الفصل الثامن عشر

لم يتردَّد الطبيب، بفظاظتِه المعتادة، في إعلان أن هذه الزيارةَ غيرَ العادية كانت ذاتَ طبيعةٍ خاصة. انسحبت كارولين على الفور، وتركَت الرجلَين وحدهما في القاعة الكبيرة. أُطفِئَت الأنوار في غرفة البلياردو وقاعة الاستقبال. وخلَد جميعُ مَن بالمنزل، باستثناء عددٍ قليل من الخدم، إلى النوم.

بدأ الطبيب حديثه قائلًا: «سير إيفرارد، لقد فاجأتْني عودةُ الليدي دوميني. كنت أنوي مناقشة الوضع معك صباحَ الغد.»

قال دوميني: «أتوقُ بشدة إلى سماع تقريرك.»

كانت الإجابة الواثقة: «تقريري جيِّد.» وأضاف قائلًا: «وعلى الرغم من أنني ما كنتُ سأسمح لها بمغادرة دار الرعاية فجأةً هكذا لو كنتُ أعرف، فإنه لم يكن ثَمة ما يُبقيها هناك. فالليدي دوميني بصحةٍ جيدة، عقليًّا وجسديًّا، باستثناء هلوسة واحدة.»

«وما هذه الهلوسة الواحدة؟»

«أنك لستَ زوجها.»

صمت دوميني للحظة. ثم ضحك بشكل غير طبيعي قليلًا.

وسأل: «هل يمكن لشخص أن يكون عاقلًا تمامًا، ومع ذلك يكون عُرضةً لهلوسةٍ تجعل محيطه يبدو غيرَ واقعي؟»

أجاب الطبيب بصراحة: «الليدي دوميني عاقلة تمامًا، أما فيما يتعلَّق بتلك الهلوسة، فالأمر متروكٌ لك للتخلص منها.»

اقترح دوميني: «ربما يُمكنك أن تُعطيني بعض النصائح؟»

أجاب الطبيب: «أستطيع، وسأكون صريحًا معك تمامًا.» وأضاف قائلًا: «بادئ ذي بدء، ثمةَ بعضُ التغييرات الواضحة فيك التي قد تدعم هلوسةَ الليدي دوميني. على سبيل المثال، لقد أمضيتَ نحو ثمانية أشهر الآن في إنجلترا، وخلال هذه المدة كشفتَ عن شخصيةٍ جديدة تمامًا. يبدو أنك تخلصتَ من كل عاداتك السيئة، فأنت تشربُ باعتدال، مثلما ينبغي أن يفعل رجلٌ نبيل، وتغلبتَ على انفعالك الشديد، وجمعت حولك أصدقاء مميَّزين ومهمين، بفضل شخصيتك فقط. هذا ليس على الإطلاق ما توقَّعه المرء من إيفرارد دوميني الذي غادر إنجلترا قبل اثني عشرَ عامًا.»

علَّق دوميني: «إنك تُقدِّم أعذارًا لزوجتي.»

كان الرد الفظ: «إنها ليست بحاجةٍ إلى أعذار.» وأضاف قائلًا: «لقد كانت امرأةً مخلصة وصَبورًا، تُعاني مرضًا قاسيًا، أُصيبت به بسبب حماقاتك وعدمِ تعقُّلك، وهذا هو ألطفُ رأي يمكن أن يُقال. ومثل كلِّ النساء الصالحات، الغفران سلوكٌ فطري لديها. وأصبح لديها الآن رغبةٌ في أن تأخذ مكانها المناسب في الحياة.»

تساءل دوميني: «لكن إذا استمرَّت هلوستُها، إذا كانت تشكُّ بجدية في أنني زوجها بالفعل، فكيف يمكنها فعل ذلك؟»

قال الطبيب بصرامة: «تلك هي المشكلة التي يجب أن نُواجهها أنت وأنا.» وأضاف قائلًا: «حقيقة أن زوجتك كانت على استعدادٍ للعودة إليك هنا، وهي لا تزال عُرضة لتلك الهلوسة، هي وجهة نظر لا أستطيعُ مناقشتها أو فهمها. وأنا هنا الليلة، بأي حال، لأُلقي عليك المسئولية. عليك أن تتذكَّر أن زوجتك لا تزال بحاجةٍ إلى خطوة واحدة نحوَ الشفاء التام، وحتى يتم التغلب على هذه الخطوة لديك مهمةٌ صعبة للغاية، ولكنها ضرورية.»

كزَّ دوميني على أسنانه للحظة. شعر بعيني الطبيب الرماديتين الثاقبتين تلمعان من تحت حاجبيه الأشعثَين وهو يميل إلى الأمام ويداه على ركبتيه.

اقترح دوميني بهدوء: «أنت تقصد أننا يجب أن نُبقِيَ الوضع على ما هو عليه، كما فعلنا منذ وصولي إلى المنزل، حتى تنتهيَ تلك الهلوسة.»

وافق الطبيب: «ها قد فهمتَ.» وأضاف قائلًا: «إنه وضعٌ متشابك، لكن علينا التعامل معه — أو بالأحرى عليك أنت التعاملُ معه. يمكنني أن أؤكد لك» تابع: «أن كلَّ أوهامها الأخرى قد ولَّت. فهي تتحدث عن شبَح روجر أنثانك، وصرخات الليل، وموته الغامض، باعتبارها أجزاءَ من ماضٍ أليم. وتُدرك تمامًا محاولاتها العديدةَ للقضاء على حياتك وتندمُ عليها بمرارة. الآن نأتي إلى الخطر الحقيقي. يبدو أنها تمتلك إخلاصًا عاطفيًّا تجاهك، بينما لا تزال تعتقد أنك لستَ زوجها.»

دفع دوميني كرسيَّه بعيدًا عن المدفأة وكأنه شعر بالحرارة. بدت عيناه مثبتتَين على عيني الطبيب.

تابع الأخيرُ بجدِّية: «أنا لا أتظاهر بتحمُّل مسئولية ذلك الأمر، لكن مِن واجبي أن أحذِّرك، يا سير إيفرارد، من أن ذلك الإخلاصَ قد يقودها إلى أبعد الحدود. فالليدي دوميني تتمتَّع بطبيعةٍ حَنونٍ للغاية، وهذه العودة إلى حالةٍ أقوى من الصحة البدنية وقدرٍ أكبر من المشاعرِ الإنسانية قد أيقظت كلَّ تلك الميول التي جعلها ولَعُها المتزايد بك ووضعُك بوصفِك زوجَها حسَنَ السمعة أمرًا طبيعيًّا تمامًا. أحذرك، يا سير إيفرارد، من أنك قد تجدُ موقفك صعبًا للغاية، ولكن، على الرغم من صعوبته، ثمة واجبٌ واضح أمامك. حافظ على عاطفة زوجتك وشجِّعها إن استطعت، لكن تحمَّلْ مسئولية عدم تجاوز هذه العاطفة حدودًا معينةً في ظل وجود الهلوسة. فالليدي دوميني امرأة طيبة ولطيفة. وإذا استيقظتْ ذاتَ صباح وهذه الهلوسة لا تزال في ذهنها، وشعرت بالذنب داخلها، فقد تضيع كل جهودنا خلال الأشهر الماضية، وربما تقضي باقيَ أيامها في مستشفى الأمراض العقلية.»

قال دوميني بحزم: «أيها الطبيب.» وأضاف قائلًا: «أنا أقدِّر كلَّ كلمة تقولها. يمكنك الاعتماد عليَّ.»

نظر إليه الطبيب.

واعترف وهو يتنفس الصُّعداء: «أعتقد أنني أستطيع.» وأضاف قائلًا: «وأنا ممتنٌّ لذلك.»

استطردَ دوميني بعد توقُّف: «ثَمة مرحلة واحدة أخرى في الوضع.» وأضاف قائلًا: «بافتراض أنَّ هذه الهلوسة قد اختفت؟ وبافتراض أنها اقتنعَت فجأةً بأنني زوجها؟»

أجاب الطبيب بجدية: «في هذه الحالة، سيُعكَس الوضع تمامًا، وسيكون من المهمِّ لك ألا تُوقف العاطفة التي قد تُقدِّمها لك؛ لأنك في الحالة الأخرى لن تقبلها. في اللحظة التي تُدرك فيها، بميولها الحاليَّة، أنك حقًّا زوجُها الشرعي، ستكون تلك اللحظة بدايةَ حياة جديدة لها.»

بطريقةٍ ما بدا أنهما شعَرا أن الكلمات الأخيرةَ قد قيلت. بعد توقفٍ قصير، أعدَّ الطبيب لنفسه شرابَ وداعٍ وملأ غليونه ونهض. كانت السيارة التي طلبَها دوميني من المرآب واقفةً بالفعل عند الباب. كان غريبًا كيف بدا كِلاهما غيرَ راغب في الإشارة مرةً أخرى ولو بشكلٍ غير مباشر إلى الموضوع الذي كانا يُناقشانه.

قال الطبيب بفظاظة: «لطيفٌ جدًّا منك أن تُعيدني.» وأضاف قائلًا: «لقد بدأتْ رحلتي على ما يُرام، لكنها كانت نزهةً كئيبة عبر المستنقعات.»

أجاب دوميني بإخلاص واضح: «أنا ممتنٌّ جدًّا لك لقدومك.» وأضاف قائلًا: «هل ستأتي وتُلقي نظرة على المريضة بعد يوم أو اثنين؟»

وعدَه الطبيب: «سأحضر بمجرد أن تتخلصَ من بعضٍ من ضيوفك.» وأضاف قائلًا: «طاب مساؤك!»

افترقَ الرجلان، وكان من الغريب أن دوميني كان مدركًا أنه بهذه الكلمات القليلة المربكةِ للوداع، دُفِنَ جزءٌ من العداء الناشئ بينهما. بعدما تُرك بمفرده، تجوَّل لبعض اللحظات في القاعة الكبيرة ذاتِ الإضاءة الخافتة. بدا أن قلقًا غريبًا قد أصابه. وقف بعضَ الوقت بجانب نيران المدفأة التي قاربت على أن تخبوَ، يُراقب الرماد الرمادي، تُحركه باضطرابٍ الرياحُ التي كانت تعصف بالمدخنة. ثم تمشَّى إلى جزء آخر من القاعة، وأشعل المصابيح، التي عُلِّقت حديثًا فوق لوحات الزيت الكئيبة على الحائط، واحدًا تلوَ الآخر، عن طريق المفاتيح الكهربائية. نظر إلى وجوه بعضٍ من هؤلاء الموتى من آل دوميني، محاولًا تذكُّرَ ما كان قد سمعه عن تاريخهم، وأمعنَ النظر طويلًا في أحد نبلاء عهد ستيوارت، الذي وفَّرَت أفعاله السيئة مادةً جيدة لكل مؤرِّخ عليم بتلك الأيام. عندما شاهد أخيرًا خادمًا يشعر بالنعاس يحوم في الخلفية جرَّ قدميه ليصعد الدَّرج، وظل يتباطأ لبضع لحظات في الرَّدهة وأدار مقبض باب غرفة نومه بأصابعَ مترددة. شعر فجأة بالخوف الشديد عندما أدرك أن ثمةَ شخصًا ما هناك. وقف للحظة على العتبة، ثم ضحك قليلًا على نفسه مِن تخيله الأحمق. كان ذلك الشخص هو خادمه الذي كان ينتظر وصولَه بصبر.

أمره قائلًا: «يمكنك الذهاب إلى الفِراش، ديكنز.» وتابع: «لن أريدك مرةً أخرى هذه الليلة. سننطلقُ للصيد في الصباح.»

غادر الرجل في صمت، وبدأ دوميني استعداداتِه للنوم. ومع ذلك، لم يكن لديه أيُّ رغبة في النوم، وبينما كان لا يزال مرتديًا قميصَه وسرواله، لفَّ روبًا حوله، وجذب مصباح قراءة إلى جانبه، وألقى بنفسه في كرسيٍّ مريح، حاملًا في يده كتابًا. مرَّ بعضُ الوقت قبل أن يدرك أن الكتاب كان مقلوبًا، وحتى عندما صحَّح وضعَه، لم يكن للكلمات التي رآها أيُّ معنًى له. طوال الوقت كان يمرُّ أمام عينيه موكبٌ غريب من وجوه النساء — كارولين وصداقتها الحميمة التي يتخلَّلها الغزل جزئيًّا والعاطفة كليًّا؛ وستيفاني وجسدها الجذاب وعيناها المتألقتان بالعاطفة؛ وبعد ذلك، تأتي روزاموند، ماحيةً تمامًا الأخرياتِ من أفكاره وذاكرته، بكل عذوبة الحياة التي تتألق من وجهها الشغوف. رآها كما جاءت إليه أخيرًا، بتلك الصيحة الصامتة على شفتيها المرتعشتَين، والنداء الذي لا يُنسى في عينيها الناعمتين. تلاشت كل الذِّكريات الأخرى. كانت كأن لم يكن لها وجود من قبل. نُسِيَت تمامًا تلك السنواتُ الكئيبة من المنفى في أفريقيا، والتوتر اليومي في حياته غير المستقرَّة. كان قلبه يطلب طَوال الوقت عطيةً غيرَ معروفة. شعر بأنه منغمسٌ في عالم ضعيف من أنسجة العنكبوت، لكنه أقوى من كل قوَّته التي كان يتفاخر بها. ثم شعر فجأةً بأن الجنون الذي كان قد بدأ يخاف منه قد أصابه بالفعل. كان هذا هو الشيء الذي كان يتوق إليه ولكنه كان يخافه كثيرًا — النقر الخافت، السَّحب الرقيق للوح، مدفوعًا بالفعل بزوج من الأيدي البيضاء. كانت روزاموند نفسُها هناك. أضاءت عيناها في وجهه، بطريقة غامضة ورائعة. وانفرجت شفتاها لتكشفا عن ابتسامةٍ مبهجة، ابتسامةٍ تتخللها شقاوةٌ طفولية. استدارت للحظة لتُغلق اللوح. ثم تقدَّمت نحوه رافعةً أصبعها.

قالت بهدوء: «لا أستطيع النوم.» وتابعت قائلةً: «هل تُمانع في قدومي لبضع دقائق؟»

أجاب: «بالطبع لا.» وأردف: «تعالَي واجلسي.»

استلقتْ على كرسيه المريح.

تمتمت برضًا: «فقط للحظة.» وتابعت قائلةً: «أعطني يدَيك يا عزيزي. ولكن كم هما باردتان! يجب أن تقترب أكثر من المدفأة.»

جلس على ذراع كرسيِّها، وأخذت تُداعب رأسه بيديها.

سألت: «لم تكن خائفًا إذن عندما رأيتَني أخرجُ من اللوح؟»

أكَّد لها: «لن أخاف أبدًا من أن تُلحقي بي أيَّ أذًى يا عزيزتي.»

تابعت بلهفة: «لأن كل هذه الحماقة قد اختفَت بالفعل.» وأضافت: «أعلم أنه مهما كان ما حدث لروجر المسكين، فأنت لستَ مَن قتله. حتى لو سمعتُ شبحه ينادي مرةً أخرى هذه الليلة، فلن أخاف. لا أستطيع أن أتذكَّر لماذا أردتُ أن أوذيَك يا إيفرارد. أنا متأكدة من أنني أحببتك دومًا.»

التفَّت ذراعُه برفقٍ شديد حولها. واستجابت لعناقه دون تردُّد. استراح خدُّها على كتفه، وشعر بدفءِ ذراعها من خلال روبها الأبيض المبطَّن بالفرو.

سأل بصوتٍ أجش: «لماذا إذن ما زلتِ تشكِّين في كوني زوجَكِ؟»

تنهَّدت.

وأجابت: «آه، لكنني أعلم أنك لستَ هو.» وأضافت قائلةً: «هل من الخطأ يا تُرى أن أشعر بما أشعر به تجاهك؟ أنت تُشبهه جدًّا ومع ذلك لستَ مثلَه. إنه ميت. لقد مات في أفريقيا. أليس من الغريب أنني أعرف ذلك؟ لكنني أعرف!»

همس: «ولكن مَن أنا إذن؟»

نظرت إليه بشفقة.

اعترفتْ قائلة: «لا أعرف، لكنك لطيف معي، وعندما أشعر بأنك قريبٌ مني أكون سعيدة. لم أبقَ وقتًا أطولَ في دار الرعاية لأنني أردتُ أن أراك. لا بد أن هذا يعني أنني مغرمةٌ جدًّا بك.»

سأل: «ألستِ خائفةً من أن تكوني وحدك معي هنا؟»

وضعت ذراعها الأخرى حول عنقه وجذبت وجهه لأسفل.

أكَّدت له: «أنا لستُ خائفة.» وأضافت قائلةً: «أنا سعيدة. لكن عزيزي ما الأمر؟ منذ لحظةٍ كنت تشعر بالبرد. الآن رأسك مبلَّل، ويداك ساخنتان. ألستَ سعيدًا لأنني هنا؟»

كانت شفتاها تبحثان عن شفتَيه. فقبَّلها للحظة. ثم قبَّلها على خدَّيها. تجهَّمَت قليلًا.

وقالت: «أخشى أنك لستَ مغرمًا بي حقًّا.»

سأل بصوتٍ أجش: «ألا تُصدقين أنني حقًّا إيفرارد — زوجُك؟ انظري إليَّ. ألا تشعرين أنكِ أحببتِني من قبل؟»

هزَّت رأسها بقليل من الحزن.

تنهدَت قائلة: «لا، أنت لستَ إيفرارد» وأضافت وعيناها تلمعان: «لكنك تجلب لي الحبَّ والسعادة والحياة، و…»

قبل ثوانٍ قليلة، شعر دوميني من داخله بأنه يتمنَّى حدوث زلزال، أو صاعقة، أو انهيارٍ للأرض تحت قدمَيه ليتجنبَ عذاب إلحاحها اللطيف. ومع ذلك، لم يكن يُمكن أن يخطرَ على باله شيءٌ أفظع من المقاطعة التي حدثَت بالفعل. كانت شبهَ مستلقيةٍ بين ذراعيه، ورأسها مُلقًى للخلف، تُنصت؛ وهو الآخر، مرتعبًا، تشنَّج للحظة وشعر بخوفٍ حقيقي، سمعا تلك الصرخة الرهيبة تكسرُ صمت الليل، صرخة روح رجل في عذاب، مسجون بين فكَّيْ وحش. استمعا إليها معًا حتى تلاشت أصداؤها. ثم حدث أمرٌ ربما يكون الأكثرَ إثارةً للدهشة على الإطلاق، فقد أومأت برأسها ببطء، دون اضطراب، ودون خوف.

وقالت: «كما ترى، يجب أن أعود. لن يسمحَ لي بالبقاء هنا. يجب أن يظنَّ أنك إيفرارد. أنا فقط مَن يعلم أنك لست كذلك.»

انزلقَت من الكرسي وقبَّلتْه وسارت بثباتٍ ولمست الزنبرك ومرَّت عبر اللوح. حينها استدارت ولوَّحَت له مودِّعة. لم تكن توجد أيُّ علامة على الخوف في وجهها؛ فقط خيبة أمل صامتة. انزلق اللوحُ وحجبَها. وأمسك دوميني برأسه كرجلٍ يخشى الجنون.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤