فصل مضحك

(تُرفع الستارة عن أودة وبها ترابيزة وكرسيان، والخواجة وبنته، وشمعتان، ودفتر ودواية وقلم.)

(يدخل صميدي وبيده مكنسة وهو يهرش، ويعثر في الترابيزة وهو ماشي.)

الخواجة (لصميدي) : إيه دي يا خمار ينعل وشك.
صميدي (للخواجة) : مالك جاعد في الطريج ليه؟
الخواجة (لصميدي) : سكة واسع يا كَنزير أنت، مش شفتو؟
صميدي (للخواجة) : لا، ومفتش إلا من جدامك طور من الشارع.
الخواجة (لصميدي) : امشي برَّا.
صميدي (للخواجة) : اوعَى تضرب.
الخواجة (لصميدي) : إنت رايح عَلَى فين؟
صميدي (للخواجة) : مروَّح.
الخواجة (لصميدي) : إنت يشتغل إيه؟
صميدي (للخواجة) : ونتمالك؟ إنت شريكي؟
الخواجة (لصميدي) : علشان يستنَّى عندي خدام.
صميدي (للخواجة) : عندك إنت، وي!
الخواجة (لصميدي) : شوف إنت يشتغل هنا، كمان امسك كل شهر ستة ريال، كمان كُل اشرب انكسي.
صميدي : عما تجول إيه؟ ستة ريال؟ يغفلج عليك وعلى اللي خلفك.
خواجة : ستة ريال يا خمار.
صميدي : أيوه عارف، إياك تجول دا عبيط أضحك عليه بستة ريال وبس.
خواجة : أُمال كم يمسك.
صميدي : زي ما كنت بخدم برَّا أخدم عندك.
خواجة : إنت كان يمسك كام برَّا.
صميدي : عاوز الحَج، أنا كان يمسك واحد بجرشين صاحي، خلَّصك!
خواجة : أيوه أيوه، أنا يديلك كل تلاتين يوم واخد إرشين، يلَّا.
صميدي : وَيْ، أنت رايح تِجل دينك تاني، إنت بتجول كل شهر، حاتجول تلاتين يوم ليه؟
خواجة : أيوه، واخد شهر تلاتين يوم، زي بعضه.
صميدي : لا، ويخوي أنا معرفش إلا الشهر شملنا.
خواجة : كام يوم شهر بتاعك؟
صميدي : شوف، عندنا من شم النسيم لشم النسيم شهر ده.
خواجة : كويس كتير، كل واخد سنة اثنين إرش، شوف، أنا بوصفلك البيت بتاعي.
صميدي : أنت لك بيت يا مسخمط؟!
خواجة : أيوه، شوف أنت يمشي من هنا دغري، بعدين خَوِّد كدا، كمان خَوِّد تاني كدا، بعدين يشوف واخد بيت في الوش بتاعك، بعدين أنت خبَّط، الست كَلَّم: مين؟ أنت كلمو: خواجة كلم جيبو واخد بلطو، فهمتو.
صميدي : فهمان يا ولدي، أجلهم الخواجة بيجكلم هاتوا البلطة.
خواجة : مش بلطة يا خمار، بلطو بلطو، يعني جكتة.
صميدي : أيوه، فاهم، أنت تجول بالرتان جكتة، أمَّا إحنا نجول بلطة، يعني طوريا.
خواجة : هو هو، عأل بتاعك مفيش، زي دي، عرفتوا (ويوريله الجكتة).
صميدي : هي ديه، طيب مش تجولي (ويخرج).
خواجة : ولد دي مخ بتاعه زي الزفت، مش يفهم أبدًا.

(يدخل صميدي)

صميدي : خد يا مسيو (ويرميه في وشه).
خواجة : امسك، لبِّس أنا (يخدها يلبسها صميدي).
صميدي : طيب.
خواجة : مش أنت يلبس، أنا يلبس.
صميدي : أنا بحسبها علشانك، طيب الْبس (يلبس كمًّا ويترك كمًّا للخواجة).
خواجة : خواجة هو هو مسخرة دي، امسك زي الناس … اسمع، أنا رايح البنك إذا كان واخد يجيبو فلوس أنت يعرف يكتبو؟
صميدي : أُمَّال، زي الجِرْد.
خواجة : أنت رخت واخد كتَّاب.
صميدي : لا ويا ولدي كنت في لسكوله.
خواجة : خفضتو لحد فين.
صميدي : لحد ضظغن.
خواجة : برافو، استنى جنب الست، وإذا كان يجي فلوس أنت يكتب.
صميدي : نهارِك سعيد.
الست : نهارَك سعيد.
صميدي : أبوكِ صح ده؟
الست : أبويا.
صميدي : أمال عبيط ليه؟
الست : اختشي!
صميدي : وي، إنت تعرفي الجراية والكتابة؟
الست : معرفشي، تعلمني؟
صميدي : أعلمك، عاوزة عربي ولا فرنساوي؟
الست : عربي.
صميدي : طيب إيه أول العربي؟
الست : أنا عارفة!
صميدي : أُمَّال راح تتعلمي كيف … شوف إذا كان يجولك أول إيه جوليلو أَلِف.
الست : أَلِف! وتكتبه إزَّاي؟
صميدي : كده، أ … عرفتي؟
الست : أيوه.
صميدي : طيب زي إيه تعرفي؟
الست : لا.
صميدي : إذا كان حد يجولك زي إيه تجولي: زي المارينا … مليح؟
الست : وبعدين؟
صميدي : بعد ب، واللي يجولك زي إيه تجولي: زي المركب.
الست : طيب وإيه اللي تحتها الصغير دي؟ (وتشير له عَلَى النقطة).
صميدي : اكسنثجي، وكان بعد البه ته وثه لجيتهم زيها اختصرتهم.
الست : كويس.

(هنا يدخل العفريت، فتهرب الست.)

(العفريت يضرب صميدي عَلَى رأسه صميدي يلتفت.)

صميدي : إيه ده يخوي فين الست؟

(العفريت يضربه مرة ثانية.)

صميدي : عجايب.

(يقوم يدوَّر بالشمعة، ويجلس العفريت مطرح الكرسي، ويقعد صميدي عليه بدل الكرسي، فيقوم ويقعد به، فيخاف.)

صميدي : أخ يا بوي! يا خواجة، يا خواجة!
العفريت : ارررر.

(ويخرج)

خواجة : كَبَر إيه مخمد؟

(صميدي يضربه بالكفوف.)

صميدي : يحرج أبوك وأبو اللي خلفك وأبو اللي يشتغل عندك كمان، أنا مروح.
خواجة : مالك مخمَّد؟ كَبَر إيه؟
صميدي : مش عاوز أشتغل، إنت جيبني في بيت معفرت.
خواجة : علشان إيه أنت شوفتوا حاجة.
صميدي : إنت مشيت، وأنا بَاعَلِّم الست بعد لجيت الست فطة من جاري، وبعدين شي لذِّني في دماغي، طورة أدور في البيت كلو ملجتش شي، وبعدين جعدت عَلَى الكرسي بجا يفُط لفوج وينزل لتحت، بعدين طلع يجري وعملِّي: ارررر.
خواجة : هو هو كَنزير، إنت كنت نايم، بعدين شفتوا واحد عفريت في الحلم، إنتِ خرج يا بنت؟
صميدي : أيوه خرجت بجولك.
الست : كداب، إنت كنت نايم.
خواجة : تاني مرة مش ينام، يلا أُعُّدْ (ويخرج).
صميدي : أنا كنت نايم صح؟
الست : أيوه.
صميدي : يمكن نمت ولا نيش عارف، طيب مش تلذيني وأنا بزعَّج وخايف.
الست : معلشي، يلا علمني يخويا.
صميدي : لا، ومش راح أعلمك أحسن بنعس، أَجُلِّك، تعرفي تلعبي الشوكشينة؟
الست : أعرف، روح هات الكوتشينة.
صميدي : طيب (ويخرج ويأتي بها).
الست : اقعد.
صميدي : أفجط أنا ولا أنت؟
الست : فنط إنت.
صميدي : أجطع، تخدي كام ورجة إنت، وأنا أخد كام ورجة؟
الست : إنت أربعة وأنا أربعة والأرض أربعة.
صميدي : لا، أنا آخد خمسة، أنا اللي بفرَّج (ويفرِّق).
الست : هه العب.

(وكل ما يلعب تضحك عليه.)

صميدي : خدي راجل.

(يدخل العفريت.)

الست : خد أربعة.

(الست تشوف العفريت تهرب، ويجلس العفريت.)

صميدي : خدي سبعة إثباتي (كل ما يرمي ورقة العفريت يأخدها).
خلاص امشي خمسة.
العفريت : ارررر.

(صميدي يشوف العفريت يصرخ، يدخل الخواجة.)

صميدي : أخ يا ابوي، يا خواجة!
خواجة : مالك مخمد مالك؟
صميدي : وحيات ديني ماني شغال.
خواجة : علشان إيه مخمد؟
صميدي : أَجُلَّك البيت معفرت تِجُلِّي لَهْ، شوفلي حسابي، محشتغلشي.
خواجة : أنا كلمتو أنت ينام كتير، بعدين يشوف واخد عفريت، معلش استنَّى النوبة دي بس.
صميدي : وعزته وجلاله وارتفاعه في مكانه، إن شفتو النوبة لازم أروَّح عَلَى طول.
خواجة : طيب استنَّى واخد نوبة دي.
صميدي : أمَّا جلَّك، خد الست معاك.
خواجة : علشان إيه.
صميدي : هي مِعَرْفَتَة كل ساعة بتجالون، وخد الدفتر والدواية والكرسي بتاعها.
خواجة : طيب، يلا يا ست (ويخرج).
صميدي : هي الست اللي معرفتة، أُمَّال ليه ما جاش العفريت دلوكت.

(العفريت يدخل وفمه مليان جاز، وينفخ في الشمعة فتهب النار فيخاف الصعيدي.)

صميدي : جاي، يا خَلْج ربنا الْحجوني يا ناس (ويجي خارج، يخش الخواجة).
خواجة : مالك مالك، خبر إيه يا خمار؟
صميدي : خلاص، نهارك سعيد.
خواجة : كمان واحد نوبة.
صميدي : إن كنت عاوز أجعد عندك، أجعد النوبة، إن شفت العفريت اعذرني، وإن كنت عما أضحك عليك شبعني جثل أمَّا أموت.
خواجة : طيب اخرج أنت، أنا يستنَّى هنا.

(يخرج صميدي.)

(العفريت يدخل بالجاز مثل الأول، وينفخ في الشمعة.)

خواجة : مخمد، مخمد، هو يا ناس يا مسلمين!

(يدخل صميدي يضحك عليه.)

صميدي : مالك خايف ليه؟
خواجة : واخد عفريت مخمد عمل واخد حريجة في البيت.
صميدي : لا يا شيخ، أنت كنت نايم بعدين حلمت بالعفريت.
خواجة : لا لا واحد عفريت شفتوا امسكوا.
صميدي : وبعدين، رأيك إيه؟
خواجة : استنَّى، أنا يجيب واحد لوفرفر إنت شفتوا العفريت مَوَّتوا.
صميدي : أيوه روح هات الورور (يخرج).
خواجة : استنَّى أمَّاجي معاك (ويخرج).

(صميدي يدخل ويجلس عَلَى الكرسي يدخل الخواجة والصعيدي.)

صميدي : يا أبوي (ويجري).
خواجة : شفتو إيه مخمد، ادخل اديله في الوش بتاعه.

(صميدي يدخل وفي يده اللوفرفر. العفريت يشوفه يقوم ويركب عليه.)

صميدي : جاي جاي يا خواجة، الْحَجوني يا ناس!
(تنزل الستار وينتهي الفصل.)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤