الباب الثالث: قونغ صُن تشو «٢»

١

سأل قونغ صُن تشو Gong-sun Chou١ منشيوس: «إذا قُيض لك أيها المعلِّم أن تمسك بزمام الحكم في دولة تشي، هل ستكون بكفاءة قوان جونغ Guan Zhong٢ ويان تسي Yan Zi؟»٣
أجابه منشيوس: «إنك حقًّا من مواطني دولة تشي. أنت لا تعرف سوى قوان جونغ ويان تسي؛ لذلك دعني أقل لك ما يلي: سأل أحدهم مرةً تسينغ شي Zeng Xi:٤ أيها المحترم، مَن الأفضل، أنت أم تسو لو Zi Lu؟٥ فأجابه تسينغ شي بعدم ارتياح: تسي لو كان الشخص الأكثر تقديرًا عند جدي. ثم سأله السائل ثانية: إذن هل تخبرني من الأفضل، أنت أم قوان جونغ؟ فأجابه تسينغ شي: لماذا تقارنني بشخصٍ مثل قوان جونغ؟ لقد حاز على ثقةٍ مطلقةٍ من أميره وأدار البلاد إلى جانبه مدةً طويلة، ولكنه لم يحقِّق إنجازاتٍ تُذكر، فكيف أقارَن به؟ فإذا كان تسينغ شي (والكلام هنا لمنشيوس) قد رفض أن يقارَن بقوان جونغ، هل تعتقد بأنني أقبل مثل هذه المقارنة؟»
قال قونغ صُن تشو معترضًا: «ولكن قوان جونغ، يا معلم، ساعد أميره على بسط سلطانه على بقية الأمراء،٦ أمَّا يان تسي فقد ساعد أميره على تحقيق شهرةٍ كبيرة،٧ فلماذا ترى أنهما لا يستحقَّان المقارنة بك؟» أجابه منشيوس: «لقد كان بإمكانهما رفع دولة تشي إلى الصدارة وتوحيد البلاد بسهولة، ولكنهما لم يفعلا ذلك.»٨
قال التلميذ: «صرتُ الآن في حيرة؛ فالملك وين٩ بكل ما تمتَّع به من فضائل، وعمرٍ مديدٍ قارب المائة عام، لم يفلح في بسط نفوذه على كل البلاد، وفعل ذلك من بعده الملك وو١٠ والأمير تشو.١١ فإذا كنت تظن أن من السهل على مليكنا توحيد البلاد، ألَا يعني هذا أن طريق الملك وين لا يصلح نموذجًا للمحاكاة؟»
قال منشيوس: «أنا لا أوافق على وضع الملك وين في مقارنةٍ كهذه؛١٢ فمِن تانغ ملك شانغ إلى وو دينغ،١٣ تتابع على الحكم ستة أو سبعة ملوك حكماء، وخضعت البلاد لسلطة ملوك ين١٤ مدةً طويلة، والذي يغدو طويلًا من الصعب تغييره. لقد كسب وو دينغ ولاء أمراء المقاطعات وأدار البلاد بسهولةٍ ويسر كمن يقلِّبها بين أصابعه. وبما أن عهد الملك زو١٥ لم يكن بعيدًا عن عهد وو دينغ؛ فقد بقيت آثارٌ من تقاليد الحكم الفاضل السابق فاعلةً في تقاليد الحكم اللاحق. وعلينا هنا ألَّا ننسى ما قدَّمه وزراء صالحون للملك زو من عونٍ في إدارته للملكة، ومنهم: وي تسي، ووي جونغ، وبي جان، ويي تسي، وجياو قيه؛ ولهذا فقد طال به الزمن قبل أن يفقد سلطانه.١٦
لقد امتدَّت سلطة الملك زو على مساحة البلاد بأكملها، ودان له كل من فيها من بشر. أمَّا الملك وين فقد انطلق بثورته من دولةٍ لا تزيد مساحتها عن مائة لي مربع.١٧ وقد ورد في قولٍ مأثور لدى أهالي تشي: قد تكون ذكيًّا، ولكن عليك أن تنتظر فرصتك. قد يكون لديك رفش أو معزقة، ولكن عليك أن تنتظر الموسم.١٨

ولكن الوضع قد تغيَّر الآن؛ ففي ذروة قوة ممالك شيا وين وتشو ما كانت مساحة أي منها تزيد عن الألف لي مربع، أمَّا الآن فإن مملكة تشي لديها مساحة واسعة، كما أن أصوات خوار البقر ونباح الكلاب التي تُسمع في جميع أرجائها تنبئ عن كثرة سكانها. وحتى بدون أن تسعى إلى زيادة مساحتها أو عدد سكانها، فإن مَلِكها مهيَّأٌ لتوحيد البلاد إذا مارس الحكم الرشيد، ولن تَقدِر قوة على منعه من ذلك.

لقد تأخَّر ظهور ملكٍ فاضل عن موعده كثيرًا، ولم يكن ظهوره متوقَّعًا أكثر ممَّا هو الآن. كما أن الرعية لم تُعانِ من قسوة الحكم أكثر ممَّا تعاني الآن؛ الجياع لا يهمُّهم ماذا يأكلون، والعطاش لا يهمُّهم ماذا يشربون.١٩ ولقد قال كونفوشيوس مرة: إن أثر الحكم الفاضل ينتقل بأسرع ممَّا تنتقل المراسيم الإمبراطورية عبر محطات البريد.

إذا قامت دولةٌ ذات عشرة آلاف مركبةٍ حربيةٍ اليوم بتبَنِّي الحكم الرشيد، فإن الناس في كل مكانٍ سيبتهجون كما لو أنهم كانوا مُعلَّقين من كواحلهم ثم أُنزلوا؛ لذا فإننا إذا بذلنا الآن نصف ما بذله الأولون من جهد، فسوف نحقِّق ضعف ما حقَّقوه من نتائج.»

٢

قونغ صُن تشو سأل منشيوس: «يا معلِّم، لو أنك صرت كبير الوزراء في دولة تشي، ووضعت مبادئك موضع التطبيق، فلن يكون من المستغرب أن تُفلح في عون مليكنا على بسط نفوذه على بقية الدول أو على توحيد البلاد، فهل ستثور الرغبات في داخلك نتيجة لذلك؟» أجابه منشيوس: «أبدًا؛ فالرغبات لم تُثَر في داخلي منذ أن بلغتُ الأربعين من العمر.»٢٠
قال قونغ صُن تشو: «في هذه الحالة فقد تفوَّقت على البطل مينغ بِن Meng Ben في قديم الزمان.» قال منشيوس: «لم يكن الأمر بهذه الصعوبة؛ ذلك أن قلب قاو تسي ٢١ لم يضطرم بالرغبات منذ أن كان أصغر سنًّا من ذلك.»
قال قونغ صُن تشو: «هل هنالك من طريقٍ تَحُول دون هيجان الرغبات؟» أجابه منشيوس: «نعم. لقد رعى بي كونغ يو٢٢ شجاعته وجرأته بهذه الطريقة؛ لم يكن يتراجع ولو بلغت الطعنة جسده، أو يدير وجهه ولو بلغت الطعنة عينه. كان يعتبر الإهانة الصغيرة مثل الجَلد في السوق العام. لم يكن يقبل الإهانة من ملك دولةٍ كبيرة مثلما لم يكن يقبل الإهانة من رجلٍ عامي يرتدي الأسمال. كان مستعدًّا لطعن أمير استعداده لطعن فقير. لم يكن يقف برهبةٍ أمام أمير، ويرد بالتأكيد على أي عبارةٍ فظة تصدر عنه.
أمَّا مينغ شي شيه،٢٣ فقد رعى شجاعته بطريقةٍ أخرى؛ فقد قال: عندما أواجه عدوًّا يصعب قهره، فإني أعتبره قابلًا للهزيمة. إذا لم تغشَ الوغى إلا بعد تقدير قوة الخصم، أو بعد حساب فرص الربح؛ فأنت جبانٌ أمام عدوٍ متفوِّق. هل أنا واثق من النصر في كل معرفةٍ أخوضها؟ كل ما أفعله هو أن أقف بلا مخاوف.
إن شجاعة مينغ شي شيه تشبه شجاعة تسينغ تسي، أمَّا شجاعة بي كونغ يو فتشبه شجاعة تسي شيا.٢٤ من الصعب أن نقول من المتفوِّق بينهما، ولكن تسينغ تسي يقبض على ما هو أساسي.
ذات مرة، سأل تسينغ تسي تسي شيانغ:٢٥ هل أنت مغرمٌ بالشجاعة؟ لقد سمعت قولًا للمعلم (كونفوشيوس) عن الشجاعة القصوى هذا مفاده: إذا تأمَّلت ذاتي ووجدت أنني على خطأ؛ فلن أكون عندها قادرًا على إخافة خصمي ولو كان رجلًا من العوام يرتدي الأسمال البالية. وإذا تأمَّلتُ ذاتي ووجدت أنني على حق؛ فسوف أواجه جيشًا يُعدُّ بالآلاف.
إن مينغ شي شيه يحافظ على حيويته الجريئة، ولكنه ليس بمستوى تسينغ شي الذي يقبض على ما هو أساسي.»٢٦
قال قونغ صُن تشو: «هلَّا تشرح لي الفرق بينك وبين قاو تسي في مسألة عدم اضطراب القلب بالرغبات؟» قال منشيوس: «حسنًا. سمعت عن قاو تسي قوله: إذا فشلت في فهم الكلمات لا تدَع قلبك يغتم لذلك، وإذا فشلت أن تفهم بقلبك لا تلُذ إلى قوتك الحيوية (Ch’i =). من الصواب ألَّا يلوذ المرء إلى قوته الحيوية عندما يفشل في أن يفهم بقلبه، ولكن من الخطأ ألَّا يغتَم قلبه إذا فشل في فهم الكلمات. الإرادة هي التي تحكم على القوة الحيوية، أمَّا القوة الحيوية فإنها تتخلَّل الجسد، إلى المدى الذي تتطلَّع إليه الإرادة تصل إليه القوة الحيوية؛ لذلك يقال: حافِظ على قوة إرادتك، ولا تسئ استخدام طاقتك الحيوية.»

فسأله قونغ صُن تشو: «طالما أن الطاقة الحيوية تصل إلى المدى الذي تتطلَّع إليه الإرادة، فكيف تقول لي أن أحافظ على قوة إرادتي ولا أسيء استخدام طاقتي الحيوية؟» أجابه منشيوس: «ركِّز إرادتك على أمرٍ ما فتتوجَّه إليه طاقتك الحيوية. وجِّه قوتك الحيوية إلى أمرٍ ما فتنتقل إليه إرادتك أيضًا. الركض والتعثُّر يؤثِّران على الطاقة الحيوية، ولكنهما يُحدثان أيضًا خفقانًا في القلب.»

قال قونغ صُن تشو: «هل لي أن أسألك يا معلم في أي الأمور براعتك؟» أجابه منشيوس: «عندي تبصُّرٌ بالكلمات، وأعرف كيف أنمِّي فيَّ قوةً حيوية دافقة.» فسأله ثانية: «ماذا تعني بالقوة الحيوية الدافقة؟» أجابه منشيوس: «من الصعب شرح ذلك، ولكني أقول إنها في ذروتها واسعةٌ ولا يمكن قهرها. إذا تمَّت رعايتها ولم توضع في طريقها العقبات، فسوف تملأ الفضاء بين السماء والأرض. ولكن إذا لم يتم دعمها بالاستقامة ومبادئ الحق فسوف تفقد زخمها. وهي تتولَّد عن تراكم الأعمال الفاضلة ولا يمكن لأحدٍ أن يدَّعيها لمجرَّد قيامه بأعمالٍ صالحة متفرِّقة. وعندما يقوم المرء بأعمالٍ لا ترقى إلى مستوى المعايير التي وضعها قلبه فسوف تتلاشى؛ ولهذا أقول إن قاو تسي لا يعرف ما هي الاستقامة؛ لأنه يراها كشيءٍ خارجي. عليك أن تعزِّزها دومًا، ولا تدعها تغب عن ذهنك، وفي الوقت نفسه لا تعجل في نموها بالقسر، فتكون مثل ذلك المواطن من دولة صونغ، وهذه قصته: شعر مواطن صونغ بالحسرة لبطء نمو شتلاته في الحقل، فشدَّها إلى الأعلى ثم مضى إلى بيته متعكِّر المزاج، وقال لأسرته: كم أنا متعبٌ اليوم! لقد أعنت شتلاتي على النمو. فهُرع ابنه إلى الحقل ليرى الشتلات ذابلة.

هنالك قلةٌ من الناس لا تحاول تسريع نمو شتلاتها. البعض يتركونها بلا عناية لاعتقادهم بأن أي تدخُّل من قِبلهم لن يكون بذي فائدة، فلا يقومون حتى بالتعشيب. والبعض الآخر يحاول تسريع نمو الشتلات وذلك بشدها نحو الأعلى، وهذا لا يساعد على نموها بل يسبِّب لها الأذى.»

سأله قونغ صُن تشو مرةً أخرى: «ماذا تعني بقولك إن لديك تبصُّرًا بالكلمات؟» أجابه منشيوس: «عندما تكون الكلمات متحيِّزة، أرى كيف يكون المتكلِّم كفيف البصر. وإذا كانت الكلمات تفتقر إلى التواضع، أرى كيف يكون المتكلِّم محبًّا للظهور. وإذا كانت فاسقة، أرى كيف يكون منحرفًا عن الطريق القويم. وإذا كانت مراوغة، أرى في أي ورطةٍ أَوقع نفسه فيها. إن الكلمات التي تصدر عن العقل سوف تُعبِّر عن نفسها في السياسة وتؤثِّر على العمل الحكومي.

لو قُيِّض لحكيمٍ أن يظهر في هذه الأيام فسوف يُصادق على ما قلته الآن.»

قال قونغ صُن تشو: «كان كلٌّ من تساي وو Zia Wo،٢٧ وتسي قونغ Zi Gong٢٨ بارعَين في البلاغة. وران نيو Ran Niu،٢٩ ومين تسي Min Tzi،٣٠ وين هوي Yin Hui، بارعين في شرح مبادئ الأخلاق. أمَّا كونفوشيوس فكان بارعًا في الاثنَين، ومع ذلك فقد قال إنه ليس بارعًا تمامًا في البلاغة. فإذا كان الأمر كذلك، ألَا يعني هذا أنك قد بلغت مرتبة الإنسان الكامل؟»

أجابه منشيوس: «إنك تبالغ في الأمر. ذات مرة سأل تسي قونغ كونفوشيوس: هل أنت إنسانٌ كامل أيها المعلِّم؟ أجابه كونفوشيوس: لا أقدر على أن أكون إنسانًا كاملًا. أنا شخصٌ لا يشبع من التعلُّم ولا يتعب من التعليم. فقال تسي قونغ: إذا كنت لا تشبع من التعلُّم، فهذا يعني أنك واسع المعرفة. وإذا كنت لا تتعب من التعليم، فهذا يدل على أنك رجلٌ فاضل. وهكذا فبجمعك لسعة المعرفة والفضيلة تغدو إنسانًا كاملًا أيها المعلِّم.

فإذا لم يسمح كونفوشيوس لنفسه أن يُعتبر إنسانًا كاملًا، فمن العجب أن تدعوني أنت إنسانًا كاملًا.»

قال قونغ صُن تشو: «سمعتُ أنه في الماضي حاز كلٌّ من تسي شيا Zi Xia، وتسي يو Zi You،٣١ وتسي جانغ Zi Zhang،٣٢ على بعض خصائص الإنسان الكامل، أمَّا كلٌّ من ران نيو Ran Niu، ومن تسي Min Tzi، ويان يوان Yan Yuan، فكانوا صورةً مصغرة عن الإنسان الكامل، فإلى أي المرتبتَين أيها المعلم تنسب نفسك؟» أجابه منشيوس: «لندع الحديث في هذا الموضوع الآن.»
قال قونغ صُن تشو: «ماذا تقول في بو يي Bo Yi،٣٣ وين ين Yin Yin؟»٣٤ أجابه منشيوس: «لكلٍّ منهما طريقٌ يختلف عن طريق كونفوشيوس؛ فالأول لم يكن يخدم ملكًا لا يستحق خدمته، ولا يدير شئون رعيةٍ لا تستحق إدارته، ويقبل العمل الوظيفي عندما يسود النظام في الدولة، ويرفض ذلك عندما تسود الفوضى. أمَّا الثاني فكان يخدم أي ملك، ويدير شئون أية رعية، ويقبل العمل الوظيفي سواء أساد النظام في الدولة أم سادت الفوضى. وأمَّا كونفوشيوس فكان يقبل العمل الوظيفي إذا رآه مناسبًا، ولا يقبله إذا رآه غير مناسب، ويبقى في منصبه إذا استطاع، ولا يبقى إذا لم يستطِع، وكل ذلك تبعًا للظروف. كلهم كانوا حكماء في الماضي، ولكني إذا خُيِّرت اخترتُ طريق كونفوشيوس.»

سأله قونغ صُن تشو: «إذا قارَنَّا بين هؤلاء الثلاثة، هل نضعهم في نفس المرتبة؟» أجابه منشيوس: «كلا؛ فمنذ بداية التاريخ لم يظهر شخصٌ آخر مثل كونفوشيوس.» فسأله ثانية: «هل كان بينهم أشياء مشتركة؟» أجابه منشيوس: نعم. لو أن أحدهم صار حاكمًا لمنطقةٍ لا تزيد عن المائة لي، فسيغدو قادرًا على توحيد البلاد، والحصول على طاعة أمراء الإقطاعات الذين سيتوافدون إلى بلاطه للإصغاء إليه. ولكن لو كان عليه القيام بأعمالٍ جائرة، أو قتل إنسان بريء مقابل ذلك لَما فعل، هذا هو الشيء المشترك بينهم.»

فسأله قونغ صُن تشو أيضًا: «وما هي نقاط الاختلاف بينهم؟» أجابه منشيوس: «تساي وو، وتسي قونغ، ويو رو You Ruo على درجةٍ من الذكاء تؤهِّلهم لتقدير الإنسان الكامل (= كونفوشيوس)، ولم يكونوا من الدناءة بحيث يتملَّقون معلمهم، وقد قال تساي وو: إن المعلِّم في رأيي يتفوَّق كثيرًا على ياو Yao، وشون Shun.٣٥ وقد قال تسي قونغ: من خلال شعائر دولةٍ ما، كان المعلِّم يفهم أساليب الحكم فيها، ومن خلال موسيقاها، كان يعرف الطبيعة الأخلاقية لحُكَّامها. وإذا نظر اللاحقون بعد مائة جيلٍ إلى ما فعله الملوك طوال هذه الأجيال، وجدوا أنه ليس بمقدور أي ملك حكيم مخالفة تعاليم كونفوشيوس. منذ بداية التاريخ إلى يومنا هذا لم يظهر إلا كونفوشيوس واحد، وقد قال يو رو: التمُّيز ليس وقفًا على الجنس البشري؛ فوحيد القرن ينتمي إلى نوعٍ من الحيوان، والعنقاء٣٦ إلى نوعٍ من الطيور، وجبل تاي ينتمي إلى نوعٍ من المرتفعات، والبحر والنهر الأصفر ينتميان إلى الطبيعة المائية التي للقنوات والجداول، والإنسان الكامل (= كونفوشيوس) ينتمي إلى الجنس البشري، ورغم أنه واحدٌ منهم إلا أنه يحلِّق عاليًا فوق جموعهم.»

٣

قال منشيوس: «من يلجأ إلى القوة تحت ستار الإحسان قد يغدو سيدًا على ممالك أخرى، ولكنه لكي ينجح في ذلك عليه أن يكون حاكمًا على دولةٍ كبيرة. أمَّا من يضع الإحسان في التطبيق من خلال الحكم الفاضل فسيغدو ملكًا حقًّا. ولن يتوقَّف نجاحه على كونه حاكمًا لدولةٍ كبيرة؛ فلقد كان تانغ (الذي أسقط أسرة شيا) حاكمًا على مقاطعةٍ مساحتها سبعين لي مربع، وكان وين حاكمًا على دولةٍ مساحتها مائة لي مربع، عندما هزم الطاغية زو وأسقط أسرة شانغ. إن النصر باستخدام القوة العسكرية لن يؤدِّي إلى اكتساب قلوب الناس، وهم لن يخضعوا طواعيةً وإنما لعجزهم عن المقاومة. أمَّا تحقيق النصر من خلال الإحسان وتطبيق الحكم الفاضل، فسوف يؤدِّي إلى اكتساب قلوب الناس وخضوعهم طواعية، كما فعل التلاميذ السبعون بخضوعهم لمعلِّمهم كونفوشيوس. وقد ورد في كتاب القصائد: من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، لم يوجد من استنكف عن الخضوع.»

٤

قال منشيوس: «الرحمة تجلب الشرف، والقسوة تجلب العار. اليوم بعض الحكام يلجئون إلى القسوة ويكرهون أن يلحق بهم العار، وهم في ذلك مثل من يكرهون الرطوبة ولكنهم يبقَون في الأماكن الواطئة. إذا كره الحاكم أن يلحق به العار، فإن أفضل طريقةٍ لتجنُّبه هي أن يُكرِّم المثقَّفين، ويُعلي من شأن الفضيلة، ويعهد بالمناصب الحكومية للصالحين، وبالمهام الرسمية لمن هو أهلٌ لها، ويستغل أوقات السلم في دعم وإصلاح مؤسَّسات الدولة، وشرح القوانين للشعب؛ عند ذلك سوف ترهبه حتى الدول الكبر. وقد ورد في كتاب القصائد: قبل أن تكفهر السماء وتمطر، أُقَشر لحاء شجرة التوت، وأدعِّم به نوافذي وأبوابي، عندها لن يجرؤ أحدٌ من الناس على معاملتي باستعلاء.»

وقد علَّق كونفوشيوس على هذا المقطع بقوله: لقد أدرك كاتب هذا الشعر لُبَّ المسألة. فإذا كان الحاكم قادرًا على إحلال النظام في دولته فلن يستعلي عليه أحد.

والآن، إذا أنفق حاكمٌ في فترات السلم أوقاته في المتع والدعة، فإنه بهذا يستعجل الكارثة؛ لأن الكارثة أو البركة رهنٌ باختيار المرء. وقد ورد في كتاب القصائد: كُن دومًا رهن مشيئة السماء، ولكن اطلب البركة بنفسك.

وبكلماتٍ أخرى وردت في التاي جيا Tai Chia:٣٧ هنالك أملٌ في تجنُّب البلايا التي تأتي من السماء، أمَّا البلايا التي تأتيك من نفسك فلا رادَّ لها. وهذا يشرح كل ما قلته.»

٥

قال منشيوس: «إذا احترم الحاكم الفاضل، واستخدم الكفء، ووضع المتميِّزين في المناصب العليا؛ فإن كل المثقَّفين في البلاد سيهفون إلى العمل في بلاطه. وإذا أعفى البضائع من الضريبة في الأسواق إذا كان هنالك ضريبة مفروضة على المخازن، وأعفى المخازن من الضريبة إذا كان هنالك ضريبة مفروضة على الأرض؛ فإن كل التجار سيأتون من جميع أنحاء البلاد للمتاجرة في أسواقه. وإذا كان التفتيش يتم عند الثغور الحدودية بدل تحصيل الضرائب؛ فإن كل المسافرين في البلاد سوف يجعلون طرقهم تمر من أراضيه. وإذا سمح للفلاحين بالعمل في الحقول العامة لقاء الضرائب المستحَقة عليهم في أراضيهم؛ فإن كل فلاحي البلاد سيكونون سعداء للعمل على أراضيه. إذا ألغى فرض الخدمة العسكرية الإلزامية التي تنوب عن السخرة، والضرائب الإضافية المفروضة على المساكن والمنازل؛ فإن الناس في كل مكانٍ سيأتون للسكن في بلاده. فإذا قام بكل هذه الأعمال الحسنة المذكورة أعلاه؛ فإن سُكَّان الدول المجاورة سيعتبرونه أُمًّا وأَبًا لهم. وبما أنه منذ بداية التاريخ لم ينجح أحدٌ في استعداء الأولاد على آبائهم، فإن مثل هذا الحاكم لا غالب له، والحاكم الذي لا غالب له سيدٌ بمشيئة السماء، ولم يحدث من قبل أنَّ مِثله قد فشل في أن يكون ملكًا حقًّا موحِّدًا لجميع البلاد.»٣٨

٦

قال منشيوس: «كل البشر يتمتَّعون بقلبٍ رحيم يأسى لعذابات الآخرين. الملوك القدماء كان لديهم قلوبٌ رحيمة، وقد انعكس ذلك في ممارستهم للحكم الرءوف. بقلبٍ حنون وحكمٍ رءوف تنقاد البلاد إلى الحاكم وتغدو طَوع بنانه.

وما أعنيه بقولي إن كل البشر يتمتَّعون بقلبٍ رحيمٍ ومتعاطفٍ يأسى لعذابات الآخرين هو التالي: لو أن أي إنسان رأى فجأةً طفلًا على وشك السقوط في بئر، سيتحرَّك في داخله شعورٌ بالجزع والتعاطف، لا طلبًا للشكر والعرفان من أبوَي الطفل، ولا طمعًا في مديح جيرانه وأقربائه، ولا لنفوره من سماع صراخ الطفل.

من هنا يمكن القول بأن الذي لا يمتلك قلبًا رحيمًا متعاطفًا ليس بإنسان، وكذلك من لا يمتلك الشعور بالخجل، ومن لا يمتلك التواضع والكياسة، ومن لا يميِّز الصواب من الخطأ. إن التعاطف هو بداية (أو بذرة) الإحسان، والخجل هو بداية الصلاح، والتواضع هو بداية قواعد الأدب، والتمييز بين الصواب والخطأ هو بداية الحكمة.

هذه البدايات الأربع هي بمثابة الأطراف الأربعة للإنسان. فإذا كان مزوَّدًا بها ولكنه قلَّل من شأن قدراته فإنه يُهين نفسه. وإذا كان حاكمه مزوَّدًا بها ولكنه قلَّل من شأن قدرات حاكمه، فإنه يُهين حاكمه. إذا استطاع الإنسان رعاية وتنمية كل هذه البدايات التي يحوزها، فإنها تغدو مثل بداية اشتعال نارٍ أو انبثاق ينبوع، وإذا أكمل رعايتها فسيغدو قادرًا على النهوض بأعباء كل البلاد، وإذا فشل في ذلك، فلن يكون قادرًا على القيام بأعباء والدَيه.»

٧

قال منشيوس: «هل قَلْب صانع السهام أقسى من قلب صانع الدروع؟ إن صانع السهام يحرص على ألَّا يفشل سهمه في القتل، أمَّا صانع الدروع فيحرص على ألَّا يفشل درعه في الحماية من القتل. والشيء نفسه ينطبق على الطبيب الساحر وصانع التوابيت؛٣٩ لذلك على المرء أن يكون حريصًا في اختيار مهنته. قال كونفوشيوس: «حسن الجوار من حسن المروءة، وإنه ليس من الحكمة السكن في جوارٍ يفتقد أهله إلى المروءة.»

الرحمة نعمة السماء الكبرى والمرتع الآمن للبشر، وليس من الحكمة ألَّا تكون رحيمًا عندما لا يعوقك عن ذلك عائق. من يفتقر إلى الرحمة والحكمة والكياسة والاستقامة هو عبد، والعبد الذي يرى في الخدمة عارًا يشبه صانع قِسِي أو صانع سهام يرى في صناعتها عارًا، والشعور بالعار لا علاج له سوى ممارسة الرحمة. الرحمة مثل فن الرماية؛ فالرامي عليه أن يتخذ الوضعية المناسبة للوقوف قبل أن يُطلق سهمه، وإذا أخطأ هدفه عليه ألَّا يضع اللوم على من لم يخطئ هدفه، بل أن يبحث عن السبب في نفسه.»

٨

قال منشيوس: «كان تسي لو٤٠ يَسعَد إذا ما نبَّهه أحدٌ إلى خطئه. وكان يو Yu٤١ ينحني احترامًا لمن يقدِّم له نصيحة. أمَّا شون الكبير Shun٤٢ ففاقهما؛ فقد كان مستعدًّا دومًا للتوافق مع الآخرين والتخَلي عن رأيه وتبَني آرائهم، وتوَّاقًا لأن يتعلَّم منهم ما هو جَيِّد ويطبِّقه، ومنذ أن كان فلاحًا فخزَّافًا ثم صيَّاد سمكٍ إلى أن صار ملكًا، تعلَّم كل شيء من الآخرين. أن تتعلَّم من الآخرين ما هو جيد يعني مشاركتهم فيما هو جيد. وعند الإنسان النبيل لا يوجد ما هو أفضل من مشاركة الآخرين في ما هو جيد.»

٩

قال منشيوس: «بو يي Bo Yi٤٣ كان لا يخدم إلا الأمير الصالح ولا يصادق إلا الرجل الصالح، ولم يكن يدخل بلاط الأمير الطالح أو يتحدَّث إلى الرجل الطالح. بالنسبة إليه كانت زيارة بلاط الأمير الطالح أو التحدُّث إلى الرجل الطالح، كمثل من يجلس في الطين أو الهباب وعليه حُلَّة وقبعة البلاط. كراهيته للطالح بلغت حد أنه كان يشعر بالعار إذا وقف إلى جانبه قرويٌ يضع قبته بشكلٍ مائل، ويبتعد عنه كمن يخشى أن يتلوَّث. وعلى الرغم من أن بعض الحُكَّام قد أرسلوا إليه يدعونه لزيارتهم بأرقِّ العبارات، إلا أنه رفض الاستجابة لهم؛ لأنه اعتبر نفسه أعلى مقامًا منهم.
وبالمقابل لم يكن ليو شيا هوي Liu Xia Hui٤٤ يرى ضيرًا في خدمة حاكمٍ فاسد، أو يشعر بالضعة من تسلُّمه مركزًا قليل الشأن. خلال خدمته في البلاط لم يكن يخفي مواهبه، ويعمل وفق مبادئه، وإذا صُرف من الخدمة لم يكن يحمل ضغينة، وفي أوقات الشدة لم يكن يشعر بالكرب؛ لهذا قال: أنا هو أنا، وأنت هو أنت، وحتى لو وقفت إلى جانبي عاريًا، كيف لك أن تلطِّخني أنا؟ لقد كان سهل المعشر، ويشعر بالراحة في صحبة الآخرين، ويبقى إذا أمسكوا بيده وأصروا على بقائه لأن الرفض لا يليق به.

لقد كان بو يي ضَيق الصدر، أمَّا ليو شيا هوي فكان قليل الكرامة، والرجل النبيل لا يتخذ أحد هذَين الطريقَين.»

١  قونغ صُن تشو: هو أحد تلاميذ كونفوشيوس.
٢  قوان جونغ: كبير وزراء هوان أمير تشي (٦٨٥–٦٦٤ق.م.). يُعد واحدًا من كبار رجال الدولة في الصين القديمة، وقد ساعد الأمير على بسط نفوذه على بقية الدول في زمنه.
٣  يان تسي: هو لقبٌ تشريفي ليان ينغ Yan Ying. كان كبير وزراء جينغ أمير تشي (٥٤٧–٤٩٠ق.م.)، اشتُهر بالكفاءة في إدارة الدولة، وساعد على إرساء قواعد الحكومة الفاضلة.
٤  تسينغ تسي: هو حفيد تسينغ تشِن Zeng Shen (٤٣٦–٥٠٥ق.م.)، ومن تلاميذ كونفوشيوس البارزين. كان مثل جده داعيةً للحكم الرشيد.
٥  تسو لو: هو لقبٌ تشريفي لجونغ يو Zhong You. كان من أبرز تلاميذ كونفوشيوس.
٦  نحو عام ٦٥٠ق.م.، قام الأمير هوان ببسط نفوذه على بقية الأمراء بمعونة قوان جونغ.
٧  يان تسي: كان وزيرًا فاضلًا، ومن خلال إدارته الحكيمة ساعد مَن خَدَمهم من الحكَّام على تحقيق الشهرة كحكَّامٍ مصلحين.
٨  أي إن دولة تشي في عهد هذَين الوزيرَين كانت تمتلك كل المقومات التي تجعلها قوةً كبيرةً قادرةً على توحيد البلاد، لا سيما وأنهما كانا يحوزان على الثقة المطلقة من ملكَيهما، ولكنهما فشلا في تحقيق ما كان سهلًا في ذلك الوقت.
٩  هو أول ملوك أسرة جو. تُوفِّي عام ١٠٥٦ق.م.
١٠  هو ثاني ملوك أسرة جو وابن الملك وِن.
١١  ابنٌ آخر للملك وِن. كان أعظم رجل دولة في تاريخ الصين القديمة.
١٢  المقصود هنا أن لم يكن من السهل على الملك وِن أن يُسقط أسرة شانغ في ذلك الوقت؛ لأن عددًا من الملوك الأفاضل كانوا قد حكموها؛ مثل شانغ تانغ ووو دينغ. وبالمقابل، فقد كان من السهل على قوان جونغ أو يان ين عون سيدهما على بسط نفوذه على كل البلاد، بعد أن فسدت الدولة حتى النخاع، ولكنهما فشلا في ما كان عليهما إنجازه.
١٣  كان شانغ تانغ الملك الأول في أسرة شانغ، أمَّا وو دينغ فكان الملك الثالث والعشرين. الأول أسَّس المملكة، والثاني أعاد إحياءها.
١٤  ين هي العاصمة الثانية لأسرة شانغ. وقد دُعي الملوك الذين أقاموا فيها من أسرة شانغ بأسرة ين (١٢٩٨–١٠٤٦ق.م.).
١٥  الملك جو كان آخر ملوك أسرة ين (= شانغ). حكم حتى عام ١٠٤٦ق.م.، وكان طاغيةً مستبدًّا.
١٦  قام الملك وو بإسقاط أسرة ين عام ١٠٤٦ق.م.
١٧  عندما ثار الملك وِن على أسرة ين كان مجرَّد أميرٍ على دولةٍ صغيرة تُدعى جو تابعة لملوك ين.
١٨  يعتقد منشيوس هنا أن هذا هو الوقت المناسب لدولة تشي لكي يتسلَّط عاهلها على جميع البلاد إذا مارس الحكم الرشيد.
١٩  كناية عن فقدان الطعام والشراب، واستعداد الناس لأكل وشرب أي شيء.
٢٠  وهذا يوضِّح لماذا كان منشيوس لا يقبل منصبًا حكوميًّا على حساب مبادئه الأخلاقية.
٢١  لقب تشريفي لقاي بوهاي Gai Bohai وهو من تلاميذ كونفوشيوس.
٢٢  محاربٌ قديم لا يعرف المؤرِّخون عنه إلا القليل.
٢٣  حكيمٌ قديم لا يعرف المؤرِّخون عنه إلا القليل.
٢٤  لقب تشريفي لبو شانغ Bu Shang، وهو من تلاميذ كونفوشيوس البارزين.
٢٥  من تلاميذ تسينغ شِن Zeng Shen.
٢٦  الشجعة الحَقة هي أن تحارب في سبيل ما هو حَق، وليس من أجل إظهار القوة والتفوُّق.
٢٧  ألقابٌ تشريفية لبعض تلاميذ كونفوشيوس البارزين.
٢٨  ألقابٌ تشريفية لبعض تلاميذ كونفوشيوس البارزين.
٢٩  ألقابٌ تشريفية لبعض تلاميذ كونفوشيوس البارزين.
٣٠  ألقابٌ تشريفية لبعض تلاميذ كونفوشيوس البارزين.
٣١  ألقابٌ تشريفية لبعض تلاميذ كونفوشيوس البارزين.
٣٢  ألقابٌ تشريفية لبعض تلاميذ كونفوشيوس البارزين.
٣٣  كان بويي Boyi وأخوه شو تشي ناسكَين معروفَين في الصين القديمة. عاشا في أواخر عصر أسرة شانغ (١٦٠٠–١٠٤٦ق.م.)، ورفضا خدمة آخر ملوكها الذي كان طاغية.
٣٤  كان يي ين وزيرًا أولًا للملك شانغ أول ملوك أسرة شانغ، وعُرف بالذكاء وحُسن الإدارة.
٣٥  ملكان حكيمان قديمان جدًّا، حكما قبل عام ٢٠٠٠ق.م.
٣٦  كان وحيد القرن والعنقاء يتميَّزان عن بقية الحيوانات بكونهما ميمونَين ويبشِّران بالنجاح والحظ السعيد.
٣٧  تاي شيا هو أحد فصول كتاب التاريخ الكلاسيكي القديم.
٣٨  كانت الدولة تدفع الفلاحين إلى زراعة شجر التوت من أجل زيادة إنتاج الحرير.
٣٩  كان الطب في تلك الأزمان مختلطًا بالسحر، وأعمال الطبيب تزدهر كلما ازداد شفاء الناس على يديه، أمَّا أعمال صانع التوابيت فتزدهر كلما مات عددٌ كبير منهم.
٤٠  تسي لو: لقبٌ تشريفي لجونغ يو Zhong You. كان من أبرز تلاميذ كونفوشيوس.
٤١  يو كان أول ملوك أسرة شيا Xia، ويُعد من الملوك الحكماء.
٤٢  شون واحدٌ من الملوك الحكماء.
٤٣  بو يي: راجع الثاني. [النص الكامل لكتاب منشيوس – الباب الثالث: الباب الثالث: قونغ صُن تشو «٢» – هامش رقم ٣٣]
٤٤  ليو شيا هوي: اسمه الأصلي جان هو Zhan Hou. وهو من الشخصيات التاريخية المشهورة، ويعرفه كل طالب مدرسة في الصين (٧٢٠–٦٦١ق.م.). كان وزيرًا فاضلًا في دولة لو Lu.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤