الفصل السابع والعشرون

الدوق دي جيز والملكة كاترين

ولما علم الدوق دي جيز بما فعل جاليو قال: وا أسفاه، ليت لي مثل هذا الشهم البطل. وسافر في ذلك المساء بعينه إلى باريس بعد أن أمر بالتحري عن أسباب المذبحة، واستدعى إليه حاكم المدينة، فقال له: لماذا تأذن بمثل هذه الاجتماعات؟

فأجابه: أليس ذلك مطابقًا لما جاء في الأمر الجديد؟

قال: عن أي أمر تتكلم؟

أجاب: أتكلم عن البراءة الصادرة في شهر يناير (كانون الثاني) بشأن إطلاق الحرية لمباشرة البروتستانت شئون دينهم، والإذن لهم بالاجتماعات في المدن غير المقفلة، وفاسي مدينة غير مقفلة.

فأجابه: إن أمر يناير لا يدوم، وقد آن وقت إيابنا إلى باريس للدفاع عن ديانتنا المقدسة. وبعد أيام وصل الدوق إلى نانتيل فوقف فيها ليعلن لجيشه وقت السفر، وانتشر الخبر في باريس وضواحيها عن قرب وصول الدوق دي جيز إليها، وبلغ أمير كوندة قبل سواه؛ لأن جاليو أنبأه به. فكتب إلى كاترين يسألها إصدار أوامرها بذلك الشأن، وإرسال الجنود. إلا أن الملكة الوالدة كانت عزلى، بل آثرت الالتجاء إلى المكر والخديعة، فبعثت برسالة إلى الدوق دي جيز تظهر له فيها الحب، وتبثه الشوق، وتقول له إنها تود أن تراه لتشاوره في شئون البلاد، وتختم رسالتها بقولها:

لا تدخل باريس، فإن لك فيها أعداء كثيرين، بل أقدم إليَّ، واجلس في موضعك في مجلس الملك، وهيهات أن تجد أقرب إليك مودة من هذه الكاتبة إليك.

كاترين

تلقى الدوق هذه الرسالة وهو في نانتيل، فصاح: واهًا لك يا ابنة عمي الحسناءُ، فقد طردتني عندما حبستِ نفسك أقوى مني، أما الآن، وقد أرهبك جيشي، فإنك ترومين التفريق بيني وبينه! كلا، ذلك لا يكون، وإنما أدخل باريس حينما أشاء، وسوف تعلمين أي استقبال يكون لي فيها.

ولم يجب الملكة على تلك الرسالة. فارتاعت ورأت نفسها في معزل، فأمرت ترولوس بالتأهب للرحيل في يوم ٢٥ مارس (آذار) (ارتحلت عن سن جرمين حيثما كانت يومئذٍ، واتجهت إلى مونصوانبري) وقد أحست بالخذلان؛ لأن جيوش كوندة لم تكن متأهبة، وقد تركها الأميرال عقيب ما بدا له من وقاحة ملك النافار، فكادت تجنُّ يأسًا، فأشارت على أمين الأختام بالذهاب إلى باريس، فقال لها: أزالت حظوتي عندك يا سيدتي؟

فأجابته: كلا، ولكن زالت السلطة من يدي، وكان موكبها محزنًا ليس فيه إلا قليل من حملة البنادق وقليل من الأشراف للدفاع عنها، وكان أولادها يبكون، فتركت موكبها يسير من غير أن تتكلم، وفيما هي خارجة من سن دنيس أشرف ترولوس على مركبة الملكة، وقال لها: أرى جيشًا مقبلًا من طريق آخر لا يقف.

قالت: أيوجد من يتجرأ على الوقوف في طريقي؟ ومن يكون؟! ألا جرد سيفك أيها القائد وأهجم على هؤلاء الوقحاء. وكان ترولوس ينتظر هذا الأمر لتألمه من تصاغر الملكة، فشهر سيفه وتقدم إلى الجيش وهو يصيح، قفوا أيها السادة، فهذا الذي ترونه أمامكم موكب الملك!

فأجابه قائل: لقد كنت أعرف ذلك.

قال: تعرف ذلك وتتقدم؟!

وتوقف ترولوس مبهوتًا؛ لأنه عرف أن المتكلم هو مونمورانسي، لكنه لم يتمالك أن قال: أنت يا سيدي أول قائد في فرنسا، ومن العجب أنك تأبى التسليم على الملك، وتأبى إلا أن تعترض طريقه.

قال: ابتعد يا هذا، وإلا أمرت رجالي بإطلاق النار عليك.

فأجابه: أطلق النار عليَّ إن شئت، ولكنني لا أدعك تهين الملك والملكة الوالدة. هذا وموكب الملكة الوالدة يقترب. فضعضعها الغيظ، وأذهلها الدهش؛ لأن مونمورانسي رآها، ولكنه تظاهر بأنه لم يرها، وجمع ترولوس جنوده حوله، وكاد ينشب القتال لولا أن الملكة أمرت حاشيتها بالاقتراب بها إلى المسيو مونمورانسي، فلم يرفع لها قبعته، ولم يترجل عن جواده، بل قال لها: ماذا ترومين أيتها السيدة؟

فصاح ترولوس: يا لك من شقيٍّ! إلا أن الملكة تلافت ما يحتمل وقوعه من قتال بين رجالها وجيش كثيف لا قدرة لهم عليه، ورأت من واجباتها إنقاذ حياة ورثة عرش فرنسا، فالتفتت إلى ترولوس، وقالت له: دعْ سيفك في غمده يا كونت، وما دام المسيو دي مونمورانسي يأبى التسليم علينا فنحن لا ننساه.

فقال لها هذا بلهجة جافية: تعذرينني أيتها السيدة؛ لأنني مستعجل جدًّا، ولا يسعني إلا المبادرة لألقى المسيو دي جيز في نانتيل.

قالت: إذن أنت ذاهب إلى نانتيل؟

أجاب: نعم، فإنني أروم مقابلة الدوق قبل دخولنا البلاط لتدبير ما لا بدَّ منه.

فأدركت كاترين المراد من ذلك التدبير، فأمرت رجالها بمواصلة السير، ولم تحفل برجال مونمورانسي. فاختلط الموكبان، ولولا كاترين لساءت المغبة، وكان ترولوس محتدمًا هائجًا؛ لأنه اضطر إلى إبقاء سيفه في غمده في فرصة من أحسن الفرص لتجريد ذلك السيف، ولما أطلَّ على مركبة كاترين رآها تبكي وتمزق منديلها بأسنانها، فقال ترولوس: لماذا لم تدعيني أقتل هذا الخائن الذي اجترأ عليك بالإهانة؟

قالت: صبرًا يا ترولوس، فلو تركتك تفعل لقتلوك وأسروني، وانتشلوا مني الوصاية التي حرصت عليها برغمهم جميعًا. آه، ويل للأشقياء، فلسوف أعاقبهم، فصبرًا!

وبكت مدة السفر، وكانت تسأل نفسها عما إذا كان قول القائل «أقسم لتملك» كافيًا لبسط سلطتها وتملكها. فلما وصلت إلى مونصوابري دعت إليها ترولوس، وقالت له: أنا هنا في أمن ودعة، إلا أنني بعيدة جدًّا عن باريس، وبعد أيام أذهب إلى فونتنبلو. فانطلق أنت إلى باريس، واجتمع بأمير كوندة، وقل له إنني لا جنود لديَّ، ولا حاشية للدفاع، فليجمع حزبه وأعوانه، وليقدم سريعًا. سِرْ يا حبيبي ترولوس، ولا تعد إلا ومعك جيش عرمرم.

فسافر ترولوس إلى باريس، وفي اليوم التالي لقي الأمير في قصره، وكان الجميع في قلق وانزعاج. فقال له الأمير: هل أتيت لتسعفني بسيفك؟

فأجابه: وا أسفاه يا مولاي! أنت تدري أن سيفي للملكة، ولكن إذا كان هناك خطر يحيق بك فإني.

فسبقه الأمير إلى الكلام قائلًا: إني أجهل ما يكون، ولكن لا بدَّ من وقوع حوادث هائلة. فأين الملكة؟

أجاب: في مونصوانبري، ولا تلبث حتى تأتي إلى فونتنبلو، وهناك تنتظرك أنت ورجالك.

فقال الأمير: لو أن سيفي يكفي للدفاع عن كاترين دي مدسيس لقدمته لها راضيًا مسرورًا، ولكن ماذا يفعل سيفي في لقاء جيش الدوق دي جيز؟

قال ترولوس: ليس للملكة الآن من يدافع عنها!

أجاب الأمير: إني مثلها يا ترولوس، أجمع جنودي، ولكنني لا أدري متى أجمعهم وأقاوم بهم أعداء الملك.

قال ترولوس: لقد أمرتني الملكة يا سيدي ألَّا أفارقك، وأن أرجع بك إليها إلى فونتنبلو من غير إمهال.

فأطرق الأمير هنيهة، ثم رفع رأسه، وقال: إني عازم على الدفاع عن الملكة، وذلك من واجباتي. ثم خفض صوته، وقال: بل من مصلحتي.

قال ترولوس: إن الملكة لا ترجو المساعدة من أحد سواك.

– ولكنني لا أستطيع الارتحال عن باريس من غير سبب معقول، بينما الدوق ينوي القدوم إليها.

– هل يتجرأ الدوق على ذلك؟

أجاب الأمير: إن ولاية الملك قد انتزعت من يد الملكة يا ترولوس، وصارت إلى يد حزب الدوق دي جيز، وسوف ترى دخوله غدًا إلى باريس، فلست أريد أن يقال إني فررت منه. والآن قل لي هل تكذب في سبيل هناء الملكة؟

قال: بل أقدم على كل شيء في ذلك السبيل.

قال: إن أخي الكردينال حاكم باريس، وهو رجل جبان ينقاد إلى آل جيز انقياد خائف، فاذهب والقه، وقل له إن الملكة أرسلتك إليه ليأمرني ويأمر الدوق دي جيز من قبلها بالرجوع سريعًا إلى البلاط، وسوف يرفض الدوق. أما أنا فأطيع، وفي ذلك مصلحتنا.

قال ترولوس: ألا يمكن الفوز بجيش من الأشراف؟

قال: أصغِ إليَّ يا ترولوس. فهل تحسب أمير كوندة جبانًا؟

أجاب: معاذ الله يا سيدي.

قال: ثق أن أعداء الدوق دي جيز سيلجئون إلى الفرار غدًا من باريس لئلا تُضرب أعناقهم. فاذهب واقض مهمتك عند أخي وارجع فاقض ليلتك في قصري.

فقصد ترولوس الكردينال دي بوربون — شقيق أمير كوندة — ولاحظ وهو سائر أن الطرق مزينة بالحبال الزينية، وأن الباريسيين فرحون بقدوم الدوق، لا يكتمون فرحهم، وسمع كثيرين في الطريق يبشرون نفوسهم بقرب وصوله.

ومما تنبه إليه أيضًا أن الكنائس كانت مفتوحة، وكانت قد فاتت مواعيد الصلاة، وأن المارة يدخلونها كأنهم في يوم عيد.

فقضى مهمته عند الكردينال دي بوربون، ولم يخامر هذا أدنى انذهال من مثل هذا الأمر، لكنه قال لترولوس: لئن تيسر إنفاذ هذا الأمر على أمير كوندة فلا يسهل إنفاذه على الدوق دي جيز. ثم قال: على أنني سأنجز ما يتعلق بي، وأقسم لك على ذلك، ومرَّ ترولوس بفندق «نيكول بوصَّه» فلقي صاحب الفندق، وقد أعدَّ زينة بديعة، فقال له: ما هذا يا نيكول؟ فتذكر نيكول أن ترولوس بروتستانتي، وأنه عدو للدوق دي جيز كسائر أبناء مذهبه، فأجابه: ما هذا إلا للاحتفال بأحد الشعانين، وهو عيد يقع بعد غد.

قال: لم أكن أحسبك متمسكًا بالدين الكاثوليكي إلى هذا الحد، وابتعد وهو يفكر، فدخل قصر كوندة فنام بعد أرق، واستيقظ عند الصباح على هتاف المتحمسين، فبادر إلى لقاءٍ الأمير، وقال: ما هذا الهتاف يا مولاي؟ لقد كان الأجدر أن يوجَّه إلى ملك فرنسا دون سواه.

قال الأمير: إن الدوق دي جيز اليوم أسمى من ملك فرنسا منزلة، وأرفع شأنًا. فتجوَّلْ في المدينة تتحقق ذلك وتنبئ به الملكة الوالدة، أما أنا فإني ألبث ها هنا لأتلقى الأمر من أخي الكردينال قبل سفري. فنزل ترولوس إلى الشارع واتجه إلى ناحية باب سن أنطوان، وقبيل وصوله سمع وراءه نيكول يقول له: إلى أين؟ فأجابه: إلى باب سَن أنطوان.

قال: ولكن الدوق آتٍ من باب سن دنيس.

أجاب: ذلك مستحيل. قال: ألم يكن يأتي الملك من ذلك الباب عندما يروم أن يحتفل بقدومه؟ وأنت تعلم يا سيدي أن دخول الدوق العاصمة لا يشبه دخول الملك منذ ثمانية عشر شهرًا.

فقال ترولوس في نفسه: صدق الرجل، فقد كدت أشهر سيفي يومئذ؛ لأنني سمعت الإهانات توجه إلى الملكة!

وكان الناس قد تقلدوا السلاح على ملابس العيد التي لبسوها، وأخذوا يبدون مظاهرات حربية تبسَّم لها ترولوس، ودقت الأجراس لإعلان الابتهاج والسرور، وضربت الموسيقى، وازدانت الأبواب والنوافذ بالأغصان الخضراء، ورُفعت أعلام عليها هذه الكلمات «حيا الله فرنسوا دوق دي جيز، حامي حمى الديانة الكاثوليكية»! فأحسَّ ترولوس رسول الملكة بالعبرات تسري على خديه حنقًا، وزاد غيظه عندما وصل إلى باب سن دنيس؛ لأنه رأى هناك جمهورًا غفيرًا ينتظر قدوم الرجل الذي دعاه منقذًا لدينه، فقال ترولوس في نفسه: ما ضرَّ الدوق لو تأخر يومًا واحدًا وجاء في يوم «عيد الشعانين» (أو أحَد السعَف الذي يسبق عيد القيامة بأسبوع واحد)، إذن لكان يدخل المدينة دخول المسيح أورشليم. وإذا بالصياح قد علا حتى طبَّق الفضاء، وسمع وقع حوافر الخيل من بعيد مبشرًا بوصول الدوق دي جيز إلى باريس، مدينته المحبوبة، فعظم الهتاف وقتئذٍ، وكان القوم يصيحون، ليحي سيَّافة الدوق دي جيز! أو ليحي حملة بنادق الدوق دي جيز، أو لتحي بطانة الدوق دي جيز! صياحًا يصمُّ الآذان، وهتف بعضهم يقولون: ليحي القضاة العدول الذين قضوا على البروتستانت في فاسي!

ثم ظهر الدوق دي جيز راكبًا جوادًا أبيض، سرجُه من جوخ مذهب، وعليه دراعة من حرير أبيض محجبة بوشي الذهب، وهو يفوق بطول قامته من حوله من الفرسان. فتوافد حكام المدينة للسلام عليه، وقدموا له مفاتيح البلد، وقام رئيس التجار خطيبًا، فقال في خطبته: إن أهل المدينة انتظروا مسيحهم حتى أتى، وهذا المسيح هو الدوق دي جيز. فأجاب الدوق بكلمات قليلة كان لها صدًى في العاصمة، قال: لقد أردنا أيها السادة مفارقة البلاط كي لا يتسلط علينا أعداء مذهبنا القويم، إلا أن جرأة هؤلاء الأعداء تجاوزت الحدود حتى عزَّ على كل كاثوليكي حُرٍّ أن يعيش محترمًا ما دام ذلك الأمر الملعون المشهور بأمر يناير (كانون الثاني) نافذًا، وإنما عُدنا إلى باريس للدفاع عن إلاهنا (ما أضعف هذا الإله إذا كان في حاجة لمثل هذا الدفاع)، وفي اعتقادنا أنه لا يوجد في المملكة كلها مدينة أوثق إيمانًا من مدينتنا باريس العامرة!

واستمرَّ الموكب سائرًا على مهل، مضطرًا أحيانًا كثيرة إلى الوقوف ليدع للناس فرصة؛ ليقتربوا من الدوق، ويتبرَّكوا بلمس ثيابه، وهكذا وصل فرنسوا دي جيز إلى قصره، وكان الكردينال دي بوربون شقيق أمير كوندة ينتظرهُ فيه فأدَّى البلاغ، وطلب إلى الدوق أن يقابل الملكة في فونتنبلو حيثما تنتظره مع أمير كوندة الذي عزم على السفر إليها. فأجابه الدوق بلطفٍ، قال: إنني أرغب في الذهاب إلى هناك، على أن الشعب لما علم بما طلبته الملكة وبأن الدوق ينوي الذهب دون جيشه إلى البلاط، ثار ثورة حقيقية، وجاءه رسول من الشعب يقول له بالنيابة عن الباريسيين: لسنا ندعك تذهب أيها المولى؛ لأنك إنما أتيت إلى باريس للدفاع عنا. فليفارق أمير كوندة باريس مصحوبًا برجاله البروتستانتيين قبلما يطردهم الشعب نفسه. أما أنتَ فلا ترحل عن باريس من غير أن ترى ملك النافار وتتفق معه على الدفاع عن ديننا.

فانثنى الدوق إلى الكردينال، وقال له: أرأيت الآن يا ابن العم كيف أنني عاجز عن الانقياد إلى الملكة والعمل بأوامرها؟

فقطب الكردينال وجهه، ومضى ليلقى أخاه أمير كوندة، وكان هذا ينتظره وقد تأهب للسفر، فقال الأمير: أما أنا فإنني مطيع للملكة، ولقي ترولوس الأمير فقال له: أترى الآن أننا قادرون على المقاومة في باريس والهجوم على الدوق؟ فأجابه: كلا أيها الأمير، ولكني أرى المبادرة إلى مساعدة الملكة، وعسى أن نصل إليها قبل فوات الوقت.

فلم يجب أمير كوندة، بل خرج من باريس ليلًا ومعه بعض الأشراف. فلما رأى ترولوس ذلك البعض وهو مؤلف من بروتستانتيين قد شيبتهم الحروب وشبان ممتلئين حماسة، قال: ليتك تأتي إلى فونتنبلو فنكون عصبة كبيرة نمنع الملكة، وما أعداؤها إلا أعداؤك. فتردد الأمير هنيهة، ثم قال: كلا يا كونت، فإني لا أجيء إلى كاترين إلا ومعي جيش، ولست أدري متى أستطيع اللحاق بدي شاتيلون، فلنذهب أولًا إلى «مو» ولعلنا نجد فيها عددًا كبيرًا من أصدقائنا فنمضي بهم إلى مساعدة الملكة. فهل تذهب معنا؟

أجاب: لا أفارقك يا مولاي إلا إذا أعطيتني بعض فرق من حملة البنادق لأدافع بهم عن الملكة.

قال: تعال وعسى أن أتمكن غدًا من إجابة طلبك. واستمر الأمير ورجاله سائرين في طريق «مو» وترولوس في طليعتهم يقول: ألا يفوت الوقت غدًا؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤