المقدمة

كانت تعليماتُ رقم «صفر» ﻟ «أحمدَ» محددةً: اركب الطائرة إلى روما، ثم خُذ القطار إلى ميلانو، اذهب إلى شارع سان مارسيني، اسأل عن بنسيون فابريللو، احجز غرفةً وحدك، ستكون شارةُ التفاهم ثلاثَ دقات على الباب، وكلمة «سولو»، وتعني وحيدًا، سيُعطيك الرجلُ مظروفًا وأعطِه أنت المظروف الذي معك. كن حذرًا؛ فقد تكون مراقَبًا أو يكون الرجل مراقَبًا.

ونفَّذ «أحمد» التعليمات حرفيًّا. وفي أثناء الليل سَمِع ثلاثَ دقات متتالية، وقفز من مكانه يفتح الباب، لكن الرجل لم يدخل فقد سقط على الأرض في مدخل غرفة «أحمد»، وأدرك «أحمد» أن هناك مَن يُطلق النار من مسدس صامت. انحنى على الأرض، وسمعه يقول: «فينيسيا» – «سانتا كيارا» – «كارميلا». ثم مات … خشيَ «أحمد» أن تُطاردَه قواتُ الأمن، فغيَّر شكلَه واسمَه إلى ريمون.

وفي اليوم الثاني بدأ «أحمد» يقرأ بشغف ما قالَته الصحف، فعرف أن القتيل رجل العصابات «بازوليني»، واحد من خمسة يُسيطرون على تجارة المخدرات في البحر الأبيض المتوسط، لكن الزعماء الأربعة الآخرون استطاعوا استمالةَ أعوان «بازوليني»، الذي وجد نفسَه مطاردًا منهم، وقد خسر أمواله كلَّها.

وﻟ «بازوليني» أسرتُه المكوَّنة من زوجته وابنته وابنه، أخفاهم في أماكن متباعدة ولم تكن أسرتُه تعلم بحقيقة عمل «بازوليني».

وقد كان «بازوليني» ينوي تَرْك إيطاليا ويجمع شَمْل أسرته، بعد أن يتسلَّم مظروفًا من إحدى الجهات ويُسلِّم مظروفًا آخر فيه أدقُّ أسرار وأسماء العصابات الأربعة.

وبعد هذه المعلومات انطلق «أحمد» بحثًا وراء الكلمات الثلاث: «فينسيا» – «سانتا كيارا» – «كارميلا» … توجَّه إلى فينسيا، ونزل بفندق «سانتا كيارا» … وأثناء الليل خرج لنزهة، فإذا به أمام كازينو الليدو الذي فيه «كارميلا» … وبعد لقاء محفوف بالمخاطر تقابل «أحمد» مع «كارميلا» وأخبرَته بأن العصابات الأربع تضغط عليها لكي تسلِّمَهم المظروف. وبينما «أحمد» يُعاني من مطاردة العصابات له وﻟ «كارميلا» وصل إليه الشياطين؛ «عثمان» و«إلهام» و«زبيدة»، واستطاع الشياطين الحصول على المظروف من «كارميلا»، ولكنها امتنعت عن استلام أيِّ نقود يحملها مظروفُ «أحمد» … وضع «أحمد» المظروف الذي أخذه من «كارميلا» في جيبه …

ثم اتجه الشياطين الأربعة؛ «أحمد»، «إلهام»، «عثمان»، «زبيدة»، إلى النهر، وأخذوا قاربًا بخاريًّا صغيرًا، أخذ يشقُّ طريقَه مبتعدًا عن فينسيا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤