوصُّل إلى حلٍّ وسط، وأعتقد أنني قد أقول نفس الشيء عن صديقي ماكيلر. أنا متأكد من أن لا شيء سيمنح ماكيلر متعةً أكبر من أن يعامل السيد شوارتزبرود بنفس الطريقة السخية والعادلة التي سيعامله بها السيد شوارتزبرود.» أراح المحامي ظهره إلى الوراء على كرسيه، بينما أصبحت ابتسامته نوعًا من الابتسامة الثابتة.

وتمتم: «بالضبط، بالضبط.»

«بالطبع لا أتظاهَر بالتوغل في كل تعقيدات هذا الإيصال الصغير الذي يبدو بسيطًا، ولكن يبدو لي أن السيد شوارتزبرود يحقِّق رغبته السخية في حماية السماسرة التابعين له، دون وعي بلا شك، على نفقتي.»

«على نفقتك أيها اللورد؟»

«حسنًا، هكذا يبدو لي الأمر. يجب على هؤلاء السماسرة، المساكين، توفيرُ نحو ٦٠ أو ٧٠ ألف سهم لا يُمكنهم وضع أيديهم عليها، وهذا، كما قال صديقي القديم إقليدس، مستحيل. الآن، إذا وقَّعتُ على هذا الإيصال، يبدو أنني أتنازل عن جميع حقوقي أمام هؤلاء السماسرة التعساء، الذين لا يأبهون.»

«اعتقدت أنه من المفهوم، أيها اللورد، أن بحصولك على ملكية حقل الذهب دون متاعب، لم يكن لديك ميل إلى أن تَدفع إلى مَوقفٍ صعب — أعتقد أن هذه هي العبارة التي استخدمتها — عددًا من الرجال غير مثقلين بالأعمال، كما هي الحال في المدينة هذا العام. في الواقع، إن الركود في الدوائر المالية، وارتفاع سعر الفائدة البنكية، وكل شيء آخر، يفسِّر بلا شك الشغف الذي غامر به هؤلاء الرجال، فيما يتعلَّق بالعمولة الصادقة التي كانوا يكسبونها، لتخطي الحدود الموضوعة لهم، وبالتالي وضعوا أنفسهم، كما قد يقول المرء، تحت رحمتك. لقد اعتقدت بطريقةٍ ما أنه ليس لديك أي عداء ضد هذه المجموعة غير المحظوظة.»

«عداء؟ أوه، لا، يا إلهي، على الإطلاق. العداء هو شعورٌ أعترف أنني أكاد لا أعرف معناه. أعتقد أن جميع أصدقائي سيقولون لك إنني شابٌّ حسنُ الطِّباع جدًّا، يُفضِّل أن يعفو عن الأذى بدلًا من تذكُّره.»

«يُسعدني سماعك تقول ذلك، أيها اللورد، وأعترف بأنني، في الوقت الحالي، كنت متخوفًا بعض الشيء.»

«مخاوفك لا أساس لها من الصحة، سيد هان؛ لا أساس لها من الصحة، أؤكِّد لك. لن أوذي أحدًا من السماسرة الذين تُمثِّلهم، وعندما تُبلِّغ كلامي إلى السيد شوارتزبرود اللطيف وزملائه، يمكنني أن أتخيَّل مدى ارتياحهم لسماع ذلك.»

«شكرًا لك أيها اللورد، يُسعدني كثيرًا أن أخبرهم بما قلته.»

«من ناحية أخرى، سيد هان، العدالة هي العدالة، وأنت أول مَن يعترف بذلك. يحقُّ لي الحصول على ما قد يُسميه السيد شوارتزبرود ومساعدوه الربحَ العادل على الستين أو السبعين ألف سهم التي لا يُمكنهم توفيرها. والآن، على الرغم من أنني جاهل جدًّا بأساليب التجارة، إلا أنني أعتقد أن الموكِّل مسئول عن تصرُّفات وكلائه. فقبل أيام تمَّ تغريم سائقي، في ساري، لتجاوزه السرعة القصوى. لم أكن موجودًا في السيارة، بل هنا في النادي. ومع ذلك، اضطررتُ لدفع الغرامة والتكاليف؛ لأنَّ السائق يعمل لدي. النقابيون السبعة، الذين حرَّكتْهم، كما أعتقد، الرغبةُ في سحق السيد ماكيلر وامتلاك، ليس فقط جميع أسهمه، ولكن أيضًا أسهم أصدقائه الذين دفعوا جنيهًا لكلٍّ منها، نسُوا خلال ١٠ دقائق حاسمة إمكانية ظهور مُشترٍ لديه بعض المال في جيوبه. ويعود فضل ظهور المشتري في اللحظة الحاسمة إلى الجهد ومَلَكات الإقناع لدى هذا المهندس الشاب، الذي كان يعمل لديهم سابقًا. أعتقد في حقيقة الأمر أنه لو لم يرفع بمُنتهى السعادة السيد شوارتزبرود ورفاقه المتميِّزون من القراصنة العلَمَ الأسود المُزيَّن بالجمجمة والعظمتين المتقاطعتين، لما أصبحوا اليومَ معرَّضين للخطر الذي يحيق بهم. ولمواصلة تشبيهي البحري، اعتقدوا أن السيد ماكيلر هنا كان سفينة تجارية غير مَحمية، وشرعوا في الصعود على متنها وإغراقها، عندما ظهر في الأفق أحدثُ السفن الحربية المزوَّدة بمحركٍ سرعته ٢٥ عقدة في الساعة، مُسلَّحة ببنادق ٤.٧، أو أي قطعة مدفعية تحملها مثل هذه السفن الحربية. الآن، بعد تقديم تحياتي للسيد شوارتزبرود الطيب، أخبرْه ألا يقلق بشأن سماسرة البورصة التعساء؛ لأنني سأهاجمه هو، وليس هم. وإذا انهار أيٌّ من سماسرة البورصة بسبب الخلاف، فسأوفِّر له عملًا مرة أخرى، لكنني لن أفعل ذلك على نفقتي الخاصة. سأرفع سِعري ببساطة إلى النقابيين السبعة المحصَّنين.»

اختفت كل اللطافة عن وجه المحامي، مما جعله قاسيًا مثل الجرانيت.

قال: «أعتقد أنك تُهدِّدُنا، لورد سترانلي.»

«أوه، يا إلهي، لا. كيف يُمكنك استنتاج هذا من كلامي؟ أنا فقط أقدِّم اقتراحًا. سوف تترك معي كل أوراق نقل الملكية هذه. وستطلب من شوارتزبرود وأعضاء مجلس الإدارة الستة إرسال استقالاتهم إليَّ. وستُحذِّرهم من سحب فلس واحد من الحساب المصرفي للشركة.»

قال المحامي: «الحساب المصرفي للشركة مكشوف بالفعل»، ثم اعتقدَ على ما يبدو أنه تحدَّث قبل الأوان قليلًا؛ لذا أضاف على عجل: «على الأقل، هذا ما أفهمه. فقد صرفوا الكثير على المواد اللازمة لتطوير المنطقة.»

«أوه، هذا مُمتع للغاية، سيد هان. هل تصادف أن عرفتَ في أيِّ وقتٍ اليوم سُحبت الأموال؟»

«لم أقُل إنها سُحبت منه اليوم. ولا أعرف متى سُحبت.»

«بالطبع لا. ومع ذلك، هذا أمرٌ تافه لا يُهم حقًّا، ولا شك أن موكليك سيَطلُبون منِّي السماح لهم بهدوء بإعادتها.»

«لا يمكنني ترك أوراق نقل الملكية هذه معك ما لم توقِّع على هذا الإيصال. أنت تعرف ما يكفي عن الأعمال لفهم ذلك، على ما أعتقد. رجلٌ مثلي، يتصرَّف فقط بصفته وكيلًا، يجب أن يكون لديه وثيقة تثبت أنه قد أدَّى واجبه. إذا تركتُ الأوراق معك، يجب أن أحمل الإيصال الموقَّع عِوَضًا عنها.»

«سأوقِّع عن طيب خاطر، يا سيد هان، إيصالًا يقرُّ ببساطة بتسليمك للأوراق.»

«كانت تعليماتي واضحة تمامًا، أيها اللورد، ولا أَجرُؤ على تغييرها.»

«أوه، اعتقدت أن السيد شوارتزبرود قد وضَعَ المفاوضات بالكامل بين يديك، وسيفعل ما توصي به.»

«سأقدِّم له، بالطبع، أفضلَ النصائح، لكنني بصراحة لن أستطيع أن أنصحه بالتنازل عن كل مزاياه في الموقف، وعدم تلقِّي أي شيء في المقابل.»

«مزاياه؟ ما هي؟»

«حسنًا، أيها اللورد، ربما تكون تلك المزايا أكبرَ بكثير مما تتخيَّل. فقد تم انتخابه هو وزملاؤه رئيسًا ومجلس إدارة لشركة «رد شالوز». واحتفظوا بمناصبهم لمدة عام. وفيما يتعلق بسحب الأموال الذي تحدَّثت عنه منذ قليل، من حقِّهم القانوني ليس فقط سحب الأموال، ولكن إصدار سندات مقابل الأسهم التي تمتلكها. إذا قرأت النظام الأساسي للشركة، فسترى أن الأمر كذلك. وعلى الرغم من أنك تَمتلِك جميع أسهم الشركة، إلا أنه لا يمكنك إجبارهم على الاستقالة، ولا يُمكنك التصويت على أسهمك حتى الاجتماع السنوي التالي، الذي سيتمُّ عقده بعد ما يقرب من ١٢ شهرًا. خلال ذلك الوقت، الرئيس ومجلس الإدارة، الذين يتمتَّعون بسلطات كبيرة؛ لأنني قمتُ بنفسي بوضع النظام الأساسي للشركة، وأعرف محتوياته — هؤلاء الرجال السبعة قد يفعلون عمليًّا ما يحلو لهم بمنطقتك التعدينية، ما لم نتوصَّل إلى تسوية ودية.»

«آه، مَن الذي يُهدِّد الآن، سيد هان؟»

«أنا لستُ أُهدِّدك أيها اللورد. أنا فقط أخبرك، بأبسط الكلمات الممكنة المتوفِّرة لديَّ، كيف يكون الوضع.»

«أشكرك، سيد هان، على وضوح شرحك. أفهم، إذن، أنه لا يمكنك ترك هذه المستندات معي؟»

«إلا إذا وقَّعت على هذا الإيصال، أيها اللورد.»

«وبما أنني أشعر بعدم الرغبة في القيام بذلك، يا سيد هان، ولا أعاني أيَّ تأنيب ضمير فيما يتعلَّق بسماسرة البورصة غير المحظوظين، فأنا بموجب هذا أعيدها إليك، والإيصال، وكل شيء. الآن، أخبر السيد شوارتزبرود أن سعر أسهم «رد شالوز» هو ١٠٠ جنيه لكلِّ سهم، وإذا كان هناك ٧٠ ألف سهم قادمة إليَّ ولا يُمكن لموكليك توفيرها، فإن شيكهم البالغ سبعة ملايين جنيه سيفي بالغرض أيضًا.»

«أيها اللورد، أنت تَتظاهر بالجهل في الأمور التجارية. أظنُّ أنك تحاول الآن إثبات ذلك. لا يُمكنُك جعلُ سعر السهم ١٠٠ جنيه، ولا يمكنك فرضُ مثل هذا الشرط الباهظ من خلال أي محكمة في الأرض. الموكِّلون لي سيَحصُلون على إعفاء من أي محكمة إنصاف.»

«ليس في نيتي، سيد هان، أن أُزعج المحاكم بهذا الأمر على الإطلاق. في الواقع، أنا أرفض قبولَ النقود من موكليك. لقد باعوا لي الأسهم، وأنا أصرُّ على تسليم تلك الأسهم. أنا الشخص الوحيد في العالم الذي يمتلكُ الأسهم، والسعر الذي أحدِّده لكل سهم هو ١٠٠ جنيه. وسيُضطرُّ موكِّلوك إلى التوسُّل إليَّ لبيع الأسهم لهم. وفي واقع الأمر، لا أنوي طلب أي رقم من هذا القبيل منهم. لقد استخدمت فقط ١٠٠ جنيه كتوضيح. وبالطبع، إذا طلبت منهم هذا السعر، فسأقضي على موكليك، ولا يُمكن لأي محكمة في المملكة إنقاذهم. ولكي أكون صريحًا معك تمامًا، لأنني لا أمتلك المؤهلات العقلية اللازمة للتعامل مع رجال الأعمال العبقريين مثل موكليك، دون شك، سأُخبرك الآن بما أنوي فعله. سأحدِّد سعر الأسهم بالضبط بناءً على ما باعه رفاقك للجمهور؛ أي جنيهًا واحدًا لكل سهم. لا يُمكنهم الشكوى من فعلي ما فعلوه هم أنفسهم، هل يُمكنهم ذلك الآن؟ صحيح أنني اشتريت هذه الأسهم بسعر شلنين وستة بنسات، لكن هذا أيضًا لم يكن خطئي. لقد قاموا، من خلال طرح أسهمهم في السوق، بخفض السعر إلى الرقم الذي أشرتُ إليه، واشتريت الأسهم من سماسرة موكِّليك. وإذا قلت إن تصرفهم لم يتم لإحراج السيد ماكيلر، فأنا أقبل على الفور تصريحك على أنه صحيح. لسببٍ آخر قاموا بتخفيض السعر من جنيه واحد إلى شلنين وستة بنسات. وقبل أسابيع قليلة، باعوا ٥٠ ألفًا من هذه الأسهم مقابل جنيه واحد لكلٍّ منها، وبسبب تحطيمهم غيرِ المبرَّر للسوق، فقَدَ هؤلاء الأشخاص الطيبون جزءًا كبيرًا من الأموال التي دفعوها. الآن، بالتأكيد، لكونك رجلًا عادلًا ومنصفًا، لا يُمكن للسيد شوارتزبرود أن يرفض شرب الكأس الذي جهَّزه بنفسه. لن يستطيع حتى أن يُظهِر لمحكمة الإنصاف أنني كنت أفعل شيئًا ربويًّا في إعادة السهم إلى الرقم الذي حدَّده هو نفسه في الأصل، متَّبِعًا في ذلك المثال اللامع للسيد شوارتزبرود نفسه. الآن، أترك الأمر لك، سيد هان، بصفتك رجلًا عادلًا ومُنصفًا، والذي كان اعتراضه الساخط تجاه رقم ١٠٠ جنيه جديرًا بالثناء، ويرجع الفضل في ذلك بالكامل لك، ألا تتفاجأ من اعتدالي؟»

«ليس إلى هذا الحد، أيها اللورد. هذه الأسهم كلفتك ٣٠ ألف جنيه.»

«أوه، لا تَبخس قيمتها، سيد هان، لقد كلفتنا ٣٧ ألفًا و٥٠٠ جنيه.»

«حتى في هذه الحالة، أنت تَطلب من موكِّليَّ أن يدفعوا الضِّعف. بعبارة أخرى، سوف تحرمهم من منطقتهم التعدينية، وستحصل عليها ليس فقط مقابل لا شيء، بل مع مكافأة قدرها ٣٠ ألف جنيه إضافية نقدًا. إذا لم يكن ذلك عملًا من أعمال القرصنة، كما قلت، فما هو بحق السماء؟»

هزَّ اللورد كتفَيه وبسط يديه. أظهر تعبير وجهه أنه حزين وخائب الأمل.

«حسنًا بدلًا من أن تشكرني …»

تنهَّد بعمقٍ ولم يكمل الجملة.

«كما أخبرتك، لورد سترانلي، الموكِّلون لي ليسوا مسئولين أمامك بشأن تلك السبعين ألف سهم. يجب أن تسعى للحصول على تعويضِكَ من السماسرة.»

«هذا بالضبط ما لن أفعله.»

«إذن ستسقط دعواكَ في المحاكم.»

«لكن يا سيدي العزيز، ألم أخبرك أنني لن أذهب إلى المحاكم؟ مثل كل القراصنة المحترمين، أنا أبغض المحكمة. فهي مضيَعة للوقت، ألا تعرف ذلك. لن أتخذ أي إجراء ضد السماسرة فحسب، بل إذا لم يوافق موكلوك كتابيًّا على عدم اتخاذ أي إجراء ضدهم، فسوف يرتفع سعر الأسهم فجأة. إنني أتعاطف كثيرًا مع مشاعر السيد شوارتزبرود الرقيقة تجاه السماسرة الذين أعتزم حمايتهم، وأنا متأكِّد من أنك ستسامحني إذا قلتُ إنني أشكُّ كثيرًا إذا تجاوز أيٌّ من السماسرة تعليماتهم، على الرغم من صعوبة الأمر في المدينة.»

قال السيد هان، وهو ينهض، ويضع المستندات التي أحضرها مرةً أخرى في جيبه الداخلي: «إذن، هذا هو إنذارك، أليس كذلك؟»

«أتوسَّل إليك، سيد هان، ألَّا تُعطي لملاحظاتي المسكينة والمتلعثمة مُصطلحًا شديد القسوة. إنذار؟ يا إلهي، لا. أنا لستُ الرئيس كروجر، بل مجرَّد رجل متكاسل إلى حدٍّ ما لا يعرف الكثير عن أساليب وحيَل هذا العالم الشرِّير. آمل ألا تُمثلني أمام السيد شوارتزبرود الفاضل كشخصٍ قاسٍ ومجادل. أخبره أنني أسهلُ شخص في العالم يُمكن التعامل معه. وأخبره في اللحظة التي يُرسل لي فيها شيكًا بقيمة ٧٠ ألف جنيه — أتمنَّى أن يكون أقل قليلًا — سيُحدِّد سيد ماكيلر هنا المبلغ بالضبط، ويُحوِّله إلى شلنات وبنسات، بل وحتى أرباع بنسات إذا لزم الأمر — في اللحظة التي أحصل فيها على هذا الشيك، والاستقالات، وضمان عدم إلحاق أي ضرر بالسماسرة السذَّج، والرصيد في البنك، وبعض المعلومات عن كلِّ ما فعلتْه الشركة منذ ظهورها حتى الوقت الذي وقَعَت فيه في يدي، أخبره أنه ليس هناك مَن يُعجَب به أو يتمنَّى له الخير أفضل مني.»

«سأُبلغه رسالتك، أيها اللورد.»

«افعل، ولكن أضِف إليه ذلك النَّص الساحر من الكتاب المقدس «اتَّفق مع خصمك بسرعة»، أعتقد أن هناك شيئًا ما يتعلَّق بتسديد الحساب قبل غروب الشمس، لكنني لن أكون متسرعًا كما يتوقَّع المرء. ستبقى الأسهم عند الجنيه أثناء الغد. في اليوم التالي ستَرتفِع شلنًا، وفي اليوم التالي شلنًا آخر، وفي اليوم الثالث شلنًا ثالثًا. من السهل جدًّا إجراء العد؛ فقط ضع علامة حمراء على التقويم اليوم، وإذا سمح بمرور أسبوعَين، فهناك ١٤ شلنًا مُضافة إلى العشرين شلنًا التي كان عليه دفعها من قبل.»

تصنَّع المحامي، الذي كان ليُصبح مُمثِّلًا مُمتازًا، ضحكةً جيدة جدًّا.

«آه، أنت تمزح الآن أيها اللورد.»

«لا أعتقد ذلك، سيد هان، على الرغم من أنَّني أمزح أحيانًا دون وعي.»

«أنا متأكد من أنك ستَمنحنا أسبوعًا لنفكِّر في هذا الأمر.»

«أوه، جيد جدًّا. أي شيء من أجل السلام والهدوء والتسوية الودية. أكره أن يعتقد السيد شوارتزبرود أنني صارم. الآن، لا تُغادِر معتقدًا أنني مُتردِّد في تقديم تنازلات، وتنازلات كبيرة. فهذه سبعة شلنات للسهم أعطيك إياها، على السبعين ألف سهم — ما هو المبلغ، سيد ماكيلر، أنت تعلم أني لستُ جيدًا في الحسابات؟»

«٢٤ ألفًا و٥٠٠ جنيه.»

«يا إلهي، انظر إلى ذلك، سيد هان. ها أنت ذا، مَن ترفض أن تَترُك لي تلك المستندات التي تحملها، ومن كان يعتبرني صارمًا — حسنًا، لا تُنكر ذلك؛ لقد رأيت ذلك من تعبير وجهك — ها أنا ذا أعطي للسيد شوارتزبرود ورفاقه الستة الرائعين هديةً بقيمة … بقيمة … بقيمة …»

ردَّ ماكيلر الكبير على الفور: «٢٤ ألفًا و٥٠٠ جنيه.»

«نعم، ٢٤ ألفًا و٥٠٠ جنيه نقدًا، أمنحها لرجالٍ لم أرَهُم من قبل، وحتى يومنا هذا لم أسمع عنهم من قبل. لا أريد أن أتباهى بفضائلي، سيد هان، لكنِّي أشكُّ في إمكانية العثور على أي رجل في المدينة يمكنه التخلُّص بمنتهى السعادة من ٢٤ ألفًا و٥٠٠ جنيه. لقد قلت المبلغ الصحيح هذه المرة، ماكيلر. أنا أتحسَّن، كما ترى.»

«جيد جدًّا، أيها اللورد. هل يُمكنني التواصُل معك أكثر في هذا النادي؟»

«لا. من الآن فصاعدًا، يجب أن تكون مقابلاتنا على أساس العمل الجاد. فالطبيعة السخية لنبيذ ٧۸ لدينا تجعلُني معطاءً بعض الشيء. لذا ستتمُّ المقابلة التالية في مكتب السيد ماكيلر في المدينة في أي وقتٍ يناسبك، وسأكون سعيدًا بإبلاغي قبلها بأربع وعشرين ساعة؛ لأنَّني يجب ألا أكرِّس حياتي كلها للتمويل، ألا تعلم هذا؛ لأنني مُغرَم إلى حدٍّ ما بالسيارات، وقد أكون خارج المدينة.»

«شكرًا جزيلًا. طاب مَساؤك أيها اللورد. طاب مساؤك، سيد ماكيلر.»

غادر المحامي، وابتسم اللورد سترانلي لرفيقَيه، اللذَين جلَسا صامتَين لفترة طويلة.

قال ماكيلر العابس وهو يأخذ نفسًا عميقًا: «حسنًا، أيها الشاب الصغير، إذا استوعبت الأمور المالية، فليُساعد الرب المدينة!» ضحك اللورد، ثم التفَت إلى بيتر وقال:

«أعتقد أنك يجب أن تَستأنف مكانك في ساوثهامبتون. كنتَ تَعتني بتحميل الباخرة — ماذا كنت تُسميها؟»

««راجا» — الباخرة «راجا».»

«حسنًا، حتى لو لم أكن رئيسًا أو من أعضاء مجلس الإدارة، أطلب منك استئنافَ هذه الوظيفة. أفهم أنك ما زلت مهندسًا رسميًّا للشركة؟»

«نعم.»

«جيد جدًّا. لا تتحدَّث إلى أحدٍ، ولكن توجَّه إلى ساوثهامبتون، واستمر في تزويد الباخرة بالآلات والمؤن، كما لو لم يحدُث شيء. وإذا واجهت أيَّ معارضة، فأرسل لي برقية، وأعتقد أنني أستطيع التغلُّب على أيِّ عائق.»

انتقل بيتر إلى ساوثهامبتون، ولم يواجه أيَّ عائق في استئناف مهامه.

استهلكَ النقابيون السبعة الأسبوع كاملًا، وحدَّدوا موعدًا مع السيد ماكيلر ولورد سترانلي في اليوم الأخير قبل أن تبدأ الأسهُم في الارتفاع. هذه المرة لم يظهر السيد هان، لكن كونراد شوارتزبرود، الألماني اليهودي، جاء مُحرَجًا. وأمضى ساعات في محاولة الحصول على شروطٍ أفضل، وبالفعل قدَّم له اللورد سترانلي عدةَ تنازلات مهمَّة. أخيرًا قام بتسليم كلِّ ما كان مطلوبًا، وحصل من اللورد سترانلي على وثيقةٍ موقَّعة تمنح كونراد شوارتزبرود تَبرئةً كاملة من كلِّ ما فعله حتى الآن. شهد ماكيلر على هذه الوثيقة، ووضَعَها بأمانٍ في محفظته، وخرج المموِّل العجوز من المكتب مُحرَجًا وعلى وجهه نظرةٌ خبيثة شريرة من شأنها أن تُنسَب إلى شخصية «شايلوك» التي جسَّدها الراحل السير هنري إيرفينج.

قال ماكيلر الصارم: «ما كنتُ لأتنازل له عن شبر واحد.»

«آه، حسنًا، وما المهم في الأمر؟ لو كان استمر في المفاوضات لفترةٍ أطول قليلًا، لكنتُ أعطيتُه شروطًا أسهل؛ لذلك أنا سعيد لأنه رحل.»

دخل ساعي البرقيات الغُرفة ومعه رسالةٌ إلى السيد ماكيلر، الذي فتحها، وقرأها، ثم شتم. كانت من ابنه.

نصَّت البرقية على: «لا تتَّفق مع هؤلاء الأوغاد. منذ ثلاثة أيام عندما كنت بصدد تخزين البضائع على متن الباخرة «راجا»، تم احتجازي في المخزن، وأبحرت الباخرة. ثم تركوني على الشاطئ مع الربَّان، وقد هبطت للتو في بليموث.»

صاح ماكيلر وهو يضرب المكتب بقبضته: «يا إلهي! هذه الوثيقة التي وقَّعتها وأنا شهدت عليها، تمنحه إبراء ذمة بسبب سرقة الباخِرة. الآن سوف ينهبون الذهب الموجود في السطح ويستردُّون أموالهم. إنهم يسبقوننا بثلاثة أيام، وسيستغرق الأمر أسبوعًا للحصول على باخرة وتجهيزها.»

كان وجه اللورد هادئًا، ونفَخ ببطء بعض حلقات دخان السجائر في الهواء.

قال: «لا يسعني إلا الإعجاب بشجاعة شوارتزبرود العجوز.» «فكَّر كيف جعل الوقت ضيقًا للغاية! ومع ذلك، قد تُزعجه معرفةُ أنني صديق صاحب المقام الرفيع السيد بارسونز.»

قال ماكيلر متذمِّرًا: «ما علاقة ذلك بالموضوع؟»

«لا شيء سوى أن سرعة الباخرة «راجا» هي سبع عُقَد في الساعة، ويَختي الكبير الذي أُطلق عليه «ذات الرداء الأبيض»، الموجود في ميناء بليموث، مزوَّد بأحدث محركات بارسونز ويمكنه، عند الضرورة، الانطلاق بسرعة ٢٥ عقدة في الساعة. أوه شوارتزبرود العجوز المسكين! سنَستمتِع ببعض المرح معه بعد كل شيء.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤