اختراع عظيم!

كانت مفاجأة للضابط «حسام» حين قام «أحمد» بالاتصال به … وطلب منه محادثة القائد العام … فقال له: أين كنت يا سيد «أحمد» … ولماذا لم تُجِب على اتصالاتنا؟

أحمد: أنا لم أتلقَّ منكم اتصالات يا حضرة الضابط!

انزعج «حسام» جدًّا … وقال في انفعال واضح: لقد كان القائد العام حاضرًا … وشاهدًا …

ابتسم «أحمد» وهو يسأله قائلًا: شاهدًا على ماذا؟

شعر «حسام» أن «أحمد» يُداعبه، فقال له: لقد تلقيتَ اتصالنا بك … أليس كذلك؟

أحمد: نعم … ولكني لم أتمكَّن من إجابتك.

وكان «حسام» قد أتمَّ اتصاله بالقائد … فقال له: «أحمد» معك سيادة القائد …

القائد: حسنًا … مرحبًا بك يا «أحمد» …

أحمد: شكرًا سيادة القائد …

القائد: أين زعيمكم؟

أحمد: رقم «صفر» سيكون موجودًا في اجتماع اليوم …

القائد: وهل سأعرف كلَّ شيء اليوم؟

أحمد: بالتأكيد يا سيادة القائد …

القائد: إذن … نلتقي مساء اليوم …

كان الشياطين مندهشين لما يحدث … فقد مرَّت عليهم أربع ساعات من نهار ذلك اليوم … دون أن يستطيعوا الاتصال ببعضهم أو إجراء أي اتصال خارجي.

وتحوَّلَت أجهزةُ الاتصال لديهم إلى صناديق صماء … حتى ساعاتهم … توقَّفت عن استقبالِ وبثِّ الإشارات والرسائل.

لذلك كان استقبالهم ﻟ «أحمد» رائعًا … وازدادَت سعادتهم عندما علموا بخبر الاجتماع.

فقالت «إلهام»: ذلك يعني أن رقم «صفر» سيكون معنا الليلة؟

أحمد: بالطبع.

ريما: وموضوع الاجتماع سيكون عن العطل العام الذي أصاب أجهزة الاتصال بالمقر؟

أحمد: نعم …

عثمان: إذن الموضوع خطير؟

أحمد: أظن ذلك.

إلهام: تظن ماذا … قُل لنا شيئًا آخر غير نعم … وأظن ذلك …

أحمد: سنعرف كلَّ شيء في الثامنة مساءً.

بو عمير: إنها الثامنة مساءً الآن.

نظر «أحمد» له في دهشة … فعقبَت «ريما» قائلة: نعم بتوقيت جرينتش.

أحمد: جرينتش في «إنجلترا»؟

ريما: لا … آه في زيارة لمصر …

ضحك الشياطين … وامتدَّ بهم الحديث إلى الساعة الثامنة … دون أن يغادروا قاعة الاجتماعات.

وعندما أعلنَت إشارات ساعة القاعة الثامنة تمامًا … انطفأَت كلُّ أنوارها وأُضيئَت شاشة عملاقة تتصدَّرها … وفي مركز الشاشة … ظهر شعار المنظمة صغيرًا … بعيدًا … ثم أخذ ينمو ويقترب حتى ملأ الشاشة تمامًا … ثم اختفى … وظهرَت بدلًا منه … خطوط بيانية متراصة متدرجة الألوان … فعرفوا أن رقم «صفر» يراهم الآن ويسمعهم … وأن الاجتماع قد بدأ.

واهتزَّت الخطوط البيانية … واهتزَّت معها قلوبهم … عندما سمعوا رقم «صفر» يُجيبهم قائلًا: مساء الخير يا شباب.

والتزم الجميعُ الصمت … فهم يحبُّون سماعَ صوت زعيمهم.

وعاد رقم «صفر» يقول: كانت هناك حاجة ملحَّة لهذا الاجتماع … أتعرفون لماذا؟

ريما: لأننا في شوق لسماع صوتك يا زعيم!

رقم «صفر»: لا … حاجة ملحَّة أكثر من ذلك …

عثمان: أربع ساعات قضيناها بلا اتصال!

رقم «صفر»: أوه … ما أعظم هذا الاختراع …

إلهام: تقصد التليفون؟

رقم «صفر»: نعم … أريد أن أعرف ماذا كان حالكم خلال هذه الساعات الأربع.

عثمان: كنَّا على وشك الاستعانة بإشارات «مورس».

رقم «صفر»: لقد كانت الإشارات هي وسيلة الاتصال عن بُعد … قبل أن يخترع «جراهام بل» التليفون.

إلهام: وقد استقبلَته شركة الاتصالات بفتور شديد.

ريما: نعم وقالوا عنه إنه يصلح كلعبة أطفال … وليس له قيمة تجارية.

أحمد: غير أن «جراهام بل» كان مؤمنًا باختراعه وأسَّس له شركة …

رقم «صفر»: أتعرفون أن الشركة التي رفضَت التعاقد معه … حاولَت شراء الاختراع منه بعد عامين مقابل ٢٥ مليون دولار؟

علَت صيحاتُ الدهشة من الشياطين … وقالت «هدى»: وهل قَبِل؟

رقم «صفر»: بالطبع لا … فقد عرف الطريق إلى التصنيع والتسويق والنجاح.

أحمد: وهل لهذا قطعتم عنَّا الاتصال؟

رقم «صفر»: إنها مناورة لما قد يحدث.

علَت الهمهماتُ بين جمعِ الشياطين … وصاح مصباح قائلًا: هل سيتمكن أحد من التحكم في شبكة الاتصال الخاصة بنا يومًا ما؟!

رقم «صفر»: نعم!

ريما: كيف؟

رقم «صفر»: عن طريق قمر صناعي صُمِّم لهذا الغرض …

عثمان: لتعطيل الأقمار الصناعية الأخرى؟

رقم «صفر»: والتجسس على المكالمات التي تستقبلها والتي تبثُّها …

إلهام: أي أن أسرارنا الآن …

وقاطعها رقم «صفر» قائلًا: لم يَعُد هناك أسرار.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤