دولة المها باي!

ورغم حزنه الشديد على «ديفداتا» إلا أنه كان سعيدًا به وبما فعل …

فما فعله يدل على أنه أصبح مؤمنًا شديدَ الإيمان بقضيتهم … حتى إنه ضحى بنفسه لأجلها …

وتمنَّى لو أن بقية رجاله كانوا على نفس درجة إيمانه.

وتحقَّقَت أمنيتُه سريعًا … فقد أخذوا يصيحون باسم زعيمهم الذي ضحَّى بنفسه أمامهم.

وارتفعَت الأمواج وحملَت معها الزورق العملاق … وتراقصَت به … فلم يَعُد عليه قائد …

ووجدها «أحمد» فرصةً لرجاله أن يتسلقوه … فيساعدهم كثيرًا في التغلب على رجال «سوبتك».

فاقترب منه باليخت … ثم أطلق سهمًا مربوطًا بحبل … على جدار كابينة القيادة في الزورق … فتشبَّثت … ثم قام بسحبه حتى أصبح قريبًا منه …

ثم قام بتسلُّق الجبل حتى وصل إلى سطح الزورق … في الوقت الذي كان «عثمان» يتسلَّق فيه اليخت …

وأصبح لهما السيطرة على أكثر المركبتين مهارة …

ولم يمضِ وقتٌ طويل … إلا وبدأ الزورق يترنَّح … ويزداد ميله بقوة … فقد أثَّر فيه الانفجار …

وفي ثوانٍ معدودات … كان قد نام على جانبه.

وقبل أن يبتلعَه ماءُ المحيط.

كان «أحمد» قد غادره إلى سطح الماء.

ولمحَته زوارق رجاله … مثلما لمحَته زوارق «سوبتك».

فتسابقَت إليه الزوارق.

فهذه تسعى لتجده.

وتلك تسعى للقبض عليه … أو قتله.

والموج يرفعُه مرة فيرى الجميع ولا يرونه.

ويُخْفيه أخرى فيراه ولا يراهم.

وخاف «عثمان» من أن ينشغل الرجال بإنقاذ «أحمد» … فيتمكن منهم رجال «سوبتك»، فأخذ يطوف باليخت حول «أحمد».

ثم رمى له طوقَ نجاة. في الوقت الذي قد تمكَّن منه الإجهاد.

فارتمى عليه … وأخذ يحاول أن يُدخلَه في رأسه … أو يُدخل رأسه فيه فلا يكاد ينجح … إلا ويسحبه منه الموج … فيسبح خلفه مرة أخرى …

ومرة بعد أخرى … حتى كاد أن يستسلم للإجهاد ويغرق …

شعر بساعدَين قويَّين يُمسكان به من تحت إبطَيه.

ويُدخلانه طوق النجاة حتى صدره …

ثم يجذبان الحبل.

وقبل أن يرمح في إغفاءة عميقة.

كان «عثمان» قد رفعه إلى سطح اليخت.

وما كاد يُفيق حتى عرَف أن موت الضباط قد أثَّر في رجالهم … وأنهم بدءوا يستسلمون زورقًا بعد زورق.

وعندما أطلَّ عليهم من على سطح اليخت.

كانوا جميعًا يقفون في زوارقهم … ينتظرون رؤيته.

وبمجرد أن رأَوه … أخذوا يصيحون قائلين: «مهاريشي أحمد» … «مهاريشي أحمد».

لم تسمع أُذُن «أحمد» يومًا ما نداءً أجمل من هذا.

وعبر مكبر الصوت الخاص باليخت … نادى عليهم … وسألهم.

أيوافقون على الذهاب إلى جزيرة التمساح الآن … أم يعودون إلى جزيرة «باي»؟

وتصايح الجميع يطلبون الذهاب إلى جزيرة التمساح.

ومن غرفة قيادة اليخت … اتصل ﺑ «راجيف» … وطلب منه أن يلحق بهم هو و«إلهام» و«ريما» على جزيرة التمساح.

وفي الطريق … استقبلَتهم عشرات الزوارق … وقد ملأ صفيرها الفضاء.

وعلَت صيحاتُ التأييد من عشرات الرجال الواقفين على سطحها.

وما إن وصلوا إلى الجزيرة … حتى عرفوا أن عصابة «سوبتك» وكل من عمل معهم غادروا الجزيرة في طائرة كانت تقف خلف قصر الحاكم …

وازدحمَت السيارات تحمل «أحمد» ومَن معه لتخترق شوارع الجزيرة … وسط هتاف السكان الذين اصطفوا على جانبَي الطريق … حتى وصلوا إلى قصر الحاكم الهارب … فدخلوا يلتقطون أنفاسهم … حتى وصل «راجيف» ومعه «إلهام» و«ريما» … وهم في سعادة لم يشعروا بها من قبل.

ورأى «أحمد» أن يُنهيَ كلَّ شيء في حينه، فقال ﻟ «باي»: أرجو أن تُعدَّ نفسك …

باي: لماذا؟

أحمد: سنُوليك حاكمًا للجزيرة.

باي: لا … لا أريد … فأنا لا أصلح لهذه المهمة.

أحمد: إنك أنسب الموجودين لها.

إلهام: نعم يا «باي» … وأنا أرشحك.

ريما: وأنا أيضًا …

عثمان: أخرج إلى الناس في شرفة القصر.

راجيف: إنهم لا يعرفونني.

وخرج لهم ومعه «باي» إلى شرفة القصر … فارتجَّت الأرض من قوة صيحاتهم وهم يقولون «مهاريشي أحمد».

– بل «مهاريشي باي» … قولوا معي «مهاريشي باي».

وتعالَت الصيحات في كل مكان تقول «مهاريشي باي».

في الوقت الذي اتصل فيه رقم «صفر» ليُهنئه بالمنصب.

ويُهنئهم بنجاح العملية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤