شمشون العصر الحديث

لو زاد حجم جان راستو قليلًا لاعتُبر من العمالقة. يتسم رجالُ بريتاني في العموم بصِغَر بِنْيتهم، لكن جان كان استثناءً. فقد كان شابًّا قويًّا أمضى حياته قبل انضمامه الإلزاميِّ إلى الجيش في جرِّ الشِّباك الثقيلة على متن قارب. وكان يَعرف ساحل بريتاني، بوُعورته وتعرُّجه، كما كان يعرف الطريقَ من المقهى الصغير القائم في الميدان إلى مسكن أبيه على جانب التلِّ المطل على البحر. ولم يكن هديرُ الموج قد انقطع عن أذُنَيه قط. وكان من الرجال الذين كان بمقدورهم إنقاذُ الأسطول، شأنه في ذلك شأن إيرفي رئيل، غير أن فرنسا، برسميَّتها المعتادة، أرسلت ربيب الساحل ذاك إلى الجبال، وأصبح جان راستو جنديًّا في فيلق الجبال. لو وقف جان على أعلى قمةٍ جبلية لرأى امتدادًا لا حدَّ له من الجليد، لكن ما كان له مِن هناك أن يسمع هديرَ البحر ولا أن يرى صفحته.

مَن يَعتَدِ الجبالَ من الرجال يتطبَّعْ بخشونةِ صخورها ووُعورتِها، وكان فيلق الجبال كِيانًا جامحًا يتسم بالخشونة والقسوة. كان العِقاب فيه سريعًا وشديدًا؛ فقد كان الفيلق بعيدًا عن أيِّ مظاهرَ للحضارة والحياة الحديثة، حيث كانت تحدث فيه أفعالٌ لا يعرف عنها العالم شيئًا؛ أفعال ما كانت القيادة لتُجيزها لو أُبلِغَت بها.

عسكرت الوحدة التي كان ينتمي إليها جان في وادٍ مرتفع لم يكن له إلا منفذٌ واحد وهو ممرٌّ مضطرب كانت تنهمر فيه مياهُ نهرٍ جبلي وتتلاطم وتزبد. وكان بجوار هذا المجرى المائي مسارٌ ضيق يُعَد هو المنفذَ الوحيد لدخول الوادي أو الخروج منه؛ فقد كانت الهضبةُ الصغيرة مُحاطةً بقممٍ شاهقة يكسوها جليدٌ دائم، وكانت تلمع تحت ضوء الشمس وتُضيء حتى في الليالي الساكنة المظلمة. ويمكن للواقف على القمم التي تقع في الجنوب رؤيةُ إيطاليا، لكن أحدًا لم يجرؤ على تسلُّق أيٍّ منها. كان النهر الصغير الغاضب يستمدُّ مياهَه من نهرٍ جليدي يتألَّق أديمُه الأزرق في ضوء الشمس الساقط على الجنوب، وكان مجراه يلتفُّ حول الهضبة المطوقة كما لو كان يبحث عن منفذٍ يصبُّ فيه مياهَه الهادرة.

شعَر جان بوحدة شديدة في هذا المعتزَلِ الذي لم يعتَدْه. وبعثَت الجبالُ البيضاء في نفسِه الرَّهبة، وبدا له الترقرقُ المضطرب لمياهِ النهر بديلًا هزيلًا لهدير أمواج البحر الشديد على رمال ساحل بريتاني الفسيح.

كان جان عملاقًا حسَنَ الطباع وكان يسعى جاهدًا لتنفيذ ما يُطلَب منه أيًّا كان. غير أنه لم يكن سريعَ البديهة، وكان رفاقه يسخرون من لهجته البريتانيَّة. وأصبح محورًا لكلِّ نِكاتهم التافهة والمسيئة أحيانًا، وكان منذ أولِ يوم يشعر ببؤس شديد؛ إذ كان، بالإضافة إلى توقِه إلى البحر الذي كان يسمع هديره في أحلامه ليلًا، يشعر بوجود انعدامٍ تامٍّ للتعاطف البشري.

حاول في أول الأمر كسْبَ احترام رفاقه بسجيَّته الطيبة وطاعته الدائمة، حتى أصبح أشبهَ بعبدٍ لِوحدتِه، لكن كلما زاد سعيه لإرضاء رفاقه ثَقُل العبء على كاهله واشتدَّت الإهانات التي كان مضطرًّا إلى تحمُّلها من الضباط والرفاق على حدٍّ سواء. كان من السهل عليهم التنمرُ على ذلك العملاق الذي لقَّبوه بشمشون، لدرجةِ أن أصغر الرجالِ بِنْيةً في الوحدة كانوا لا يتورَّعون عن سبِّه أو حتى صفعه عند الضرورة.

لكن شمشون بعد فترة بدا غيرَ قادر على الحفاظ على طباعه الطيبة. فقد فاض به الكيل، وكان رفاقه قد نسُوا أن أهل بريتاني كانوا منذ مئات السنين مقاتلين بارعين، وأن العراك يجري في عروقهم مجرى الدَّم.

وعلى الرغم من أن فيلق الجبال بوجهٍ عام كان يضم في صفوفه أضخمَ الرجال في الجيش الفرنسي وأقواهم، فقد يُعتبر الجنديُّ الفرنسي العادي ضئيلَ الحجم إذا ما قُورن بالجندي في صفوف جيش إنجلترا أو ألمانيا. كان في الوحدة عدةُ رجالٍ ضئيلي البِنية، وكان منهم رجلٌ يُشبه البعوضة كان يفوق كلَّ رجالِ الوحدة في إلحاق الأذى بشمشون. ولما لم يكن بمقدوره التنمرُ على أحدٍ غيره في الوحدة، فقد احتمل شمشون منه قدْرًا من الأذى فاق التوقُّعات. وذات يوم أمرَت تلك البعوضة شمشون بإحضارِ دلوٍ من الماء من مجرى المياه، فأطاعه العملاق بلا تردُّد. لكن بعض الماء تساقط من الدلو وهو على ضِفَّة النهر، وعندما قدَّم شمشون الدلوَ للرجل الضئيلِ البِنية، نهرَه لعدم امتلاء الدلو بالكامل، وبينما كان عددٌ من الجنود الآخرين الأكبر حجمًا من ذلك الرجل الضئيل الذين تسبَّبوا مثله في بؤس شمشون واقفين، رفع الرجل الضئيل دلو الماء وألقى بمحتواه في وجه شمشون. كانت تلك فرصةً سانحة له لاستعراض القوة أمام الرجال الأكبر حجمًا الذين ما إن رأَوا المشهد حتى أخرج كلٌّ منهم غليونه من فمه وانفجر ضاحكًا، في حين حاول شمشون استخدامَ أصابعه في إخراج المياه من عينيه. ثم أقدم شمشون على فَعلةٍ مذهلة.

صاح: «أيها الجُرَذ البائس العديم القيمة.» ثم أضاف: «يُمكنني سحقُك لكنك لا تستحقُّ الجهد. لكن فقط لأريَكم أني لا أخشى أيًّا منكم، هاكم، وهاكم!»

قال الكلمتين الأخيرتين بنبرةٍ تأكيدية ثم وجَّه ضربتين، ليس للرجل الضئيل، بل لأضخمِ رجلَين في الوحدة، فطرحهما كغُصنَين قُطِعا من شجرةٍ واستقرَّا على الأرض.

أطلق رفاقُهما صيحاتِ غضب، ولكن لأنَّ الجُبن كان يسكن قلوبَ المتنمِّرين، لم يُحرك أحدٌ منهم ساكنًا عندما أجال شمشون نظرَه فيهم.

أُبلِغ الضابط بالحادث، وأُلقي القبض على شمشون. وعندما أُجري التحقيق، أعرَب الضابط عن اندهاشه لإقدام شمشون على ضرْب رجلين لا صلةَ لهما بالإساءة التي وُجِّهَت إليه، في حينِ مضى المذنبُ الحقيقي في سبيله دون عقاب.

قال شمشون متجهِّمًا: «كانا يستحقَّان الضربتين لِما فعَلاه من قبل. ولم تُطاوعني نفسي على ضرْب الرجل الضئيل البنية. كان من الأفضل أن أقتله.»

قال الضابط: «صه!» ثم أردف: «يجب ألا تردَّ عليَّ بهذه الطريقة.»

قال شمشون مُصرًّا: «سأردُّ عليك كما يحلو لي.»

هبَّ الضابط واقفًا يُمسك بعصًا رفيعةٍ من الخيزران، وأنزل ضربتين على وجه الجندي العاصي تركت كلٌّ منهما علامةً حمراء توحي بالغضب.

قبل أن يتمكَّن الحرَّاس من التدخل، انقضَّ شمشون على الضابط ورفعه فوق رأسه كالطفل وألقى به إلى الأرض فارتطم بها بقوة واستقر بلا حَراك.

أطلق كلُّ مَن شهد الموقف صرخةَ رعب.

قال شمشون وهو يلتفت للمغادرة: «لقد فاض بي الكيل»، لكنه وجد نفسه أمام حاجزٍ قوي من الفولاذ. وأصبح كجُرَذ في المصيدة. وقف هناك في تحدٍّ، وقد أصبح رجلًا دفعَه القَمع إلى حدِّ الجنون، وأخذ يُجيل نظره حوله وهو معدوم الحيلة.

بصرف النظر عن العِقاب الذي كان سيُوقَّع عليه لضربه رفيقَيه، لم يكن ثمَّة شكٌّ في مصيره الآن. كان السجن عبارة عن كوخ بدائي من جذوع الشجر يقوم على ضفاف المجرى المائي الهادر. أُلقي بشمشون في تلك الغرفة وهو مكبَّل اليدين والقدمين لينتظر محاكمته العسكرية في اليوم التالي. وبعد فترة أفاق ببطءٍ الضابطُ الذي طُرح أرضًا وتهشمَت عصاه تحت وزن جسمه، وحُمل إلى غرفته. وظل جنديُّ حراسة يسير ذَهابًا وإيابًا أمام السجن طوال الليل.

عندما أُرسل في طلب شمشون صباح اليوم التالي، وُجد السجن خاليًا. كان ابن بريتاني الضخم قد حطَّم قيوده كما فعل شمشون الجبار في قديم الزمان. وكسر واحدًا من الجذوع التي يتكون منها الجدار، وانسلَّ إلى ضفة المجرى المائي. ولم يُستدلَّ على أثرٍ له بعد ذلك. إذا كان قد سقط في المجرى المائي فهذا يعني بالطبع أنه قد أصدر الحكم على نفسه ونفَّذه، لكن كانت على الطين القريب من المياه آثارُ قدمين كبيرتين ما كان ليُحدِثَها أيُّ حذاء غيرَ حذاءِ شمشون؛ أي إنه لو كان في مجرى الماء فلا بد أنه ألقى بنفسه فيه. لكن اتجاه آثار الأقدام كان يدل على أنه تسلَّق الصخور، وبالطبع لم يكن من الممكن اقتفاءُ أثره عليها. وأكد حراسُ الممر أن أحدًا لم يمرَّ منه بالليل، وللتأكيد جرى إرسالُ عدة رجال إلى الممر للتربُّص بالهارب. فحتى لو كان قد تمكَّن من الوصول إلى بلدة أو قرية في الوادي للفتَت ضخامتُه الأنظار. وصدرَت للمُكلَّفين بالبحث عنه تعليماتٌ بالإبراق بأوصافه وجريمته فورَ تمكُّنِهم من ذلك. كان من المستحيل بالنسبة إليه الاختباءُ في الوادي، لكن الضباط اقتنعوا بعد تفتيشٍ سريع أن المجرم لم يكن هناك.

ولما ارتفع قرص الشمس أكثرَ فأكثر، حتى بدأت أشعتها تسقط على الحقول الجليدية المواجهة للشمال، أبلغ جنديٌّ حادُّ النظر بأنه رأى نقطةً سوداء تتحرك على المنحدر الأبيض الكبير جنوب الوادي. فطلب الضابط منظارًا ولما جيء له به وضَعه على عينيه وفتَّش الجليد بعناية.

قال الضابط: «جهِّزوا فرقة عسكرية؛ فهذا شمشون يمشي على الجبل.»

سرَت في المعسكر جلَبةٌ صاخبة عندما ذاع الأمر. وأُرسل مبعوثون إلى الممرِّ يطلبون من الباحثين عن الهارب العودة.

قال الضابط: «إنه يُفكر في شقِّ طريقه إلى إيطاليا.» ثم أضاف: «لم أتخيَّل أن هذا الأبلهَ يعرف كلَّ هذا عن الجغرافيا. لكنه الآن في قبضتنا.»

أصبح الضابط الذي رفعه شمشون فوقَ رأسه وألقى به قادرًا على المشي بعرَجٍ الآن، وكان يشعر بمرارة شديدة. قال وهو يُظلل عينيه بيده ويحدق في الجليد:

«يُمكن لقناصٍ بارع إصابته.»

رد رئيسه: «لا حاجة إلى ذلك.» ثم أردف: «لا يمكنه الهرب. لا يسَعُنا سوى انتظارِه. سيُضطرُّ إلى الهبوط.»

وكان كل ذلك صحيحًا تمامًا.

عبَرَت الفرقة المجرى ووضع أفرادُها أسلحتهم في سفح الجبل الذي كان شمشون يُحاول تسلُّقَه. وكان هناك مكانٌ صغيرٌ مستوٍ يمتدُّ اتساعُه لعدد من الياردات القليلة بين سفح التل وضفة المجرى الهادر. وعلى هذه المساحة المستوية من الأرض استلقى الجنودُ في الشمس وأخَذوا يُدخنون، في حين تجمَّع الضباط وأخذوا يشاهدون الرجل يتسلَّق الجبل بثبات.

لمسافة قصيرة أعلى الهضبة كسا الأرضَ عُشبٌ قصير وطحالبُ تتخلَّلها صخورٌ سوداء تفترش تربةً قليلة. وامتد أعلى منها اتساعٌ من الجليد غيرِ النقي الذي اشتد عليه حر الشمس فسالت منه جداولُ مترقرقة صغيرة تصبُّ في النهر. ومن هناك إلى الحافة الجبلية الممتدَّة امتد لأعلى منحدر ناعم واسع من جليدٍ بِكر نقيٍّ وناصع البياض يتألَّق تحت ضوء الشمس الشديد كما لو كان قد نُثر عليه ترابُ الماس. شقَّ العملاق طريقه باديًا كنقطة سوداء تتحرك في اتساعٍ من البياض، ورأَوا بالمنظار أنه قد غاص حتى ركبتيه في الجليد الذي أخذت نعومته تتزايد.

قال الضابط: «لقد بدأ يفهم وضعه الآن.»

ثم رأَوا من المنظارِ شمشون وقد توقَّف. وبدا الجليدُ من الأسفل ناعمًا كسقفٍ منحدر، غير أنه حتى بالعين المجردة كان من الممكن رؤيةُ ظلٍ يعبره قربَ قمته. كان هذا الظل لحافةٍ من الجليد المعلَّق الذي يمتد عمقه لأكثرَ من مائة قدم، وتوقَّف شمشون الآن بعدما أيقن باستحالة تجاوزها. ونظر إلى الأسفل فرأى بلا شكٍّ جزءًا من الوحدة ينتظره. التفت ومشى بخُطًى متثاقلة تحت الحافة المعلقة حتى وصل إلى منحدرٍ على يساره. كانت المسافة إلى أسفل المنحدر ألفَ قدم. عاد أدراجه حتى وجد منحدرًا مشابهًا على اليمين. ثم عاد مرة أخرى إلى مركز حرْف التِّي الكبير الذي كانت آثارُ أقدامه قد رسمتَه على المنحدر البكر. وجلس في الجليد.

لن يعرف أحدٌ مدى اليأس الذي شعر به ابنُ بريتاني ذاك عندما أدرك انعدامَ جدوى عنائه.

خفَض الضابطُ الذي كان يُحدق فيه بالمنظار يدَه إلى جانبه وضحِك.

وقال: «لقد اتَّضحَت له طبيعةُ الموقف أخيرًا. استغرق الأمر وقتًا طويلًا لِتَنفذَ الفكرة إلى عقله المحدود المنتمي إلى بريتاني.»

قال آخَرُ: «أعطني هذا المنظار للحظة.» ثم أردف: «لقد اتخذَ قرارًا ما.»

لم يُدرك الضابط المغزى الكامل لما رآه من المنظار. فبرغم غرورهم كانت حدود عقولهم أضيقَ من حدود عقل الصياد المضطهَد ابن بريتاني.

وجَّه شمشون وجهه للحظةٍ نحو الشمال ورفع رأسه نحو السماء. ولم يكن لأحدٍ أن يعرف إن كان بذلك يطلب مساعدةَ القديسين الذين كان يؤمن بهم أم إنه يُنادي على المحيط البعيد الذي لن يراه من جديد.

وبعد لحظةِ توقُّف رمى نفسَه إلى الأمام أسفل المنحدر نحو الجزء من الوحدة الذي كان يستريح على ضفة النهر. وظل يتدحرج ويتدحرج، فظهرَت بدلًا من النقطة السوداء كرةٌ بيضاء يزداد حجمها كلَّما ارتطمَت بالجليد.

مرَّت عدة ثوانٍ قبل أن يُدرك الضباط والجنود معنى ما كانوا يُحدقون فيه. أدركوا الأمر جميعًا في الوقت نفسِه، فتولَّد في نفوسهم ذعرٌ وخوف شديدان. وهز الهواءَ الساكنَ هديرٌ خفيض يُنذر بالخطر.

أخذوا يصيحون: «انهيار جليدي! انهيار جليدي!»

حاصر السيلُ الهادر الجنودَ والضباط. فخاضه بعضُهم آمِلين في الوصول إلى الجانب الآخَر، لكن ما إن لمسهم الماء حتى قُذفوا فأصبحَت أرجلُهم في الهواء وابتلَعَتهم المياه.

ظل شمشون يصعد الجبل لساعات، ثم هبط عنه في ثوانٍ. دهمَتهم قمةُ سيل الجليد المندفع كموجة كاسحة، فدفعت بعض الضباط والجنود إلى مجرى الماء، وقُذِف البعض الآخر من فوق المجرى المائي حتى استقروا عند أقصى حدود الهضبة.

سُمِعَت من خلال الجليد الهادر صرخةٌ مختلطة واحدة ثم ساد الصمتُ التام. وارتفعت المياه حتى جرفَت الحاجزَ الأبيض فاتسع مجراها.

عندما شرع مَن تبقَّوا من أفراد الوحدة في انتشال جثث رفاقهم من بين الركام وجَدوا على وجوههم جميعًا نظرةَ رعبٍ شديد، إلا وجه واحد. لقد كان هذا الوجه هو وجه شمشون نفسه الذي لم تنجُ عظمةٌ واحدة في جسمه من الكسر، وقد استلقى العملاق في سكونٍ كما لو كان يستجمُّ تحت مياه ساحل بريتاني الزرقاء.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤