الفصل الثالث عشر

التوجيه المعنوي١

قال سونبين: لا بد من العمل على إطلاق حماسة الجنود عند تجميع القوات وتنظيم الحشود، وينبغي رفع الروح المعنوية للقوات عند التحرُّكات المتواصلة التي يتم فيها دفع الحشود تجاه ساحة المعركة، وكذلك عندما تقترب القوات من حدود الوطن للقاء العدو. فإذا حانت ساعة الالتحام وتحدد موعد الاشتباك، صار من اللازم حثُّ المقاتلين على الاندفاع بجرأة الاقتحام، إيمانًا بواجب التضحية. هذا، ويتم العمل — منذ الساعة الأولى التي يتقرَّر فيها موعد القتال — على دفع الروح المعنوية للجنود [فراغ]، فتلك هي الوسيلة إلى استثارة حماس المقاتلين وإيقاظ الشعور بالإقدام والقوة، فمن ثَمَّ كان من الضروري العمل على الدعم المعنوي.

إن أوامر القائد [فراغ]، هي الوسيلة التي من شأنها العمل على خلق أجواء من المعنويات القتالية المرتفعة قُبَيل الاشتباك، والقائد [فراغ] يرتدي زيًّا عسكريًّا متواضعًا [حرفيًّا: ثوبًا خشنًا] لاستنفار إرادة المقاتلين وإثارة روح العزم والتصميم، فذلك ما اصطلح على تسميته ﺑ «لي تشي» [أي: استثارة الحماس].

ويصدر القائد أوامره التي تقضي بأن تحمل القوات ما يكفيها من الحبوب والمؤن مدة ثلاثة أيام، ويُلزم الأهالي جميعًا [فراغ]، بحيث يمتنع وصول الرسل من القصر الحاكم، ويحظر القادة إيفاد المبعوثين والرسل من ميدان المعركة إلى القصر، وهذا هو الإجراء الذي اصطلح على تسميته ﺑ «توان تشي» [أي: قرار الحسم].

ويقوم القائد بجمع أفراد الحراسة إليه، ويوجه إليهم حديثه، قائلًا: «لا ينبغي أن يكون الإمداد (تعيينات الطعام والشراب) [فراغ]، فمن ثَمَّ كان من الضروري الحفاظ على الروح المعنوية المرتفعة لدى المقاتلين.»

***

[يَرِد في بعض النسخ، نص آخَر في أعقاب المتن، لكنه غير مكتمل العبارة، بالإضافة إلى أنه مجهول التوثيق؛ فلا يُعلم، على وجه القطع، مدى ارتباطه بالمتن الأصلي، وأُجرِّب، فيما يلي، ترجمته — قَدْر الإمكان — إلى العربية …]

… [فراغ]، فذلك ممَّا يثير الحيرة والارتباك، والغرض من ذلك حثَّهم على استصغار شأن العدو، غير أنهم إذا ركبهم الغرور واستصغروا شأن عدوهم، فالهزيمة هي قدرهم المؤكد.

وإذا فقدت قواتنا الحماس اللازم، فسوف تُصاب تحركاتها بالإهمال والتراخي؛ وهو ما سيؤدِّي حتمًا إلى فقدان الفرصة الحاسمة، مما يعني — في آخِر المطاف — الهزيمة الساحقة. وإذ تنهزم القوات [فراغ]، وعندما تذبل الإرادة ويتراجع الحماس، يحل الجبن، وإذ تخور طاقة الجنود ويجبنون عن الزحف، يتقهقرون [فراغ].

فإذا لم يتداركهم القائد، فسوف يُضرب عنقه [كذا]، ويَلقى الجميع مثل هذا المصير، (والمطلوب في مثل هذا الموقف …) أن يصدر القائد أمره بإيفاد الرسل إلى الجبهة لتشجيع المقاتلين وحثهم على التقدُّم والهجوم [فراغ].

١  يتناول هذا الفصل موضوع الدعم المعنوي أثناء القتال، استنهاضًا للعزم وتشجيعًا للإرادة، مبيِّنًا أهمية الجوانب المعنوية المتعلقة بالحماس والعزم والتصميم، وكان العنوان الأصلي لهذا الفصل مكتوبًا على ظهر المدونة المكتشفة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤