أحمد المجاطي: سياسة القصيدة المغربية١

I

حين انطلقَت تجربةُ الشعر الجديد في المشرق العربي في نهاية الأربعينيات ومُستهَل الخمسينيات من القرن الماضي تجاوبَت أصداؤها في أرجاء الوطن العربي، ولاحت تباشيرُها المغرب الأقصى. وقد ساعد على انتشار التجربة والتعاطُف مع روَّادها التواصُل الذي تحقَّق في تلك الفترة بين شرق البلاد العربية ومغربها بفضل عدَّة قنواتٍ منها الصحفُ والمجلات والكتب، ومنها البعثاتُ العلمية التي انتقلَت من المغرب إلى سوريا والعراق ومصر … وكانت مجموعةٌ من شعراء المغرب مِن الذين قُيِّض لهم المشاركةُ في تلك البعثات ومن ثَم الاتصال مباشرةً بمصادر التجربة الشعرية الفنية وبرُوَّادها وعُشَّاقها.

ولعل الشاعرَين أحمد المجاطي ومحمد السرغيني من أبرزِ هؤلاء الذين كان لهم حظُّ الإقامة في الشام والعراق. وقد تجلَّى تأثيرُ الشعرِ الجديدِ أو شعرِ التفعيلةِ في القصيدة المغربية الحديثة من خلال عدَّة ملامحَ وجوانب، وترسَّم كثيرٌ من شعرائنا، في المغرب، خُطى الروَّاد، في مراحلهم الأولى.

وكانت اندفاعةُ الشعر الجديد، في المشرق وفي المغرب، على السواء اندفاعةً قويةً جريئة غذَّتها عدَّةُ عواملَ وعناصرَ تاريخيةٍ وسياسية واجتماعية وثقافية ذات طابعٍ وطني وقومي وعالمي لا سبيل إلى رصدها هنا بتفاصيلها.

إن تبَنِّي الشعراء المغاربة لتجربة الشعر الجديد بكل عُنفوانها ودَفْقها الفكري والإبداعي يُعَد من سمات القصيدة المغربية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، تلك القصيدة التي تكفَّل بصياغتها وأدائها على الوجه الفني الناضج والمتميز حقًّا روَّادُها في المغرب، وفي طليعتهم المجاطي والسرغيني ومحمد الكنوني والطبال وآخرون.

ومما لا شك فيه أن المرحلة التي شَهِدَت ميلاد الشعر الحديث في البلدان العربية ألقت بظلالها الفكرية والفنية على هذه التجربة التي حَرَص روَّادُها والجيل الثاني الرديف على الارتباط بالتراث وعلى الدفاع، في الشعر، عن قضايا الهُوية والتحرُّر وعن القِيَم الخلُقية والاجتماعية التي كانت الشعاراتِ الكبرى الملائمة للمرحلة؛ وهي قضايا وقيمٌ فجَّرَتها في الأدب والفكر عامةً قضيةُ فلسطين ومعارك التحرُّر والبناء في كل أرجاء الوطن العربي والعالم الثالث. لقد كانت المرحلة، بالفعل، مرحلةَ حماسٍ وفروسيةٍ وتطلُّع إلى بناءِ غدٍ جديدٍ بعد أن تخلَّصَت الدولُ العربيةُ من نِيرِ المُستعمِر وتمكَّنَت من استعادةِ شخصيتِها واستئنافِ مسيرة النماء والتقدُّم وتجاوُز مخلَّفاتِ الاحتلالِ ورواسبِ الماضي. وإن التناقضاتِ لكثيرةٌ التي تخلَّلَت فترةَ الاستقلالاتِ على المستويَين الوطني والقومي هي التي عكسَتها بأمانةٍ وصدقٍ تجاربُ المجاطي والسرغيني والطبال والكنوني الشعرية، وتبدَّت آثارُها واضحةً في القصيدة المغربية الحديثة، على صعيد الدلالة والتركيب والمُعجَم والإيقاع وغيرها من مُكوِّنات النصِّ الشعري. وليس غريبًا أن يحمل ديوان أحمد المعداوي المجاطي عنوانًا دالًّا يُمثِّل بحقٍّ تجربةَ البطولةِ المنكسرةِ التي ترمز إليها لعبة «التبوريدة» في مفهومها الشعبي. ولم يكن المجاطي وحدَه هو الذي تحدَّث عن المرحلةِ وباسمِها بل إن جيلًا بأكمله من شعراء المغرب الذين تبنَّوا شعر التفعيلة أو الذين آثَروا التعبيرَ بالقصيدةِ العموديةِ توارَدوا على معالجة المشاكل المترتِّبة عن الحمايات وبناء المستقبل.

وهكذا كانت قصائدُهم رديفًا فكريًّا وفنيًّا لنضالٍ سياسيٍّ واجتماعيٍّ خاضَته الطبقاتُ الشعبية على واجهاتٍ متعددةٍ داخليةٍ وخارجية. على أن المدَّ الثوريَّ الجامحَ المشوب بنزعةٍ رومانسيةٍ ومثاليةٍ طافحةٍ أحيانًا لم يُفضِ دائمًا إلى الأهداف المبتغاة التي كان الشعراء يحلُمون بتحقيقها. ومن هنا الإحباطُ الذي غشَّى التجربةَ الشعريةَ أو تسرَّب إليها، وهو الذي صَبَغ الكتابةَ الشعريةَ في العقدَين السادس والسابع من القرن الماضي بصبغةٍ يغلِبُ عليها التشاؤم والألم والشكوى دون أن تخلوَ من بصيصِ أملٍ وتفاؤل.

إن التجربةَ الشعريةَ المغربيةَ في المرحلة المذكورة غنيةٌ ومتميِّزة، وهي في حاجةٍ الآن إلى مراجعةٍ جديدةٍ تتعمَّق أبعادَها وتُبرِز خصائصَها الفنية وإضافاتِها النوعية.

II

وإذن، هذا هو الشاعر، حيٌّ ويقظ، وشفتاه تتلذَّذان ما زالتا ببعض غَبوق؛ أي لم يمُت كما حسب الذين حمَلوا جثمانَه في ذلك اليوم الخريفي المبكِّر، من أكتوبر ١٩٩٥م؛ رأَوا أنهم يُوارُونه الترابَ في مقبرة الشهداء بالرباط، ثم يبتعدون عائدين في يوم الجمعة هذا إلى بيوتهم بُعيدَ صلاة الظهر ليتناولوا غداءهم من صحن الكسكس التقليدي، ساعين بتفاوُتٍ إلى تناسي هذا الشخص الذي أشعل النار في وجدانهم عمرًا ولم يَقْبل، حتى الرمقِ الأخير، أن يُصالِح ولا أن يتساهَل مع مجدِ الشعرِ ونُبلِ الموقف الملتزم. كان الستينيون — وأنا واحدٌ منهم — يلتقون حول أحمد المجاطي، شاعر المغرب الحديث، الفَحل في نظرِ كل الدارسين، والذي نظَّمَت رابطةُ أدباء المغرب ندوةً دراسيةً حول نتاجه الإبداعي والنقدي.

كان لقاءً للتذكُّر والوفاء من غير شك، من قِبَل طلابٍ قُدامى درسوا الأدب الحديث والعَروض بحنكة على يد مَن عرف كيف يُصادِق بعضَهم ويقدَح زنادَ مواهبَ كامنةٍ في نفوسهم، فصاروا شعراء يقبسون من وقدَته أو روائيين قصَّاصين ينسجون سردًا في حوادث ومآزق العمر الحارق التي اكتوى بها الجيل الموتور الذي انتمَى إليه، وسِرنا في ركابه بعد ذلك، نرسم بالكلمة والإيقاع والمجاز سَورَة الغضَب والتمرُّد على مغتصبي مصيرنا مذ ذاك قبل أن نُردى بالفجيعة تحمل اسمَها أو تتهاوى نيازكُ بلا أسماء. لكن الجامعيين والأدباء المغاربة، وقد التقَوا من جديدٍ حول أحمد المجاطي، كانوا يُعلِنون ضمنًا أنهم يستعيدونه مرةً أخرى بديلًا لإذقاع وشحوب في النص الشعري لزمانهم الأدبي وللتمثيلية الإبداعية الحقَّة، التي يرَونَها مناسبةً لبيئتهم ومواجع جيلهم … ما ومَن هلَك منه ويَهلِك.

وبالفعل، فإن المجاطي الحامل أيضًا للقب المعداوي (١٩٣٦–١٩٩٥م)، يُعَد نسيجَ وحدِه بين الشعراء المغاربة للعصر الحديث، سيرةً، وكتابةً وموقعًا إنسانيًّا، وهو بمفرده التفَّ حول نبوغه الشعري إجماعُ بني وطنه وأمته معًا، جعل القصيدةَ العربيةَ الجديدة؛ أي تلك التي أنشأها الروَّادُ في المشرق العربي، تُسمِع صوتَها بوحًا وجهرًا، فتغدو صنوًا ندًّا للعمودية، بل تتخطَّاها لتتحوَّل إلى الصوت التفعيلي الأنسب، مصقولةً وشفَّافةً كالرخام. ولم يكن ذلك إلا بثمنٍ باهظٍ كان القدامى يعرفونه جيدًا، فيُحكِّكون، ويمخضون، وينخلون، والفحول بينهم حوليون، وعمومًا نزَّارون، وشاعرُ المغربِ الأوَّل من زمرتهم بلا منازع.

لكي يبلغ المجاطي ذراه، ارتحل طويلًا في ماضيه (أي في تراثه وتاريخ أمته، وجغرافيتها أيضًا) ليصل إلى حاضره في مواجهةٍ حادة، غير مسبوقة؛ ففي الخمسينيات تعلَّم في المدارس العربية الأهلية (الحرة) التي أنشأتها الحركةُ الوطنيةُ للحفاظ على الثقافةِ والهُويةِ العربيةِ الإسلامية، وكانت متوفرةً في الدارِ البيضاءِ مسقطِ رأسه. وحين حصَل على الثانوية العامة بُعيدَ الاستقلال (١٩٥٦م)، كان نداءُ المشرق حارًّا، فرحل مع الأفواج الأولى من الطلبة المغاربة (وهم الفوج الثاني عمليًّا) الذين توزَّعوا بين بغداد ودمشق والقاهرة؛ فليس عجيبًا أن يظهر من هؤلاء روادٌ أدبيون مجدِّدون ومفكِّرون مجتهدون (عبد الكريم غلاب، محمد السرغيني، أحمد المجاطي، محمد برادة، محمد عابد الجابري …)، أسهموا مع آخرين، في تعبيد طريق التحديث الأدبي الفكري بالمغرب. هكذا درَس الشاعرُ الراحلُ في كلية الآداب بجامعة دمشق، ومنها تخرَّج (١٩٦٢م) ليعود إلى المغرب، ويلتحق بالتعليم الثانوي، ومنه بالجامعة في منتصف الستينيات؛ حيث سيكون من أوائل الشباب المغاربة الذين يدرُسون الأدبَ الحديثَ إلى جانب رعيلٍ من كبار الأساتذة المصريين والسوريين أمثال أمجد الطرابلسي، شكري فيصل، نجيب البهبيتي ونجيب بلدي، وسوف يرسخ مساره الأكاديمي إلى أن يُعِد ويحصُل على دكتوراه الدولة عن أطروحته الراجحة في موضوع: «أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث».

ما من شك أن الإقامة في الديار الشامية فتحَت عينَي فقيدنا على وسعهما للنهل عميقًا من المصادر التراثية والحديثة، أيضًا، للأدب العربي، فغَرف منها كثيرًا، وشحَذ لغتَه ودعم موهبتَه، وهي التي تغذَّت قبل ذلك من رحيق أخيه مصطفى المعداوي، الذي سبقَه إلى مضمار الشعر ورحل مبكرًا في حادثٍ مُفجِع. ثم ترَعرعَت في أتون الصراع الاجتماعي السياسي الذي احتدَم في المغرب، في مطلع العقد الستيني ليتصاعد رهانُه في مناهضة الاستبداد ومن أجل إقرار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وثمنُ الرهانِ مرحلةٌ كاملةٌ من القَمع والجَور والاستباحة للحريات العامة، ومن الهزَّات الداخلية أيضًا، كانتفاضة الدار البيضاء (١٩٦٥م) والعسكرية (١٩٧١–١٩٧٢م). في غمرة هذا الصراع المشبع بالهواجس القومية، بمطامِحها ونكساتِها، سيُنجِز أحمد المجاطي مشروعَه الشعريَّ الفخم، والذي، من باب المفارقة، لن يُثمِر كمًّا، طيلةَ العمر السِّنِّي الناضج الذي عاشه، سوى ديوانٍ واحد (الفروسية، الرباط، منشورات المجلس القومي للثقافة العربية، ١٩٨١م، سلسلة، إبداع ٢)، وضَم القصائد المكتوبة بين ١٩٦٢م و١٩٧٧م.

لكن، هذا هو المجاطي، داعبه محبُّوه فنسَبوه إلى شعراء الحوليات، يعودون به إلى سلفه البعيد في الجاهلية زهير بن سلمى، وآلى هو على نفسه ألا يُخرِج القصيدة إلا بعد أن يُخضِعَها لألف عيارٍ واختبار، تيمُّنًا بجدٍّ آخر كان يعتبر أن قلعَ ضرسٍ أهونُ عليه من قول بيت من الشعر، ووالله عشنا معه أوقاتًا رأيناه فيها كامرأةٍ في المخاض، فإذا أنجَب فهو الدرُّ الفريد، ومع ذلك يبدو قلقًا لا يثق فيما وضع، يعود إلى الوليد يتعهَّده منقِّحًا، ويُحسِن تسويةَ خَلْقه، ويُهدهِده ويُقمِّطه، ولا يتركه يذيعُ بين الناس إلا إذا أيقن أنه اكتمل خَلقًا؛ ولذا دُعي أيضًا، شاعر القصيدة المثلى، هي قصيدة تقع خارج الخطابة، والسجال، علمًا بأن الشعر في مذهبه ملتزمٌ لكن بما ينسجم مع الرؤية الخاصة لدى المبدع، في صيغة اهتمامٍ يتجاوز ما هو شخصي؛ أي يأتي موقفًا للذات في علاقتها بالمجتمع والكون جميعًا، على حد تعبير المعداوي نفسه. هو الذي وضع ما يمكن أن يسمى ﺑ «سياسة للقصيدة المغربية» تتمثل في ثلاثة بنود: (١) ضرورة تجاوُز الانغلاق القومي باعتبار أن الأدبَ متفاعِل مع العالَم. (٢) ضرورة تعميقِ الثقافةِ الشعرية. (٣) اللغة والإيقاع هما مهمازُ كلِّ قصيدة.

باتباع هذه «السياسة» أقام أحمد المجاطي القصيدةَ الحديثةَ في الأدب المغربي لتنهض كوجودٍ مستقل؛ أي ليست أسيانةً متهافتةً بتلك العناصر الرومانسية الغثَّة صورًا وموسيقى، ولكن بما يُنجِب موضوعية الرؤيا، وهذا ما حفَز الناقدَ الراحلَ محي الدين صبحي إلى نعتِ صاحبِنا بأنه شاعرٌ موضوعيٌّ حَرَص على هذا الموقف وأنجزَه حين «اعتمد التقرير أسلوبًا، والصورة أداة» (تذييل الديوان). ولئن كانت شعريةُ المجاطي تتبدَّى أحيانًا للقارئ المتعجِّل صادرةً عن رؤيةٍ حماسية، ومنتجةً لها، بحُكم شِعره الذي يطرُق، في الظاهر على الأقل، قضايا المصير الوطني والقومي وإخفاقاتِهما المُوجِعة، فإن اللبوس الحقيقي لشعره منسوجٌ بخيوط الرؤية الرمزية المعتمدة على الإيحاء ومكمنُها الكثافة المجازية؛ حيث تتآزر الصور عنقودية، وتسترسل متوالدةً من بعضها (انظر قصيدتَي «الفروسية»، و«القدس» في الديوان).

ولقد كان المجاطي يفهَم أن الشعر يختلف كليةً عن الكلام العادي ويتنزَّه عنه، ولذلك حَرَص أن يرتقي به عاليًا في الموسيقى — دون أن يتخلى عن بساطة العبارة – فيضبطَه بالتفاعيل ويطوِّعها لتنقادَ له بحُريةٍ وإتقانٍ مثل أي شاعرٍ كبير، واعيًا بأن الإيقاع ليس هو الموسيقى وحدها، بل التناسُق العام بين مختلف مكوِّنات القصيدة، لغةً وبيانًا ومجازًا وتضمينًا وأوزانًا، وتجربةً موصوفةً أو مبثوثة، وهو كذلك ضبطٌ صارمٌ لوظيفة التعبير الشعري الناصع والمحكَم، فلا يقلُّ ولا يفيض، متقلصًا إلى حد الندرة، ما بوَّأ قصيدة المجاطي مكانةً مفردةً في الشعر المغربي بل والعربي الحديث والمعاصر، كأن لم يسبِقْها كلام ولم يأتِ بعدها جديد، والحزنُ والتمرُّدُ والصَّولةُ فالكارثية، وعمومًا الرؤية المأساوية التي اختزنَها شِعره، ما تزال هي ذاتها السائدة في الشعر العربي، بإفراطٍ وميوعةٍ أحيانًا عند آخرين فيما جاءت على لسانه منقَّرة، مشذَّبة، وباهرةً حدَّ الخفاء. شِعار صاحبِها الصامت أن مجدَ الشعر مع قلةِ الشعر.

حين كنا بعدُ فتيانًا بزَغ نور المجاطي في العَراء شاعرًا للكارثة في أحلك ساعات بلادنا بعد الاستقلال، فأطلق صوتَه ليُعطيَ مصيرًا فريدًا لحركة التحرير الوطني، وهو يتخطى تأويلَ تاريخ اليومي مجسِّدًا برؤياه الشعرية توقًا عارمًا إلى الحرية ومقاومة السقوط والفَناء.

ولنقرأ أخيرًا ما قاله عنه واحدٌ من مريديه وعاشقيه، محمد الهرادي، الذي ينكفئ راجعًا نحو ذلك الزمن، ومتوجسًا من هذا الزمان، وأنا في حنجرته: لنتذكر أن هذا المغرب الذي عبَّر عنه المجاطي بكلماتٍ تنتمي إلى اندفاع الستينيات، وتوهُّج السبعينيات، وبمدادٍ جاء من نفس المحبَره، هذا المغرب يقف في حلقه اليوم رجالٌ يتكلمون بمعجمٍ آخر، لا يحيا ولا يتغذَّى بكلماتِ الروَّاد من طراز أحمد المجاطي، ولا باندفاعِ الفروسيةِ المهيضةِ التي لا تترك وراءها غيرَ سحابةٍ من غبار، وبارودةٍ من سراب.

١  قُدِّمَت في الندوة التي نظَّمَتْها رابطة أدباء المغرب في موضوع: «الشعر المغربي في زمن الفروسية»، مهداةٌ إلى روح الشاعر أحمد المجاطي (كلية الآداب، جامعة محمد الخامس، الرباط، ١٢ دجنبر ٢٠٠٣م).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤