مزيد من القتلى!

قام «أحمد» بالاتصال ﺑ «بيتر» فلم يجده … فترك رسالة قصيرة … يطلب منه فيها الاتصال بالفندق القريب منهم.

وطلب من عم «دنقل» أن يتردَّد على الفندق كل ساعة لمتابعة الاتصال ﺑ «بيتر».

في الخامسة مساءً … وأثناء وجود «دنقل» في الفندق … سمع رجلين يسألان موظف الاستقبال عنهم ويصفونهم له وصفًا دقيقًا … فأنكر موظف الاستقبال معرفته بهم.

وخرج «دنقل» من الفندق … وركب سيارته التي تركها واقفة بجوار الرصيف المقابل له.

وجلس خلف عجلة قيادتها في انتظار خروج الرجلين.

ولم تمُرَّ دقائق … إلا وخرجا يتحادثان في حدة … ثم ركبا سيارة فولفو، حديثة وانطلقا ومن خلفهما «دنقل» … إنه عضو بالمنظمة … رجل محترف … وخبرته كبيرة … يعرف كيف يؤدِّي مهامه … ومتى يقوم بها دون انتظار الأوامر وبعد فترة من المسير … لاحظ أنهم يقتربون من فيلَّا المقر.

ثم وقفا بعيدًا عنها … وغادرا السيارة وأكملا الطريق إليها سيرًا.

فقام بالاتصال ﺑ «أحمد» … الذي شعر بسعادة شديدة … عندما عرف بالأمر، وقال لزملائه: لدينا عصفوران يحومان حولنا.

عثمان: أنا أعرف مدخل القبو الذي يقع أسفل الفيلَّا.

بو عمير: وفيمَ سيقبل؟

عثمان: إن مخرجه بجوار باب الفيلَّا.

أعجبت الفكرة «أحمد» … فقال له: أعرف فيما تفكِّر.

عثمان: سندعهما يمران حتى يصير مخرج القبو خلفهما.

بو عمير: ثم تخرج لهما.

عثمان: أخيرًا فهمت.

وبالفعل … قام الرجلان بعبور باب حديقة الفيلَّا … وتجاوزا مخرج القبو … دون أن يلتفتا إليه … واقتربا من باب المبنى … ثم تلفَّتا حولهما … قبل أن يُخرِج أحدهما آلة حادة دقيقة … أدخلها في ثقب المفتاح … ولم تمضِ لحظات إلا والباب قد انفتح بين أيديهم.

حدث كل ذلك و«عثمان» يقف خلفهما … يراقب ما يحدث في صمت.

وعن بُعد … يقف «دنقل» بسيارته في انتظار الأوامر.

وما إن تجاوز الرجلان باب الفيلَّا … حتى سمعا من خلفهما صوت «عثمان» يقول لهما: تخلصا من أسلحتكما في رفق.

وحاول أحدهما الالتفات إليه شاهرًا مسدسه … فصمَّت أذنيه رصاصة مرَّت بجوار رأسه … جعلته يُلقي بمسدسه بفزع … ويرفع يديه إلى أعلى … وعلى درجات سلم يتوسط الصالة … نزل «أحمد» في تؤدة … واضعًا يديه في جيوبه ويمعن النظر فيهما وهو يقول لهما: أهلًا … أهلًا بكما.

ثم أكمل والابتسامة لم تفارق شفتَيه: كم عدد القتلى في طائراتنا التي تسببتم في سقوطها؟

ومن أجل ماذا تقتلون الأبرياء … ثم تصرخون في كل مكان بأنكم ضحايا؟

لم ينطق الرجل بكلمة … وظلَّا ينظران له في دهشة وكأنهما لا يفهمان شيئًا.

فقال لهما يسألهما: ألا تتحدثان الإنجليزية؟

فعادا ينظران له بلا مبالاة … فسحب زر أمان المسدس … وأطلق رصاصة مرت بين رأسيهما … فصرخا يقولان سويًّا: نعم … نعم … نتحدث الإنجليزية.

فصاح يقول لهما: لماذا تقتلون الأبرياء؟

فرد أحدهما محاولًا تبرئة نفسه: لا نعرف عمَّا تتحدث!

وفي هذه اللحظة نزلت «إلهام» وتوقفت بجوار «أحمد» … وقالت بصوت خفيض: لماذا أتيتم إلى هنا؟

وفي صراحة شديدة … ووقاحة أشد قال أحدهما: جئنا للبحث عنكم.

أحمد: مع مَن تعملون؟

الرجل: ليس لك شأن بذلك!

وقبل أن ينطق «أحمد» … استدارا سويًّا … وسارا في اتجاه الباب.

وقبل أن يبلغاه. اخترق الهواء أزيز رصاصة مرَّت فوق رأسيهما.

فلم يهتمَّا وأكملا سيرهما … فانطلقت الرصاصة الأخرى … لتصيب أحدهما في ساقه … فارتمى على الأرض صارخًا … لكنه لم يتوقف … وأخذ يزحف وجرى الآخَر مغادرًا الفيلَّا … فوجد في وجهه «عثمان» شاهرًا مسدسه.

فاستلَّ من حزامه خنجرًا … وقبل أن يرميه به … عاجله برصاصة تحت إبطه … أصابت قلبه … فلفظ أنفاسه في الحال … ولم يكُن يقصد ذلك … فهو يريده حيًّا.

أما الرجل الآخَر … فقد خرج يجرُّ ساقه وهو يقول: لن أستسلم لك حتى تقتلني مثله.

وتحير «عثمان» فيما يفعل معه … فهو لا يخاف الموت … فكيف سيدفعه للحديث وكان «دنقل» قد حضر على صوت الرصاصات … فقال له «عثمان»: هذا الرجل لا يخاف الموت بل يطلبه!

دنقل: إذَن أحرمه منه.

عثمان: ماذا تقصد؟

دنقل: إنه يطلب الموت لأنه لا يحتمل الألم.

عثمان: وكيف أدفعه للكلام؟

دنقل: هل تريد منه معلومات؟

عثمان: نعم.

دنقل: عذِّبه بساقه المصابة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤