سقوط الطائرة «٧٦٧»!

انعكست آثار حادث سقوط الطائرة المصرية «البوينج» على الشياطين وعلى كل أعضاء المنظمة، وموظِّفي وقيادات المقر الرئيسي والمقار الفرعية.

ولم يقتنع أحد منهم بما نشرَته وسائل الإعلام العالمية عن الأسباب التي أدَّت إلى وقوعه … وشعروا أن هناك أيدي خفية وراءه.

وقد أكَّد لهم ذلك ما أُثير عن أن مساعد الطيار قد أسقط الطائرة متعمدًا … لأسباب نفسية … وهو ما اعتبروه نكتة سخيفة من وسائل الإعلام غير العربية.

ولم يكُن رقم «صفر» أقل منهم تأثرًا … يطالع كلَّ ما نشر عن الحادث في ملف خاص … أعده مركز المعلومات.

فلفت نظره خبر يقول: إن إدارة الفندق الذي كان يقيم به طاقم الطائرة أدلت بمعلومات مهمة لأحد مراسلي الصحف … جاء فيها أن مساعد الطيار المصري أبلغهم أن هناك من فتح حقيبته الخاصة وعبث بما بها من أوراق. فتوقف عند هذا الخبر … وأعاد قراءته أكثر من مرَّة … ثم تناول قلمه الأحمر … ورسم دائرة حول … وبنفس القلم كتب في مفكرته الخاصة «خاص للشياطين».

ماذا وراء هذا الخبر؟

ثم قام بالاتصال ﺑ «أحمد» وأبلغه أنه سيجتمع بهم في الثامنة من مساء نفس اليوم.

وكان وقع هذا الخبر جيدًا عند الشياطين … فلديهم الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن الطائرة … وكيفية غرقها في المحيط … ورأي رقم صفر، فيما حدث … وهل لديه معلومات لا يعرفونها؟

وفي السابعة مساء … وقبل ميعاد الاجتماع بساعة … كان مركز معلومات المقر يضم كلَّ جماعة الشياطين … جالسين خلف شاشات أجهزة الكمبيوتر المُضاءة … يتجوَّلون بين المواقع على شبكة الإنترنت … بحثًا عن خبر هنا أو هناك … يضيف إلى معلوماتهم عن حادث الطائرة … ما يساعدهم على الوصول إلى الحقيقة.

ومرَّت الدقائق وحان موعد الاجتماع … فاختفت المعلومات من على شاشاتهم … وظهر بدلًا منها شعار المنظَّمة في مركز الشاشة صغيرًا ثم أخذ ينمو إلى أنْ ملأ كل الشاشة … ثم اختفى وظهرت بدلًا منه الخطوط البيانية المتراصة … التي تدلُّ على أن رقم «صفر» معهم على الشبكة … وأن الاجتماع قد بدأ.

وتهلَّل الجميع حين سمعوا صوته يقول لهم: مساء الخير دائمًا.

واهتزت الخطوط البيانية … واهتزت معها قلوبهم طربًا لسماع صوته … فهو زعيمهم المحبوب ومعلمهم … واندفعت «ريما» تقول له: مساء الخير يا زعيم … إن لدينا الكثير من الأسئلة لك.

رقم «صفر»: أعرف يا «ريما» … ولذلك أنا بينكم الآن … ولكن ليس للإجابة عليها.

أحمد: هل هناك عملية سنقوم بها؟

رقم «صفر»: نعم يا أحمد.

ريما: وحادث سقوط الطائرة … والأسئلة التي شغلتنا؟

رقم «صفر»: ليس بإمكان أحد الآن الإجابة عن أسئلتكم، التي شغلتنا أيضًا.

إلهام: وهل للعملية التي سنقوم بها علاقة بالحادث؟

رقم «صفر»: نعم.

شعر الجميع بالإثارة … وتمنَّى كل واحد فيهم أن يكون له نصيب في هذه العملية … وبالذات «عثمان» الذي دفعه شغفه إلى سؤال رقم «صفر» قائلًا: هل هي عملية تحرٍّ؟

رقم «صفر»: نعم تحرٍّ … وبحث!

مصباح: بحث عمَّن؟

رقم «صفر»: عن شخص عبث بحقيبة أوراق مساعد الطيار … أثناء إقامة طاقم الطائرة بأحد الفنادق القريبة من المطار.

بو عمير: ومَن مصدر هذه المعلومة؟

رقم «صفر»: إدارة الفندق.

ريما: وهل اتصلت بهم؟

رقم «صفر»: لا … لقد حصلت عليها من إحدى الجرائد.

أحمد: إذَن المطلوب أولًا إثبات صدق المعلومة.

رقم «صفر»: فإذا كانت صادقة … تبدأ عمليتكم.

أحمد: وإن لم تكن هناك عملية؟

وهنا ومضت دائرة حمراء أعلى يمين الشاشة … وقد رآها الشياطين جميعًا … فعرفوا أن هناك مَن يطلبهم على الشبكة … فأبلغوا رقم «صفر» الذي أنهى معهم الاجتماع … على أن يعودوا لعقده بعد الانتهاء من هذا الاتصال.

وخرج رقم «صفر» ومعه الشياطين من على الشبكة … ولم يتبقَّ غير «أحمد» … الذي استقبل اتصال «بيتر» بحفاوة بالغة … وقال له: لماذا لم تتصل منذ وقت طويل؟

بيتر: لقد كنت منشغلًا بالدراسة.

أحمد: وهل انتهيت؟

بيتر: ليس بعدُ … ولكني اتصلت من أجل حادث الطائرة.

أحمد: نشكرك لمشاعرك الطيبة يا «بيتر».

بيتر: لست وحدي … فالكثيرون في بلادي متعاطفون معكم.

أحمد: القضية الآن هي: كيف سقطت الطائرة؟

بيتر: إن لديَّ بعض المعلومات قد تفيدكم.

انتبهت كل حواس «أحمد» … وقال له: من أين حصلت عليها؟

بيتر: من على الشبكة.

أحمد: وكيف حصلت عليها؟

بيتر: تتبعت أحاديث قصيرة دارت بين مجموعة من الرجال على فترات متباعدة.

أحمد: وهل كانت هذه الأحاديث تدور حول عملية إسقاط الطائرة؟

بيتر: بشكل غير مباشر.

أحمد: لا أفهم؟

بيتر: بشكل غير مباشر.

أحمد: وما دفعك لعمل ذلك؟

بيتر: لقد شعرت في أول حوار بينهم أن الموضوع يهمكم.

أحمد: وهل يمكنني تسجيلها؟

بيتر: سأبثها لك.

أحمد: وأنا سأضع ديسكات … ما هذا؟ ماذا يحدث؟ «بيتر»! «بيتر»!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤