الفصل العاشر

قيادة القوات١

قال سونبين: إذا أردنا أن نفهم الطريقة التي تستخدم بها القوات وتُدار بها الجيوش، فلنا أن نشبه الأمر بالأقواس والسهام. [ومثلًا، فالتشبيه الممكن في هذا الإطار هو إننا يمكن أن نرى …] الجندي أقرب شبهًا بالسهم، والقوس أشبه ما يكون بالقائد، أما الرامي فلربما كان، في كل الأحوال، شبيهًا بالإمبراطور الأعظم؛ فالسهم ذو رأس معدني وذيل مصنوع من ريش الطيور، فمن ثَمَّ تميز بالنفاذ والسرعة، ولما كانت مقدمة السهم أثقل من مؤخرته، فقد صار أطوَع لمشيئة الرامي، أينما سدد به، انطلق سريعًا. (لكن) الطريقة التي تُدار بها الجيوش، كما تبدو لي، تجعل مركز الثقل في المؤخرة، فتعكس منطق الأمور، وهو ما من شأنه — عند إعداد التشكيلات القتالية — أن يصم آذان الجنود عن طاعة الأوامر الصادرة لهم، على نحوٍ تبدو فيه الفائدة ضئيلة من مراقبة أحوال السهام [فتضيع فرصة تأمُّل وجه الشبه، وتنعدم الاستفادة بوجه من العلم في هذا المجال].

وما أشبه القوس بالقائد [كذا]، فإذا كانت ذراع القوس معوجة بما يؤثر على انحناء سهمها، اختلف مقدار القوة بين طرفَيها، بما يحول دون تسديد الرمي مهما كانت قوة رأس السهم المندفعة نحو الهدف [فراغ]، حيث يصعب على القادة التفاهم فيما بينهم، ويفتقدون إلى التنسيق المشترك [فراغ]، ثم إنه يستحيل إحراز النصر، وقد يكون السهم سليمًا متناسب القوة والمتانة [… مقدمته أثقل من مؤخرته، حسب ما ورد من توضيح في الهامش]، معتدل شدة الجذب بين طرفَيه، دون أن يكون الرامي نفسه مؤهلًا، بدرجة جيدة لاستخدامه، فتضيع الرمية ويطيش التسديد، وهكذا فإن جيشًا تم توزيع تشكيلاته على نحو متناسب، بين مقدمته ومؤخرته، بينما كانت قيادته [فراغ]، فلن ينال النصر؛ فلذلك قيل إنه لا بد من توافر الشروط الأربعة المذكورة؛ حتى ينطلق السهم ويصيب المرمى. فهذا هو السبيل الذي تحرز به الجيوش انتصارها [فراغ] فالقائد والجندي [والإمبراطور، ثلاثتهم، ينبغي أن يقوم بينهم التنسيق والتفاهم الجيد] وهو ما يدعو إلى القول بإنه ليس ثمَّة فرق كبير بين الطريقة المناسبة لتحريك القوات نحو قتال تحرز فيه النصر، وبين إطلاق رمية سهم تصيب الهدف؛ فهذه مسألة تشير، بشكل مباشر وبسيط، إلى كيفية إدارة الجيوش واستخدام القوات.

١  يعقد هذا الفصل مقابلة بين كلٍّ من السهم والقوس والرامي والجندي والقائد الأعلى، على التوالي، من زاوية الخصائص المميزة لأدوارهم؛ تبيانًا لأهمية تضافر هذه العناصر الثلاثة لإحراز النصر. وصياغة هذا الفصل تبدو قريبة الصلة بالفصل السابق مباشرة، سواء في الموضوع أو في التراكيب اللفظية والمفردات؛ فلعلَّه كان — في الأساس — جزءًا مكملًا أو لاحقًا تابعًا لما سبقه، والعنوان من وَضْع إحدى المجموعات القائمة على تحقيق المتن.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤