اللاقياسية ومشكلة الاتصال

استطاع كُون أن يلفت الأنظار في نظريته إلى سلسلةٍ كاملةٍ من المشكلات التي كانت في الظل ولكنها واقعيةٌ وجوهرية لفهم بِنية وظائف المعرفة العلمية، ولفهم العملية التاريخية لتطوُّر العلم. ومن القضايا التي أثارت جدالًا حادًّا مع اتهامه بالذاتية والنسبية مشكلة الانتقال من نموذجٍ إرشاديٍّ إلى آخر؛ أي الثورة العلمية، والذي قرَّر أنها تعني الانتقال إلى عالمٍ مُغايرٍ إدراكيًّا ومفاهيميًّا غير العالم الذي يعمل فيه الباحث. ويُقرِّر كُون أن ما يشاهده الباحث العلمي في تجربته إنما يُحدِّده محتوى النموذج الإرشادي النظري. وحيث إن النماذج الإرشادية هي كلياتٌ متكاملةٌ مثلها مثل المدركات الجشطلتية (أي التحول الكلي والكامل لمجال الإدراك الحسي دفعةً واحدة)؛ لذا فإنها تختلف عن بعضها ولا تُوجد نقلاتٌ بين بعضها والبعض؛ ولذلك يتعذَّر الاتصال والتفاهُم بين أشياع كل فريقٍ من أنصار هذا النموذج أو ذاك؛ لأن كل فريقٍ يتحدَّث لغةً مختلفةً ويرى عالمًا مغايرًا. حقًّا إن النموذج الإرشادي الجديد قد يستخدم نفس مصطلحات النموذج الإرشادي القديم، ويشتمل على غالبية القوانين الرمزية القديمة … إلخ، ولكن كل هذا يأخذ معنًى كيفيًّا جديدًا في إطار الكل الجديد ذي الدلالة المغايرة.

وهناك مِن العلماء والفلاسفة مَن ذهبوا إلى أبعدَ مما ذهب إليه كُون في سبيل تأكيد إمكانية وجودِ عوالمَ مختلفةٍ مفاهيميًّا وإدراكيًّا. ولم يقنع هؤلاء بربط هذه العوالم بأنساقٍ نظريةٍ فحسب، بل ربطوها كذلك بطرق تشريح العالم، وهي الطرق والأنماط المتجسِّدة في اللغة. ويعنينا هنا الإشارة إلى اثنَين تأثَّر بهما كُون وهما إدوار سابير وبنيامين وورف اللذان وضعا قوانين لنتائجِ دراستهما للغات على أساسٍ عرقي، وانتهيا إلى ما يُعرف باسم فرض النسبية اللغوية الذي أسلفنا الإشارة إليه. وحسب هذا الفرض فإن العالم الذي نُدرِكه ونفسِّره قائمٌ لا شعوريًّا على أساس معاييرَ لغويةٍ محددة. ونحن نحلِّل أو نجزِّئ الواقع إلى عناصر وفقًا لقواعدِ تصنيف (مجسَّدة في وحداتٍ قاموسية؛ أي مفردات اللغة) والأبنية النحوية الأصيلة في اللغة المعيَّنة. وحيث إنه لا تُوجد لغتان متماثلتان فإن بالإمكان القول إن المجتمعات المختلفة موجودةٌ في عوالمَ مختلفة. يقول وورف في كتابه «اللغة والفكر والواقع»: نحن نحلِّل الطبيعة وَفْق خطوطٍ حدَّدَتها لنا لغاتنا الوطنية. وإن الفئات والأنماط التي تفصلها من عالم الظواهر لا تجدها هناك لأنها تبده المشاهد، بل على العكس فإن العالم حولنا يتبدَّى لنا في صورة فيضٍ من الانطباعات المتعددة الألوان والتي ينظمها عقلنا، وهو ما يعني أساسًا أن تنظيمها يتمُّ على أساس أنساق اللغة الموجودة في الأذهان. إننا نجزِّئ الطبيعة ونظمها في مفاهيم، ونعزو إليها ما نشاء من دلالات؛ ذلك لأننا في الأساس شركاءُ أو أطرافٌ في اتفاقيةٍ لتنظيمها على هذا النحو … وهكذا نُدخل مبدأً جديدًا من النسبية يقضي بأن جميع المشاهدين لا يسترشدون بنفس البِنية الفيزيائية وصولًا إلى نفس صورة الكون، ما لم تكن خلفياتهم اللغوية متماثلةً أو أن يكون هناك معيارُ ما لمعايرتها.١

واضحٌ تمامًا تأثُّرهما هنا بفكر وليم جيمس عن أن الوعي فيضٌ من الإحساسات نختار بإرادتنا منها ما يتفق مع غاياتنا. وواضحٌ كذلك حسب فرض النسبية اللغوية أن الصور اللغوية المختلفة عن العالم يمكن أن تصنع أبنيةً فئويةً مختلفة؛ ومن ثَم تؤثِّر على معايير التفكير، كما تؤثِّر بالواسطة على معايير سلوك مجتمعٍ معيَّن وليكن المجتمع العلمي مثلًا، ولكن هل معنى هذا أن مجتمعات العلماء التي تُناصر نماذجَ إرشاديةً مختلفة تعيش في عوالمَ مختلفةٍ ولا يمكنها أن تتواصل معًا بصورةٍ كافية؟

إن مجرد حقيقة وجود نماذجَ إرشاديةٍ لا يقوم برهانًا على أن طريقة رؤية العالم يُعاد بناؤها بالكامل من جديد في تبادُلها المتعاقب. طبعًا إن إطار ما نُشاهِده في التجربة العلمية يُحدِّده محتوى النظرية المقررة. غير أن أبنية الإدراك الأساسية، مثل تفسير العالم في ضوء اللغة الطبيعية للحياة اليومية، تتشكَّل عند المستوى قبل العلمي، ويكاد لا يتغير فيها شيءٌ على مدى النظريات العلمية المتعاقبة، بل يمكن للمرء أن يقول إن الكثير من أنساق الدلالات الإشارية للُّغة المميِّزة للُّغة قبل العلمية تؤلِّف في صورةٍ متحورةٍ جزءًا من العلم، والتي تُحدِّد جوانبَ من محتواه؛ ومن ثَم فإن إبدال النظريات العلمية الأساسية أو النماذج الإرشادية إنما يجري في إطار خلفيةٍ من شرائحَ ثابتةٍ ومحددة للمعرفة المغروسة في أبنية الإدراك، وفي قضايا ما يُسمَّى الحس المشترك الذي يجد تعبيرًا عنه في اللغة العادية.٢
ولنتأمل ما يقوله أينشتين مُصوِّرًا العقبات في العلاقة المعرفية بين الذات والموضوع؛ إذ يقول: «إن عالم الخبرة يجعلنا نضع المفاهيم في أطرٍ محدَّدةٍ ونجد مشقةً كبيرةً في تصوير عالم الخبرة لأنفسنا بدون مناظير التفسير المفاهيمي القديم الراسخ. وثمَّة صعوبةٌ أخرى تتمثل في أن لغتنا تعمل قسرًا من خلال الكلمات المرتبطة ارتباطًا لا انفصام له مع تلك المفاهيم البدائية.»٣
ولنُلاحظ بعد هذا أن النظرية في الممارسة العملية للبحث العلمي لا تُطبَّق مباشرةً على الخبرة بل من خلال نظريةٍ وسيطةٍ أخرى هي النظرية المفسِّرة، وأن إبدال نظريةٍ بأخرى من النظريات الأساسية لا يتوافق مع إبدال النظريات المفسِّرة. هذا علاوة على أن النظريات الجديدة لا تنسخُ بالكامل النظريات القديمة وتطردُها تمامًا؛ فإن البِنية الفعلية المتعدِّدة المستويات للمعرفة العلمية، ووجود عددٍ من الأنساق فيها، وليس نسقًا واحدًا، عند كل مرحلة، تتغيَّر بوسائلَ مختلفةٍ وبمعدلاتٍ متباينة، ثم أخيرًا إن النظريات العلمية «مغمورة» في لغة الحياة اليومية قبل العلمية.٤

وكل هذا يسمح بالمقارنة الفعلية وتقييم النماذج المختلفة.

والجدير بالذكر أنه عقب حملات النقد التي واجهها كُون خفَّف بالفعل من الصياغة الراديكالية المتشددة لفرضيته التي توازي بين النماذج الإرشادية والعوالم البديلة؛ إذ أكَّد في حاشية الكتاب أنه إذا سلَّمنا بصواب أن النماذج الإرشادية المختلفة غير قابلةٍ للترجمة المتبادلة إلا أنها لا قياسية، ثم تراجَع عن القول بوجود فجوةٍ بين النماذج الإرشادية المختلفة تقطع سبل التواصل بينها؛ إذ وضع في الاعتبار أن عالم الحياة اليومية واللغة اليومية، وغالبية عالَم العلم، يتقاسمها أعضاء المجتمعات العلمية المختلفة؛ فهي مشتركةٌ بينهم. ويؤمن كُون الآن بإن بالإمكان الترجمة من لغة نموذجٍ إرشادي إلى لغة نموذجٍ آخر مستخدمين في ذلك مفردات الحياة اليومية المشتركة.٥
ويرجع الفضل إلى كُون أن أبدى أصحاب مدرسة علم العلم اهتمامًا كبيرًا بما سمَّوه تحليل المضمون الفكري thematic analysis للنظريات العلمية؛ أي دراسة مكوِّنات محتوى الأبنية النظرية التي تنتقل من مرحلةٍ من مراحل تاريخ الفكر العلمي إلى أخرى؛ ومن ثَم تربط بين النماذج الإرشادية المختلفة وتكفل اتصال تطوُّر المعرفة العلمية. مثال ذلك مفهوم القوة؛ فإن له خصائصَ غيرَ متغيرةٍ سواء في النموذج الإرشادي الأرسطي أو النيوتوني. وفكرة البقاء (بقاء المادة أو الحركة أو الكهرباء … إلخ) تنتقل من نموذجٍ إرشادي إلى ما يليه، وأن بعض الأفكار الأساسية الملازمة للفكر العلمي منذ ميلاده تتجَّمع في علاقاتٍ طباقية؛ الذرية مقابل الاتصالية atomism vs. Continualism والكلية مقابل الاختزالية holism vs. Reductionism وأن وجود مثل هذه الأفكار الأساسية المشتركة يغدو مستحيلًا لو أن النماذج الإرشادية المختلفة تُقدِّم حقًّا «عوالم بديلة».٦

إن ظهور نموذجٍ إرشاديٍّ جديد يغيِّر يقينًا التفسير السيمانطيقي لعدد من المفاهيم العلمية. بيد أنه لا سبيل إلى أن نفهم هذا التغيُّر كإبدالٍ كاملٍ للمعنى القديم. إننا لو سلَّمنا بوجود أفكارٍ أساسيةٍ مشتركة في تاريخ المعرفة فإن هذا النوع من الإبدال يكون مستحيلًا؛ ولهذا كان طبيعيًّا أن يفهم كُون التقدُّم بمعنًى آخر ليس فيه اتصال. علاوةً على هذا فإن التغيُّرات لا تشمل جميع المفاهيم، وبوجهٍ عامٍّ فإن ظهور مفهومٍ معينٍ في سياقٍ جديد ليس هو الذي يستلزم إبدال معنًى بآخر، وإلا تعذَّر علينا الاتصال وفهم بعضنا بعضًا؛ حيث إن اللغة تتضمَّن مِن بين ما تتضمَّن توليد كلمات لم تكن موجودة قبلًا؛ فإن تفسير الكتلة في النظرية النسبية يختلف من نواحٍ هامةٍ كثيرة عن تفسير الميكانيكا الكلاسية لها، ولكن لا يلزم عن هذا أن نموذجَين إرشاديَّين يستخدمان نفس الكلمة سوف يعملان بمفاهيمَ مختلفةٍ كما يؤكِّد لنا كوون؛ فإن أنساق الموضوعات التي يُشير إليها هذان النموذجان تكون أحيانًا مشتركةً بين النموذجَين. ويجب ألا ننسى أن النموذج الجديد لا يتم إقراره بعد كل شيءٍ إلا إذا فسَّر لنا لماذا النموذج القديم الذي استُبدل استطاع أن يعمل بنجاح حتى لحظةٍ معيَّنة في نطاقٍ مشترك بين الاثنَين.

هذا التفسير لا يكون ميسورًا إلا إذا وُجد تفسيرٌ هادفٌ له معنًى يُفسِّر النموذج القديم. وهو ما يكفُلُه واقعُ أن بعض الوحدات ذات المعنى، وبعض النواحي المنفصلة في النموذج الإرشادي القديم مغمورة تمامًا، أو تشكِّل جانبًا من بِنية المحتوى الجديد المعبِّر عن النموذج الجديد. إن غلطة كُون فيما يرى ليكتورسكي نابعةٌ من فشله في التمييز بين النموذج الإرشادي كبِنيةٍ واحدةٍ متكاملة وبين الأنساق السيمانطيقية المنفصلة التي تُشكِّل جزءًا منه؛ إذ ليس لكل نموذجٍ إرشاديٍّ نسقًا سيمانطيقيًّا منفصلًا ومستقلًّا؛ ففي رأي كُون أن الإطاحة بنموذجٍ إرشاديٍّ قديم هي محاولةٌ لنبذ جميع أنساق المعاني القديمة نبذًا تامًّا. وواقع الأمر أن اندماج الأنساق السيمانطيقية لأحد النماذج الإرشادية اندماجًا شاملًا في البِنية المتكاملة التي يؤلِّفها النموذج الإرشادي الجديد هو الذي يجعل التفاهم المتبادَل والاتصال الحقيقي أمرًا ممكنًا بين ممثِّلي النموذجَين على مستوًى ما بين النماذج. إن وجود خلفيةٍ ثابتةٍ ومشتركة من المعرفة تسمح لنا بالمقارنة بين النماذج المختلفة، كما تسمح لنا بالاختيار بينها.

لهذا السبب فإن العالم الذي يدرُس تاريخ الفيزياء لا يمكنه فقط أن يفهم النموذج الإرشادي النيوتوني بل والأرسطي كذلك. والبعض غير صحيحٍ؛ إذ لو تخيَّلنا عالمًا في عصر أرسطو، أو عالمًا يحمل إرث هذا العصر دون سواه، فإنه يتعذَّر عليه فهم نماذج ونظريات المحدَثين ما لم يدرُسها ويعايشها. وهذه صورةٌ تمثِّل تقدُّم إطار الرؤية والباحث العلمي، ولكن يبدو أن كُون غلَب عليه النهجُ النفسي الذي أخذَه عن بياجيه ونظرة الجشطلت عن التحوُّل الكلي لمجال الإدراك، وهي نظرةٌ موضع جدالٍ وشك، دون أن يدرك الفارق التطوُّري الكيفي بين الطفل في مراحل تكوينه ونموه وبين البالغ الذي اكتمل نموه. ويمكن القول إنه في ضوء النظريات العلمية الحديثة يمكن للمؤرِّخ أن يرى ذلك المحتوى في النماذج الإرشادية القديمة الذي لم يُدرِكه أصحابه قديمًا. وقياسًا على ذلك نقول إن عالم النفس الذي يدرُس مراحل تكوين الأبنية الإدراكية للطفل لا يمكنه أن يرى العالم على نحوِ ما يراه الطفل.

إن النظرية العلمية الجديدة، أو النموذج الإرشادي الجديد إنما يظهر تحديدًا لأنه يحمل مضمونًا مغايرًا جوهريًّا، ولا يمكن التعبير عنه في ضوء الأدوات المفاهيمية القديمة. وطبيعي أنه لن تكون ثمَّة قابليةٌ للترجمة كاملة وتامة في مثل هذه الحالة. وهناك في الوقت نفسه علاقات اتصالٍ وتلاحُمٍ ووحدة لمعانٍ محدَّدة تصل بين النظريات المختلفة والنماذج المختلفة. ويناقض ستيفان أمستردمسكي أستاذ الفلسفة بالأكاديمية البولندية هذه النقطة، ويُقرِّر أن النماذج الإرشادية إذا كانت غير قابلةٍ للترجمة المتبادَلة إلا أنها قابلةٌ للقياس على بعضها البعض، وذلك عكس رأي توماس كُون. ويستطرد في معرض نقده لمسألة الثورة العلمية قائلًا: إننا عندما نقارن بين حالة المعرفة قبل وبعد حدوث تغيير نُسمِّيه «الثورة» يجب علينا أن نعالج مسألتَين مختلفتَين:
  • الأولى: هل النظرية الجديدة تفسِّر كل الظواهر التي فسَّرتها النظرية السابقة؟ أو بعبارةٍ أخرى هل تتراكم المعرفة تراكمًا آليًّا؟ أم أن النظرية الجديدة تُثبت زيف القديمة في تفسيرها للظواهر، بينما تعطينا النظرية الجديدة تفسيرًا مغايرًا تمامًا لذات الظواهر؟ وهل النظرية الجديدة قاصرةٌ على ذات الظواهر أم هناك إضافة؟ ومن ثَم حركة؟
  • الثانية: هل ثمَّة وجهٌ للتوافق بين النظرية القديمة والنظرية الجديدة؟
إن التوافق بين النظريات المتعاقبة يمكن أن يُفهَم على وجهَين؛
  • (أ)

    أن النظرية القديمة تُمثِّل من حيث الشكل (بعيدًا عن المعنى التجريبي) حالةً خاصةً من حالات النظرية الجديدة.

  • (ب)

    أن يكون المعنى هو أن قضايا النظرية القديمة لا تكون صحيحةً في النظرية الجديدة فحسب، بل تحتفظ أيضًا بمعناها التجريبي (توافُق من حيث المعنى).

ويؤكِّد أمستردمسكي أن شواهد التاريخ تُثبت أن التوافق الشكلي بين النظريات قد تحقِّق في التغيرات التي تُسمَّى «ثورات»؛ ولذلك فإن مناط الأمر هو معنى «التوافُق» عند كل مفكر. والفرق بين معنى كلا السؤالَين عن (التراكُم والتوافُق) ناتجٌ عن الرأي القائل إن الحقائق العلمية ليست مجرد حقائقَ تجريبية، بل هي تفسيرات وتأويلات للظواهر الطبيعية في ضوء المعلومات والاعتقادات المسلَّم بها من قبلُ. فالظاهرة الطبيعية الواحدة يمكن أن تصبح حقيقةً علميةً أخرى في إطار مفهومٍ آخر، ويمكن إذا سلَّمنا بأن بعض التغييرات في مضمون المعرفة هي ثوراتٌ (بمعنى أنه لا يُوجد توافُق من حيث المعنى بين النظريات المتعاقبة) أفلا نكون مضطَّرين إلى التسليم بأن الانتقال من الرأي القديم إلى الجديد يتم بطريقةٍ لا عقلانيةٍ ولذلك لا يمكن تفسيره تفسيرًا عقلانيًّا.

أيًّا كان الأمر فإن مشكلة الاتصال والتغايُر في معاني المفاهيم على مدى مسار تطوُّر العلم لم تحظَ بعدُ بالدراسة الواجبة. وغنيٌّ عن البيان أن فهم الجانب الهام من المعرفة النظرية العلمية يعتمد إلى حدٍّ كبيرٍ على حل هذه المشكلة. ويرجع الفضل في هذا إلى توماس كُون الذي ألقى أضواءً على العديد من المشكلات الأساسية وأثار بشأنها حماسة وجدالًا بالغَين.

١  lektorskyi’ v.A. subject. object, cognition, progress publishers, Moscow, 1984, pp.117–180
٢  نفس المرجع، ص ٢٠٣، ٢١٠.
٣  Albert Einestein; the Problem of Space, Ether, and the field in Physics, included in "Man and the Universe", the publishers of Science; Washington Square Press; New York, 1974.
٤  لكتار سوكي، ص ٢٠٣، ٢١٠.
٥  نفس المرجع، هامش رقم ١٢، ج٢.
٦  نفس المرجع، ص٢٠٣، ٢١٠.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤