بداية المواجهة!

لم يوافق الشياطين على اقتراح «فرنر» بمغادرة الشقة …

لأنهم حضروا إلى «ألمانيا» من أجل المواجهة … لا من أجل الهرب …

وشعرَت «إلهام» بوخز في رسغها من ساعتها فقالت: إنه «أحمد» …

وضغطَت على زرٍّ أسفل الشاشة … وقرأت بصوتٍ عالٍ قائلة: أنا في عرين الأسد … تحرسني أشعة الليزر … إن هربت قتلت … الهدف صائب … تحركوا … غمرت السعادة قلوبهم لأنهم اطمأنوا على «أحمد»، ولأنهم وصلوا إلى هدفهم بهذه السرعة … وقرروا أن يدخلوا هذا العرين ومعهم الدوائر الإلكترونية المطلوب زرعها في القمر الجاسوس …

وفي هذه اللحظة سمعوا جلبة خارج باب الشقة … ثم أصوات طرقات خفيفة عليه … تلَتها دقاتٌ عنيفة … ثم صوت طلقة … أعقبها خروج دخان كثيف من الباب … ثم صوت ارتطام جسم ثقيل بالباب …

انفتح الباب بعده … وامتلأت الشقة بالرجال المسلحين …

فلم يجدوا أحدًا بها.

كان الشياطين يعرفون أن هذا سيحدث … لذا فقد غادروا الشقة … واختبئوا بأحد المصاعد … وقد قطعوا عنه الكهرباء …

وعندما أصبح كلُّ الرجال داخل الشقة … تسرَّبوا من المصعد … واحدًا تلو الآخر وانتظروهم بجوار الباب … حتى خرجوا تباعًا …

فانطلقَت أقدامهم كالقذائف … لتُسقطهم جميعًا مغشيًّا عليهم …

ثم جرُّوهم إلى داخل الشقة … وجرَّدوهم من ملابسهم … ولبسوها ثم اطلعوا على أوراقهم … فلاحظوا أن أحدهم يحمل ديسكًا خاصًّا بكمبيوتر محمول …

فحاول معه «أحمد» جاهدًا … حتى اكتشف مفتاحه السري على الكمبيوتر الخاص به فوجد عليه صورًا لأشخاص عديدين … ومعلومات وافية عنهم … ووصفًا دقيقًا لهم …

هذا غير الأرقام السرية لفتح بعض الأبواب … وخريطة للمكان … وأرقام تليفونات عديدة … في «ألمانيا» و«أمريكا» … وفي دول شرق أوسطية.

فاكتفوا بهذا … وقاموا بتقييدهم بإحكام وتكميم أفواههم.

وعقدوا اجتماعًا سريعًا قرروا فيه الآتي:
  • أولًا: اختطاف أحد المهندسين له هيئة كهيئة «خالد».

    والاستعانة بالبرنامج الذي أعدَّه «أحمد» للتنكُّر … لجعل «خالد» يشبهه.

  • ثانيًا: استدعاء هذا المهندس عن طريق المعلومات التي حصلوا عليها من الديسك الخاص برجل الأمن …

وفي مهارة وسرعة … استطاعت «إلهام» أن تغيِّر ملامح «خالد» حتى لون عينيه وأصبح شديدَ الشبه بالمهندس المقصود …

وتنكَّرت هي و«قيس» وذهبَا ليقفَا بدلًا من رجلَي الأمن المقيدَين لديهم.

وقام «خالد» باستدعاء المهندس وأخبره أن هناك مشكلة في نظام الأمن الإلكتروني للأبواب …

وما إن خرج الرجل … حتى وجد نفسه طائرًا في الهواء …

وحتى لا يُحدث سقوطُه ضجةً … تلقَّفَته «إلهام» و«قيس» وأسكتاه عن الكلام … وأسرع «خالد» بدخول عرين الأسد … حاملًا الكمبيوتر الصوتي … وبه برنامج يغير الصوت … ويستطيع تقليدَ كلِّ الأصوات بتعديل ذبذباتها.

وقابله أحدُ علماء المقر قائلًا: هل انتهت المشكلة؟

خالد: سأبدأ العمل …

كانت فرصة جيدة ﻟ «خالد» ليزرعَ ما أراد من دوائر إلكترونية — لا تعمل إلا بشفرة لا يعرفها إلا رجال المنظمة.

إلا أنه أراد أن يطمئنَّ أولًا على «أحمد»، فقال لهم: ألن تُطلقوا سراح هذا الرجل؟

أحد الرجال: بعد أن ننتهيَ من مهمتنا ونغادر الشقة.

خالد: يجب ألَّا يخرج من هنا حيًّا …

رجل آخر سندعه لرجال الأمن …

ارتاح «خالد» كثيرًا لهذا القرار … فرجال الأمن الآن هما «إلهام» و«قيس» …

وبدأ العمل لاستكمال ما بدأه المهندس الذي يقوم بدوره.

وقد أفادَته كثيرًا الدورة التدريبية التي حصل عليها في المقر.

فاستطاع لعبَ دور المهندس بمهارة، وحصل على فرصته كاملة لكي يزرعَ الدوائر الإلكترونية الخاصة بالمنظمة.

مضى النهار … وانتهى الجميع من مهامهم … وحضر مندوبٌ من الشركة المسئولة عن الإطلاق … ومعه بعضُ العمال … وحملوا القمر الصناعي وانصرفوا …

وبعده انصرف بقيةُ العملاء … وطلبوا من «خالد» أن يصحبَهم … فرفض بحجة أن لديه مهمةَ إصلاح دوائر الأمن الخاصة بالأبواب.

ولم يَعُد أمام الشياطين إلا إطلاق سراح «أحمد».

غير أنهم لم يجدوه.

وطار صوابُ «خالد» وقال لهما: ألم يتصل بنا؟

إلهام: نعم … لقد كلمني وقال إنه محاطٌ بأشعة ليزر قاتلة …

قيس: هل فرَّ منهم؟

إلهام: متى؟ وأين ذهب؟

خالد: ليس أمامنا إلا البحث عنهم …

قيس: كيف سنصل إليهم …

إلهام: قد يوجد عنهم بيانات على أحد ديسكات الكمبيوتر الموجودة هنا …

خالد: لقد أخذوا معهم كلَّ ما يدل عليهم …

إلهام: لم يبقَ غيرُ حل واحد …

قيس: وما هو؟

إلهام: الاتصال ﺑ «فرنر».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤