في الحرب العالمية الأولى

ساعات بين الكتب

أقمت في القاهرة أيامًا بعد استقالتي من تحرير «المؤيد» على نية السفر إلى الصعيد الأعلى، وقد منيت نفسي موسمًا كاملًا من المواسم الجميلة في مدينة الشتاء، ورسمت برنامجي لذلك الموسم الموعود بين المطالعة والتأليف والرياضة، والبحث عن التاريخ الطبيعي، ومضامين الآثار في أسوان، وهي غنية بالمضامين المعلومة والمجهولة، من أيام الفراعنة إلى أيام المماليك إلى أيام الدولة العثمانية …

وأعددت العدة للكتاب الذي نويت تأليفه باسم «الساعات بين الكتب»، وجعلت عنوانه دليلًا على موضوعه أو موضوعاته، فهو كتاب أسطر فيه خلاصة ما قرأت وزبدة التعليقات التي وقعت في خاطري واطلعت عليها أثناء القراءة، أو هو كتاب عن الكتب أردت به أن أصل بين عالم الكتب وعالم الحياة وبين آراء المؤلفين وآراء القراء، كما تبدو لي من النظر والمراجعة والأحاديث.

وكان الموسم خصبًا حقًّا بثمرات التأليف؛ لأنني انتهيت من كتاب «ساعات بين الكتب» في نحو خمسمائة صفحة، وأودعته ثمرة الاطلاع والتأمل في أهم مذاهب الفكر الحديث، وأولها مذهب داروين ومذهب نيتشه في السوبرمان … وهذا الكتاب غير الكتاب الذي ظهر بعد ذلك باسمه وأعيد طبعه مرات؛ لأن «ساعات بين الكتب» التي كتبتها في أسوان ضاعت مرتين، ولم يبق منها غير خمسين أو ستين صفحة.

الإنساني الثاني

وفرغت من كتاب غير الساعات، عن المرأة، سميته «الإنسان الثاني» ولم يبق منه كذلك غير صفحات.

وأتممت رسالتي «مجمع الأحياء» تلخيصًا للآراء في فلسفة النشوء، وفلسفة القوة، وفلسفة الفطرة التي تهذبها الرياضة النفسية والاجتماعية، وهو الكتاب الوحيد الذي تم ونشرته تامًّا بعد تأليفه بفترة وجيزة …

ونظمت في هذا الموسم الأسواني أكثر من نصف قصائد الجزء الأول من الديوان، ومنها قصيدة دالية مطولة نبذتها بعد ذلك؛ لأنها تعبر عن دفعة من دفعات الفكر لم يبق لها في نفسي سند سليم ولا مسوغ مقبول …

أما الكتابة الصحفية، فقد ذهبت إلى أسوان وأنا أحسبني في إجازة منها إلى موعد غير مسمى … وخيل إليَّ أنها ستكون أقل الشواغل شغلًا لي حتى في الاطلاع عليها والعناية بأخبارها، فإن عاودني الحنين إليها فلتكن عودتي إليها بقصيدة من الشعر، أو مقالة في حكم القصيدة الشعرية، توحي بها لمحة من لمحات الخاطر أو عارض من عوارض الشعور …

وتقدرون فتضحك الأقدار …

وقدرت أن الكتابة الصحفية لن تشغلني قارئًا ولا كاتبًا خلال مقامي في أسوان، إلا أنها تسلية من قبيل تزجية الفراغ، فإذا بمقالة واحدة كتبتها — من هذا القبيل — تشغلني أضعاف شغلي بمقالات الصحف سنوات في أحرج أيام القلاقل والقضايا والأزمات، مع أنها قرئت مخطوطة قبل أن تقرأ مطبوعة، ولم تزد نسختها المتداولة أولًا على عدد أصابع اليدين …

تلك هي مقالة «نادي العجول»، كدت أذهب من جرائها إلى جزيرة مالطة، وأنا أحوج إلى المقام بأسوان أو في جو القطر من المشتى إلى المصيف.

«شهوة» و«شبهة»!

أدركتني الحرب العالمية الأولى وأنا في أسوان، وأحس الناس بوطأة الأحكام العرفية في هذا البلد النائي على طرف الصعيد الأعلى قبل أن يحسوا بها في سائر البلاد المصرية؛ لأن أسوان على ملتقى الطريق بين مصر والسودان، وملتقى الطريق بين النيل والبحر الأحمر من جانب الصحراء، ومرجع الأحكام العرفية فيها إلى رئيس إقليمي بعيد من الرقابة مطلق التصرف في الأوقات التي تشغل الحكومة المركزية عن تفصيلات الشئون الإدارية في الأقاليم … وقد كانت شهوة الطغيان، والحجر على الحريات قد ملكت نفوس الحاكمين، وأذنابهم من المسلطين على الرقاب تحت حمايتهم، بعد اشتداد الحركة الوطنية وتتابع القوانين، والأوامر المقيدة لحرية المحكومين، فلما تقررت الأحكام العرفية بكل قسوتها وصرامتها بعد شيوع العمل بالقوانين المقيدة للحريات، أوشكت الرغبة في الاستبداد أن تصبح هوسًا في نفوس بعض «الحكام» … ولا سيما الذين بدا لهم أن الفرصة سانحة لاستغلال هذا السلطان المطلق طمعًا في الكسب، وشفاءً للضغائن والأهواء، وماذا يمنع الرشوة أن ترفع رأسها وتصيح بين الزوايا وفوق الجدران إذا كان أداء الرشوة هو البديل الوحيد من النفي والاعتقال بغير تحقيق؟ … وماذا يفيد التحقيق إذا كانت «شبهة» الوطنية كافية لاعتبار «المتهم» من ذوي الخطر والسابقة المحذورة؟ وكانت هذه الشبهة لاصقة بالأكثرين من المصريين؟ …

لقد بلغ الطغيان بحاكم من الحكام في أسوان أنه أراد أن يقضي يومًا مع أسرته في الجزيرة المغربية التي يقصدها بعض الناس للرياضة في أيام الإجازات، فأرسل المنادي «الرسمي» يطوف أرجاء المدينة، وينذر من تحدثه نفسه بالنزول في الجزيرة أن يوطن نفسه على السيف والنار، وخراب الديار …

وشاعت سيئات الحرب العالمية على أسوئها في إقليم أسوان الآمن الوديع! تجنيد إجباري لفرقة العمال، واعتقال متكرر لشبهة ولغير شبهة، وإتاوات تفرض لعلة من العلل المخترعة، تبرعًا للصليب الأحمر، أو ترفيهًا عن المرضى والجرحى، أو مساعدة على مشروع كائنًا ما كان من مختلف المشروعات، وأصبح كل طلب إنذارًا بالتهمة المحكوم فيها بغير استئناف، أو إنذارًا بالسداد في غير تردد ولا مساومة.

نادي العجول

حدث هذا في بلدي وبين أهلي وعشيرتي، وأنا أنظر إليه بعيني وأستمع إلى أخباره بأذني، وأحس كل مظلمة من مظالمه بإحساس قريب وإحساس إنسان …

حدث هذا وأنا في الخامسة والعشرين.

وحدث هذا وأنا أقرأ الشعر فلا أزدري أبا نواس لقول من أقوال المجون، كما كنت أزدريه لقوله في الحكمة:

خل جنبيكَ لرامِ
وامضِ عنه بسلام
مت بداء الصمت خيرٌ
لك من داءِ الكلام

لا يا أبا علي، غفر الله حكمتك ومجونك، فإن كان موت يا صاح فما باله يكون بداء الصمت؟ ولم لا يكون بداء الكلام …؟!

وتكلمت باللسان، وتكلمت بالقلم كاتبًا إلى وزيرة الداخلية وإلى السلطان.

وتكلمت بالقلم أيضًا، فكتبت ونشرت أو نظمت على الأصح قصيدة منثورة سميتها «نادي العجول» …

نادي العجول هذا كان «ناديًا» للسادة الحاكمين، وسراة القوم في المدينة، «فتحه» الرؤساء بكل معنى «الفتح» … لأنه كان أشبه شيء بالغزوة في طلب الأسلاب، من طريق المساومات والألعاب.

وكانت له سمعة سيئة غير سمعة المقامرة، وكان الحضور فيه مفروضًا على بعض الناس في ساعات معلومة؛ كي يخلو الجو لبعض الناس الآخرين في تلك الساعات.

ولم يكن يسمى بطبيعة الحال بنادي العجول، ولكنني سميته كذلك؛ لأن رؤساءه كلهم من أصحاب الوزن الثقيل؛ ولأنه «حظيرة» من حظائر «الدواب» الآدمية لا تخلو من القرون …!

وأضعف الأعضاء نفوذًا في ذلك النادي الموقر كان يملك الترخيص لي بالسفر على حساب الحكومة إلى جزيرة مالطة، غير مشكور مني ولا ملوم من أحد على ذلك الإحسان بالإكراه …

ولكنني كتبت المقال، وتناسخه الأدباء، وأرسلته إلى الصحف، وقرأه النادي كله في جلسة حافلة من جلساته، وتقرر في تلك الجلسة مصير الفضولي الجسور الذي يجترئ على ذوات القرون، وعلى ذوات القناطير المقنطرة من الشحوم واللحوم!

مقامة فكاهية

وأعود فأقول: إن القافية هي التي قضت قضاءها في الموضوع — ولا قضاء لي فيه ولا مشيئة — فخرج الموضوع كما ينبغي أن يخرج مقامة فكاهية أو قصيدة منثورة يقرؤه من خلا ذهنه من «الموضوع» فلا يشتم منها رائحة الحملة التي يجترئ بها القائل على الحكم العرفي المخيف، ولا على الحكم القانوني اللطيف … ويقرؤها من امتلأ ذهنه «بالموضوع»، فتغريه بحفظها وترديدها، وهو يسأل الله السلامة من تلك العجول.

قال رئيس النادي في مقدمة المقامة: «أيها السادة … إن العجل مدني بالطبع، ونحن معشر العجول قد ميزنا الله على بني آدم بضخامة الأجسام، وصلابة القرون … وقد غبر بهؤلاء الناس زمان كانوا يعرفون فيه بأسنا ويتمسحون بأذيالنا، حتى أيقنوا أن لن يقوى على حمل هذه الدنيا أحد سوانا، فعبدونا من فرط الإجلال … وسبحوا لنا بالعشي والآصال، وكانوا يحسدوننا على قروننا، فدعوا أكبر أبطالهم وأشدهم بأسًا وأرفعهم ذكرًا — أعني الإسكندر المقدوني — بذي القرنين، وما إسكندرهم هذا وما قرناه؟! إن أصغر عجل فينا ليهشم رأسه إذا ناطحه، ويجندله إذا واثبه أو صارعه، فالعجب لك أيتها العجول لم لا تذكرين ذلك المجد الخالد، فتقام لك الصوامع والمعابد، بدل النوادي والمعاهد …»

وقضى حكم القافية قضاءه في قراءة «الموضوع» كما قضاه في كتابته، فأصبحت المقامة في مدى يومين كأنها بعض المحفوظات المقررة التي يؤدى فيها الامتحان بعد يومين آخرين، وراح أولاد الحلال يتساءلون كلما عرض لهم من يعنونه بالسؤال: لم لا تذكرون ذلك المجد الخالد، فتقام لكم الصوامع والمعابد؟ ومنهم من كان يتخابث ويتجاهل، ويخاطب العضو من الأعضاء التابعين غير المتحدثين، نعني بهم زمرة الأعضاء المسوقين المسخرين، فيقول: أنت مدني بالطبع … أنت أشجع من الإسكندر … أنت يقام لك وزن … أنت مخير على الآدميين، إلى أشباه هذه «التلقيحات» الرمزية التي كانت أصرح عند القائل والسامع من النداء الصريح.

وكانت المناوشات بيني وبين المدير سجالًا قبل شيوع تلك الكلمة عن نادي العجول … كنت أشكوه وأعزز الشكوى بالبينات، ثم تستدعيه وزارة الداخلية، فنقرأ في الصحف أنه قابل عظمة السلطان، ثم يكشف هو بحماقته عن سر هذه المقابلة التي يستدعى لأجلها من أسوان، فتعلم أنه سمع فيها ما ليس يرضاه.

الرشوة والإتاوات

وكانت هذه المناوشات تجري سجالًا بين مرتجلة أو مدبرة حتى شاع في المدينة، ثم الإقليم، ذلك المقال المنشور عن نادي العجول … فإذا بالمناوشات التي كانت قصة مبعثرة الفصول تتركز، وتنتهي إلى مخرجها الذي تحكم به القافية مرة أخرى، فلا مناص لواحد من اثنين: أن يخرج من المدينة المدير أو كاتب المقال عن نادي العجول …

ويتبين من مجرى الحوادث أن المدير تعذر عليه نفيي؛ لأنه نفى من قبلي ناظرًا لمدرسة المواساة، وكنت أنا ناظرها الثاني، فأشفق القوم أن يقال: إنهم يضطهدون المدرسة الإسلامية الوحيدة في البلدة … وكل ما استطاع المدير أن يقنعهم به هو أن يشدد عليَّ الرقابة ويقيد إقامتي بالمدينة، فلم أكترث لهذه الرقابة ولا لهذا التقييد؛ لأنني بطبيعتي كثير العكوف في المنزل قانع من الحركة بمشوار الرياضة في الخلاء أو في النيل.

وفتقت الحيلة للمدير أن يصدمني بمفتش الداخلية الإنجليزي، فألقى إليه أنني أتهمه بالرشوة، وأذيع عنه أنه يقاسم الموظفين «إتاوات» السلطة على وظائف العمد والمشايخ و«تبرعات» الأعيان، وصفقات التموين، ولم يكذب المدير فيما ادعاه؛ لأنني كتبت في الواقع أقول وأعيد أن المفتش الإنجليزي يقبل الرشوة ويفرضها على مرءوسيه …

واستدعاني المفتش إلى ديوان المديرية، فقال فيما قال في حديث طويل باللغة الإنجليزية: «لا يوجد إنجليزي مرتش Corrupt في الحرب ولا في السلم» … فبدرت مني كلمة لا أدري ماذا كنت أقول — سواها — لو قصدتها عن روية … وقلت: إن الإنجليز جديرون بالتهنئة؛ لأنهم قد تغيروا كثيرًا بعد حرب الترنسفال …

والمعروف أن حرب الترنسفال قد كشفت عن فضيحة من أشنع الفضائح في حالتي الحرب والسلم أثناء القتال وبعد القتال … فلو أنني تعمدت الروية لما وجدت أمامي مثلًا أقرب من ذلك المثل للرد على صاحبنا الفخور بالتعفف عن الرشوة في الحرب والسلم، ولكنني لو تعمدت الروية لكان السكوت عن تلك الكلمة أولى وأحجى … فإن الرجل بعدها وقف إلى جانب المدير في طلب اعتقالي وإقصائي من المدينة، وقال عني: إنني أخطر من ناظر المدرسة التي نفته السلطة قبلي إلى جزيرة مالطة، وكنت قد تعمدت أن أشغل مكانه تحديًا للأمر الذي صدر بعد القبض عليه، فعملت بعده ناظرًا لمدرسة المواساة …

وجزى الله مقال «العجول» خيرًا في هذه المرة، فإن قارئًا من قرائها الذين حفظوها أطلعنا على خبر التقرير السري الذي كتبه المفتش ونقحه بعد مراجعة المدير … فوجب الرحيل إذن من المدينة بكل وسيلة مستطاعة … وقضت القافية أن يكون الراحل في هذا الفصل من الرواية كاتب المقامة … لا سعادة المدير.

لكن كيف الرحيل من المدينة، والرقيب ملازم باب الدار بالليل والنهار؟

لقد كان الرقيب يلازمني إذا خرجت، ويسلمني في المساء لحارس الدرك، فلا يفارق الحارس مكانه في الصباح حتى يتسلمه منه الرقيب الأول أو رقيب جديد …

أصبحت من أبطال المغامرات

لست من القراء المغرمين بروايات الهرب والمطاردة، ولكنني أصبحت بطلًا من أبطالها على الرغم مني بحكم الضرورة التي لا حيلة فيها … فوصلت إلى القاهرة قبل أن يعود منها جواب «السلطة» على تقرير المفتش والمدير، وكأنني كتبت بيدي قرار الفصل عقابًا لهما واحدًا بعد واحد، وبينهما فترة أسابيع.

أرسلت ملابسي من المنزل في مقطف عليه قمح يغطيه، وذهب به حامله إلى بيت في شارع مجاور لنا نقلوا فيه الملابس إلى حقيبة صغيرة، وسافر بها بعض أقاربنا بتذكرة من أسوان إلى القاهرة، وتواعدنا أن ألقاه بالقطار في محطة «الخطارة»، ويعود هو إلى أسوان على المطية التي وصلت بها من أسوان إلى الخطارة …

وأعددنا عند ظاهر البلدة مطيتين يقودهما من نثق به من الجيران، وبقيت مهمة الخروج من المنزل في الصباح على الرغم من الحارس الرقيب … وليس أيسر من ذلك إذا تزحزح الحارس من مكانه إلى منعطف الطريق هنيهة قصيرة نخرج فيها، ونتوارى على الأثر في منعطف الطريق المقابل، من ناحية الفضاء، حيث تنتظرنا المطيتان …

ولم يعسر علينا أن نزحزح الحارس عن مكانه خلال تلك الهنيهة القصيرة، فقد كان من ذوينا فتى نستعيذ بالله من ثورات غضبه، ومن خفته إلى الشجار والخناق، فرجوناه في ذلك اليوم أن يغضب، وأن يبالغ في الغضب وأن يفارق المنزل بعد الفجر كأنه ذاهب للصلاة، فيشتبك في خناقة حامية مع أول عابر من طلاب الصلاة مثله، أو من المبكرين إلى الأعمال.

وقام صاحبنا بالواجب على ما يرام، وعاد الحارس إلى باب البيت، ونحن على المطايا متلفعين متنكرين لا يعرفنا من يرانا، ولو كان من معارفنا.

أكبر مقلب للمدير

وكنت بعد ذلك بيوم في ديوان الداخلية أزور صديقنا الوزير الأديب جعفر والي «باشا» وكيل الوزارة، ثم تتابعت الأيام والتقارير السرية تصل من أسوان بتفصيلات المؤامرات التي أدبرها، والأحاديث التي أذيعها والأقاويل التي أثير بها الخواطر أستحق من أجلها التعجيل بالاعتقال والنفي من الديار …

أنا في القاهرة يصطحبني وكيل الداخلية كل يوم إلى مكتب المستشار، ويشهده على مقامي بعيدًا من أسوان بأكثر من ستمائة ميل، وأنا في الوقت نفسه بأسوان يراني المفتش والمدير أثير الخواطر، وأدبر المؤامرات …

والنتيجة معروفة …

في هذه المرة يخرج المدير من البلدة ويتلوه المفتش، ويصدر الأمر بإحالة المدير إلى المعاش قبل موعد الحركة الإدارية، وأعرف اسم المدير الذي خلفه، فأبادر إلى إبلاغ الخبر لأصدقائنا في أسوان بهذه البرقية:

شر مدبر وخير مقبل.

وكان المدير الخلف «مقبل باشا» الذي اشتهر بعد ذلك في مناصب الإدارة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤