شُرفتان في فلورنسا

جلس الأمير باديما وحيدًا في شُرفته الفخمة في فلورنسا يصبُّ لعناته على كلِّ شيء. إذ كان القدَرُ قد قسا بالفعل بقوةٍ عليه.

لقد ضلَّلَت الأميرَ العقلانيةُ الظاهرة في القول المأثور الذي يرى أنك إذا أردتَ لشيء أن يتمَّ بإتقان، فعليك أن تفعله بنفسك. فمن المستحسَن دائمًا في القتل أن يُكلِّف المرءُ غيره بهذه المهمة، لكن جُبْن مَن كان الأمير يُكلفهم أو عدم كفاءتهم كان سببًا في إفساد خُططه عدةَ مرات؛ لذا قرَّر ذات مرة مشئومة أن يتخلَّص من رجلٍ غيرِ مرغوب فيه بيديه، وحينها عرَف مدى سهولة حدوث الأخطاء.

كان قد التقى بالرجل وجهًا لوجه تحت مصباحٍ في أحد أركان فينيسيا. وتعرَّف كلٌّ منهما على الآخر، وخاف الرجل من عدوِّه النبيل فلاذ بالفرار. طارده الأمير، وحاول الرجلُ خداعه على ما بدا؛ إذ لفَّ وجهه بردائه وحاول أن يتسلل من جانبه بحذاء جدارٍ مظلم. وعندما أغمد الأميرُ خنجره ببراعة في مكانٍ حساس من بدنه، تفاجأ بعدم إظهار الرجل مقاومةً تُذكَر أو إطلاقِه صيحة مسموعة، بل لم يُحاول تفاديَ الطعنة حتى، لكنه خرَّ صريعًا يئنُّ عند قدمي الأمير فحسب.

انتاب الأميرَ القلق، فأمر خادمه بجرِّ الجثة إلى حيث ألقى مصباحٌ نذري معلَّق على الجدار أشعتَه الصفراء الخافتة على الرصيف. عندئذٍ بُهت سموُّه حين أدرك أنه اغتال سليلًا لإحدى أكثرِ عائلات فينيسيا نُبلًا، وهي فعلة تختلف تمامًا عن قتلِ رجلٍ من أسافل القوم الذين لا يُبالي القانون بهم كثيرًا.

اضطرَّ الأمير إلى الهرب من فينيسيا، واتخذ له مسكنًا في شارعٍ ضيِّق بأحد مجاهل فلورنسا.

يَندُر أن يحيكَ القدَرُ لرجل خدعةً بهذه القسوة؛ لذا كان الأميرُ محقًّا تمامًا في صبِّ اللعنات، فقد عرقَلَت تلك الواقعةُ البائسة قصةَ حبٍّ كبير كانت حينها تقترب بسرعة من ذروتها المرتقَبة.

كان الأمير قد أمضى في فلورنسا عدة أسابيع، وكانت تلك الأسابيعُ ثقيلةَ الوطء عليه. فقال لنفسه بمرارة: «نساء فلورنسا لا يمكن مقارنتُهن بنساء فينيسيا.» ولكن حتى إذا كانت المقارنة ممكنة، فضرورةُ التَّواري، ولو بعض الوقت على الأقل، كانت ستمنع الأميرَ من استغلال استراحته الإجبارية في المدينة الجميلة.

وفي ذلك المساء بالتحديد، قطعَت أغنيةٌ تأملاتِ الأمير المحمَّلةَ بمشاعر الأسى. بدا أن الأغنية كانت قادمةً من المبنى نفسِه الذي كان فيه مسكنُه، ومن نافذةٍ مفتوحة تَدْنوه بمسافة. جذب انتباهَه أن الأغنية كانت فينيسية، والصوت الذي صدَح بها كان صوتًا فينيسيًّا رقيقًا ورخيمًا.

يوجد منفيُّون غيره إذن. أطلَّ بنظره من حافة الشرفة الشبيهة بعشِّ نَسرٍ يعلو الشارعَ الحجري الضيق، وحاول أن يعثر على النافذة المفتوحة التي كانت الأغنية قادمة منها، أو حتى أن يرى المغنِّية، إذا حالفه الحظ.

مر بعض الوقت ولم ينجح في مَسْعاه، لكن صبره آتى أُكلَه في النهاية. ففي شُرفة على اليمين أدنى من شرفتِه بمسافة، ظهرت أجملُ فتاة رآها في حياته. كان في وجهها الأسمرِ البيضاويِّ طابَعٌ فينيسيٌّ مميَّز حتى إنه أقنع نفسَه بأنه رآها في مسقط رأسه من قبل.

وقفَت واضعةً يديها أعلى سور شرفتها، وانسال شعرُها الأسود الفاحم غزيرًا على كتفَيها الجميلتين. لمس ضوءُ المساء الذهبي وجهَها في عظَمة، بينما كانت تنظر إليه، أو ما بدا منه في نهاية الشارع الضيق.

خفق قلبُ الأمير بشدة وهو يحدِّق في الوجه الذي لم ينتبه لوجود مَن يتأمَّله. وفجأةً خطر له أن منفاه في فلورنسا قد يكون فيه ما يُعوضه في نهاية المطاف.

همس بصوتٍ خفيض من نافذته المفتوحة مناديًا الخادمَ الذي كان يتحرك بهدوء في الغرفة: «بيترو، تعالَ إلى هنا للحظة، بهدوء.»

جاء الخادم بهدوء إلى حافة النافذة.

همس الأمير: «أترى هذه الفتاةَ الواقفة في الشرفة السفلية؟»

أومأ بيترو بالموافقة.

واصلَ الأمير: «اعرِف لي مَن هي ولماذا هي هنا، وما إذا كان لها أيُّ أصدقاء. افعل ذلك بهدوء، دون أن تُثير الرِّيبة.»

أومأ الخادم المخلص بالموافقة مجددًا، واختفى في ظلام الغرفة.

وفي اليوم التالي جلب بيترو لسيده المتلهِّف المعلوماتِ التي تمكَّن مِن جمعها. فقد تمكن من تكوين صداقة مع خادمة الفتاة.

لسببٍ ما لم تعرفه الخادمة أو لم تُرِد الإفصاحَ عنه، كانت الفتاة منفيَّة لمدَّة من الوقت من فينيسيا. كانت تنتسب إلى عائلةٍ عريقة هناك رفضَت الخادمةُ الإفصاح عن اسمها أيضًا. قالت إنها لا تجرؤ على الإفصاح. إنهما كانتا في فلورنسا منذ عدة أسابيع، لكنهما استأجَرَتا السكنَ السُّفلي منذ يومين فقط. لم تستقبل الفتاةُ أحدًا في مسكنها على الإطلاق، وحُذِّرت الخادمة من كشف أي معلومات عنها لأيِّ شخص كائنًا مَن كان، لكنها على ما يبدو استسلمَت إلى حدٍّ ما لمحاولات بيترو الدمث للتقرُّب منها.

لقد استأجرتا هذا المسكنَ بسبب موقعه الهادئ والمنعزل.

كان الأمير في ذلك المساء في شُرفته مجددًا، لكن أفكاره لم تكن مَريرةً مثلما كانت في اليوم السابق. كانت بجواره باقةٌ من ورودٍ جميلة. أصاخَ السمع لعلَّه يسمع الأغنية الفينيسية، ولما لم يسمعها أصابه الإحباط، وحَدَاه الأمل في ألا يكون بيترو قد تخلى عن الحرص فأثارَ رِيبةَ الخادمة، فنقلت ريبتَها إلى سيدتها. سمع النوافذ السفلية تُفتَح فحبس أنفاسَه في ترقُّب. خرجت الخادمة إلى الشرفة ووضعَت كرسيًّا مريحًا في أحد أركانها. ووضعت على الكرسي الوسائدَ والمفارش ببراعة، ثم ظهرت الفتاة وجلست في رشاقة جليَّة.

أصبح بمقدور الأمير الآن رؤيةُ وجهها الجميل بالكامل وهي تُسنِد كوعها إلى سور الشرفة ووجنتَها إلى يدها.

قالت الفتاة: «يُمكنكِ الانصرافُ الآن يا بيبيتا.»

وضعَت الخادمة وشاحًا من الدانتيل على كتفَي سيدتها، وانصرفت.

مال الأمير من الشرفة وقال هامسًا: «سيدتي.»

أجالت الفتاةُ المجفِلةُ نظرَها في الشارع لأعلى ولأسفل، ثم نظرَت إلى الشرفة التي برَزَت أمام السماء البراقة وبدَت زخارفها المعدنية كنقشٍ دقيق على الخلفية المضيئة.

خجلَت الفتاة وغضَّت الطَّرْف ولم تردَّ.

كرَّر الأمير: «سيدتي، أنا أيضًا منفيٌّ. أستميحك عذرًا. هذه لذِكْرى مدينتنا الجميلة.» وألقى باقة الورود بخِفَّة فسقطت عند قدمَيها على أرضية الشرفة.

لعدةِ لحظات لم تتحرك الفتاة ولم ترفع عينيها، ثم ألقت نظرةً سريعة من النافذة المفتوحة إلى غرفتها. وبعد بعضِ التردُّد مالت في رشاقةٍ والتقطَت باقة الورود.

همست متنهِّدة، دون أن ترفع نظرَها: «آه، فينيسيا الجميلة!»

سعد الأميرُ بنجاح خطوته الأولى، التي هي الخطوة الأصعب دائمًا.

ظلا يُطيلان الجلوسَ أكثرَ وأكثر أمسيةً تِلوَ الأخرى. وتطور التعارفُ حتى وصل إلى النتيجة المحتومة؛ النتيجة التي رمى إليها الأمير من البداية.

وذات مساء، كانت واقفةً في الظلام تُسنِد وجنتها إلى جدارٍ في ركن شُرفتها القريب منه، ونظر هو نحوها إلى الأسفل.

قالت برِعْدةٍ في صوتها عرَف الأميرُ بخبرته الطويلة أنه علامة الاستسلام: «هذا مستحيل! مستحيل!»

همس نحوها قائلًا: «بل يجب أن يحدث.» ثم أضاف: «كان يجب أن يحدثَ هذا منذ البداية. كان يجب أن يتم.»

كانت الفتاة تنتحب في صمت.

وفي النهاية قالت: «هذا مستحيل.» ثم أردفت: «خادمتي تنام خارجَ باب غرفتي. حتى إذا لم تعرف هي، فسيعرفُ خادمك، وستسري الأقاويلُ وتُثار الفضيحة. هذا مستحيل.»

صاح الأمير في حماس: «لا شيء مستحيلٌ مع الحب الحقيقي. سأغلقُ بابي، ولن يعلمَ بيترو شيئًا عن الأمر. إنه لا يأتي أبدًا إلا إذا ناديتُه. سأجلب حبلًا وأرميه إلى شُرفتك. أغلقي بابك كما أغلق أنا بابي. لا يُرى شيء في الظلام.»

قالت هامسةً: «لا، لا.» ثم أردفت: «لن يُجدي ذلك. لن تتمكن من التسلق للعودة، وسيفسد كلُّ شيء.»

صاح الشاب متحمسًا: «أوه، هذا هراء!» ثم أضاف: «ليس التسلُّق للعودة صعبًا.» وأوشك أن يُضيف أنه فعلها من قبل عدةَ مرات، لكنه منع نفسه في الوقت المناسب.

ظلَّت صامتةً للحظة. ثم قالت: «لا يُمكنني أن أخاطر بعدم تمكُّنِك من العودة. لا بد أن يكون ذلك أكيدًا. إذا أحضرتَ حبلًا — حبلًا قويًّا — وربطتَ في أحَد طرَفَيه عُقدةً تُمسِك بقدمك، ومرَّرت طرَفَه الآخرَ من حول أقوى عارضةٍ في سور شرفتك ثم ألقيت به إليَّ، فسأُمسك الطرف الذي لديَّ وأُنزلك لمستوى شرفتي. عندئذٍ ستتمكن بسهولة من النزول لتصل إليَّ. وإذا لم تستطِع التسلُّق عليه للعودة إلى شرفتك، يمكنني مساعدتك بسحبِ الحبل، وعندئذٍ ستصعد كما نزلت.»

ضحك الأمير بصوت خافت.

وقال: «هل تعتقدين أنَّ يديك الضعيفتين أقوى من يديَّ؟»

ردت: «أربعُ أيادٍ أقوى من اثنتَين. كما أني لست ضعيفةً للدرجة التي قد تظنها.»

ردَّ مُحجِمًا عن الجدال حول التفاهات: «حسنًا.» ثم أردف: «متى التنفيذ … الليلة؟»

قالت: «كلا، ليلة الغد. يجب أن تُحضر حبلك غدًا.»

ضحك الأمير بصوت خافت من جديد.

وقال: «الحبل في غرفتي الآن.»

قالت في هدوء: «لقد كنتَ شديدَ الثقة في تحقُّق هذا الاتفاق.»

قال: «لا، هذه ليست ثقة. بل كان لديَّ أملٌ كبير. هل بابك مغلق؟»

همست في توتر: «نعم.» ثم أضافت: «لكن الوقت لا يزال مبكرًا. انتظر ساعةً أو ساعتين.»

صاح الأمير: «آه! لا يمكن أن يصبح الظلام حالكًا أكثرَ مما هو الآن، وتذكري يا عزيزتي طول انتظاري!»

لم يأته رد.

همس الأمير: «ادخلي وقفي وراء النافذة.» وبينما نفَّذَت ما قال، سقطت لفةُ حبل في الشرفة.

سألها: «هل أمسكتِ بها؟»

قالت بصوتٍ لا يكاد يُسمع: «نعم.»

قال: «لا تثقي في قوَّتك وحدها. لفِّي الحبل حول عارضةٍ في سور الشرفة.»

همست: «لقد فعلتُ ذلك.»

منعه الظلامُ من رؤيتها، لكنها رأت خياله أمام سماء الليل.

اختبر العُقدة، ووضع قدمه فيها وشدَّ الحبل بيديه. ثم لفَّه حول قائم في ركن الشرفة.

سألَت: «هل أنت متأكد من أن الحبل قويٌّ بالدرجة الكافية؟» ثم أضافت: «مَن الذي اشتراه؟»

أجابها: «اشتراه لي بيترو. إنه قوي لما يكفي لحملِ عشَرة رجال.»

كانت قدمه في العقدة، وألقى نفسه من شرفته، ممسكًا الحبلَ بكلتا يديه.

قال لها: «أخفِضيه برفقٍ بالغ.» ثم أضاف: «سأخبرك عندما تُخفِضينه إلى المستوى المناسب.»

أمسكَت الفتاة بالحبل بقوة، وخفَضَته بوصةً تِلوَ الأخرى.

وأخيرًا قال الأمير: «هذا يكفي»، وثبَّتَته حيث كان، وهي تميل نحو الرجل في الشرفة.

ونادته: «سموَّ الأمير باديما.»

فصاح مستغربًا: «ماذا؟» ثم أردف: «كيف عرَفتِ اسمي؟»

ردَّت: «أنا أعرفه منذ وقت طويل. فهو الاسم الذي جلَب لعائلتي الحزن.»

وواصلَت: «يا سموَّ الأمير، ألم ترَ في وجهي قط شيئًا أنعشَ ذاكرتَك؟ أم إن ذاكرتك ضعيفةٌ لدرجة أن الحزن الذي تجلبه للآخَرين لا يعلق بها البتة؟»

صاح الأمير في قلق: «يا إلهي!» وأمسك بالحبل كمن يُحاول التسلق عائدًا. وواصل: «ماذا تعنين؟»

أفلتت الفتاةُ الحبل بوصة أو بوصتين، فانخفض الأمير وقلبُه مضطربٌ بشدة؛ إذ أدرك أنه يرتفع عن أرض الشارع الحجرية بمائة قدم.

قالت الفتاة بنبرةٍ حادَّة وفظَّة: «يُمكنني رؤيتك بوضوح.» ثم أردفت: «إذا حاولتَ التسلق إلى شرفتك، فسأُفلِت الحبلَ على الفور. هل يُعقَل أنك لم تشكَّ في هُويتي، ولماذا أنا هنا؟»

كان الأمير دائخًا. فقد دار ببطءٍ في أحد الاتجاهَين بعض الوقت حتى توقَّف، ثم بدأ الدورانَ بالوتيرةِ البطيئةِ نفسِها في الاتجاه الآخَر، كجسدِ رجلٍ مشنوق.

داهمَت عقلَه ذِكْرى مريرة.

وقال لاهثًا: «ميلا ماتت.» ثم أردَف: «لقد غرقت. أما أنت فحيَّة. لا تقولي لي إنك روحُها.»

أجابت الفتاة: «لا يُمكنني أن أقول لك ذلك.» ثم أضافت: «إن روحي أنا بدا أنها غادرَت جسمي عندما انتُشِل جسدُ أختي من القناة الموجودة في نهاية حديقتك. أنت تعرف ذلك المكانَ جيدًا، وتعرف البوابة والدَّرَج. أعتقد أن روحها حينئذٍ حلَّت محل روحي. ومنذ ذلك اليومِ وأنا أعيش سعيًا وراء الثأر، والآن يا سمو الأمير باديما جاءت الساعةُ التي انتظرتُها طويلًا.»

دوَّت في الشارع الساكن صرخةُ استغاثةٍ مريرة، لكنها لم تلقَ ردًّا.

قالت الفتاة في هدوء: «لا فائدة مما تفعل.» ثم أضافت: «سيُعتبَر موتُك حادثًا. فخادمك اشترى لك الحبل الذي سيجدونه معك. وأي شخص يعرفك سيكون لديه تفسيرٌ جاهز لما حدث. لن يشكَّ أحدٌ فيَّ، وأريدك أن تعلم أن أحدًا لن يثأرَ لموتك، على الرغم من أنك أمير.»

صاح: «أنت شيطانة.»

شاهدَته في سكونٍ وهو يتسلق الحبل خِلْسة. لم يبدُ أنه يُدرك بما فيه الكفاية مدى وضوح جسمه تحت السماء التي لا تزال مضيئةً. وعندما كان على بُعد قدمٍ من شرفته، أرخَت الحبل، فنزل إلى حيث كان من قبل، وظل معلقًا مكانَه مُجهَدًا من محاولته الخائبة للنجاة.

قال لها: «سأتزوَّجُكِ لو سمحتِ لي بالوصول إلى شرفتي مرة أخرى. أُقسم لك بشرفي إني سأفعلُ ذلك. سأجعلك أميرة.»

ضحكَت بصوت خافت.

وقالت: «نحن — نساءَ فينيسيا — لا نُسامح ولا ننسى أبدًا. وداعًا يا سمو الأمير باديما!»

ثم تراجعت إلى كرسيِّها وهي تُفلت الحبل، ووضعت يديها على أذنيها كي لا تسمع صوتًا من أرض الشارع الحجرية. وعندما عادت إلى غرفتها وهي تتهادى، كان السكونُ عميمًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤