كيف غدا حافظ من ذوي الأملاك

اشتغال حافظ بالسمسرة – بيعه منزلًا لا يمتلكه.

***

بين المهن التي زاولها حافظ أثناء جهاده في معترك هذه الحياة مهنة السمسرة، يوم كان كل واحد من الناس سمسارًا حتى غدا السماسرة أكثر عددًا من الذين يبيعون ويشترون.

وإن شابًّا كحافظ أوتي من زلاقة اللسان وقوة التعبير والتأثير ما أوتي، يمكن له أن يكون وسيطًا «سمسارًا» من أهون سبيل.

وقد أوقعت الصدف بين يدي حافظ رجلًا من ذوي الأملاك، أراد أن يرهن منزلًا له في أحد البنوك لقاء مبلغ ثلاثة آلاف جنيه، فأفهمه حافظ أن في وسعه إحضار هذا المبلغ إليه بفائدة لا تزيد على الخمسة في المائة في خلال ستة عشر يومًا، ثم أخذ منه حجة المنزل ووصول الضرائب ليقدمها إلى البنك جريًا على المعتاد.

عند ذاك فكر حافظ في طريقة تمكِّنه من بيع المنزل المذكور والاستيلاء على ثمنه، فاستحضر إليه وسيطًا لا يعلمه ولم يرَهُ من قبل، وقال إنه يريد بيع منزل له، ثم اتفق وإياه على آخر ثمن للبيع وفوضه في إجرائه وقبض العربون.

ولقد رأى الوسيط الجديد أن الثمن الذي يطلبه حافظ قليل في جانب ما يساويه المنزل من الثمن الحقيقي، فسرعان ما أوجد شاريًا قبض منه مبلغ مائة جنيه عربونًا بمقتضى التوكيل الذي معه من حافظ نجيب الذي تسمى باسم صاحب المنزل الحق. وبعد ذلك كشف طالب الشراء على المنزل في المحكمة المختلطة، فلما لم يجده مرهونًا ولا مباعًا لأحد اشتراه بمبلغ أربعة آلاف جنيه، أخذها حافظ غنيمة باردة.

ولعل صاحب المنزل الحقيقي لا يزال حتى الساعة يبحث عن حافظ، كما يبحث عنه البوليس السري إلى الآن.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤