حكاية مملة: من مذكرات رجل عجوز

‎‏«في العاشرة إلا ربعًا ينبغي أن أذهب إلى أبنائي الأعزاء لأقرأ المحاضرة. أرتدي ملابسي ‏وأسير في الطريق الذي أعرفه منذ ثلاثين عامًا والذي له عندي تاريخه الخاص. ها هو ذا ‏البيت الرمادي الكبير وبه الصيدلية. في وقتٍ ما كان هنا بيت صغير به حانة بيرة. وفي هذه ‏الحانة كنت أفكر في رسالة الدكتوراه، وكتبت أول رسالة حب إلى فاريا.»‏‎

‎بلُغةٍ إنسانية مشحونة بأدق تفاصيل الحياة اليومية، يسرد «تشيخوف» حياة ‏‏«نيقولاي ستيبانوفتش»، وهو أستاذٌ جامعيٌّ بارز يبلغ من العمر اثنين وستين عامًا. يعيش ‏وسط أسرته المكونة من زوجتِه التي كان يُكنُّ لها حبًّا عظيمًا في السابق، متسائلًا كيف ‏وصلت علاقتهما إلى هذا الفتور، وابنتِه التي تدرس الموسيقى في «الكونسرفتوار»، وابنِه ‏الضابط الذي يخدم في وارسو. تتَّسِم حياته بالتكرار الرتيب للأحداث؛ فإلى جانب الأرق ‏الشديد الذي يعاني منه ليلًا، يبدأ نهاره بدخول زوجته عليه، تصحبها رائحة كولونيا ‏الزهور، وتكرر على مسامعه الأحاديث اليومية حول إرسال خمسين روبلًا لابنهما، ورواتب ‏الخدم التي لم تُسدَّد على مدار خمسة أشهُر، وضرورة شراء ملابس جديدة وأنيقة ‏لابنتهما، ثم تتذكر أنه لم يتناول الشاي بعدُ فتُهرَع إلى الطاولة لإحضاره. وبنفس الرتابة ‏والتكرار تسير الأحداث في الجامعة، وعند عودته إلى البيت في المساء. ولكن، وسط كل ‏هذه الرتابة والملل تَشعر بالحيوية في النص الذي يأخذك إلى عالم «نيقولاي» حدَّ الاندماج ‏فيه والتعاطف معه.‏‎


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور أبو بكر يوسف.

تحميل كتاب حكاية مملة: من مذكرات رجل عجوز مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة الروسية عام ١٨٨٩.
  • صدرت هذه الترجمة عام ١٩٨٨.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

محتوى الكتاب

عن المؤلف

أنطون تشيخوف: طبيبٌ وأحدُ أبرز كُتَّاب الأدب الروسي. صُنِّف ضِمن أفضل الكُتَّاب في زمنه، وخاصةً في كتابة القصة القصيرة والمسرحيات، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.

وُلد «أنطون بافلوفيتش تشيخوف» عام ١٨٦٠م، وكان ابنًا لتاجر بسيط. عاش حياةً صعبة مع عائلته في أولى سنوات حياته؛ حيث عانوا كثيرًا من ضِيق معيشتهم. أنهى دراسته الثانوية في عام ١٨٧٩م، ثم سافر إلى موسكو ليلتحق بكلية الطب بجامعتها التي تخرَّج فيها عام ١٨٨٤م، وامتهنَ الطبَّ فورَ تخرُّجه ولكن لمدةٍ قصيرة. ظل مقيمًا في موسكو حتى عام ١٨٩٨م، ثم انتقل للعيش في شِبه جزيرة القرم بعد تدهوُر حالته الصحية.

بدأت موهبته الأدبية تتبلور منذ بداية دراسته بكلية الطب؛ حيث بدأ كتابة القصص القصيرة والمشاهد المُضحِكة ونشرها في عددٍ من الصحف والمجلات التي كنت تَصدر أسبوعيًّا، ولكنها كانت تُنشَر بأسماءٍ مستعارة أشهرها «أنطوشا تشيخونتي». في تلك الأثناء، كانت روسيا تعاني من تدهور أحوالها وكثرة أزماتها، وخاصةً في أوضاعها السياسية، وانتهجت حكومتُها حينَها سياسة القمع تجاهَ الشعب والتصدِّي لأيِّ آراءٍ معارِضة أو كتابات تحوي في مضامينها نقدًا لسياسة الحكم؛ فتركَت هذه الأزمة أثرًا كبيرًا على كتابات «تشيخوف»، ومنذ تلك اللحظة بدأ مسيرتَه الإبداعية في كتابة القصص القصيرة الساخرة الناقدة لأوضاع البلاد، ورسَم خلالها بقلمٍ أدبي مميَّز لوحةً إنسانية لمختلِف النماذج البشرية من جميع الطبقات الاجتماعية وأظهَر معاناتَهم، فجمعت كتاباته بين الكوميديا الساخرة والتراجيديا، وهو ما ميَّز أعماله.

نجح «تشيخوف» خلال مسيرته الأدبية في أن يترك أعمالًا ثقافية عظيمة الأثر في الأدب الروسي، تنوَّعت بين الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات، ومن أعماله الروائية والقصصية: «حكايات ملبومينا»، و«في الغسق»، و«أناس عابثون»، و«رجل مجهول»، و«الراهب الأسود»، و«حياتي»، و«المنزل ذو العلِّية»، و«السيدة صاحبة الكلب»، و«العروس». أمَّا أعمالُه المسرحية، فنذكر منها: «النورس»، و«الخال فانيا»، و«الشقيقات الثلاث»، و«بستان الكرز»، و«غابة الشيطان»، وتُرجِمت أعماله إلى لغاتٍ عديدة، ولاقَت شهرةً واسعة داخل موسكو وخارجها.

تُوفِّي «أنطون تشيخوف» في عام ١٩٠٤م عن عمر يناهز أربعة وأربعين عامًا بعد صراعٍ طويل مع مرض السل.

رشح كتاب "حكاية مملة: من مذكرات رجل عجوز" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤