الفصل الخامس

الجزء الأول

إيفيجنيا – أوجين
إيفيجنيا : كفى تمسكينني يا أوجين، ارجعي إلى أمي ولا تحاولي نجاتي، ارجعي وأنا أُرضي الآلهة بسفك دمي ونهاية حياتي؛ فإن هذا الدم الذي يجهدون في أن لا يراق ويهدر، انظري كم أثار الجيش وكم أثَّر في العسكر تأملي. أمي في أية حالة هي الآن؟ انظري الجيش كيف يعارضنا في الهرب عن هذا المكان؟ ألم تري كيف وقفوا في وجوهنا كالأسود الكواسر؟ ألم تنظري كيف سلوا علينا الصفاح والخناجر؟ ألم تبصري كيف فرقوا حرَّاسها وكيف سقطت أمي مغشيًّا عليها؟ قد كفاها عذابًا لأجلي! اتركيني وعودي إليها، اتركيني أقضي نحبي ما دامت هي في الغشية والسكوت، فإن أبي ويلاه أبي في حين يخلصني يأمر بأن أموت.
أوجين : هو يا سيدتي أوَّاه ما الذي جرى؟
إيفيجنيا : لا يبعد أن يكون أشيل قد هاجه بجسارته فامترى؛ فإن أبي يبغضه ويريد أن أبغضه أنا، فويلاه ما أشد هذا الأمر على قلب كله يأس وعنا، وهو قد أرسل لي خادمه من أمد. يقول لي أن لا أكلم أشيل إلى الأبد.
أوجين : آه يا سيدتي!
إيفيجنيا : يا موت لماذا تتأخر عني؟ ويا رب لماذا تنزع حياتي مني؟ إنك قد طلبتها فلماذا تبقيها عليَّ؟ فلأمت إذن؛ ولكن هذا أشيل قادم إليَّ.

الجزء الثاني

أشيل – إيفيجنيا
أشيل :
تعالي ولا تخشي من الجيش والجند
ولا ترهبي منه الصراخ الذي يبدي
إذا ما رآك الجيش شق صفوفه
لديك ولم أحتج لسيفي ولا زندي
وإني قد أوصيت بعض عساكري
بأن ينجدوني بالسلاح وبالجند
وأن يقف اليونان حول مضاربي
ويحموا حماها بالمثقفة الملد
فهيا نشق الجيش حتى ننالها
وإن جسروا فليظفروا بك من عندي
أسيدتي ماذا التوقف ثم لا
تجيبينني إلا بدمع على الخدِّ
فهل تحسبين الدمع يجدي تقدمي
فإن أباكِ كان يرحم لو يجدي
إيفيجنيا : أنا أدري ذلك يا مولاي، وأعلم أن الموت غاية أملي ورجاي.
أشيل : أنت تموتين …؟ لا والله، فاتركي هذا القصد الوبيل، واعلمي أنني متصل بكِ باليمين وأن حياتك معلقة على حياة أشيل.
إيفيجنيا : لا يا سيدي فقد حالت بيننا الأقدار، فهي تأبى أن تكون نصيبك من كان نصيبها الدمار. نعم لقد حال القدر دون قربنا وزفافنا. وقد جعل الدهر سفك دمائي ثمرة حبنا وائتلافنا، فتصور يا مولاي ما ستناله من المجد والفخر، واذكر ما سيكون لك من رفعة المقام وبهجة النصر، واعلم أن هذا الجيش المتجمع حواليك، إذا لم تسفك دمائي اليوم لا يعود بفائدة عليك، تلك إرادة الآلهة أنزلت إلى أبي فباطلًا تحاول نجاتي وقد انتشر هذا الأمر في اليونان، فارحل وانتصر وأنا أحتمل مماتي وهيهات أن تقبل الآلهة من يقوم مقامي أو يكون فدية لحياتي، فاذهب وساعد أبي فيما ينويه، وحوِّل غضبك إلى خصومه وأعاديه. اذهب إلى ترواده، واجعل بكاءَ نسائها بكاءً عليَّ، وأنا أموت على هذا الأمل غير خائفة من موتي وراضية بما يصل إليَّ، ويكفيني إذ لم أقترن بأشيل في الحياة، أن يقترن تذكاري وتذكارك بعد الممات، حتى يكون موتي الذي سبب لك الانتصار مرددًا على ألسنة الناس ومخلدًا في بطون الأسفار، وأنا أستودعك الله أيها الحبيب فعش بسلام.
أشيل : لا، لا أقبل منكِ وداعًا، ولا أسمع هذا الكلام، وهيهات أن تطيعي أباكِ وتذيقيني لوعة وفاتك، وعبثًا ترغبين في الموت لأتخلى بذلك عن حياتك، فإن كلَّ ما تذكرينه من المجد والانتصار، أقدر أن أناله بأسره إذا خلصتك من الموت والدمار، وإلا فلماذا أساعد على الحرب أباكِ، إذا كان يبعدك عني ويحرمني من بهجة مرآك؟ إذن فاعلمي أن حبي ومجدي يقضيان ببقائك، فهلمِّي واتبعيني فهيهات أن أسمح بسفك دمائك.
إيفيجنيا :
ماذا أنا أعصي أبي كالجاني
ليحقَّ بالعصيان موتي الداني
فبما ترى شرف البنين بطاعة الـ
آباء إن جاهرت بالعصيان
أشيل :
يكفي فزوجك تتبعين وباطلًا
يسعى أبوك برد ما أعطاني
أفلم تكن منه اليمين بأنه
يعطيك لي أيخلُّ بالأيمان
أولست عالمة بأن يمينه
هذي تحقُّ عليك في ذا الآن
فلقد حلفت نظيرها أم لم يكن
بأبيك حين بغى إليك قراني
وإذا أبيت كليهما فتعمدي
رأيًا إذا ما ساءك الرأيان
أتحافظين على أوامره ولم
يحفظ لديك محبة الولدان
هيا فإن الوقت طال وإنني
أخشى … … …
إيفيجنيا :
… … … …
… رويدك آه ما أشقاني
إني إذا طاوعت أمرك كان لي
فيما يكدر عيشتي حزنان
حزن الممات وحزن أني عندما
أعصي أبي تنحط رفعة شاني
مولاي هل تهوى حياتي فوق ما
تهوى علاي وما هما سيانِ
بالله يا مولاي لا تتعب بما
تنوي ودعني في الممات وشاني
أوَلست تعلم أنني أعصي أبي
في أن أراك وعن لقاك نهاني
فاقصر عن التشديد فيما تبتغي
أو لا فأسفك مهجتي ببناني
وإذا أبيت فأنت تلجئني إلى
عصيان أمرك فاكتفي وكفاني
أشيل :
كفي الكلام إذن وسيري فاطلبي
موتًا حلا لك ورده بسنانِ
وأعطي فؤادك للذي إكرامه
أضحى لديك أخف من عدواني
وإذا عزمت على الذهاب فها أنا
لك سابق لأراك حيث يراني
في هيكل أجري عليه من الدما
ما لم يسل في غابر الأزمان
وأميت كاهنه اللئيم وكل من
في داره من باسل وجبان
وجميع ذاك يجيزه عشقي ولا
تسلي عن الصب الشجاع العاني
حتى يصير مكان موتك سابحًا
بدما الرجال تسيل كالغدران
وإذا لقيت أباكِ في هذا الوغى
وغدا بحد السيف أول فان
تجدي بأنك لو عصيت مقاله
لغدا سليمًا من شقى وهوانِ
إيفيجنيا : آه يا مولاي! آه يا قاسي! ويلاه كيف يهرب مني؟ أنت يا من يريد قتلي ها أنا وحدي فاقتلني، وأنت يا رب فتمم حياتي وعجل مماتي في الحال.

الجزء الثالث

كليتمنستر – إيفيجنيا – أربات – أوجين – حرَّاس
كليتمنستر : أنا أحميها من الجيش بأسره، فقد خنتم كلكم يا أنذال.
أربات : لا يا مولاتي فمري وانظري كيف ندافع عنك حتى نذوق الفناء، ولكن كيف تؤمِّلين منا المساعدة ونحن قليلون ضعفاء، ومن الذي يقدر أن يمنعك من جموع هؤلاء الأعداء، ثم هم ليسوا أناسًا من عامة الشعب، بل هم جنود كماة مدربون على معاناة الحرب، وليس فيهم من سامع لنا أو راحم، إن الكاهن كلكاس هو هنا الآمر الحاكم، حتى إن الملك نفسه عجز عن أن يفرق جمعهم، وأمرنا أن نخضع لهم ونسير معهم، بل إن أشيل نفسه الذي يطيعه الجيش جميعًا أصبح أمره باطلًا ولم يجد من الجند مطيعًا، وما عسى أن يصنع يا سيدتي هذا البطل؟ ومن يفرق هذا الجيش وهو متجمعٌ حولنا كالجبل؟
كليتمنستر : إذن؛ فليأتوا إلى إعدامي ويأخذوا ما بقي من حياتي، فإني هيهات أن أترك ابنتي أو أنفصل عنها إلا بمماتي، يا ربي متى أموت فأستريح من هذا العذاب؟ آه يا ابنتي!
إيفيجنيا : آه يا أمي ما هذا المصاب؟! ما الذي تقدرين عليه في مثل هذه الحال؟ أتحاربين الأقدار وتقاومين الرجال؟ أتعرضين نفسك لجيش يهينك ولا يعرف لكِ واجب الإجلال؟ ماذا عساك أن تصنعي مع جيش لم يطع أمر قرينك؟ وكيف تحاولين إخضاع قوم لا يرقون لحزنك وشجونك؟ إن ذلك أمرٌ أشد عليَّ من الموت الزؤام، فاذهبي واتركيني لليونان في هذا المقام، اذهبي ولا تزيدي حزنك بعصيانهم عليك لأجلي، ولكن إذا قتلوني لا تلومي أبي على قتلي.
كليتمنستر : هو الذي نوى على قتلك …
إيفيجنيا : ألم يحاول أن يخلصني من الهيكل؟
كليتمنستر : آه كيف غرَّني هذا الظالم؟
إيفيجنيا : إنه خضع لأمر الآلهة المنزل فلا يكبر عليك مصابي وفقدي، وتعزَّيْ بأخي أورست الذي يبقى من بعدي، والآن فأنت تسمعين العسكر وما يبديه من الهياج والهدير، فهيا يا أمي تعالي لأودعك الوداع الأخير. إياك أن يغلب فيك الحزن على الصبر، هلمَّ يا أربات إلى الهيكل لإنفاذ الأمر.

الجزء الرابع

كليتمنستر – أوجين – حرَّاس
كليتمنستر : لا، لا تذهبي وحدك إنني لا أريد. ويلاه ما هذه الجيوش المتزاحمة؟ وما هذا الجمع العديد؟ اضربي يا جيوش اضربي وافعلي ما تريدين.
أوجين : إلى أين تذهبين يا مولاتي؟ وماذا تصنعين؟
كليتمنستر : آه قد خانتني قواي، لم تعد تحملني رجلاي، يا ربي أموت مرارًا من الحزن والضيق، ولا أموت مرة واحدة على التحقيق.
أوجين : أتدرين يا سيدتي من الذي سعى في هذه الفاجعة؟ أتدرين أية فتاة قربتها إيفيجنيا منها وهي حية لاسعة؟ إن إريفيليا الأسيرة التي أتيتم بها إلى هذا المكان، هي التي أذاعت سركم وكشفت الأمر لجميع اليونان.
كليتمنستر : آه، ما هذا البلاء؟ وما هذا المصاب العظيم؟ أنت لا تموتين يا كافرة وأنا أبقى في هذا الحزن الأليم. يا بحر ألا تثور أمواجك الطامية فتغرق هذه المراكب؟ ويا ريح ألا تهب عليها عواصفك فتنسفها من كل جانب؟ وأنت يا شمس إذ قد رأيت فعل هذا الأب الظالم، ارجعي على أعقابك فهو خير من النظر إلى هذه الجرائم. وأنت يا رب بل أنت أيتها الأم الحزينة الباكية، إن ابنتك تذبح الآن على الهيكل وهي صارخة شاكية، إنها تمدُّ إلى الجارحة عنقًا بريئًا ودماءً ذاكية، ويكاد الكاهن في دمها … مهلًا أيها الظالمون، قفوا إنكم تسفكون دم الأبرياء لو كنتم تعلمون. إني أسمع الرعد القاصف، وأرى ملاكًا يدافع عنها ويحميها من المنون.

الجزء الخامس

كليتمنستر – أوجين – أركاس – حرَّاس
أركاس : لا تخافي يا سيدتي؛ فإن ملاكًا يحارب لأجلك الآن، وقد دخل أشيل إلى الهيكل بعد أن مزق جموع اليونان، وهو لا يزال هناك، وقد منع الكاهن عن تقديم القربان، أما ابنتك فلم يجرِ عليها بعد السلاح، وقد أصبح الكل في هياج واضطراب يسلون الخناجر والصفاح. أما أشيل فقد وضع حول ابنتك أصدقاءه الأمناء، وقد رأيت أغاممنون ساترًا وجهه عن النظر وسمعه عن الإصغاء، ولا أعلم هل فعل ذلك شفقة من القتل أو سترًا للبكاء، فتعالي يا سيدتي ما دام الملك على هذه الحال، تعالي وساعدي بكلامك أشيل الساعي بخلاصك من الأهوال، فإن يده المخضبة بالدماء ستضع ابنتك بين يديك سليمة من كل عناء، وهو قد كلفني بأن آخذك إليه فتعالي ولا تخافي من الأعداء.
كليتمنستر : أنا أخاف، هيا بنا نجري فإني لا أخاف أعظم الخطر، بل أنا أذهب … ولكن ويلاه هذا عولس قد ماتت ابنتي قد نفذ القدر.

الجزء السادس

عولس – كليتمنستر – أركاس – أوجين – حرَّاس
عولس : لا يا سيدتي؛ فإن ابنتك لا تزال سالمة من المهالك.
كليتمنستر : سالمة هي وأنت تبشرني بذلك؟
عولس : نعم، أنا الذي طالما كنت ضدها وضدك، وقد ظننت أنني بذلك أثبت مجد زوجك ومجدك، ولما كانت الآلهة قد رضيت عنها الآن، فقد أتيت إليك معتذرًا عما كان.
كليتمنستر : ابنتي حية؟ إني لا أصدق ذلك، فأية أعجوبة بل أي ملاكٍ خلصها من هذه المهالك؟
عولس :
إني أقص على سماعك ما جرى
فتعجَّبي مما استتم وقدَّرا
إذ بينما اليونان يهدُرُ جمعهم
والجيش من حنق يضج تكبرا
والأرض واجفةٌ تميدُ بجندها
والجوُّ قد كسيَ العجاج الأكدرا
وبدا البريقُ من السلاح وزلزل
الميدان وارتفع الضجيج وأكثرا
وفتاتك الحسناء واقفة وقد
سالت مدامعها فبللت الثرى
تلقى جميع الجيش يطلب قتلها
وحبيبها فردًا يرد العسكرا
ويفرق الأبطال عن أن يقربوا
منها وقد صبغ النجيع الأبثرا
وافى له كلكاس كاهننا على
عجل وصاح بصوته متأثرا
يا أيها اليونان آشيل استمع
قد جدَّ أمرٌ قبل لم يك مظهرا
قد لاح لي سرٌّ عظيمٌ فاسمعوا
وكفى تثيرون الوغى والعثيرا
إن الفتاة أسيرة الجيش التي
قدمت إليَّ وأخبرتني ما جرى
من لم تكن تدري حقيقة أصلها
وأتت لتكشف منه ما قد أضمرا
قد قال لي ذا الآن ربي أنها
هي بنت هيلانا الخئون بلا امترا
ولدت لها سرًّا على أثر الزنا
فتبرأت منها لكي لا تظهرا
والآن قد حققتها وهي التي
يبغي الإله بأن تموت وتزجرا
هي ذي أمامكمُ فهذي ينبغي
أن تقتلوا فلها الممات تقدرا
هذي التي خانت صديقتها وقد
نشرت خفيَّ فرارها بين الورى
فلها يحق القتل لا أبغي لها
بدلًا ولست بقتلها متأخرا
وإذ انقضى منه الكلام تلفتت
كل العيون بنا إليها كي ترى
فإذا بنا نلقى أسيرتكم وقد
وقفت بوسط الجند تنظر ما جرى
فاهتاج كل الجيش يطلب قتلها
وانقض كاهنهم لها مستبشرا
فإذا بها ردَّته وهي تصيح لا
لا تدن مني وارتجع متذكرا
إن كنت حقًّا بنت هيلانا كما
قلتم يكن قتلي بكفي أجدرا
وتقدمت بشجاعةٍ للهيكل الـ
ـمنصوب إذ نظرت عليه خنجرا
وتناولته وسددته لصدرها
فجرت دماها كالغدير إذا جرى
وإذا بعصف الريح ثار وأزبد الـ
ـبحر العرمرم وهو محلول العرى
ودوى ضجيج الرعد فوق رءوسنا
وحكى وميض البرق زندًا قد ورى
فاستبشر الأجناد مما قد رأوا
وجميعهم أضحى يسبح من برى
إلا فتاتكِ فهي قد أضحت به
تبكي الأسيرة رحمةً وتحسرا
هذا الذي قد كان ثم سبقتهم
وأتيت مسرورًا إليكِ مبشرا

الجزء السابع

أغاممنون – عولس – أشيل – كليتمنستر – إيفيجنيا – أركاس – أربات – أوجين – حرَّاس
أشيل :
هنيئًا لنفسي قد بلغت مرامي
وخلصت من أهوى بحد حسامي
وقد غرَّ هذا الجيش أني مفردٌ
وما علموني في مقام لهام
أنا أسد البيداء يحمي عرينه
ويندو له ظفرٌ من الدم دامي
حبيبة قلبي يهنك النصر بي فقد
غدا لكِ خير الباسلين محامي
ووالله إني كان حلوًا لديَّ أن
ألاقي في منعى حماكِ حمامي
فلا تعذليني في الذي قد أتيته
وجودي على فعلي بعذر كرام
وأنت أيا مولاي عفوًا فإنني
لجئت لما قد قلته بكلامي
وما كنت أرضى أن أكون معاندًا
لفعلك لولا أن قضاه غرامي
فليس يطيق المرء قتل حبيبةٍ
ولو كان مذلولًا وغير همامِ
فكيف بمثلي فارسًا يلتقي الوغى
فعفوًا فإني نحو عفوك ظامي
أغاممنون :
صدقت لعمري في الذي قد أتيته
وأحسنت إذ أضحيت بنتي حامي
وإلا لكان السيف نال دماءَها
فحق بذا شكر لفضلك سامي
لأنك قد خلصتني من ظلامةٍ
غدوت إليها ملجأً بذمامي
وإني ويدري الله لو تمَّ موتها
قضيت بموت في البكاء زؤام
ومن ذا الذي يقضي بقتل فتاتهِ
على غير إرغام وسوءِ مرام
كذا أنت في ذا اليوم حق تشكري
إليكِ بما قد جئته لسلامي
فأنت مثال الطاعة الآن في الورى
وأنت لكل ابن أعز إمام
فلا تحسبي ما قد أتيت تجرُّؤًا
عليك ولا تدني إليَّ ملامي
وأنت فلا تأسي على ما فعلته
فقد كنت منقادًا له بزمام
وأنتم فسروا وافرحوا أن يومنا
غدا يوم أنس بالمسرة طامي
وهيا بنا للهيكل الآن كي نرى
زفافًا نلاقي فيهِ خير ختامِ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤