الفصل الرابع

مناقشات تيانجي بشأن التحصينات١

توجَّه تيانجي إلى سونبين بسؤاله، قائلًا: «ما الذي يمكن عمله، إذا كانت قواتي قليلة والاتصال بينها متعذرًا؟» ثم أضاف سؤالًا آخَر، إذ قال: «وكيف يكون التصرُّف، وقد أصدرت الأوامر بتناول السهام وفرد الأقواس [فراغ] … دون أن أملك العدول عن هذا الأمر.» فأجابه سونبين، قائلًا: هذا سؤال لا يطرحه إلا قائد محنَّك؛ إذ إن القادة العاديين لا يستلفت انتباههم ما يمكن أن ينطوي عليه هذا الموضوع من دواعي القلق، فذلك هو ما يمكن — وبصورة حاسمة — أن [فراغ] … فقال له تيانجي: «هلا أجبت على نحو محدَّد؟» فرد عليه سوبيني، قال: «تلك طريقة تستخدم لمواجهة عدو أصبح في موقف حرج أو ألقت به الظروف وسط تضاريس أرضية غير مواتية لتحرُّكاته. (وبالمناسبة) فقد كانت تلك هي الطريقة التي تيسَّر لي استخدامها في هزيمة قوات دولة وي ممَّا أتاح لي أسر القائد بانشيوان والأمير «شن».»

فقال له تيانجي: «هذا واضح تمامًا، لكن تلك حوادث مضَتْ وانتهت بكل ظروفها وملابساتها، ولا سبيل إلى تكرارها.» فعلَّق سونبين على ذلك قائلًا: (أستطيع أن أوضح لك المسألة، ﻓ…) يمكن أن يكون شجر الحسك الشائك وسيلة لحماية الخنادق والمجاري المائية وأسوار المدن الدفاعية، ويمكن للعربات الحربية أن تُستخدم كتحصينات دفاعية [فراغ] … (في إحدى النسخ: عربات الركوب ذات الأسقف) … تصلح لأن تؤدِّي دور الأسوار الدفاعية القصيرة، كما يمكن للدروع أن تقوم مقام الأسوار القصيرة ذات المزاغل، وإذا رُصَّت مقابض الأسلحة بجوار بعضها بعضًا، فيمكن أن تكون ذات عون عظيم في الحالات الطارئة. إن نشر وتوزيع العربات الحربية والحراب (الصغيرة)، يُعَد بمثابة دعم للأسلحة الأخرى (الكبيرة)، فالفائدة من تلك الأسلحة الصغيرة هو أنها تصدُّ وتعوق تقدُّم قواته المنهكة، ثم إن الرماة يمكن أن يكون لهم دور حيوي وحاسم في مهاجمة العدو [فراغ] … فإذا توافرت كل تلك العناصر، على الوجه الأكمل، تهيَّأت الظروف لاتخاذ شروط الدفاع عن المدن بواسطة الحصون، وقد ورد في نصوص «اللوائح العسكرية»، ما يلي: فليتخذ الرماة مواقعهم خلف أشجار الحسك ويطلقون السهام على العدو، بتقدير وقت محدَّد ومسافة محسوبة بدقة، بينما يشغل حاملو الحراب والسهام فوق أسقف الحصون مساحتين متكافئتين، كما جاء في كتاب «القواعد العسكرية»، ما نصه: «ينبغي الانتظار حتى تصل تقارير عناصر الاستخبارات، بعد عودتها من مهام التجسُّس على أحوال العدو [فراغ] … كما أنه لا بدَّ من إقامة نقاط استطلاع على مبعدة خمسة «لي» من مواقع تمركز القوات، بحيث تظل قريبة الصِّلة بمواقعها، وتُقام تلك النقاط فوق ربوة عالية، ويكون تصميم مبانيها رباعي الشكل، أما إذا أُقيمَت في أماكن منخفضة، فتكون مبانيها دائرية التصميم، وتُبلغ الإنذارات في الليل، بواسطة قرع الطبول، أما في الصباح، فتكون وسيلة الاتصال هي الأعلام والرايات.»

***

[ثم يتلو هذا المتن نص آخَر غير مكتمل العبارات وتتخلَّلَه فراغات في أماكن مختلفة، وتبدأ أولى فقراته بحوار بين تيانجي وسونزي، مؤلف كتاب «فن الحرب» المشهور، وتنتهي فقراته بعبارة، معناها «فمن ثَمَّ ندرك معنى الحرب، وبالتالي نمسك بزمام الفِطنة والفهم …»، ويتلو هذا النص جزء ثانٍ من المتن، ترجمته كالتالي: …]

… [فراغ] (… فهذه هي فنون القتال …) التي استخدمها سونزي في دولتي «أو» [تُنطق كما في «أوليمبياد»] و«يوي»، وأخذها عنه سونبين، ثم نشر مبادئها في دولة تشي، ولا بد أن من يفقهون بواطن تلك المبادئ القتالية من آل سون، سوف يلتزمون في قيادة الجيوش والتشكيلات بما يتواءم مع طبائع الأمور، على النحو المعهود من مبادئ الأرض والسماء.

١  ويتناول هذا الفصل نص مناقشة بين تيانجي وسونبين بشأن الحصون الدفاعية التي كانت تقام — قديمًا — من الطوب اللَّبِن، أو من عدد كبير من العربات الحربية المتلاصقة، وقد دارت المناقشة بين الرجلين حول كثير من أنواع تلك الحصون والمنشآت الدفاعية، غير أن جزءًا كبيرًا منها تعذرت قراءته في النسخة التي عثر عليها وإن سبقت الإشارة إليه في متون نصوص أخرى. والشكل الأساسي للحصون في هذا النص عبارة عن ستائر دفاعية تتكوَّن من عربات حربية متلاصقة مع الإشارة إلى أنواع التسليح وطرق التنظيم وأساليب القتال المتعلقة بها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤