حيص بيص والبحث في الهجيص

منذ أن حدا الحادي قافلة مسرحنا، تحرَّكت القافلة لتشرَّق وتغرَّب وتنحدف في شعاب اليسار واليمين والغثِّ والثَّمين. وضربت في بوادي التقريب والتغريب، والترغيب والترهيب، والتحديث والتجريب، والإسقاط والاستطراد، والتسطيح والتفصيح، والترويح والتباريح، والاستلهام والاستعلام، والكشف والتنوير، والتطهير والتطوير و… وإلخ، وتملحم «أدهم» حتى صار بريشتيًّا.

وتفرهد «بعجر» حتى أصبح وجوديًّا.

ورمز غطاء الحلة للقِدر الفولاذي، والكانون للثورة … ورمز الفجل لمصر … ودار صراع جدلي بين الملعقة وقعر الكوب؛ إذ إن الجدل الدائر بينهما أذاب فوارق طبقات السكر (ولا تنسى الرمز الجنسي الفاضح والواضح) ونسينا في غمرة توهان القافلة أنه من حق البسطاء الظرفاء أن يكون لهم مسرح كما لأرباب الحِرف والترف وأصحاب التحف والنجف مسرح كما كان للمثقفين يومًا، مسرح.

ومن هنا كانت هذه «الليلة الفنطزية» مسخرة شعبية ندعو إليها هؤلاء وهؤلاء ليشاركونا البهجة والضحكة والأزمة؛ إنها حالة من حالات دعم المتعة الفنية وتوصيل الدعم لمستحقيه.

حيص بيص العصفوري

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤