إهداء الكتاب

إلى ذكرى من لا تزال ذكراها المحبوبة تجدد في قلبي حسرة الوجد وزفرة الجوى، إلى من كانت مصدر إلهامي، وشريكة مجهوداتي في صفوة ما سطره يراعي، إلى الصديقة الوفية، والزوجة المخلصة التي كنت أجد من راسخ إيمانها بالحق ورفيع تقديرها للصدق أحث مشجع ومهيب، كما كنت أجد في جميل استحسانها، وكريم إعجابها، خير مكافئ ومثيب، أهدي كتابي هذا — شأن كل ما لبثت أكتب منذ سنين عدة — ليمت إليها بمثل ما يمت إلي، وإن كان لم يحظ من نفيس تنقيحها بأقصى الكفاية، ولم يستوف من ثمين تهذيبها أبعد غاية، إذ بقيت طائفة من أجل أجزائه كانت قد أعدت كيما تعيد فيها نظرة متثبت مستمهل، ولكن أبى القدر إلا أن يحرم الكتاب تلك النظرة، ولو أني أوتيت سحر البيان مما أعبر به للناس عن نصف ما ضمنت حفيرتها من رائع الخواطر وشريف العواطف، لأسديت إليهم أضعاف أضعاف ما يستفيدون من كل ما أنا كاتبه، غير مستحث بهمتها الماضية، ولا مؤيد بحكمتها العالية.

المؤلف

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤