البحث عن رقم «صفر»!

– السيد صفر … القيادة العامة للمنظمة تطلبك … برجاء الإجابة …

– السيد «صفر» … الموضوع مهم جدًّا … وخطير للغاية … ولا يحتمل التأجيل … برجاء الإجابة …

– لا أحدَ يُجيب يا سيدي!

القائد العام: هل طلبته على المحمول يا ضابط «حسام»؟

ضابط الاتصال: نعم سيدي.

القائد: وغير موجود أيضًا في المقر الفرعي؟

الضابط: ولا في المقر يا فندم.

القائد: لا أظن أنه نائم الآن!

الضابط: إنها الثامنة مساءً!

القائد: إنه ليس وقت نوم، أعرف ذلك …

الضابط: هل أطلب الفرقة لأسألهم؟

القائد: تقصد الشياطين؟

الضابط: نعم يا سيدي!

القائد: جرب يا «حسام».

ولم يُجِب «أحمد» اتصال الضابط «حسام» … فقال للقائد: محموله مغلق يا فندم.

القائد: مَن يا «حسام»؟

الضابط: إنه «أحمد» …

القائد: عجبًا، وكيف يحدث ذلك؟!

الضابط: سأطلب «إلهام» …

ولم ينتظر الأمر من القائد … بل قام بطلب «إلهام» مباشرة … وأيضًا لم يجدها فانتابه القلقُ … وطلب من الكمبيوتر أن يقوم بطلب الشياطين جميعًا …

وقد كان أول المجيبين عليه هو «عثمان» قائلًا: هل اتصل بك «أحمد» يا ضابط «حسام»؟

الضابط «حسام»: إنني أطلبك لأسأل عليه؟

عثمان: لم يتصل بالمقر منذ فترة … وتليفونه لا يُجيب!

حسام: والجهاز السري؟

عثمان: تقصد ساعته؟

حسام: نعم … هل لا تُجيب هي الأخرى؟

عثمان: نعم … فهي خارج الخدمة.

حسام: وهل لديك فكرة عن مكان وجود رقم «صفر»؟

عثمان: كنت أريده لأسأله عن «أحمد» … ولكني لا أجده!

حسام: شكرًا «عثمان» … وسأطلبك عندما أَصِل إلى شيء.

ولم تُعجب هذه النتيجة القائد العام … وقام بنفسه بالاتصال بجميع إدارات المقر … وطلب منهم البحث عن رقم «صفر» … والاتصال بمجرد الوصول إليه …

وأخذ يُغمغم في انفعال قائلًا: كيف يحدث هذا في القرن الواحد والعشرين؟!

ثم التفت إلى الضابط «حسام» وهو يقول: كيف لا أستطيع الوصول لأهم رجالي … وهو يحمل جهاز اتصال … تخدمه شبكةٌ من ستين قمرًا صناعيًّا؟!

حسام: أنا لم أطلبه على الشبكة الدولية يا فندم.

انتفض القائد واقفًا في انفعال … وصاح فيه بغيظ قائلًا: مَن الذي عيَّنك ضابطَ اتصال هنا؟

امتقع وجهُ «حسام» … واهتزَّت وقفتُه وقال في صوت متهدج: إنني ضابط اتصال المقر منذ فترة كبيرة … وتقاريري كلها ممتازة يا فندم.

وبنفس الانفعال وحدَّة الصوت قال القائد: ولكنك لم تَعُد تصلح …

وفي قلق وحيرة قال «حسام»: لماذا يا فندم؟!

القائد: لأنه من البديهي يا حضرة الضابط أن تطلبه أولًا على الشبكة الدولية … ما دمنا لا نعرف له مكانًا!

حسام: عندي أوامر بعدم الاتصال بالشخصيات المهمة … أو العملاء السريِّين على هذه الشبكة.

وهنا هدأ صوت القائد … ونظر ﻟ «حسام» مندهشًا للحظات قبل أن يقول له: ولماذا لم تَقُل لي ذلك قبل أن أنفعل معك؟

وفي راحة قال «حسام»: إنك لم تعطني فرصة يا فندم …

القائد العام: عندك حق … ولكن لماذا هذه الأوامر؟

حسام: هناك أحد أقمار الشبكة يخزن المكالمات …

القائد: يخزنها؟!

حسام: نعم … ويبثُّها في دفعات إلى أحد مراكز الاستقبال.

القائد: تقصد أن هذا القمر يتبع جهاز مخابرات دولة ما؟

حسام: نعم …

القائد: ولماذا لم أعرف هذه الأخبار؟

حسام: لقد كان من المفروض أن يُخبرَك رقم «صفر» بها.

هزَّ القائدُ رأسَه ببطء وهو يقول: الآن فهمت يا «حسام» … وشكرًا لك.

وجلس القائد وحده … خلف مكتبه الضخم … يلفُّه الصمت … وبيده قلمٌ يرسم به خطوطًا على ورقة بيضاء … وبرأسه تتبلور بعضُ الأفكار عن غياب رقم «صفر».

وبعد لحظات قال لنفسه بصوت مسموع: إنه ليس غيابًا … إنه انقطاع اتصال …

وبعد لحظات صمت … عاد يحادث نفسه قائلًا: رقم «صفر» موجود في مكان ما … قريب من هنا … وكذلك «أحمد» …

ولكنْ هناك شيء ما يمنعهم من الاتصال … ويمنع وصول المكالمات لهم!

واعتدل في جلسته … واستدار رأسه على ظهر الكرسي … وهو يشبك ذراعَيه على صدره … ثم سرح ببصره في سقف الغرفة لدقائق … ثم عاد يُحادث نفسه قائلًا: هناك بالتأكيد علاقة بين هذا القمر … وبين غياب «صفر» و«أحمد» … فما مدى هذه العلاقة؟

وهل هناك مواجهة تتم الآن بيننا وبين أصحاب هذا القمر؟

وأين تكون هذه المواجهة؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤