الفصل الرابع

المنظر الأول

ساحة الجلَّاد

(على الستارة الخلفية مشهد بعض حائط يمثل جانبًا ساحة الجلاد بشكل مروع والنطع في الوسط والجلاد واقف شاهر السلاح والأمير راكع معصَّب العينين مُعَدٌّ للقتل، والأميرة معصبة العينين أيضًا وكل من يديها بيد أحد صبيان الجلاد.)

الجلاد (مشفقًا على الأميرة) :
خذها غلامي ودعها
في مخبإٍ بعض يوم
فربما أنقَذَتها
في غير سخط ولوم
عواطف لأبيها!
الأميرة (في صوت الباكية المتهدمة) :
عَيْشِي المماتُ إلى جوار حبيبي
إن الحياة إذا مضى تعذيبي
دعني أمُتْ موت الغرام شهيدة
فأُقبِّل النطع المجيزَ نصيبي١
وإذا ارتضى مني الفداء وهبته
طربًا فأحياني خَلاصُ حبيبي!
الأمير (حزينًا ولكن مشجعًا) :
عَجِّل بموتي فإني
أعاف عيش الجبان
لا خير في العيش يومًا
إذا هوى وجداني
أنا الشقي ولكن
أنا الشريف المُعاني!
الأميرة :
رحماك يا (أردشير)
رحماك يا جلاد
أشفِقْ عليه فتُشفِقْ
عليَّ، فهو المراد!
الجلاد :
اذهبا بها اذهبا!

(يشدها بعنف صبيَّا الجلاد إلى الخارج وهي ما تزال معصبة.)

الأميرة (عن بعد قليل في صوت الباكية) :
وداعًا يا مُنى روحي وداعًا
ستتبع٢ حبك الوافي سراعَا
وسوف أموت في حزني مرارًا
إلى أن يخلف الموت اجتماعَا
الجلاد (مخاطبًا الأمير) :
ماذا تروم الآن يا
هذا الفتى قبل الممات؟
الأمير :
لا شيء مما يشتهيه النـ
ـاس في هذي الحياة
بل أن أؤكد في أتم الصـ
ـدق طهري في صفاتي
الجلاد (متضجرًا) :
ثم ماذا؟ * ثم ماذا؟
الأمير :
فإلى الجمال مُعزَّزًا
أهدي جمال صلاتي
وأنا الأمير المرتَجَى
في (فارس) للآتي
وأبي المليك سيهدم الـ
ـظُّلَّام جمعًا هَدْم عاتِ

(يُظهر الجلاد بعض الدهشة والارتباك لهذا الإنذار.)

صبيان الجلاد (مخاطبين الجلاد الذي يلتفت معهم إلى خارج المسرح في اهتمام وفزع) :
من هؤلاء الجندُ في زحـ
ـف أثارَ لنا الغبار؟
وكأنهم بهجومهم
قد أعلنوا حرب البوار!
الجلاد :
لا شك جند (الفرس) إذ
مِن رمزهم ذاك الشعار!
الأمير (متلهفًا) :
هذا أبي!

(تنزل الستار سريعًا إتمامًا للمنظر الأول وإعدادًا للثاني لفترة دقيقتين.)

المنظر الثاني

معسكر السيف الأعظم شاه وجنده

(يمثل هذا المشهد على الستارة الخلفية حيث ترسم خيام الجند الكثيرة عليها ثم مظهر خيمة «السيف الأعظم شاه» على جانب المسرح وبداخلها هذا السلطان وبعض كبار رجاله العسكريين وهو جالس على كرسي فخم وحوله مظهر العزة، ولكن يجب مراعاة خفة هذا الأثاث والتمكن من سرعة نقله عند تغيير المنظر.)

أحد الحراس (شاهرًا السلاح) :
مولاي هذا وزير الـ
ـبلاد يرجو المُثول
السيف الأعظم شاه :
دَعْهُ يَنَلْه

(يخرج الحارس ثم يعود وأثره وزير الملك عبد القادر.)

الحاشية :
قبِّل الأرض!
قبل الأرض!

(يفعل ذلك فتكرر دعوته هذه ثلاث مرات، ثم يخاطب الملك في خشوع.)

وزير الملك عبد القادر :
مولاي! يبعث سيدي بسلام
صَحِبَتْهُ كل عواطف الإكرام
ويود يعلم هل له من خدمة
ترضيك في حرب وعند سلام؟
ويقبِّل الأرض التي ظلَّلْتَها
كمقبِّل في الجدب ظِلَّ غمام!
السيف الأعظم شاه :
أيهذا الوزير اذهب لمولا
ك وبلِّغه من ثنائي جزيلَا
ثم نَبِّئه أن ابني ما عا
د وقد غاب عن بلادي طويلَا
ما أتتني أخباره منذ عهد
طال عمرًا، وكان عهدًا ثقيلَا
فإذا كان لا يزال بخير
عندكم فالمنى تناجي الرحيلَا
وإذا كان قد أصيب بسوء
فالخراب الأكيد يأتي نزيلَا
سوف تُسبَى نساؤكم ثم يمحى
ذكركم والبلاد تغدو مَحِيلَا!
الوزير (مرتعدًا حائرًا) :
سيدي أمرُكَ العليُّ وإني
لرسول العُلَى المؤدِّي الأمانه
كلنا يشتهي الأمير معافًى
كامل الحظ خادمًا أوطانه
راجعًا بعد ما تغيب عهدًا
في رجوع الكواكب المزدانه!

(يهم بالخروج فتهيب به الحاشية: «قبل الأرض! * قبل الأرض!» فيفعل ذلك ويسرع في الخروج.)

كبير الضباط :
مولاي لست بكاتم
نبأً خطيرًا قد أتاني
وأردت أن أخفيه عنك
السيف الأعظم شاه (وجلًا مقاطعًا) :
فقل إذن! ماذا دهاني؟!
كبير الضباط (مهدئًا) :
مولاي!
السيف الأعظم شاه :
قل! ماذا لديك؟
كبير الضباط :
الآن أسباب التَّهَاني!
فلقد لمحتُ من الرسول
برغم خوفٍ ما دعاني
لأراه في ثقة العليم
بقرب مأمول التداني٣
لكنني خُبِّرْتُ قبـ
ـلًا ما عقدتُ على لساني
من قَتْلِ مولانا الأميـ
ـر فكان قتلًا للأماني!
السيف الأعظم شاه (ومعه الحاشية) :
يا للمصاب!
يا للعقاب!
ويل لهم!
عَمَّ الخراب!
كبير الضباط (مهدئًا) :
لكن رُوَاتِي أخطئوا
في بعض ما قد خبَّرُوا
فمجيئُنا قد أرعب الـ
ـحكَّام حتى استأخروا
من بعد ما قد كاد يقـ
ـتل وهو عَفٌّ٤ خيِّر
عدُّوه من أهل الفجور
فعذبوه وما دَرُوا
وأبَوْا له نَسَبَ الإما
رة وهو لا يتقهقر
والآن هم في جبنهم
وقد استبان العسكر
لم يحفلوا بمبيته
جنب الأميرة فافتروا
وتظاهروا بحلى الصدا
قة، والصداقة جوهر!
الحاشية (في دهشة الفرح) :
هذا الأمير!
هذا الأمير!

(يدخل الأمير مشتاقًا إلى والده فيتعانقان.)

السيف الأعظم شاه :
جَدَّدْتَ بالعَوْدِ لي مفقود أفراحي
فانظر إليَّ تذق روحي من الراح!
عهدٌ مضى لم يَدَعْ في العيش لي أملًا
والعمر مأملُهُ نسيان أتراح
يا زينة الملك يا تاجي ويا قمري
ما عِزَّة الملك في بأس وأرباح
إن غاب مثلُك غابتْ بعده هِمَمٌ
فرُوحك المثل الأعلى لأرواح!
الأمير أردشير :
أبي! وحقِّكَ بُعدي عنك أشجاني
كنتُ السعيدَ وكنتُ الشاقيَ الجاني
مُتِّعْتُ — بعد شهور لا أكيِّفُها
في شِقْوتي (بحياة) الخلد للفاني
حتى افتُضِحْنا فكاد السيف يُشطرنا
في غضبة الملك المستصغر العاني
لم يدر أني أمير أو درى وسعى
وزيره سعي غدَّار وخوَّان
ودس خادمه (كافور) منتقمًا
منا فألهب طغيانًا بطغيان!
لولا وفودُك في آساد مملكة
لما حيينا، فأُطعمنا لنيران!
السيف الأعظم شاه (متأثرًا حانقًا) :
سيُحاسَبان على الجنا
ية بالممات كلاهما!
لولاهما لكُفيت تعـ
ـذيب الردى لولاهما!

(أحد الحراس يعلن قدوم وزير السيف الأعظم بقوله: «هذا وزيرك يا مولاي قد حضر.»)

وزير السيف الأعظم شاه (مقبلًا الأرض في غبطة وإجلال) :
مولاي هذي نعمة
كالبعث للميت الشهيد!
فلقد يئست من النجا
ة وعشت في موت أكيد!
السيف الأعظم شاه :
يا وزيري الشهم إني
قد أراك في مقامي
ليس عندي أي شك
في شعور منك سام
لم تدع جهدًا ونُصحًا
دون إسداء وفيَّا
لبنيَّ الشهمَ حتى
صار تاجًا لي سنيَّا
الوزير :
العهد أن أوفي بعهد حياتي
… … … …

(يعلن أحد الحراس قدوم وصيفة من وصيفات الأميرة «حياة النفوس» بقوله):

إحدى وصيفات الأميـ
ـرة تطلب الإذن الكريم
السيف الأعظم شاه :
ماذا لديكِ؟ تقدَّمي!
وصيفة الأميرة (بعد أن تقبل الأرض بين يدي الشاه) :
يا مليك الملوك عندي سؤال
للأمير العزيز حتى يُلَبِّي
داعيَ الحب أو دواعي الرجوله
بعثتني أميرتي في خفاء
كي تُنَجَّى فخطبُها أي خطب
رغم صبر ما زال يحكي البطوله!
الشاه والأمير (في تلهف معًا) :
ما خَطْبُها؟!
ما خطبها؟!
الوصيفة :
والله يا مولاي ما زالت كما
تُرِكَتْ أسيرةَ سِجْنِها في قصرها
لولا الفتى السياف ما عاشت ولا
عاش الأمير ولا اجترأتُ لِذِكْرِها
لولا قدومك بين جُندك هكذا
لمضى القضاء بعمره وبعمرها
والآن تبعث للأمير رجاءها
ليفكَّ — شأن وفائه — من أسرها
فإذا أراد مضت وفيَّةَ حبه
معه، وإلا بُرِّئَتْ من وزرها
حملت مصائبها لأجل غرامه
والآن ترقب حُكْمَه في أَمْرِها
إن لم تشأ مولاي أو لم يرضَها
إلفًا له وسلا لذاذَة سحرها
فأقلُّ ما ترجوه منه مروءة
السعي في إنقاذها من قهرها
فلربما قُتلت بغير جريرة
أو جُشِّمَتْ في الحبس نقمةَ قبرها!
الأمير :
يا إلهي نَجِّها!
إنني أحيا لها
الشاه :
يا وزيري سر لتخـ
ـطبها عروسًا للأمير
واطلب بلا لين ولا
رفق معاقبة الوزير
والخادم الجاني فما
غير الرَّدى عقبى الأثيم
اذهب وهيِّئْ كل خيـ
ـر للأميرة يا حكيمي!
الجميع (في شكر الملك) :
هكذا الإحسان
للأماني
هكذا الإنسان
غير فان
من نداك!
ألف شكر يا مليك
يا رحيم
أكرم الأخلاق فيك
يا عظيم
في عُلاك!
هكذا الأفراح
والأغاني
تقتل الأتراح
في ثوان
من رضاك!

(ثم تنزل الستارة لفترة دقيقتين إعدادًا للمنظر الثالث.)

المنظر الثالث

قصر الملك عبد القادر

(يمثل المنظر بهو القصر الجميل في أبهج زينة والملك عبد القادر جالس على كرسي ملكي فخم وعلى جانبه المقاعد لكبار رجال الدولة وللأمير أردشير ووزير والده السيف الأعظم شاه. هذا وتبدو طائفة من حاشية الملك عبد القادر وجواريه في شكل نصف دائرة وفي اتجاه إليه.)

الحاشية :
صافَى الزمانُ المعادي
مذ راحتِ الأشجانْ
فالأنسُ ضحيانُ بادي
في نور كل مكانْ
والمُلْكُ في أي نعمهْ!
عِشْ يا أمير البلاد
في عزة السلطانْ
تحتل كل فؤاد
بالعطف والإحسانْ
والسعي في نفع أمَّهْ!
الملك عبد القادر (راضيًا) :
اليوم فَلْتَخْفُقْ لنا الأعلامُ!
وافى الزمان وطابت الأحلامُ!
وتطايرت سُحُبُ الظنون بما وعت
من شرها، وانْجَابَتِ الآلام
وأُذيق دسَّاس الوزارة حَتْفَه
والخادم المتحايل النَّمَّام
شُنِقا على باب المدينة عِبرة
للخائنين لتصلح الخُدَّام!
عفوًا أمير الأمتين ومرحبًا
بأبيك! ولتُسْعَدْ بك الأقوام!
أما الأميرة فهي طوعُكَ بعدما
سُئِلَتْ، فخُذْها أيها المقدام!
فاذهب كريمًا بالتحية والرِّضى
لأبيك! ذلك حظُّكَ البسَّام
أو فليسر قبلُ الوزير فإنه
نِعْمَ الرسولُ الحاذق العلَّام!
الأمير أردشير (مبتهجًا) :
لك الشُّكر الأجلُّ فأنت عندي
نظيرُ أبي وقد أنقذتَ نفسي
رضاك الآن عن سؤلي جميل
يضاعف من مسراتي وعُرْسي
وزير السيف الأعظم شاه (مرتاح النفس لنجاحه) :
الآن باسمِ مليكيَ المتصافي
أهدي إليك تحية الأشراف
وثناءَه العالي لموقفك الذي
سيعيش للذكرى بخير كاف
وليبقَ مولاي الأمير فإنني
سأعود في ركبِ المليك الضافي
فلقد أبى إلَّا الحضور وإن يكن
في رتبة الشرف الأعز الوافي

(يخرج بعد أداء تحية الاحترام.)

الأمير أردشير :
أتسمح مولاي يا رافعي
إلى منزل الحب من جانبك٥
بدعوة سيدتي من لها
حياتي لِنُسْعَدَ من جانبك؟٦
الملك عبد القادر :
سمعًا! فهذا واجب
حتى ترى الملك العظيم
وتُخَصَّ منه بقبلة
للحب من عم رحيم

(مناديًا رئيس الحرس):

اذهب رئيس الجند واد
ع لنا المعزَّزة (الأميره)
واحمل لها النُّخَبَ الهدا
يا والأعاجيبَ الكثيره

(يخرج رئيس الحرس لدعوة الأميرة — بعد أداء تحية الخضوع — حاملًا في علبة فخمة ما فوق مائدة الملك من هدايا الجواهر والحلي المرسلة إليها من السيف الأعظم شاه.)

الأمير أردشير :
ضَمنتَ بالعدل مُلكًا
يعيش عيشًا رضيَّا
وقد ملكت ببرٍّ
روحًا وقلبًا وفيَّا
كما خلفتَ إخاءً
للدولتين قويَّا
فكنت عمًّا حكيمًا
وكنتَ تاجًا سنيَّا
الملك عبد القادر :
ما مضى قد مضى وما قد تولى
أنت سَمْح يراه بالصَّفْح أولى
هكذا يُحسن العقيدة شَهْم
صار للمُلك والسعادة أهلَا
يا بُنَيَّ العزيز قبلًا وصهري
عن قريب كَرُمْتَ نفسًا وأصلَا

(يدخل رئيس الحرس معلنًا: «الأميرة!» ثم تدخل الأميرة وتبدي الخضوع لوالدها والشوق والابتسام لخطيبها، وخلفها وصيفتان حاملتان ذيل طيلسانها، فيُقْبِل عليها الأمير في شغف ويقبِّل جبينها، ثم ينشد الأبيات التالية ماسكًا يديها بيديه فترة.)

الأمير أردشير (بشغف وسرور عظيم) :
الآن أنت ليَ الدنيا وما فيها
فمَشْرِقٌ منكِ يُغنيها ويكفيها!
رجعتِ بعد غياب الشمس تاركة
شتى الحياة تُعاني من تجافيها!
فأشْرِقي اليوم يا شمسي بلا كُلَف
وأظهري حسناتٍ لستُ أخفيها
ليشهد الناس نفسي في تحرُّقها
تَلْقَى لديك شفاءً ليس يشفيها!
بَثَثْتِ حبَّك نورًا في مظاهرها
وألطفَ الأنسِ وحيًا في خوافيها!
الأميرة (في ذروة السعادة) :
أبي! أميري! سأحظى منكما أبدًا
بأكرم الحب من قلب ووجدان
يا ساعة الحظ هذي أنتِ لي نِعَمٌ
كأنما أنتِ عُمْرٌ للمُنى ثانِ!
ما عشت أحفظ ذكرى لن يبددها
عُمْرٌ يمر ولا تجديد إحسان!
ذكرى الأماني الغوالي وهي عائدة
مثل العروس تجلَّت بعد هجران!
حيَّتْ فأحيتْ فؤادي بعد مَيْتَتِه
كِلاكُما قبلها حيَّا فأحياني!

(يُسمع صوت بوق فيعلن رئيس الحرس: «جلالة الشاه أقبل!» وينزل الملك عبد القادر عن كرسيه ويقف مع ابنته والأمير أردشير محاطًا بالحاشية استعدادًا لاستقبال السيف الأعظم شاه ومن معه.)

الحاشية (تنشد هذا الترحيب) :
هكذا المُفْرَدُ مِن أوفَى الحبورْ * للملوك
هكذا ألوان نور بعد نورْ * في سُلوك
وعقود، ونِعَمْ!
سيفَنا الأعظم يا شاه العجمْ * يا همام
مرحبًا بالفضل والمجد الأتمْ * للأنام
وجنود، وهِمَم!

(يدخل السيف الأعظم شاه وخلفه وزيره وطائفة من كبار حاشيته وجنده، فيعانق الملك عبد القادر، ويقبل الأميرة حياة النفوس التي تحييه خاضعة، كما يقبل الأمير أردشير بينما تكرر الحاشية النشيد السالف الذِّكر.)

السيف الأعظم شاه (مخاطبًا الملك عبد القادر) :
يا أخي عشتَ سيد المكرماتِ
مُستعزًّا وصاحب التهنئات
قد غدونا بمُقبل العُرس أهلًا
وبهذا غنمتُ حلم الحياة!
الملك عبد القادر (متواضعًا) :
يا حامل التَّاج الرفيـ
ـع وصاحب الملك البديع
ومُعَرِّفي عهد الأخو
ة مثل تعريف الربيع
مترقرقًا بالفضل والـ
إخلاص للخِلِّ المطيع
أنا و(الأميرة) يا مليـ
ـك لديك في حُكم الجميع!
السيف الأعظم شاه :
عفوًا وشكرًا عظيمًا
وصِدْق إخلاص قلبي
رأيت منك جلالًا
محببًا طول قربي
كما رأيت خِلالًا
ضَمِنَّ إيثار حبي
واليوم باركتَ عرسًا
لنا فأكرمتَ شعبي
مواهب فاتنات
من المآثر تَسبي
نشرتَ سلمًا وصفوًا
وذاك قصدي وحسبي!
الملك عبد القادر :
أمنية العمر هذي
فالحظُّ ضِعْفان عندي!
الأمير أردشير :
سيديَّ اسمحا بشكري كثيرَا
هكذا تنقذان روحًا أسيرَا
هكذا تُسْعِدان صَبَّيْن باتا
وَحْدةً تنشر الرجاء الوفيرَا
الأميرة (في اغتباط وشكر) :
الحمد للإنعام واجب
حمد المناقب والمواهب
قد كنتُ أهزأ من زما
ن صار يُحسب خيرَ صاحب
وبدأتُ أشعر بالحياة
وفيةً لا هزل لاعب
اذهب زمان متاعبي
وتعالَ يا مُفْنِي المتاعب!

(فيقبلها الأمير في جبينها، وتنشد الحاشية منتظمة حول الملكين وولي العهد والأميرة ووزير الشاه في الوسط، وترقص بعض الجواري أمامهم على هذا النشيد الختامي.)

الحاشية :
يا صفاء الزمانْ
يا زمان الصفاءْ
أنتما توأمان
تعلنان الرجاء
بين تاج ورعية!

•••

مَطْلَع الأفراح حيَّا
كل قلب فتَهَيَّا
بأناشيد الحميَّا
ليرى الحسن السَّرِيَّا
يملأ الدنيا حُليَّا!
والهوى سلطان دهر
سيد الأحكام يجري
أمره في كل أمر
ليس يرضى أي عذر
حكمه يمضي عليَّا!

•••

يا صفاء الزمان
يا زمان الصفاء
أنتما توأمان
تعلنان الرجاء
بين تاج ورعية

(ثم تنزل الستار عاجلًا في ختام النشيد.)

١  أي: نصيبها من الاستشهاد.
٢  أي: المنى.
٣  اللقاء.
٤  عف: عفيف. وخير: كريم.
٥  أي: إلى قلبك.
٦  أي: من طرفك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤