استبعاد

وصلَ ويل إلى الشركة يوم الاثنين متشوِّقًا لعرض ما توصَّل إليه على الفريق. ولكن قبل بدء الاجتماع، دعاه كيسي إلى مكتبه ليخبره بأمر ظنَّ أنه سيسعد به، لكنه كان مخطئًا.

أوضحَ كيسي أن «بلاي سوفت» تحتاج إلى متطوعين للذهاب إلى شيكاجو للمساعدة في تجهيز وإدارة جناح الشركة الكبير في معرض الألعاب الذي يُقام هناك سنويًّا. وقبل أن يتمكَّن ويل من إخبار رئيسه أنه لا يرغب في التطوع، أخبره كيسي أن اسمه قد أُدرِجَ بالفعل على قائمة المتطوعين.

كانت مدة المهمة عشرة أيام يقيم خلالها في واحدٍ من أجمل فنادق شيكاجو، وتمنحه الشركة — فضلًا عن ذلك — فرصة العودة إلى البيت في عطلة نهاية الأسبوع على متن طائرة، أو استقدام صديق إلى شيكاجو، أو البقاء هناك والاحتفاظ بثمن التذكرة. كان ويل حديث التخرج، وفي ظروف أخرى كان سيطير فرحًا بهذا العرض الذي يوفِّر له دخلًا إضافيًّا ورحلة مجانية. لكن الأمر يختلف هذه المرة.

قال ويل: «كيسي، أنا أريد أن أبقى هنا. سينعقد الاجتماع بعد أسبوعَين، ولدينا عملٌ يجب أن نقوم به إذا …»

فقاطعه كيسي بطريقة مهذَّبة. وقال: «أعلم. أعلم. ولكنك ساعدتنا بالفعل منذ بضعة أسابيع، ولذا أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام.»

كان ويل يدرك أنَّ كيسي لم يكن مقتنعًا تمامًا بذلك.

قال كيسي: «وسوف تعود قبل الاجتماع بيومَيْن على أية حال.»

واصلَ ويل المحاولة. فقال: «ولكن الأمر لا يتعلق بوجودي في الاجتماع، إنه يتعلق بفهمنا لكيفية …»

قاطعه كيسي مرة أخرى وقد بدا عليه شيءٌ من الضيق. «إذا كان جيه تي هاريسون يريد أن يفصلني فسيفعل. وإذا كان مبرره الوحيد هو أن اجتماعاتنا ليست مثيرة كعروض السيرك، فليس هناك ما أستطيع أن أفعله حيال ذلك.»

أرادَ ويل أن يصرخ قائلًا: «بل هناك ما تستطيع أن تفعله!» لكنه أدركَ أن كيسي كان يعد نفسه بالفعل لأسوأ الاحتمالات. وإذا كان جيه تي قد اتخذ قراره بالفعل، فإن إثارة قلق كيسي بشأن الوضع سيكون أمرًا قاسيًا.

لم يستطع ويل أن يصدِّق أن هذه الكلمات تخرج من فمه، وهو يقول: «متى سأغادر؟» وكان الإحباط يبدو واضحًا على وجهه.

فضحكَ كيسي. وقال: «الأمر لا يستحق كلَّ ذلك يا ويل. أنت لست ذاهبًا إلى الحرب. بل إلى شيكاجو. ويجب أن تكون هناك بعد ظهر غد.»

سألَ ويل: «إذن يمكن أن أسافر على متن الرحلة التي تغادر الليلة؟»

فردَّ كيسي قائلًا: «بالتأكيد. إذا أردت ذلك.»

قال ويل: «حسنًا. إذن سأراك في الاجتماع بعد بضع دقائق. وسأحتاج بعض الوقت للحديث عن الاجتماعات بما أنني لن أكون موجودًا طوال الأسبوعَين القادمَين.»

أومأ كيسي بالموافقة على مضض.

غادرَ ويل، وكان يعلم أن الساعتَين القادمتَين ربما تحدِّدان مصير كيسي وشركته. ووجدَ نفسه يتساءل هل كان ينبغي له التقدُّم إلى العمل في شركة «ستاربكس».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤